حصلت الجزيرة نت على مقاطع فيديو تُظهر اعتقال الشرطة البلجيكية أمس الجمعة مجموعة من المتظاهرين الذين يرفعون العلم الفلسطيني في العاصمة بروكسل ضمن احتفال يسمى "تومورو لاند".

وعلى مدى الأشهر الماضية، شهدت دول أوروبية احتجاجات حاشدة ومتكررة للتنديد بالحرب التي يشنها جيش الاحتلال على غزة.

وتتمحور مطالب المتظاهرين حول توجيه دعوات للسياسيين في بلادهم وللجامعات والشركات بسحب الاستثمارات التي يمتلكونها في الشركات والمؤسسات الإسرائيلية المنتفعة من الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حراك الجامعات

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لمحو الأمية

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي

shinas2020@yahoo.com

لا ريبَ أنَّ العلم هو النور الذي يضيء العقول، ويبيد ظلام الجهل، وهو الدواء لسموم الخرافات، وكما قال الأولون؛ فإنَّ كل عز لم يُؤيد بالعلم فإلى الذل يصير، إنه الحبل المتين الذي نتمسك به فنخرج من بئر الأمية إلى فضاءات المعرفة، وهو السلاح الذي يُقاوم الظلم والتهميش، وهو المعول الذي نُحطم به سجن الجهل الذي يُعيق الإنسان عن رؤية جمال الحياة وعظمتها، وهو الخريطة التي نرسم عليها آمال مستقبل مشرق لأجيال تستحق.

وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم والتعليم أيما اهتمام، ولم يكن عجيبًا أن تكون أوَّل آية نزلت على رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- تدعو إلى العلم والقراءة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، فهي رحلة مُمتدة في حياة المُسلم، لا تعرف حدودًا، ولا يوقفها زمان أو مكان، ولا تعرف فرقًا بين صغير وكبير، أو بين رجل وامرأة، فقال صلى الله عليه وسلم: "طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ". وإذا كانت مُهمة المسلم الأولى في هذه الحياة هي عبادة الله وحده، ودعوة النَّاس إلى توحيده سبحانه وتعالى، فإن ذلك لا يكون عن طريق الجهل، بل إنِّه يتم على بصيرة وعلم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، وإذا كان الإسلام قد نزل على قوم يتفاخرون باللغة والشعر، ويحتفون بالشعراء والأدباء، فإنَّ الإسلام قد اهتم ببناء المجتمع المعرفي منذ بزوغ فجره، فحرص على انتشار القراءة والكتابة، ومحو الأمية، وليس أدلَّ على ذلك من جعل فداء بعض أسرى بدر من المُشركين هو تعليم 10 من الصحابة أو أبناء الصحابة القراءة والكتابة. وقد شهدت الحضارة الإسلامية على امتداد رقعتها شرقاً وغرباً نهضة علمية كبرى، ومسيرة معرفية ضخمة، فأنشئت المراكز العلمية، والمؤسسات البحثية، والمكتبات الثقافية، وقد عرفت الحضارة الإسلامية أنواعًا متعددة من المكتبات، فانتشرت في جميع أرجاء الدولة الإسلامية، وكان منها مكتبات قصور الخلفاء، ومكتبات المدارس، والكتاتيب، والجوامع، وعواصم الإمارات، فرأينا مكتبة بغداد (بيت الحكمة) شرقًا، ومكتبة القاهرة (دار الحكمة) في قلب العالم الإسلامي، ومكتبة قرطبة غربًا، والتي شهدت تدفق الباحثين والمتعلمين من شتى بقاع العالم، لينهلوا من ذلك المَعين الذي لا ينضب.

وقد اعتنت سلطنة عُمان بالعلم والعلماء على مر العصور، وحملت مسؤوليتها في مكافحة الأمية والجهل، ونشر العلم والمعرفة في كل شبر من أرضها الطيبة، ورحم الله السُّلطان قابوس حين جعل من العلمِ أول لبنة لبناء عُمان الحديثة، وجعل من العلمِ مشكاةً تضيء طريق عُمان المتطورة؛ ففي أوَّل خطاباته -رحمه الله- كان يحث على أهمية العلم والتعلم. وقد بدأت رحلة السلطنة الحديثة نحو القضاء على الأمية والجهل مع بدايات سبعينيات القرن الماضي، وتوالت الإنجازات على مدى 54 عامًا من مسيرة النهضة الحديثة، وحتى عهدها المُتجدد الذي نعيش في ظلاله اليوم.

ولقد أدرك العالم أهمية الاصطفاف من أجل القضاء على الأمية، ومواجهة التحدي الكبير نحو عالم أفضل، فتبنت الأمم المُتحدة منذ عام 1966م الجهود الرامية إلى التخلص من الأمية، فخصصت الثامن من شهر سبتمبر سنويًّا؛ يومًا عالمياً للقضاء على الأمية، كتذكير للشعوب بأهمية مُكافحة الأمية كواحدة من قضايا الكرامة وحقوق الإنسان، ونشر الوعي والمعرفة، ومساعدة الأفراد للحصول على فرص عمل، وتحسين وضعهم المعيشي، وتمكين الأفراد والمجتمعات للوصول إلى التنمية المستدامة.

إنَّ الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية يأتي هذا العام ليكون تجسيدًا لجهود السلطنة في القضاء على الأمية بكل أنواعها، سواء كانت أمية تقليدية، أو أمية معلوماتية ومعرفية، ونشر العلم، وليشهد ذلك الجهد، وتلك الحملة المباركة؛ مشاركة مجتمعية رائعة من كل فئات المجتمع، فالمواطن العماني هو الشريك الأصيل في تلك المسيرة التعليمية المباركة.

وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودا جبارة للقضاء على الأمية، وذلك بالشراكة بين المؤسّسات الحكومية ومؤسّسات وشركات القطاع الخاص والمُجتمع المدني، مع تواصل الجهود للانتقال بالمفهوم الضيِّق لمحو الأمية من مجرد المعرفة بالقراءة والكتابة؛ إلى مفهوم أوسع وأشمل وهو التعليم المستمر، والتعلم مدى الحياة، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والمساهمة في بناء الوطن ورقيه وازدهاره، لتحقيق رؤية عمان 2040، كما تسعى الوزارة إلى الالتزام بتنفيذ بنود وتوصيات العقد العربي لمحو الأمية (2015/ 2024)، والذي أقرته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأن تصبح الدول الأعضاء في هذا العقد خالية من الأمية عام 2024.

ختامًا.. ندعو الله أن يبارك تلك الجهود الحثيثة من كل المكونات العمانية؛ قيادة وشعبًا، لتخطي حاجز الأمية، وتحطيم ذلك العائق؛ استنادًا إلى رؤية ثاقبة، وسلوك قويم، وعمل دؤوب، ومشاركة فاعلة، وتعاون مثمر، وتكاتف بنّاء، لتوفير التعليم للجميع، في طريق مستقبل مشرق.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل 5 متظاهرين خلال احتجاجات في تل أبيب
  • إعلام إسرائيلي: إصابة عدد من المتظاهرين في مواجهات مع الشرطة بحيفا
  • إعلام إسرائيلي: الشرطة تعتدي على متظاهرين يطالبون بإبرام صفقة تبادل بتل أبيب
  • شاهد: أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عبر التاريخ تعرض في مهرجان سعودي
  • اليوم العالمي لمحو الأمية
  • مظاهرة حاشدة في لندن تطالب بوقف الإبادة في غزة وإنصاف الفلسطينيين (شاهد)
  • العلم ليس فقط للشباب.. أربيل تحتفل بتكريم خريجي محو الأمية (صور)
  • شاهد| 26 مسيرة في صعدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني تحت شعار “مولد نبي الهدى.. دعوة لنصرة غزة والأقصى”
  • معاش لأسرة سامية
  • الصين تعتقل موظفين في "أسترازينيكا".. ما السبب؟