الأسبوع:
2025-01-29@00:10:02 GMT

الانحراف الخلقي والتطرف في التربية

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

الانحراف الخلقي والتطرف في التربية

نستمع فى هذه الفترة عن جرائم تقشعر لها الأبدان وتبغضها الفطرة السليمة، وترتكب تلك الجرائم بمنتهى الوحشية والتدنى، فهل يوجد سبب رئيسى لإنتشار مثل هذه النوعية من الجرائم؟

فالسبب الرئيسى فى إنحراف سلوك الإنسان يبدأ بالأسرة، فالأسرة هى التى تحدد وضع الطفل فى التربية من خلال أنماط وأساليب يتبعها الوالدين فى تربية الأبناء فى مراحل العمر المختلفة، حيث تأثر التربية عليه تأثيراً جوهرياً وأساس فى تشكيل وجدانه وأفكاره ومعتقداته والثولبت التى يتأثر بها وبالتالى يصبح إنسان له قيمة ويتمتع بالخلق الحسن أو يفقد مساره ويبتعد عن الطريق المستقيم.

تبدأ رحلة الإنسان فى الإنحراف مع عدم سيطرة الآباء على الأبناء منذ نعومة أظافرهم، بضعف الوازع الدينى والفهم الصحيح للدين، فنجد للآسف أن كثير من الأسر تترنح فى التربية مابين الإفراط أو التفريط بصور متباينة نشاهد فيها أما تشدد ومغالاة وإهتمام بالمظهر الخارجى وليس الجوهر وصحيح الدين وأما تفريط وبعد تام عن الثوابت الدينية الصحيحة التى تعمل على تنوير العقول منذ الصغر، ونكون بذلك قد أغفلنا دور الوسطية والإعتدال مع الأبناء فى التربية.

كما نجد الأنانية تلعب دور واضح فى تشكيل الطفل منذ الصغر، حيث أن الأباء يميلون بتحجيم صغارهم وقص أجنحتهم التى ترغب فى التحليق وتشعر بجمال الحرية وترغب فى التنمية الجيدة لعقولهم لكى ينعموا بقيمة أنفسهم، فيكون ذلك التحجيم للصغار تحت إدعاء ( علشان مصلحتك ) لكن ماوراء ذلك فى الحقيقة هو مشروع الآباء الخاص بهم ليتحول هذا الطفل المسكين البرئ إلى إنسان مريض مكسور مشوه لديه سواد داخلى يرغب فى الإنتقام من العالم الخارجى.

كما يلعب العنف وجمود المشاعر أو التدليل المفرط دوراً أساسياً فى الإنحراف، لينبثق من رحم هذه النشأة شخص مجرم يرتكب أبشع الجرائم التى تنفر منها الإنسانية ويهتز بسببها عرش الرحمن، وكل هذا يأتى فى الأساس من إهمالنا لوضع حجر الأساس فى تشكيل الشخصية ونشأتها إلا وهى ( التربية ) فهى الحصن الدائم والميراث الحقيقى.

فكنا نعلم أن البطالة والفقر والضغوط الإقتصادية والجهل هم الأساس فى زيادة معدلات الجريمة، ولكن يلعب أيضاً التطرف فى التربية دوراً أساسياً فى ضياع المنظومة بأكملها ليجلب لنا أنماط بشرية غير أسوياء.

فالبعض يميل فى التربية إلى الإستبدادية والسيطرة مع الأبناء فى التعامل غافلين لغة المشاعر وإظهار الود والحب والإهتمام والمشاركة الفعالة والإستماع الجيد لمشاكلهم والعمل سوياً على إيجاد الحلول لتظهر بذلك الإحتواء الذى لابد وأن يشعر به الأولاد لنغرز فيهم الثقة ونعزز الشعور بالأمان.

ونجد البعض الآخر من الآباء يقومون بالتدليل المفرط وتحقيق معظم رغبات الأبناء وعدم التوجيه والنصحة وعدم حثهم عن البعد عن ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة دينياً وأخلاقياً وإجتماعياً، لنساهم بذلك بنشأة طفل أنانى غير قادر على تحمل المسئولية، ناقم بشكل كبير عن حاله فيصبح معتاد النعم من حوله ويكون غير قادر على الحفاظ عليها، كل هذا من أشكال التطرف فى التربية لتظهر لنا أشكال العنف والإنحراف داخل المجتمع فى شكل وهيئة أشخاص إفتقدوا أساليب التربية الصحيحة التى تعمل على إصلاح وتهذيب الإنسان، وأصبحنا فى أشد الحاجة لضرورة تأهيل المقبلين على الزواج ليصبحوا آباء وأمهات قادرين على إنشاء جيل سوى خالى من العقد والأمراض النفسية، ويتمتع بحسن الخلق ليرفع من شأن الأمة، فإنهيار المجتمع يبدأ بإنهيار الأسرة.

وفى الختام لم أجد أبلغ من المعانى السامية التى جاءت من النائب العام المصرى تعليقاً عن أحداث قضية رأى عام فى بيان عظيم يتسم بالوعى والمسئولية التى طالب فيه الآباء بالإهتمام بالأولاد وحسن التربية والإنصات إليهم ومشاركتهم فى كل مجريات أمورهم لنتجنب الكثير من المشاكل التى ينتج عنها العديد من الجرائم التى نسمع بها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الانحراف فى التربیة

إقرأ أيضاً:

"زايد الكبرى للهجن".. عقود من العطاء لرياضة الآباء والأجداد

قدمت جائزة زايد الكبرى للهجن منذ انطلاقتها عام 1994، نموذجاً ملهماً عن العلاقة الوثيقة والتفاعل المستدام في دولة الإمارات، بين قطاع الرياضة والتراث الوطني الزاخر بالعادات والتقاليد والقيم الأصيلة.

رسخت جائزة زايد الكبرى للهجن بدعم القيادة الحكيمة، ونهجها المستلهم من إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مكانتها في نفوس الأجيال المتعاقبة، للحفاظ على موروث الآباء والأجداد، كما حظيت بإقبال كبير واهتمام بالغ من كبار ملاك الهجن في الدولة وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

وتمثل أشواط الجائزة، الموروث الإماراتي العريق لسباقات الهجن العربية، وأحد الأنشطة الرياضية التراثية التي تحظى باهتمام واسع على مستوى العالم، وهي بمثابة كرنفال شعبي وتراثي ورياضي يجسد عمق الارتباط بهذه الرياضة وأثرها المستدام في نفوس الأجيال المتعاقبة، ويعززالوعي بأهمية الحفاظ على الموروث الشعبي الإماراتي والهوية الوطنية.

وتحظى دولة الإمارات بمكانة رائدة عالمياً في تنظيم سباقات الهجن، بفضل الميادين والمضامير المتطورة، والمنشآت المتكاملة، والجهود الكبيرة التي تبذل من اتحاد سباقات الهجن في تنظيم واستضافة الفعاليات الخاصة بهذه الرياضة التراثية، وتوفير جميع متطلبات تميزها ورفعتها وتطورها، وتقديم الجوائز المحفزة للمشاركين في فعالياتها.

وأصبحت الإمارات وجهة عالمية للسباقات والمهرجانات المتخصصة في هذه الرياضة العريقة، بالإضافة إلى تنظيم السباقات الخارجية، التي حظيت بتفاعل واسع واهتمام كبير، أسهم في نشر الثقافة الإماراتية في المحافل الخارجية التي شهدت هذه المنافسات.

وتعكس الجائزة نموذجا فريداً في الاحتفاء بالتراث الوطني الأصيل، وتشكل ملتقى للملاك والمضمرين يجمع أهل الهجن في منافسات مميزة وتنافس رياضي شريف يتسابق فيه الجميع للاحتفاء برياضة الآباء والاجداد، وإعلاء شأن رياضة سباقات الهجن.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: الرئيس السيسي يؤكد رفضه للتهجير ومصر لن تسمح بذلك
  • وزير الإعمار يصادق على التصميم الأساس لمشروع مدينة علي الوردي السكنية الجديدة
  • بعد الخلع.. رنا سماحة تثير الجدل بمنشور عن أذى الآباء
  • الأساس الخربان.. فتحي سند يثير الجدل بتغريدة غامضة
  • الصالون الثقافي في معرض الكتاب يناقش «الإنسانيات الرقمية»
  • لماذا تأكل قشر المانجو يا أبي؟
  • "زايد الكبرى للهجن".. عقود من العطاء لرياضة الآباء والأجداد
  • تفاصيل لقاء وزير التربية والتعليم مع مديري المدارس حول البكالوريا
  • البيان الختامي لمؤتمر “خير أمة” يشدد على وجوب الاجتماع على الحق ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال
  • ترامب: تحدثت إلى ملك الأردن بشأن نقل الناس من غزة إلى الدول المجاورة وسأتحدث مع السيسي بذلك أيضا