بعد أغنية "الكبير" لهاني شاكر.. هل يعاني نجوم الصف الأول من أزمة مشاهدات؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
خرج أمير الغناء العربي الفنان هاني شاكر بتاريخه الممتد لأكثر من أربعين عام عن المألوف، مقدماً نمطاً غنائياً كان رفضه عندما تقلد منصب نقيب الموسيقيين في مصر، إذ اعتبرها شاكر حينها "خطوة لإنقاذ الفن والساحة الغنائية المصرية".
وطرح الفنان شاكر حديثاً أغنية "الكبير"، التي تحتوي بكلماتها مضامين ليست بعيدة عن محتوى المهرجانات، لتثير استهجان الكثيرين الذي أبدوا آراءهم منتقدين الفنان عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وهاجم الكثيرون الفنان، على اعتبار رفضه المهرجانات ثم الغناء على غرارها، وتخوّف متابعوه أن تسود هذه الأنماط الغنائية لدى فناني الصف الأول، فيما رأى البعض أن فناني الصف الأول يجابهون تراجعاً في المشاهدات، ما أدى لانسياقهم وراء موجة المهرجانات.
انحدار الذائقة الموسيقيةيتحدث الناقد الفني عصام زكريا لـ 24 عن "مدى انحدار الذائقة الفنية للجمهور العربي"، قائلاً: "ذائقة الجمهور تغيرت كثيراً، إن نظرنا لرغبات الشباب الموسيقية، سنلاحظ أن توجهاتهم اختلفت تجاه ما يودون سماعه من الأغنية العربية".
ويوضح زكريا أن "الأغنية كانت سابقاً تعبر عن مدى العشق الكامن في العلاقات العاطفية، أما اليوم تعقدت العلاقات العاطفية والاجتماعية، فلم تعد الأغاني التقليدية العربية السائدة تشبع حاجات الشباب والشابات".
لقد شعرت بعد أن استمعت إلى #أغنية #هاني_شاكر الجديدة والتى حملت عنوان #الكبير أن الأغانى بشكل عام استنفدت أغراضها، لقد تملكنى إحساس طاغ وأنا أسمعها أنها خدعة من تقليعات #الذكاء_الاصطناعى تم وضع صوت هانى شاكر عليها وكأنه لم يغنيها من الأساس❗️#ابواليزيد_بيقول pic.twitter.com/9wzOZtwUph
— Ahmed Aboulyazeed (@AAboulyazeed) July 31, 2023يشير زكريا إلى أن "ارتقاء أو انحدار الذائقة الموسيقية، هو بالأصل تمثيل للواقع بكافة متغيراته"، ويضيف "تتبع الأغنية الحالية المصطلحات السائدة، إذ أن ما هو متداول حالياً هو الكلمات المليئة بالهجر والعاطفة الساذجة".
جمود في الكلماتويفسر زكريا الأسباب التي ساهمت في انحدار الذائقة الفنية العربية، مُعتبراً أن الأغنية العربية "تعاني من جمود في الكلمات، إضافة إلى أن كثيراً من المفردات والتشبيهات متكررة ما ساهم في نفور الجيل الحالي منها".
ويضيف قائلاً: "الحياة ليست هذه العلاقات فقط، على الأغنية معالجة موضوعات كثيرة، منها الظروف السائدة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، بل عليها أن تتناول موضوعات أعمق من التي تعالجها اليوم"، وهو ما يعتبره زكريا "سبباً آخراً في تراجع الأغنية العربية".
قال الناقد مصطفي حمدي "أغنية الكبير محاولة بائسة وغير موفقة للتجديد، لأن هاني شاكر طول الوقت كان يقدم أغنية كلاسيكية تقليدية، وكان يرفض التغيير ويرفض مطربي المهرجانات، وعندما حاول عمل أغنية شبيهة بالمهرجانات جاءت المحاولة خالية من الذكاء".#هاني_شاكر #فن pic.twitter.com/GwegMbp5Xu
— تطبيق زاجل (@AppZagel) August 2, 2023 الأغنية ليست فقط رومنسيةيوصي الناقد الفني الأغنية العربية بأن "تخرج من القفص الرومانسي ولا تبقى حبيسة العاطفة في كلماتها وتشبيهاتها"، مُعتبراً أن "لجوء الفنانين للأغنية الشعبية لأنها عادة ما تعبر عن معانٍ مختلفة وقوية".
تتربع المهرجانات على عرش الأغاني الأكثر استماعاً، إذ يرى زكريا أنه "سبب لتوجه فناني الصف الأول لغنائها"، ويرى "أن تجربة غنائهم أنماطاً شبيهة بالمهرجانات فيها خروج عن المألوف، ومن النمط الغنائي الذي اعتاد جمهورهم عليه".
لما تواجه الفن الهابط بفن أهبط منه#هاني_شاكر_الكبير https://t.co/r8V3GzHWLg
— هبلستان عقبة???????? (@HennaSafy) July 28, 2023ويفسر زكريا سبب توجه الفنانين لموجة غناء المهرجانات بالقول: "إن هناك عدداً من النجوم، جماهيرهم تفضل الاستماع إلى أغانيهم القديمة أكثر من الحديثة، إلا أنه من الطبيعي أن ينساق الفنان أمام الموجة السائدة للبحث عن كلمات وموسيقى جديدة يقدم نفسه من خلالها".
وتمنى الناقد الفني أن "تفرز هذه المحاولات الجديدة للفنانين حالة من الابتكار والتجدد".
الفن أداة مطواعةفي اتصال مع 24 تعتبر أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس سامية خضر صالح، أن "الفن أداة مطواعة بإمكانها تغيير توجهات الأفراد وسلوكياتهم"، وتقول: "الفن غذاء الروح، وسبيل ارتقاء المجتمعات".
الذائقه الموسيقيه اليوم في انحطاط اجل من قمت و انا اغني
"العن عمري شلون اتوب وانا بحبك حيل اذوب"
وتضيف صالح "لم تعد هذه الأداة تعمل بفاعلية كما كانت قبل، إذ أن الفن قدم رسالة تحمل مشاعر صادقة قديماً، لكن شكلها تغير ولم تعد تحمل مصطلحات الحب السامية أو تنقل رسالة حقيقية".
تكمل أستاذة علم الاجتماع القول: "أصبح الفن الحالي وليد الأغنية الغربية، بل وينقل في طياته صراخها وصخبها، والأكثر سوءاً أن الجيل الحالي يتأثر بهذا السياق، ويسقطه على تجاربه الحالية وحياته اليومية".
مش ماحبه ماسمع عربي بالأصح ???? الذائقة الموسيقية حقتي في انحدار apparently
— Rotana (@rotana_bj) December 18, 2017 أغاني اليوم تحمل الغل والحقدوبرأي الأستاذة صالح فإن "هناك تنبؤاً بانحدار الذائقة الفنية لدى الأجيال الحالية"، وتشير إلى أن "الكلمات التي يقدمها الفنانون حالياً، لم تعد تشير إلى القيم الإيجابية أو العاطفية كما الأغاني من قبل، بل تحمل نوعاً من الغل والحقد".
وترى صالح أن "الأغنيات التي تقدم حالياً، فيها نوع من إبراز الأنا والتعالي، وفي هذا اندثار للقيم التي كانت ترسلها الأغنية العربية للمستمع من قبل، بل أن الأغنيات المتواجدة حالياً قدمت نموذجاً من الكبر والغرور الذي يشحن الطرف الآخر".
الذائقة الموسيقية لبعض البشر في انحدار شديد
— عز!م (@AZZAM_SUL) May 16, 2021وتعتبر أستاذة علم الاجتماع أن "القيمة الإنسانية التي كانت تنقلها الأغنية العربية اختلفت وتبدلت مضامينها مع الوقت"، وتقول: "كان الأزواج إذا تخاصموا، يستمعون إلى أغنيات الزمن الجميل الكفيلة بتصفية القلوب، أما اليوم الأغاني تقدم نموذجاً من الحقد والكراهية".
ضياع الهوية العربية تختم الأستاذة صالح حديثها لـ 24 بالقول إن "الفن كان يحمل معنى الهُوية العربية، وينعكس على الشعور بالوطنية، أما اليوم الأغنية العربية، لم تعد تبعث هذا الشعور، ما ينبئ بضياع الهوية العربية، وانحدار الذائقة أيضاً".المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة هاني شاكر نجوم أغاني المهرجانات الأغنیة العربیة الصف الأول هانی شاکر لم تعد
إقرأ أيضاً:
كيف بدأت أزمة الرسوم الجمركية التي أدت إلى خسائر فادحة عالميا؟ (تسلسل زمني)
أدت رسوم التعرفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضربة موجعة لأسوق المال العالمية والعربية.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي، فرض رسوم جمركية على جميع دول العالم بينها حلفاء وخصوم، بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة، معتبرا ذلك "يوم تحرير طال انتظاره وسيعني في نهاية المطاف المزيد من الإنتاج المحلي ومنافسة أقوى وأسعار أقل للمستهلكين".
وقرر تطبيق رسوم جمركية بنسبة 34 بالمئة على الصين (بخلاف 20 بالمئة سابقة عقب وصول ترامب للسلطة)، و20 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، و46 بالمئة على فيتنام، و24 بالمئة على اليابان، و26 بالمئة على الهند، و30 بالمئة على جنوب إفريقيا و37 بالمئة على بنغلاديش و17 بالمئة على إسرائيل، والعراق 39 بالمئة والجزائر 30 بالمئة، بخلاف تطبيق رسوم بنسبة 10 بالمئة على بعض الدول.
وتشمل تلك الرسوم الأمريكية فرض تعريفة جمركية أكثر صرامة على ستة من أكبر الشركاء التجاريين (الاتحاد الأوروبي 20 بالمئة - المكسيك 25 بالمئة - الصين 54 بالمئة - كندا 25 بالمئة - اليابان 24 بالمئة - فيتنام 46 بالمئة)، وسيدخل ذلك حيز التنفيذ في 9 نيسان/أبريل الجاري.
كيف بدأت؟
طرح ترامب فكرته حول رسوم التعرفة الجمركية عدة مرات خلال حملته الانتخابية، وأكد على ذلك في خطابه الأول بالبيت الأبيض بعد تنصيبه في 20 كانون ثاني/ يناير الماضي.
20 يناير
في يومه الأول في المنصب، كرر ترامب وعود حملته بفرض تعريفات على الشركاء التجاريين الرئيسيين، وبالأخص كندا والمكسيك والصين.
وأشار إلى أنه سيفرض تعرفة بنسبة 25 بالمئة على الواردات من كندا والمكسيك، و10 بالمئة على الصين، مستندًا إلى مخاوف الأمن القومي بشأن الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات (خاصة الفنتانيل) والاختلالات التجارية.
4 فبراير
وقّع ترامب أولى قرارات فرض التعرفة الجمركية وذلك بأمر تنفيذي يستند إلى قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية (IEEPA)، رابطا ذلك بإعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود وتهريب المخدرات.
بعد مفاوضات مضنية، علّق ترامب التعرفات الجمركية على كندا والمكسيك لمدة 30 يومًا، بينما بدأت الرسوم الجديدة على الصين فورًا.
ردت الصين بدورها بفرض رسوم على البضائع الأمريكية، مستهدفة الصادرات الزراعية والمنتجات التقنية.
4 مارس
بعد انتهاء التعليق، بدأت الولايات المتحدة بفرض رسوم تعرفة جمركية على البضائع الكندية والمكسيكية بنسبة 25 بالمئة.
لاحقًا، حصلت البضائع المتوافقة مع اتفاقية "USMCA" (الاتفاقية الحرة بين الدول الثلاث)، والتي تمثل 38% من صادرات كندا، على إعفاءات حتى 2 نيسان/ أبريل، مما خفف من حدة الضربة قليلًا.
فرضت كندا تعرفات انتقامية بقيمة 21 مليار دولار على البضائع الأمريكية، بينما هددت المكسيك بتدابير مضادة، مما أثار مخاوف من حرب تجارية في أمريكا الشمالية.
2 أبريل
أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية بشأن "العجز التجاري الكبير والمستمر" للولايات المتحدة، مستندا إلى قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية "IEEPA" لفرض تعرفة أساسية بنسبة 10بالمئة على جميع الواردات، بدءًا من 5 نيسان/ أبريل، وتعرفات "متبادلة" على 57 دولة، بدءًا من 9 نيسان/ أبريل.
شملت هذه التعرفات 34 بالمئة على الصين (بالإضافة إلى 20 بالمئة موجودة، لتصل إلى 54 بالمئة)، و20 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، و25 بالمئة على كوريا الجنوبية، و24 بالمئة على اليابان.
وقال ترامب إن قراراته هذه تعد خطوة لـ"استعادة السيادة الاقتصادية" وحماية العمال الأمريكيين.
4 أبريل
بدأت الأسواق العالمية بالانهيار السريع، حيث انخفض مؤشر سوق الأسهم S&P 500 بنحو 5 بالمئة، وهو أسوأ يوم له منذ 2020،.
وتراجع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 2.7 بالمئة، وانخفض مؤشر فيتنام بنسبة 7 بالمئة، وسجلت الأسواق الأوروبية مثل DAX الألماني خسائر كبيرة.
وهبطت أسعار النفط بنسبة 6 بالمئة بسبب مخاوف من انخفاض الطلب العالمي، على الرغم من تسريع أوبك+ زيادات الإنتاج، مما زاد من عدم اليقين الاقتصادي.
5 أبريل حتى اليوم
يتوالى الهبوط في الأسواق العالمية والعربية، بعد بدء إقرار التعرفات منذ مطلع الأسبوع الجاري.
وتقلصت التدفقات التجارية العالمية، حيث من المتوقع أن تنخفض الواردات الأمريكية بمقدار 800 مليار دولار (25%) في 2025، وفقًا للتحليلات الاقتصادية.
يشار إلى أن الصين وعدت بالرد على قرارات ترامب بـ"تدابير شاملة"، فيما أعد الاتحاد الأوروبي ردًا منسقًا، وأشارت كندا والمكسيك إلى فرض رسوم إضافية.
وخلال الأيام الماضية، واجه الاقتصاد الأمريكي انخفاضًا متوقعًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4%، مع خسائر تقدر بـ 200 مليار دولار بحلول 2029 إذا استمرت التعرفات.