متحف الشندغة.. عين على ماضي دبي وتراثها الأصيل
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
دبي/ وام
يُعد متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات، واحداً من أهم معالم دبي الثقافية، بفضل ما يتضمنه من مقتنيات ومعروضات وقصص منقولة وصور فوتوغرافية قديمة، توثق نشأة دبي والدولة وثقافتها، ليشكل المتحف عيناً نطل من خلالها على ماضي دبي العريق.
يقع المتحف في حي الشندغة التاريخي، الذي نجح في استقطاب مليون و167 ألفاً و197 زائراً خلال النصف الأول من العام الجاري، وفقاً لتقارير هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة».
وينقل المتحف زواره في رحلة استثنائية، من خلال ما يقدمه من مسارات استثنائية، عبر نحو 22 جناحاً موزعة على أكثر من 80 بيتاً، إلى نمط الحياة التقليدي الذي كان سائداً في دبي منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى سبعينات القرن العشرين.
ويمنح المتحف، الذي تديره «دبي للثقافة»، رواده العديد من التجارب الغنية الشاملة، من خلال مجموعة متنوعة من الأجنحة والأقسام المتخصصة، ومن بينها:
دار آل مكتوم
وتُعد «دار آل مكتوم» التي شيدت في 1896 من أهم أجنحة المتحف، وتعتبر صرحاً تاريخياً فريداً يضم بين جدرانه الإرث العريق للعائلة الحاكمة في إمارة دبي، وأبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها الإمارة خلال العقود الماضية.
ويعرض البيت العديد من الوثائق التاريخية والرسمية والرسائل والاتفاقيات والمراسيم المتعلقة بإمارة دبي والأختام، إضافة إلى مجموعة مقتنيات خاصة بشيوخ آل مكتوم.
بيت العطور
ويستعرض «بيت العطور» ثقافة العطور وتطورها وارتباطها بدبي، ويمنح الزائر فرصة استكشاف بعض المكونات المستخدمة في تركيب العطر الإماراتي، مثل المخمرية، واللبان، والدخون، ودهن الفل، والكافور، وغيرها.
ويضم «بيت العطور» أكثر من 70 من المقتنيات أبرزها مبخرة يعود تاريخها إلى 3000 عام، حيث اكتشفت في موقع «ساروق الحديد الأثري» بدبي.
جناح الحياة البحرية
ويركز هذا الجناح على تاريخ الحياة البحرية في دبي، بما في ذلك رحلات الصيد والغوص لاستخراج اللؤلؤ، ويستعرض العديد من أدوات ومعدات الصيد التقليدية، إضافة إلى خرائط مغاصات اللؤلؤ.
كما يوفر الجناح سرداً متكاملاً لعلاقة دبي بالبحر وتأثيراته في تاريخ الإمارة.
بيت المأكولات الشعبية
ويستعرض هذا البيت تاريخ المأكولات الإماراتية والكثير من القصص المشوقة حول أبرز وأهم الأطباق المحلية والاختلاف فيما بينها تبعاً لبيئات دبي الساحلية والجبلية والصحراوية.
كما يقدم البيت لزواره العديد من الوصفات الإماراتية إلى جانب تعريفهم بأبرز العادات والتقاليد المجتمعية المتعلقة بتناول الوجبات وأهمية المحافظة على النعمة.
جناح الأطفال
ويقدم جناح الأطفال تجربة تعليمية وترفيهية مميزة للصغار، من خلال أنشطة تفاعلية وورش عمل تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية في نفوسهم، إلى جانب تعليمهم تاريخ وتراث الإمارات بطرق مبسطة وممتعة.
ويحتوي الجناح على عروض تفاعلية وألعاب تعليمية تساعد الأطفال على فهم التراث والثقافة الإماراتية بطريقة مشوقة.
وقال عبدالله العبيدلي مدير متحف الشندغة بالإنابة: يقع متحف الشندغة في حي الشندغة التاريخي الذي يضم أكثر من 162 بيتاً قديمة، ويمتاز بموقعه الاستراتيجي على خور دبي، ويتضمن 80 بيتاً تعرض تاريخ دبي والإمارات وثقافتها باستخدام أحدث تقنيات العرض والأدوات التفاعلية والتعليمية المبتكرة.
وأضاف أنه شارك في بناء المتحف أكثر من 100 شخص من أفراد المجتمع، قدموا مقتنياتهم وقصصهم وذكرياتهم، مشيراً إلى دور المتحف في دعم السياحة الثقافية التي تمثل رافداً اقتصادياً حيوياً، بفضل تنوع معالم الإمارة ومواقعها التراثية.
ولفت العبيدلي إلى أن أجندة متحف الشندغة تتضمن سلسلة من المبادرات والبرامج النوعية التي تتيح لرواده فرصة استكشاف تفاصيل التراث المحلي وروائعه، ومن بينها «هاكاثون متحف الشندغة»، وبرنامج «متحف الشندغة العائلي» الذي يقام خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير من كل شهر، إضافة إلى فعالية «أيام الشندغة» التي تشهد تقديم العديد من ورش العمل والعروض الفنية والتراثية المستلهمة من الحياة التقليدية في دبي، و«مخيمات الشندغة» الهادفة إلى منح الصغار مساحات واسعة للإبداع وتطوير مهاراتهم وإثراء معارفهم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات إمارة دبي الإمارات دبي للثقافة العدید من من خلال أکثر من فی دبی
إقرأ أيضاً:
من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل شارع الأعشى ماضي الرياض إلى الدراما؟
حجز المسلسل السعودي "شارع الأعشى" مكانا ثابتا ضمن قائمة الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في رمضان 2025. فبفضل إنتاجه الضخم الذي تجاوز ميزانيته 50 مليون ريال سعودي، وأحداثه المشوقة، وأسلوبه البصري المتميز، حظي المسلسل بمتابعة واسعة، إلى جانب حضوره على الترند في منصة "إكس" (تويتر سابقا) منذ عرض أولى حلقاته.
لكن النجاح الكبير للمسلسل لم يخلُ من بعض الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بالدقة التاريخية واللهجة المستخدمة، ما أثار نقاشات واسعة بين المشاهدين والنقاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غياب الطلاب في رمضان.. تقصير دراسي أم حماية مفرطة؟list 2 of 2بالصور.. أهالي غزة يعيشون الحياة من قلب الدمارend of list رحلة عبر الزمن إلى الرياض القديمةيُعد "شارع الأعشى" اقتباسا دراميا من رواية "غراميات شارع الأعشى" للكاتبة بدرية البشر، التي صدرت عام 2013، حيث ينقل المشاهدين إلى حي المنفوحة التاريخي في الرياض خلال سبعينيات القرن الماضي.
تدور الأحداث حول 3 شقيقات يحلمن بالحرية وسط مجتمع محافظ تحكمه التقاليد، ليقدّم طرحا دراميا جريئا عن تحولات المجتمع السعودي بأسلوب رومانسي وحنين للماضي، لكنه في الوقت ذاته يعكس التغييرات الاجتماعية العميقة التي طرأت خلال العقود الأخيرة.
وجاءت المعالجة الدرامية بمشاركة ورشة من الكتّاب الأتراك، ما أضفى لمسة سينمائية مختلفة على سرد القصة، تحت إدارة المخرج التركي أحمد كاتيكسيز، صاحب تجارب ناجحة في المسلسلات التركية العالمية مثل "العشق الأسود" (Kara Para Aşk) و"العائلة" (Aile).
إعلانوتجلى هذا التأثير في الرؤية البصرية المتقنة، من حيث زوايا التصوير، وإيقاع المشاهد، والإسقاطات البصرية على الحالة النفسية للشخصيات، مما جعل المسلسل يقترب من مستوى الإنتاجات العالمية.
جدل حول الدقة التاريخية واللهجاترغم النجاح الجماهيري الكبير، واجه المسلسل انتقادات من بعض المؤرخين والنقاد، الذين رأوا أن تصوير الرياض في السبعينيات لم يكن دقيقا بما يكفي، حيث بدت بعض التفاصيل أقرب إلى ستينيات القرن الماضي.
كما طالت الانتقادات طريقة أداء بعض الممثلين للهجة البدوية، حيث اعتبرها البعض غير متقنة ومزيجا من لهجات سعودية مختلفة، ما أثر على مصداقية بعض الشخصيات.
لكن على الجانب الآخر، أشاد النقاد بالجهد البحثي الذي بذله صُنّاع العمل، خاصة في تصوير تأثير السينما المصرية على المجتمع السعودي آنذاك، حيث ظهرت في المشاهد أشهر الأفلام المصرية الكلاسيكية، وهذا يعكس جانبا حقيقيا من الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت.
نجوم شباب يلفتون الأنظاروضمّ "شارع الأعشى" نخبة من النجوم الشباب الذين قدموا أداء مميزا، من بينهم إلهام علي (وضحى) التي تألقت في تقديم شخصية معقدة عاطفيا ونفسيا، وحظيت بإشادات واسعة من نقاد الفن والجمهور، حيث وصفها البعض بأنها قدّمت أفضل أداء في مسيرتها الممتدة لأكثر من 10 سنوات.
كما تألقت آلاء (عواطف)، ولمى عبد الوهاب (عزيزة)، وبراء عالم (سعد)، وخالد صقر (أبو إبراهيم) الذين قدموا أدوارا متميزة أضافت للمسلسل أبعادا درامية قوية.
أما عائشة كاي (أم إبراهيم)، فحظي أداؤها بإعجاب واسع، حيث نجحت في تجسيد شخصية أم نجدية بإتقان رغم إقامتها الطويلة في كندا، وهو ما عكس تمكنها من الدور من دون تصنّع.
نجاح جماهيري ونقدي رغم الجدلبفضل الإنتاج الضخم، وأداء الممثلين، والمعالجة البصرية الفريدة، نجح مسلسل "شارع الأعشى" في أن يكون واحدا من أبرز مفاجآت الموسم الرمضاني، وفقا لآراء عدد من النقاد وصناع الدراما العرب، مثل المخرج المصري مجدي أحمد علي، الذي وصف العمل بأنه "نقلة نوعية في الدراما الخليجية".
إعلانأما الكاتب الإماراتي عبد الله النعيمي، فأشار إلى أن المسلسل "يجمع بين البعد التاريخي والسرد السينمائي بأسلوب نادر في الإنتاجات الخليجية".