الأسبوع:
2024-12-24@19:37:24 GMT

الانحراف الخلقي والتطرف في التربية

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

الانحراف الخلقي والتطرف في التربية

نستمع فى هذه الفترة عن جرائم تقشعر لها الأبدان وتبغضها الفطرة السليمة، وترتكب تلك الجرائم بمنتهى الوحشية والتدنى، فهل يوجد سبب رئيسى لإنتشار مثل هذه النوعية من الجرائم؟

فالسبب الرئيسى فى إنحراف سلوك الإنسان يبدأ بالأسرة، فالأسرة هى التى تحدد وضع الطفل فى التربية من خلال أنماط وأساليب يتبعها الوالدين فى تربية الأبناء فى مراحل العمر المختلفة، حيث تأثر التربية عليه تأثيراً جوهرياً وأساس فى تشكيل وجدانه وأفكاره ومعتقداته والثولبت التى يتأثر بها وبالتالى يصبح إنسان له قيمة ويتمتع بالخلق الحسن أو يفقد مساره ويبتعد عن الطريق المستقيم.

تبدأ رحلة الإنسان فى الإنحراف مع عدم سيطرة الآباء على الأبناء منذ نعومة أظافرهم، بضعف الوازع الدينى والفهم الصحيح للدين، فنجد للآسف أن كثير من الأسر تترنح فى التربية مابين الإفراط أو التفريط بصور متباينة نشاهد فيها أما تشدد ومغالاة وإهتمام بالمظهر الخارجى وليس الجوهر وصحيح الدين وأما تفريط وبعد تام عن الثوابت الدينية الصحيحة التى تعمل على تنوير العقول منذ الصغر، ونكون بذلك قد أغفلنا دور الوسطية والإعتدال مع الأبناء فى التربية.

كما نجد الأنانية تلعب دور واضح فى تشكيل الطفل منذ الصغر، حيث أن الأباء يميلون بتحجيم صغارهم وقص أجنحتهم التى ترغب فى التحليق وتشعر بجمال الحرية وترغب فى التنمية الجيدة لعقولهم لكى ينعموا بقيمة أنفسهم، فيكون ذلك التحجيم للصغار تحت إدعاء ( علشان مصلحتك ) لكن ماوراء ذلك فى الحقيقة هو مشروع الآباء الخاص بهم ليتحول هذا الطفل المسكين البرئ إلى إنسان مريض مكسور مشوه لديه سواد داخلى يرغب فى الإنتقام من العالم الخارجى.

كما يلعب العنف وجمود المشاعر أو التدليل المفرط دوراً أساسياً فى الإنحراف، لينبثق من رحم هذه النشأة شخص مجرم يرتكب أبشع الجرائم التى تنفر منها الإنسانية ويهتز بسببها عرش الرحمن، وكل هذا يأتى فى الأساس من إهمالنا لوضع حجر الأساس فى تشكيل الشخصية ونشأتها إلا وهى ( التربية ) فهى الحصن الدائم والميراث الحقيقى.

فكنا نعلم أن البطالة والفقر والضغوط الإقتصادية والجهل هم الأساس فى زيادة معدلات الجريمة، ولكن يلعب أيضاً التطرف فى التربية دوراً أساسياً فى ضياع المنظومة بأكملها ليجلب لنا أنماط بشرية غير أسوياء.

فالبعض يميل فى التربية إلى الإستبدادية والسيطرة مع الأبناء فى التعامل غافلين لغة المشاعر وإظهار الود والحب والإهتمام والمشاركة الفعالة والإستماع الجيد لمشاكلهم والعمل سوياً على إيجاد الحلول لتظهر بذلك الإحتواء الذى لابد وأن يشعر به الأولاد لنغرز فيهم الثقة ونعزز الشعور بالأمان.

ونجد البعض الآخر من الآباء يقومون بالتدليل المفرط وتحقيق معظم رغبات الأبناء وعدم التوجيه والنصحة وعدم حثهم عن البعد عن ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة دينياً وأخلاقياً وإجتماعياً، لنساهم بذلك بنشأة طفل أنانى غير قادر على تحمل المسئولية، ناقم بشكل كبير عن حاله فيصبح معتاد النعم من حوله ويكون غير قادر على الحفاظ عليها، كل هذا من أشكال التطرف فى التربية لتظهر لنا أشكال العنف والإنحراف داخل المجتمع فى شكل وهيئة أشخاص إفتقدوا أساليب التربية الصحيحة التى تعمل على إصلاح وتهذيب الإنسان، وأصبحنا فى أشد الحاجة لضرورة تأهيل المقبلين على الزواج ليصبحوا آباء وأمهات قادرين على إنشاء جيل سوى خالى من العقد والأمراض النفسية، ويتمتع بحسن الخلق ليرفع من شأن الأمة، فإنهيار المجتمع يبدأ بإنهيار الأسرة.

وفى الختام لم أجد أبلغ من المعانى السامية التى جاءت من النائب العام المصرى تعليقاً عن أحداث قضية رأى عام فى بيان عظيم يتسم بالوعى والمسئولية التى طالب فيه الآباء بالإهتمام بالأولاد وحسن التربية والإنصات إليهم ومشاركتهم فى كل مجريات أمورهم لنتجنب الكثير من المشاكل التى ينتج عنها العديد من الجرائم التى نسمع بها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الانحراف فى التربیة

إقرأ أيضاً:

حضور كبير في قداس عيد الميلاد بكنيسة الآباء الفرنسيسكان بالبحيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ليلة عيد الميلاد المجيد، وتزامنًا مع أجواء الاحتفالات المسيحية التي تعمَّ العالم، شهدت كنيسة الآباء الفرنسيسكان للأقباط الكاثوليك في محافظة البحيرة حضورًا لافتًا من مختلف الطوائف المسيحية، من بينهم عدد من السودانيين المقيمين في مصر. 

كانت الكنيسة قد استعدت بشكل خاص لهذا الحدث، حيث أعدت طقوسًا دينية واحتفالات تتسم بالأجواء الروحية والفرح.

بدأت الاحتفالات بحضور كبير من الأقباط الكاثوليك، إضافة إلى مشاركة بعض من أبناء الجالية السودانية، الذين جاؤوا للمشاركة في قداس عيد الميلاد المجيد، تعبيرًا عن تضامنهم مع إخوانهم في الوطن الروحي. 

تميز الحضور بتنوعه، ما بين المصلين من المصريين والسودانيين الذين تقاسموا فرحة الميلاد في أجواء من المحبة والإخاء. 

ترأس القداس الأب القس إسحاق، راعي الكنيسة، الذي قدَّم عظة تركزت حول معاني الميلاد وأهمية السلام والمحبة في حياة المؤمنين. وشدد الأب إسحاق على أهمية الوحدة بين الشعوب المختلفة، داعيًا إلى تعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، والاعتزاز بالتنوع الذي يعكس غنى المجتمعات الدينية والثقافية.

خلال القداس، ألقى الأب كلمات تعبيرية عن المعنى الروحي لعيد الميلاد، مؤكدًا أن هذه المناسبة تمثل ذكرى تجسد كلمة الله في صورة إنسان، في رسالة محبة وخلاص للعالم. وكان من بين المصلين بعض الحضور السودانيين الذين شاركوا في الترانيم والصلوات، مؤكدين على الروابط العميقة التي تجمعهم بمسلمي ومسيحيي مصر، في مشهد يعكس أواصر الوحدة والإخاء.

تأتي هذه المناسبة لتؤكد على قيم التسامح والتعايش المشترك بين أبناء الديانات المختلفة، حيث يُظهر المصلون السودانيون في مصر نموذجًا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل. وتظل الكنيسة مكانًا للروحانية، حيث يتلاقى الجميع في محبة المسيح، ليحتفلوا معًا بميلاده المبارك.

مقالات مشابهة

  • حضور كبير في قداس عيد الميلاد بكنيسة الآباء الفرنسيسكان بالبحيرة
  • مدير «أوقاف القاهرة»: نعمل على محاربة الإرهاب والتطرف والعنف وتفكيك منطلقات وأفكار التيارات المتشددة
  • أستاذ طب نفسي: أخطاء الآباء والأمهات تتسبب في تطرف الأبناء
  • أستاذ طب نفسي: أخطاء بعض الآباء والأمهات تتسبب في تطرف الأبناء
  • لِمَ يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض.. وما علاقة كوكا كولا بذلك؟
  • حزب ناكر: في عيد الاستقلال نفخر بما قدمه الآباء المؤسسون
  • سفير باكستان بعد لقائه المكاري: ساعدنا لبنان خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة وسنستمر بذلك
  • «الاتحاد العقارية» تضع حجر الأساس لمشروع «تكايا»
  • «جغرافية سفر التكوين» في دورة تدريبية بدير «المحرق»
  • انطلاق فعاليات النادي الثقافي وندوة عن الإلحاد والتطرف في الدقهلية