الاتحاد الرياضي والحكومة
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
أحمد العامري
الاتحادات العربية لمختلف الرياضات في الوطن العربي تُظهر بعضها تفاعلاً ملحوظاً مع الجماهير عند انتقاد أداء الفرق أو الأفراد. هذا التفاعل يصل أحيانًا إلى انتقاد رئيس الاتحاد والمطالبة برحيله، بل وحتى فصل المدربين أو اللاعبين لسوء الأداء.
يبدو أن بعض هذه الاتحادات تدرك جيداً أهمية الجماهير الرياضية ودورها الحيوي في المشهد الرياضي.
ومع ذلك، نجد أن بعض الحكومات العربية لا تزال بعيدة عن هذا النهج، حيث لا تولي اهتماماً كافياً لمطالب مواطنيها وتضيق عليهم في أبسط الأمور. هذه الحكومات بحاجة إلى فهم أن تفاعلها مع المواطنين لا يقل أهمية عن تفاعل الاتحادات الرياضية مع جماهيرها.
إذا نظرنا إلى الحكومة كما ننظر إلى فريق كرة القدم، سنجد أن الحكومة تتكون من مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون وزراء ومسؤولين، بينما ميدان الأداء هو الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من ميادين الخدمات، والجمهور هو الشعب.
للجمهور الحق في تمجيد الفريق عندما يكون الأداء جيدًا، وله أيضًا الحق في التعبير عن غضبه والمطالبة بتغييرات في الفريق إذا كان الأداء دون المستوى المطلوب.
في الرياضة، عندما يطالب الجمهور بتغيير مدرب أو لاعب بسبب سوء الأداء، يكون الهدف هو تحسين الأداء والعودة إلى مسار النجاح. وبالمثل، يجب على الحكومات أن تصغي لمطالب شعوبها وتعمل على تحسين الأداء من خلال إجراء التغييرات الضرورية في السياسات أو المسؤولين.
التجاهل المستمر لمطالب المواطنين يؤدي إلى فقدان الثقة وتزايد الاستياء، مما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاستقرار والتنمية.
من الجدير بالذكر أن بعض الاتحادات الرياضية تتبع سياسة الشفافية والمساءلة أمام الجماهير، حيث يمكن للجماهير معرفة تفاصيل الأداء وأسباب الفشل وأيضًا خطة التحسين.
هذا النوع من الشفافية يعزز الثقة بين الجماهير والاتحاد. بنفس الطريقة، على الحكومات أن تكون شفافة في سياساتها وقراراتها، وأن تكون مستعدة للمساءلة أمام شعوبها.
إضافة إلى ذلك، بعض الاتحادات الرياضية غالباً ما تُنظّم منتديات ولقاءات مع الجماهير لسماع آرائهم ومقترحاتهم، مما يعزز من التفاعل الإيجابي ويشعر الجماهير بأهميتهم وتأثيرهم.
هذا النهج يجب أن تتبناه الحكومات من خلال فتح قنوات تواصل فعالة مع المواطنين، وتنظيم لقاءات دورية لسماع آرائهم ومقترحاتهم والعمل على تنفيذ ما يمكن من هذه المقترحات.
بالتالي، يجب أن تتعلم الحكومات من بعض الاتحادات الرياضية كيفية التفاعل مع الجمهور بشكل إيجابي وبناء، وتقدير أهمية الرأي العام في تحقيق النجاح والاستقرار.
إن الاستماع إلى المواطنين وتلبية مطالبهم ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل هو أيضاً استراتيجية ضرورية لضمان التطور والازدهار. علاوة على ذلك، إشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرار يعزز من إحساسهم بالمسؤولية والمواطنة، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل وعلى الوطن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السعدي: حكومة أخنوش تحملت كلفة الإصلاح الذي تهربت منه الحكومات السابقة
زنقة20ا الرباط
أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أمس الجمعة بمجلس النواب، أن الإصلاحات التي تقوم بها حكومة عزيز أخنوش غير مسبوقة، مشددا على أن الحكومة الحالية تحملت مسؤولياتها في تنزيل إصلاحات تهربت منها حكومات سابقة نظرا لكلفتها.
وأوضح السعدي، خلال جلسة عمومية لجواب الحكومة والتصويت على الجزء الثاني وعلى مشروع قانون المالية أول أمس الجمعة، أنه كان من الممكن أن تختار هذه الحكومة الحلول السهلة ودغدغة مشاعر المغاربة ووضع المال العام في الاستهلاك.. ونتهلاو في المغاربة، لكنها تحملت الإصلاحات رغم صعوبتها، حيث خصصت 85 مليار للتعليم، وزادت في أجور الأساتذة، وأنشأت مدارس الريادة.
وحذر السعدي من خطاب الشخصنة وإطلاق الإتهامات المجانية التي يلجأ إليه البعض تهريبا للنقاش الحقيقي والسياسي الذي ينبغي أن يكون.
وأشار إلى أن صدر الحكومة رحب من أجل الاستماع للمقترحات البناءة، وليس لبعض الأساليب التي تشكك في المؤسسات وتسيء إليها، مطالبا باحترام مؤسسة رئاسة الحكومة بغض الطرف عمن يرأسها.