الأسبوع:
2024-09-08@03:16:02 GMT

الانحراف الخلقي والتطرف في التربية

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

الانحراف الخلقي والتطرف في التربية

نستمع فى هذه الفترة عن جرائم تقشعر لها الأبدان وتبغضها الفطرة السليمة، وترتكب تلك الجرائم بمنتهى الوحشية والتدنى، فهل يوجد سبب رئيسى لإنتشار مثل هذه النوعية من الجرائم؟

فالسبب الرئيسى فى إنحراف سلوك الإنسان يبدأ بالأسرة، فالأسرة هى التى تحدد وضع الطفل فى التربية من خلال أنماط وأساليب يتبعها الوالدين فى تربية الأبناء فى مراحل العمر المختلفة، حيث تأثر التربية عليه تأثيراً جوهرياً وأساس فى تشكيل وجدانه وأفكاره ومعتقداته والثولبت التى يتأثر بها وبالتالى يصبح إنسان له قيمة ويتمتع بالخلق الحسن أو يفقد مساره ويبتعد عن الطريق المستقيم.

تبدأ رحلة الإنسان فى الإنحراف مع عدم سيطرة الآباء على الأبناء منذ نعومة أظافرهم، بضعف الوازع الدينى والفهم الصحيح للدين، فنجد للآسف أن كثير من الأسر تترنح فى التربية مابين الإفراط أو التفريط بصور متباينة نشاهد فيها أما تشدد ومغالاة وإهتمام بالمظهر الخارجى وليس الجوهر وصحيح الدين وأما تفريط وبعد تام عن الثوابت الدينية الصحيحة التى تعمل على تنوير العقول منذ الصغر، ونكون بذلك قد أغفلنا دور الوسطية والإعتدال مع الأبناء فى التربية.

كما نجد الأنانية تلعب دور واضح فى تشكيل الطفل منذ الصغر، حيث أن الأباء يميلون بتحجيم صغارهم وقص أجنحتهم التى ترغب فى التحليق وتشعر بجمال الحرية وترغب فى التنمية الجيدة لعقولهم لكى ينعموا بقيمة أنفسهم، فيكون ذلك التحجيم للصغار تحت إدعاء ( علشان مصلحتك ) لكن ماوراء ذلك فى الحقيقة هو مشروع الآباء الخاص بهم ليتحول هذا الطفل المسكين البرئ إلى إنسان مريض مكسور مشوه لديه سواد داخلى يرغب فى الإنتقام من العالم الخارجى.

كما يلعب العنف وجمود المشاعر أو التدليل المفرط دوراً أساسياً فى الإنحراف، لينبثق من رحم هذه النشأة شخص مجرم يرتكب أبشع الجرائم التى تنفر منها الإنسانية ويهتز بسببها عرش الرحمن، وكل هذا يأتى فى الأساس من إهمالنا لوضع حجر الأساس فى تشكيل الشخصية ونشأتها إلا وهى ( التربية ) فهى الحصن الدائم والميراث الحقيقى.

فكنا نعلم أن البطالة والفقر والضغوط الإقتصادية والجهل هم الأساس فى زيادة معدلات الجريمة، ولكن يلعب أيضاً التطرف فى التربية دوراً أساسياً فى ضياع المنظومة بأكملها ليجلب لنا أنماط بشرية غير أسوياء.

فالبعض يميل فى التربية إلى الإستبدادية والسيطرة مع الأبناء فى التعامل غافلين لغة المشاعر وإظهار الود والحب والإهتمام والمشاركة الفعالة والإستماع الجيد لمشاكلهم والعمل سوياً على إيجاد الحلول لتظهر بذلك الإحتواء الذى لابد وأن يشعر به الأولاد لنغرز فيهم الثقة ونعزز الشعور بالأمان.

ونجد البعض الآخر من الآباء يقومون بالتدليل المفرط وتحقيق معظم رغبات الأبناء وعدم التوجيه والنصحة وعدم حثهم عن البعد عن ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة دينياً وأخلاقياً وإجتماعياً، لنساهم بذلك بنشأة طفل أنانى غير قادر على تحمل المسئولية، ناقم بشكل كبير عن حاله فيصبح معتاد النعم من حوله ويكون غير قادر على الحفاظ عليها، كل هذا من أشكال التطرف فى التربية لتظهر لنا أشكال العنف والإنحراف داخل المجتمع فى شكل وهيئة أشخاص إفتقدوا أساليب التربية الصحيحة التى تعمل على إصلاح وتهذيب الإنسان، وأصبحنا فى أشد الحاجة لضرورة تأهيل المقبلين على الزواج ليصبحوا آباء وأمهات قادرين على إنشاء جيل سوى خالى من العقد والأمراض النفسية، ويتمتع بحسن الخلق ليرفع من شأن الأمة، فإنهيار المجتمع يبدأ بإنهيار الأسرة.

وفى الختام لم أجد أبلغ من المعانى السامية التى جاءت من النائب العام المصرى تعليقاً عن أحداث قضية رأى عام فى بيان عظيم يتسم بالوعى والمسئولية التى طالب فيه الآباء بالإهتمام بالأولاد وحسن التربية والإنصات إليهم ومشاركتهم فى كل مجريات أمورهم لنتجنب الكثير من المشاكل التى ينتج عنها العديد من الجرائم التى نسمع بها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الانحراف فى التربیة

إقرأ أيضاً:

"المجاهدين": صور الاعتداء على الأسرى تعكس حجم جرائم الاحتلال

غزة - صفا اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية، الصور المسربة من سجن "مجدو" الإجرامي وتظهر اعتداءات جنود الاحتلال بحق الأسرى تُعبر عن جزء بسيط مما يتعرضون له من جرائم منظمة في كل السجون، أكدتها شهادات الأسرى المفرج عنهم.  وقالت الحركة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم السبت: إن "هذه الصور المسربة تعكس حجم الجريمة التي يمارسها الصهاينة تجاه أسرانا البواسل من قتل وتعذيب وحرمان من الغذاء والدواء وكل سبل الحياة". وأضافت أنها تؤكد أيضًا، أن تلك الجرائم اللاإنسانية تتم بصورة ممنهجة وإرادة وقرار سياسي من حكومة الكيان الفاشية.  وحملت الحركة، الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين التي تذرف دموع التماسيح تجاه أسرى الاحتلال، المسئولية الكاملة عن الجرائم الممنهجة بحق أسرانا وجرائم التعذيب والقتل والاعدام التي تمارس ضدهم في ظل الحرمان من أدني مقومات الحياة الآدمية. كما حملت كل المنظمات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان الصامتة على جرائم الاحتلال بحق الأسرى المسئولية عن تمادي العدو بجرائمه البشعة ضد أسرانا وشعبنا، مطالبة إياها بالوقوف عند دورها. ودعت كل أحرار العالم والمؤسسات والمنظمات المدنية والشعبية إلى أوسع حملة تضامن ومساندة مع الأسرى الذين يتعرضون لأبشع صور التنكيل والإرهاب في داخل سجون الاحتلال. وأكدت أن الاحتلال لن يفلح في كسر عزيمة شعبنا ومقاومته من خلال جرائمه البشعة والممنهجة. وشددت على أن قضية الأسرى على رأس أولوياتنا، وأننا لن ندخر الجهود حتى تحرير آخر أسير من سجون الظلم والقتل الإسرائيلي.  

مقالات مشابهة

  • توفير الطعام للأطفال وحده لا يكفي..استشاري: الأهم تناول الطعام بمكوناته الصحية
  • البابا تواضروس الثانى يلتقي الأساقفة العموم بالقاهرة
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس احتفال اليوبيل الفضي للراهبات
  • "المربية الخارقة" تنتقد التربية الناعمة للأطفال
  • البابا تواضروس يلتقي الأساقفة العموم بالقاهرة لمتابعة أوضاع الكنيسة
  • أستاذ طب نفسي: المشاكل الأسرية تدفع الأبناء إلى السلوك العدواني
  • "المجاهدين": صور الاعتداء على الأسرى تعكس حجم جرائم الاحتلال
  • أمير الجوف يُدشّن ويضع حجر الأساس لـ 28 مشروعًا تنمويًا بتكلفة تجاوزت 885 مليون ريال الأحد المقبل
  • واعظ بـ«الأزهر العالمي»: للأمهات الدور الأكبر في تنشئة جيل سوي دينيًا ونفسيًا
  • تعرف على تفاصيل وأسعار المجموعات المدرسية الجديدة