مافيا الأسمدة يسيطرون على الأسواق.. والفلاح في أزمة
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
تصاعدت أزمة نقص الأسمدة الزراعية وارتفاع أسعارها بالدقهلية، ومع تفاقم الأزمة اتهم المزارعون سياسة وزارة الزراعة المتخبطة فى خلق وظهور ما يسمى بمافيا تجارة الأسمدة، وسيطرتها على السوق واستخدامها سياسة التعطيش، ثم العرض لتحقيق مكاسب خيالية من جيوب الغلابة، حيث يضطر المزارع الى شراء شيكارة السماد مقابل 1200 جنيها.
وأكد المزارعون، أنهم يواجهون معاناة في الحصول على الحصة المدعمة من السماد، بسبب اختلاف توقيت التوزيع بما يتناسب مع المواسم الزراعية، بالإضافة إلى انخفاض الكميات بشكل دائم بالجمعيات التعاونية.
وأضاف المزارعون أن ، شركات القطاع تقتنص من الحصة المتفق عليها لوزارة الزراعة لصالح التصدير الخارجي، وهو ما يجبر الفلاح للجوء إلى السوق السوداء لشراء الأسمدة بسعر خيالى رغم وجود بروتوكول بين الحكومة وشركات الأسمدة بتوريد 55% من الإنتاج لوزارة الزراعة، إلا أن الشركات تمتنع عن توريد تلك الحصة.
ومن جانبه أكد السيد النفيلى مهندس زراعى أن الأسمدة تمثل أحد أهم عناصر الإنتاج الزراعى والتى تساعد على زيادة معدلات الإنتاج، وطالب النفيلى بحل مشكلات نقص حصص الأسمدة المقررة للحاصلات الزراعية وتذليل العقبات أمام المزارعين للحصول على مقرراتهم كاملة وفى المواعيد المحددة، وضرورة إلزام الشركات المنتجة للأسمدة بتوفير الحصص المقررة للسوق المحلية لتلبية احتياجات القطاع الزراعى خاصة وأن تلك المصانع تحصل على العديد من الحوافز والمميزات مقابل توفير حصة محددة من إنتاجها للسوق المحلى بأسعار مناسبة.
وأرجع إيهاب عبده مهندس زراعى أسباب الأزمة إلى عدم التزام المصانع المنتجة للأسمدة بتسليم النسبة المقررة المقدرة بنحو 55% من إجمالى الإنتاج إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لتغطية احتياجات السوق المحلي، فضلا عن زيادة تكاليف النقل والشحن العالية للأسمدة، وعدم التزام المزارعين بالزراعة وفقًا للتركيب المحصولى المدون بالبطاقات الزراعية، وصرفهم الأسمدة المقررة للمحاصيل الزراعية التى قد لا تحتاج وقت للصرف، والتفاوت الكبير بين أسعار الأسمدة المدعمة وأسعار الأسمدة المصدرة، الأمر الذى يدفع الشركات المنتجة للتوجه إلى التصدير الزيادة المستمرة فى أسعار الخامات نتيجة زيادة أسعار الوقود والزيوت وقطع الغيار وتكلفة العمالة.
وطالب عبدالمنعم قابيل من كبار المزارعين بالدقهلية بضرورة وضع حد أقصى لحصة كل تاجر شهريًا، وذلك لكسر الاحتكار لهذه السلعة الإستراتيجية، والعمل على صرف الأسمدة على الجميع من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية لتحقيق الشفافية، وعدم التلاعب بالأسعار، وضرورة إحكام الرقابة والتفتيش المستمر على كبار موزعى الأسمدة للتأكد من عدم وجود حالات احتكار للأسمدة.
ونادى قابيل بضرورة التزام الشركات الحكومية المتعاقدة بسد احتياجات السوق المحلى من الأسمدة قبل التوجه نحو التصدير بأسعار مقبولة، مع فرض جزاءات كبيرة على الشركات المنتجة التى لا تلتزم بتوريد الكميات والمواصفات المتفق عليها.
ويقول محمد عبدالوهاب ، مزارع، إننا نواجه مشكلة في نقص حصتنا من الأسمدة التي نستلمها من الجمعيات الزراعية، والتي تصل إلى نصف احتياجات المحاصيل، فمحصول الذرة الشامية يحتاج من 8 إلى 10 شكائر أسمدة، بينما تم صرف 4 شكائر فقط، مما دفع غالبية المزارعين إلى استكمال باقي الكمية من السوق السوداء بأسعار مرتفعة للغاية، أثقلت كاهلنا حيث تصل سعر شيكارة السماد إلى 1200 جنيه، مطالبا الجمعيات الزراعية بصرف الكميات التي تحتاجها المحاصيل بالكامل، لتخفيف معاناة المزارعين من استغلال تجار السوق السوداء.
ويضيف إيهاب كشك مزارع ، أن مسئولي الجمعيات الزراعية يقولون إنه تم الانتهاء من صرف حصص الأسمدة للمزارعين بالكامل، والحقيقية أنه تم صرف نصف المقررات فقط، والتي لا تكفى لتسميد المحاصيل ، وليس أمام المزارع سوى الشراء من السوق السوداء، وبالأسعار التي يحددها التجار.
وأشاركشك ، إلى أن شراء الأسمدة بأسعار مرتفعة من السوق السوداء سيترتب عليه ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية بشكل كبير، لأن فارق السعر بين ثمنها الحقيقي، وسعرها في السوق السوداء، يضيف إليه أعباء أخرى، كارتفاع أجور العمالة، وارتفاع السولار الخاص بماكينات الري، وارتفاع أسعار التقاوي، وغيرها من متطلبات الزراعة. وطالب مسئولي مديرية الزراعة، بصرف الكميات التي يحتاجونها من الأسمدة من الجمعيات الزراعية طبقا للحيازة الزراعية، حتى لا يضطروا إلى اللجوء لاستكمال احتياجاتهم من السوق السوداء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لوزارة الزراعة أزمة نقص الأسمدة إرتفاع اسعارها محاصيل الزراعية ارتفاع السولار الدقهلية السوق السوداء لجمعيات بروتوكول الجمعيات التعاونية الأسمدة الزراعية القطاع الزراعي الجمعیات الزراعیة من السوق السوداء
إقرأ أيضاً:
أزمة الموانئ في إسرائيل تتفاقم مع تأخر تنظيم السوق
يواجه قطاع الموانئ الإسرائيلي حالة متزايدة من الفوضى والازدحام، حيث تتسبب التأخيرات المستمرة في تنظيم السوق في تكدس عشرات السفن وتكبيد الاقتصاد خسائر يومية ضخمة.
ووفقًا لما كشفه تقرير لصحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، فإن 55 سفينة كانت عالقة خارج الموانئ الإسرائيلية أمس الأول الخميس، مما يعيد للأذهان الأزمة التي شهدتها سلاسل التوريد العالمية خلال جائحة كورونا.
ومع ذلك، فإن هذه المرة المشكلة محلية بالكامل ولا يمكن إلقاء اللوم على الظروف العالمية بحسب الصحيفة.
تأخر تنظيم السوقوبحسب الصحيفة انتهت في أبريل/نيسان 2024 صلاحية التصاريح المؤقتة التي سمحت لموانئ الميناء الجديد في خليج حيفا وميناء الجنوب بتفريغ البضائع العامة، ومنذ ذلك الحين لم يتم تجديدها، على الرغم من التحذيرات الصادرة عن وزارة المالية والمستوردين والصناعيين من أن عدم التجديد سيتسبب في ازدحام شديد بالموانئ.
وتشير التقديرات إلى أن الخسائر اليومية الناتجة عن انتظار السفن في عرض البحر تبلغ مئات الآلاف من الشواكل، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي وقدرة إسرائيل على إدارة عمليات الاستيراد بكفاءة.
الخسائر اليومية الناتجة عن انتظار السفن في عرض البحر تبلغ مئات الآلاف من الشواكل (رويترز) تنازع حكومي وتأجيلات غير مبررةوتم تكليف ثلاثة جهات حكومية بحل الأزمة، وهي:
إعلان وزارة النقل، المسؤولة عن "سلطة الموانئ البحرية" وشركة "موانئ إسرائيل". وزارة المالية. هيئة الشركات الحكومية.ورغم مرور ما يقرب من عام على بدء جهود التنظيم، إلا أن هذه الجهات فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق.
بحسب كالكاليست فإن جزء من الأزمة يعود إلى نزاع بين موانئ حيفا وأسدود (أشدود) القديمة من جهة، والموانئ الجديدة من جهة أخرى، حيث تطالب الموانئ القديمة بتعويضات مالية وتسهيلات تنظيمية مقابل السماح للموانئ الجديدة بمواصلة عمليات التفريغ.
هذا الصراع حول المزايا التنافسية أدى إلى تأجيل الحلول الفعالة، ما يفاقم من حالة الجمود الاقتصادي.
مشاكل طارئة تزيد الأزمة تعقيدًاومن بين أبرز العوامل التي تعرقل عملية تنظيم الموانئ، هو النزاع حول رصيف 25، الواقع بالقرب من ميناء أسدود.
في البداية، وافقت وزارة المالية والنقل على منحه بشكل مؤقت لميناء أسدود، لكن هيئة الشركات الحكومية رفضت القرار بحجة أن الميناء الحكومي ليس فعالًا بما يكفي وفق ما ذكرته الصحيفة.
وأجرت شركة "موانئ إسرائيل" استقصاءً لمعرفة ما إذا كان هناك اهتمام من جهات أخرى بتشغيل الرصيف، وانتهى الاستقصاء قبل يومين بتلقي عدة عروض من منافسين للميناء الحكومي، مما يزيد من تعقيد القضية. ومن المتوقع أن يتسبب هذا النزاع في تأخير إضافي قد يستمر لعدة أشهر.
أزمة المعابر مع الأردن تفاقم الأوضاعولم تقتصر الأزمة على الموانئ البحرية، بل امتدت أيضًا إلى المعابر الحدودية مع الأردن، مما زاد من تعطل تدفق البضائع إلى السوق الإسرائيلية.
ومنذ عدة أسابيع، تشهد نقطة العبور عند نهر الأردن اكتظاظًا غير مسبوق بالشاحنات، حيث تنتظر أكثر من 500 شاحنة للدخول.
ووفقًا لرئيس اتحاد الصناعيين الإسرائيليين، كل يوم تأخير يكلف الاقتصاد الإسرائيلي 1.4 مليون شيكل (نحو 400 ألف دولار)، حيث تضطر الشركات إلى دفع 411 شيكل (115 دولار) يوميًا لكل شاحنة أردنية عالقة.
نقطة العبور عند نهر الأردن تشهد اكتظاظًا غير مسبوق بالشاحنات، حيث تنتظر أكثر من 500 شاحنة للدخول (رويترز)وفي ظل هذه الفوضى المتزايدة، طالب رئيس اتحاد الصناعيين، رون تومر، بعقد جلسة طارئة في لجنة الاقتصاد في الكنيست لحل أزمة المعابر الحدودية، محذرًا من أن استمرار التأخير سيؤدي إلى شلل في سلاسل التوريد الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
إعلان مماطلات حكوميةورغم كل هذه الأزمات، تصر وزارة النقل على أنها ستنهي عملية التنظيم في غضون أسبوعين، لكنها لا تستطيع ضمان رضا جميع الأطراف بحسب كالكاليست.
ومع استمرار التأخيرات، تقدر كالكاليست أن الوضع في الموانئ والمعابر الحدودية يزداد سوءًا، مما يثير شكوكًا جدية حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على إدارة ملف الاستيراد والتصدير بكفاءة.