سرايا - عاشت مدينة طولكرم بشكل خاص، والضفة الغربية بشكل عام الساعات الماضية حالة غير مسبوقة من الغيان والغضب والاستنفار، بعد محاولة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية اعتقال أحد أبرز المقاومين والمطلوبين للجيش الإسرائيلي بالقوة، بعد محاصرته داخل أحد المستشفيات.


لكن، ما جرى في المدينة التي باتت حصنًا قويًا بوجه الجيش الإسرائيلي كجنين وغيرها من مدن الضفة، فقد رفض أبنائها هذا الاعتقال “التعسفي” وحاولوا بكل قوة حماية المقاوم وإبعاده عن أيدي عناصر الأمن الفلسطينية الطويلة وإخفائه داخل المشفى، بل أكثر من ذلك حين استقبلته مدينته كاستقبال الابطال بعد تهريبه من المكان التي كانت أجهزة الامن تحاصره فيه لساعات طويلة.




هذا ما جرى مع المقاوم محمد جابر، الذي يلقب بـ “أبو شجاع” قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، بعد محاولة أجهزة أمن السلطة اقتحام مستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم شمالي الضفة واعتقاله، إلا انهم تفاجئوا بسيل من المواطنين اقتحموا المستشفى وتصدوا لهم بالقوة ورفضوا أمر الاعتقال وأخفوا “أبو شجاع” وهربوه من المستشفى إلى داخل مدينته التي تحميه.


هذا السلوك فجر موجه غضب فلسطينية عارمة بالضفة ضد أجهزة أمن السلطة، وسط اتهامات حول “الدور المشبوه” الذي تلعبه في ملاحقة المقاومين واعتقالهم بالقوة ومصادرة أسلحتهم والزج بهم داخل سجونها، بأوامر من الجانب الإسرائيلي، وفق ما ينص عليه “التنسيق الأمني” الذي لم يتوقف لدقيقة واحدة رغم اعلان السلطة الفلسطينية لأكثر من مرة توقفه بشكل نهائي.


وحاصرت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، صباح الجمعة، قائد “كتيبة طولكرم” “أبو شجاع” داخل مستشفى ثابت ثابت ، وبث ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر اقتحام قوة مدججة من أجهزة السلطة الفلسطينية للمستشفى، ومحاولتهم اعتقال “أبو شجاع” حيث يتلقى العلاج، إلا أن الأهالي تصدوا لهم ومنعوهم من التقدم.


واستخدمت أجهزة السلطة الغاز المسيل للدموع؛ في محاولة فض تجمع مجموعة من النساء اللاتي شكلن حاجزا بشريا، يحول دون الوصول إلى “أبو شجاع”.


ودعت “كتيبة طولكرم” أهالي المدينة كافة إلى النفير العام، من أجل فك الحصار عن قائدها “أبو شجاع”، وفي وقت لاحق، قالت مصادر فلسطينية؛ إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة انسحبت من محيط المستشفى دون اعتقال “أبو شجاع”.

يشار إلى أن “أبو شجاع” نجا من عدة محاولات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العديد من رفاقه استشهدوا في تلك المحاولات.

و”أبو شجاع” هو أسير محرر، وشقيق لشهيد قضى سابقا بأحد اقتحامات قوات الاحتلال لمخيم طولكرم.


حركة “حماس”، عقبت على الحادثة، وقالت إنّ سلوك أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين واعتقالهم ومصادرة سلاحهم وصل إلى أخطر مراحله، داعية الكل الفلسطيني إلى استنكار هذه السلوكيات وإدانتها والعمل بحزم لوقفها.

وأضافت في تصريح نُشر لها “سلوك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين واعتقالهم ومصادر سلاحهم والتي كان آخرها اليوم في محافظة طولكرم من محاصرة المجاهد محمد جابر أبو شجاع داخل مستشفى ثابت ثابت حيث يتلقى العلاج، وصل إلى أخطر مراحله، وعلى الكل الوطني الفلسطيني أن يتداعى إلى استنكار هذه السلوكيات وإدانتها والعمل بحزم لوقفها”.

وأشادت الحركة “بالوعي الجماهيري العالي والاستجابة السريعة من جماهير طولكرم لمنع اعتقال المجاهد أبو شجاع وفك الحصار عنه”، مؤكدة أنّ “على قيادة السلطة لجم الأجهزة الأمنية عن ملاحقة المقاومة والمطاردين للاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة، والإفراج عن المقاومين المعتقلين في سجونها، وتسخير سلاحها لحماية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى الإبادة الجماعية.


وشددت “حماس” على أنّ “استمرار الأجهزة الأمنية في إطلاق النار على المقاومين ومصادرة سلاحهم وما أعدوه للدفاع عن أبناء شعبنا ضد قوات الاحتلال والمستوطنين يتعارض مع الموقف الوطني الموحد والذي يتبنى المقاومة بكل أشكالها، والتي أكد عليها بيان بكين الأخير”.


وأوضحت أنّ “هذه السياسة لأجهزة السلطة تسيء لنضال شعبنا الفلسطيني الذي يضرب أروع الأمثلة في الصمود وتحدي آلة الاحتلال الإجرامية في قطاع غزة”.


كما قالت حركة الجهاد الإسلامي، إنّ إقدام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على محاصرة قائد كتيبة طولكرم المقاتل أبو شجاع داخل مستشفى حيث يتلقى العلاج بهدف إلقاء القبض عليه يدل بوضوح على أنّ التنسيق الأمني تجاوز كل الخطوط الحمراء ويؤذي كل مساعي الوحدة والمصالحة الوطنية.


وأضافت الجهاد، “إذ ندين هذا السلوك الشائن، ونحيي شجاعة اهلنا في طولكرم الذين هبوا لمنع السلطة من اعتقال واحداً من أبرز المجاهدين في الضفة، فإننا ندعو كل القوى والفعاليات الوطنية للجم السلطة وأجهزتها الأمنية من المضي في هذا النهج الذي لا يخدم إلا العدو وحده”.


“كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لـ حركة الجهاد الإسلامي، هددت أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالاستهداف بالرصاص، إثر محاولتها اقتحام مستشفى ثابت ثابت واعتقال “أبو شجاع”، وقالت في بيان لها: “نوجه رسالتنا إلى أفراد الأجهزة الأمنية، وبعد أن تمادوا بالإساءة، وبعد أن نفد صبرنا، إننا نشهد الله، ونشهد الناس أجمعين، أنهم كما العدو لا يفهمون إلا لغة الرصاص والقوة، فمن سيعتدي علينا سنعتدي عليه بمثل ما اعتدى، ومن يسيء ويستبيح دماء المجاهدين وأمهات الشهداء سيلقى منا ما سيلقاه”، فيما حيت كتيبة جنين من هبوا للدفاع عن المقاومين.


وتابعت الكتيبة: “تطل علينا الأجهزة الأمنية اليوم، وفي ظل شلال الدم النازف والمجازر الإسرائيلية في غزّة الحبيبة، وبعد أيام وساعات قليلة من استشهاد أحد أفراد المؤسسة الأمنية الذي قتله جنود الاحتلال، بل أعدموه بدم بارد أمام مقرهم في طوباس من دون تحريك أي ساكن وحتى دون شجب أو استنكار وتنديد”.

وذكرت: “بعد كل هذه الدماء، وفي ظل هذه التضحيات، يطل علينا أفراد الأجهزة الأمنية ملثمين ومدججين بالسلاح ليحاصروا ويقتحموا أحد المستشفيات في طولكرم محاولين اعتقال القيادي والمطارد من الاحتلال أبو شجاع الجابر بعد إصابته، كما فعلوها من قبل في مدينة جنين محاولين اعتقال واختطاف الأخوة والقادة في كتيبة جنين من مستشفى ابن سينا، وقد قاموا أيضاً بالاعتداء على أمهات الشهداء اللواتي ذهبن لحماية أبنائهن، وكانوا قد فعلوها سابقاً مع أمهات شهداء كتيبة جنين عند زيارتهن مدينة طولكرم”.


وجاء في البيان: “إن كان ردنا على الخونة والمستسلمين مزيداً من الاتهام لهم، فهم لم يعودوا يخشون الاتهام، وإن كنا نعتقد أن دماء الشهداء ستعريهم، فهم منذ اتفاق أوسلو فقدوا آخر ورقة توت كانوا يسترون بها عريهم ولا يتحركون، فهل من سبيل آخر لوقف هذه المهزلة؟!”.

اعتقال “أبو شجاع” لم ولن تكون الحلقة الأخيرة، ففي ساعات متأخرة من ساعات الليلة الماضية، قالت مصادر محلية إن اشتباكات مع مقاومين بعد أن حاولت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقال أحد عناصر كتيبة طوباس.

وأكدت كتيبة طوباس في سرايا القدس أن قوة من أجهزة السلطة حاصرت الليلة الماضية أحد مجاهديها واطلقت الرصاص عليه في محاولة لاغتياله.

وأكدت الكتيبة أن ما حصل في مدينة طولكرم، يعاد نفس المشهد في مدينة طوباس حيث تقوم الأجهزة المكلفة من قبل جهاز الشاباك اعتقال واغتيال المجاهدين بلا رحمة ولا شفقة وبلا دوافع دينية وإنسانية.
وأغلق الأهالي عدد من شوارع طوباس بعد احتجاجات واشتباكات بين الشبان والأجهزة الأمنية الفلسطينية على خلفية محاولة اعتقال أحد عناصر كتيبة طوباس.

وفي بيت لحم، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وعناصر من الأجهزة الأمنية امتدت إلى بيت لحم بعد مظاهرة عفوية رافضة للاعتقال السياسي وملاحقة المقاومين.

ويبقى التساؤل أمام هذا التطور..
لمصلحة من اعتقال المقاومين بالضفة؟ وما الجائزة التي تُجنيها السلطة؟ وماذا عن تهديد “كتيبة جنين” والتعامل بالرصاص؟ وهل مقبلون على مرحلة جديدة؟

رأي اليوم

إقرأ أيضاً : نتنياهو يتجه إلى إقالة غالانت بسبب تصريحاته عن التهدئة بغزة إقرأ أيضاً : نتنياهو يلمح لأول خلاف مع المرشحة لمنصب الرئيس الأمريكي "هاريس"إقرأ أيضاً : إيكونوميست: مروان البرغوثي الثاني على قائمة حماس .. فهل سترضى (إسرائيل) بالإفراج عنه؟

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مدينة أمن المدينة الامن محمد أمن مستشفى مدينة أمن مستشفى المدينة الاحتلال الاحتلال أمن اليوم محمد مستشفى العالي قيادة الشعب الاحتلال بكين الاحتلال مستشفى مستشفى الناس جنين الاحتلال مدينة جنين جنين مستشفى جنين مدينة سرايا القدس مدينة مدينة دينية الامن سرايا قيادة المدينة مدينة دينية بكين اليوم أمن الناس الله القدس مستشفى الاحتلال الشعب الثاني محمد العالي الرئيس جنين الأجهزة الأمنیة الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة ملاحقة المقاومین مستشفى ثابت ثابت أجهزة أمن السلطة کتیبة طولکرم مدینة طولکرم أجهزة السلطة کتیبة جنین فی مدینة أبو شجاع

إقرأ أيضاً:

ناشطون وقانونيون: إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية يتطلب «دستور دائم»

رأى ناشطون وقانونيون أن التأسيس للأجهزة الأمنية والعسكرية لا يتم إلا إذا كان هناك استقرار كامل في الدولة السودانية.

كمبالا: التغيير

أكد ناشطون وقانونيون، أن إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية في السودان، يتطلب وجود دستور دائم يلزم تلك المؤسسات بدورها في حماية الوطن والدستور.

وقالوا إن الجيش السوداني منذ الاستقلال لم يخض حرباً خارجية ويمارس العنف ضد الشعب السوداني.

وأقيمت اليوم الأربعاء، بقاعة محجوب محمد صالح في مقر طيبة برس بكمبالا، حلقة نقاش حول “تعزيز دور الشباب والنساء في بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية بعد الحرب”.

الحكومة المدنية والعسكر

وقال عقيد معاش طارق محيسي، إن فلول النظام السابق أشعلوا الحرب للعودة إلى السلطة من جديد عبر كوادرهم الموجودة في المؤسسة العسكرية.

وحمل حكومة الثورة المسؤولية في ذلك، قائلًا: “حكومة الفترة الانتقالية لم تطل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وما حدث تغيرات خجولة من (حمدوك)”.

وأضاف محيسي: “ثورة ديسمبر صاحبها خلل كبير بعدم بحثها عن شرفاء الأجهزة الأمنية، واهتمت بالمؤسسات المدنية وأغفلت الأجهزة النظامية”.

وتابع: “لابد أن يكون لنا وجود في هذه الأجهزة الأمنية لحماية الحكم المدني الديمقراطي”.

واستدرك قائلًا: “الحكومة المدنية يجب أن تكون لها أجهزة عسكرية وأمنية تقف في وجه كل من يقف أمام التحول المدني الديمقراطي، لأن الدولة المدنية تحتاج إلى عسكر”.

ولفت محيسي إلى أن الشباب يعزفون عن المشاركة في الأجهزة الأمنية لأنهم يرون أن تلك الأجهزة تمارس العنف ضدهم خاصة في عهد نظام الإنقاذ الذي بدأ بدق مسمار في الرأس وانتهى بالخرطوش في الدبر.

وأشار إلى أن الحكومات المتعاقبة على حكم السودان سرقت أحلام الشباب السوداني.

وطالب محيسي، بضرورة مراجعة اتفاق جوبا وصولاً لتكوين جيش وطني موحد بعيداً عن اقتسام السلطة والثروة هدفه حماية الوطن والدستور، والعدالة في توزيع الفرص في الأجهزة الأمنية.

كما طالب بضرورة إعادة صياغة التدريب في المؤسسات العسكرية، مراجعة الامتيازات الذي يحصل عليها كبار الضباط، وإزالة التمكين داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية.

الوجود النسائي

من جانبها، قالت د. نعمات كوكو، إن حكومة الثورة لم تكن لديها الرغبة في تغيير الأجهزة الأمنية.

وأضافت: “نظام الإنقاذ كان لديه مشروع والدليل على ذلك حديث علي عثمان عن كتائب الظل، وحكم 30 سنة لضعف القوى المدنية”.

وأشارت إلى أن الشباب لن ينضم للجيش والشرطة والأمن ما لم يكن في مشروع وطني متكامل.

ونادت نعمات بضرورة أن يكون للنساء وجود في الأجهزة الأمنية خاصة الشرطة التي تباشر أعملها مع النساء بشكل مباشر.

الدستور الدائم

من جهته، قال الناشط الحقوقي الفاتح حسين، إن إصلاح المؤسسات العسكرية لا ينفك عن المؤسسات الموجودة في السودان، وأضاف أن “أس المشكلة عدم وجود دستور دائم في السودان”.

وتابع: “التأسيس لهذه الأجهزة لا يتم إلا إذا كان هناك استقرار كامل في الدولة السودانية، وفرطنا في حكومة الثورة بأن الأجهزة الأمنية لم يطالها التغيير”.

واعتبر حسين أن الوثيقة الدستورية هي السبب الأساسي للحرب، لأنها أعطت عملية إصلاح الجيش والأمن والشرطة للعسكر”.

وزاد: أيضًا الوثيقة الدستورية نصت في المادة 35 أن تكون القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حامية للوطن وسيادته”.

الوسومالجيش السودان الشرطة الفلول المخابرات ثورة ديسمبر حكومة الثورة علي عثمان كتائب الظل كمبالا

مقالات مشابهة

  • بالصور | السايح يعقد اجتماعًا موسعًا مع الأجهزة الأمنية حول تأمين الانتخابات بالمنطقة الغربية
  • فرنسا تستعد لليلة ساخنة.. تمتزج فيها الرياضة بطعم السياسة.. مخاوف من تكرار أحداث أمستردام
  • مدير أمن المهرة: الأجهزة الأمنية تخوض مواجهات مع عصابات تهريب المخدرات
  • مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات
  • ناشطون وقانونيون: إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية يتطلب «دستور دائم»
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم الفلسطينية وتحاصر منزلًا في عزبة الجراد شرقًا
  • بو عاصي: هذا العمل الإجرامي في عهدة الأجهزة الأمنية
  • الأجهزة الأمنية بالقاهرة تواصل جهودها لمكافحة جرائم السرقات
  • كتيبة جنين تستهدف الاحتلال غرب المدينة.. واقتحام عدة بلدات في الضفة
  • كتيبة جنين تستهدف الاحتلال في غرب المدينة.. واقتحامات لعدة بلدات في الضفة