لم توثّق منذ أكثر من 120 عامًا..اكتشاف دودة ألفية الأرجل عملاقة في غابات مدغشقر
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سُجّلت دودة ألفية الأرجل عملاقة ذات لون بني داكن، التي لم تُسجّل منذ أكثر من 120 عامًا، في منتزه ماكيرا الطبيعي، موطن أكبر غابة في مدغشقر وأكثرها حفظا.
وتعدّ هذه الدودة واحدة من 21 نوعًا "مفقودًا" أعادت منظمة "Re:wild" اكتشافه خلال رحلة استكشافية إلى الجزيرة الأفريقية في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، ونشرت النتائج مؤخرا.
وتهدف منظمة "Re:wild" إلى تحديد موقع الأنواع التي لم تشاهد وتسجّل لمدة لا تقل عن 10 سنوات، على أمل أنه من خلال إزالة نقص البيانات، ستتمكن من المساعدة في منع انقراض تلك الأنواع.
تفاجأ الفريق بسرور عندما وجدوا دودة ألفية الأرجلCredit: Dmitry Telnov/NHM London, UKورصدت كريستينا بيغز، وهي مسؤولة الأنواع المفقودة لدى منظمة "Re:wild"، الدودة ألفية الأرجل العملاقة وهي تزحف فوق حذائها خارج خيمتها ذات صباح.
وقالت لـ CNN في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد قمت بتصويرها لفترة من الوقت لأنني اعتقدت أن شكلها كان رائعًا، لم يكن لدي أدنى فكرة عن كونها نوعا مفقودا فعليًا".
وتابعت: "لم أدرك الأمر حتى قام ديمتري تيلنوف، المتخصص في الخنافس لدى متحف التاريخ الطبيعي في لندن، بإرسال مواد إلى زميل ألماني متخصص في الديدان ألفية الأرجل في مدغشقر، حيث اكتشفنا أنها لم توثّق منذ عام 1897".
انطلقت الرحلة الاستكشافية إلى منتزه ماكيرا الطبيعي، الذي يضم أكبر غابة محفوظة في مدغشقر، في سبتمبر/أيلول عام 2023، لكن نتائجها لم تُنشر إلا مؤخرا.Credit: Christina Biggsوكانت أطول عينة من هذا النوع من الديدان تعود لأنثى عملاقة يبلغ طولها 27 سنتيمترا ونصف السنتيمتر. وتفاجأ الفريق عندما اكتشف أنه رغم نقص السجلات العلمية، إلا أن الديدان ألفية الأرجل كانت شائعة إلى حد ما في الغابات المطيرة.
وأوضحت بيغز أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم توثيق نوع ما لأكثر من عقد من الزمن، أو "فقده" حسب التعريف الخاص بهم، مثل المرض، والتلوث، والطقس الكارثي، والصراع بين الإنسان والحياة البرية.
وأضافت: "في بعض الأحيان يكون السبب ببساطة هو أن الناس لم يبحثوا عنه أو أنهم أقل اهتمامًا به لأنه ليس غامضا أو لا يبدو منظره مثيرا".
ومن بين الأنواع العشرين الأخرى التي أعيد اكتشافها، كانت العناكب القافزة، وخنافس الزهرة الشبيهة بالنمل، وثلاثة أنواع من الأسماك. وقام الفريق أيضا بتوثيق أنواع جديدة لم يسبق تسجيلها في "ماكيرا"، مثل عنكبوت القافز المنظري.
تم اكتشاف نوع جديد من العناكب خلال الرحلة الاستكشافية بمنتزه ماكيرا الطبيعيCredit: John C. Mittermeier/American Bird Conservancyوتمكّن بروغان بيت، وهو مدير مجموعة عمل "SpiDiverse" لدى منظمة التنوع البيولوجي للحفظ Biodiversity Inventory for Conservation، إلى هذا الاكتشاف بعد عثوره على كيس بيض معلّق في مدخل كهف صغير.
وقال في بيان صحفي: "لقد أدركت على الفور أنه نوع مميز".
وشرح أن أكياس البيض المتدلية تعد "إحدى خصائص عائلة عناكب القافز المنظري التي ينتمي إليها هذا النوع الجديد".
ويتذكر: "زحفت لمسافة قصيرة داخل الكهف ورأيت بعض العناكب البالغة تحرس أكياس البيض، وكانت عناكب كبيرة جدًا، وكان من اللافت للنظر أنه لم يتم التعرف عليها لفترة طويلة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: مدغشقر حيوانات مهددة بالانقراض
إقرأ أيضاً:
سر الشجرة المضيئة في غابات الأمازون.. تتحول إلى لوحة فنية في الليل
عالم من السحر والخيال تضفيه بعض الأشجار التي تنمو في غابات الأمازون، بسبب الإضاءة الخافتة التي تنبعث من بين أوراقها وتضيء ظلام الليل بألوان تتباين بين الأخضر والأزرق اللامع، ما يُعطي شعورًا للزائرين كأنّهم يقفون أمام لوحة فنية.. فما سر هذه الظاهرة النادرة؟
سر الشجرة المضيئةأثارت الأضواء اللامعة التي تنبعت من بعض أنواع الأشجار في غابات الأمازون اهتمام الكثير من العلماء، الذين أجروا العديد من الأبحاث بهدف معرفة سر هذه المصابيح الليلية حتى توصلوا أن الفطريات المضيئة هي السر وراء انبعاث الأنوار الساحرة في الليل، إذ تنمو العديد من الفطريات التي تُعرف علمياً باسم Neonothopanus gardneri بين جذور وأوراق أشجار الأمازون حتى تتلألأ الغابة بالأنوار الزرقاء والخضراء مجرد إقبال ساعات الليل، وفق ما ذكره موقع tour the tropics.
توصل العلماء إلى أنّ هذه الفطريات المضيئة تُطلق مادة تسمى باللوسيفيرين تتفاعل مع الأكسجين حتى تنتج الأضواء اللامعة التي تنبعث في الليل، وعرف العلماء هذه الظاهرة النادرة بظاهرة أشجار الفطريات المضيئة، وهي تلعب دورًا في جذب حشرات الغابة مثل الخنافس لتلقيح الشجرة ما يضمن استمرار دورة الحياة.
دور الفطريات المضيئةكما أثبتت الدراسات أنّ الأضواء اللامعة التي تُطلقها فطريات أشجار الأمازون تلعب دورًا كبيرًا في تحليل أخشاب الأشجار الميتة، كما تساعد الحشرات والكائنات الليلية على التنقل بسهولة في الظلام.
وارتبطت الأشجار المضيئة بالكثير من الأساطير التي ابتدعها قبائل الأمازون في القدم، إذ تداول بينهم أن الأنوار الليلية هي أروح الأسلاف التي تتجول ليلًا لحراسة الغابة والكائنات الحية، كما تُعتبر الأنوار بمثابة دليل للصيادين الضائعين عن منازلهم، وقادت هذه الأساطير مجموعة من العلماء لمحاولة استكشاف سر الأشجار المضيئة في تسعينيات القرن الماضي حتى وثقوا أول نموذج للفطر المضيء يُطلق أضوائه الساحرة بين أوراق الأشجار.