سودانايل:
2024-09-08@02:57:22 GMT

المبادرة الأمريكية : فرصة أخيرة يجب إغتنامها

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

https://www.facebook.com/share/p/X9VBThYxSasMzxWd/?mibextid=xfxF2i

بابكر فيصل
رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي

دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء الماضي القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى جولة مفاوضات جديدة في سويسرا في الرابع عشر من أغسطس المقبل بمشاركة السعودية ( راعي مشارك للتفاوض إلى جانب أمريكا) وكل من مصر والإمارات والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة كمراقبين.



وقال بلينكن في دعوته أن المفاوضات تهدف إلى وقف العنف في جميع أنحاء البلاد والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين ووضع آلية مراقبة وتحقق قوية من أجل تنفيذ أي اتفاق، كما أشار إلى أن المحادثات لن تعالج قضايا سياسية أوسع نطاقاً ذلك لأن العملية السياسية هى من شأن الاطراف المدنية.

فور ظهور الدعوة الأمريكية على منصات الإعلام أعلن قائد قوات الدعم السريع موافقته عليها بينما لم تُصدر القوات المسلحة أي موقف حتى تاريخ كتابة هذه السطور (بعد مرور 72 ساعة على إعلان الدعوة).

تأتي المبادرة الأمريكية بعد تعطل جميع المنابر التي تمت فيها مفاوضات وقف إطلاق النار ( جدة، المنامة)، وذلك بعد عدة أشهر من تعيين المبعوث الأمريكي توم بيريللو الذي انخرط منذ تعيينه في جولات مكوكية في الإقليم شملت عواصم أفريقية وعربية ذات تأثير مباشر في قضية الحرب فضلاً عن عقد لقاءات واسعة مع مختلف القوى في الساحة السودانية.

ويبدو جلياً أن خلاصة جولات المبعوث أفضت إلى ضرورة أن تأخذ بلاده بزمام المبادرة وأن تتولى الإشراف المباشر على المفاوضات على أعلى مستوى (وزير الخارجية بلينكن) وبإشراك الأطراف المؤثرة على مسار الحرب. ويتضح من نص المبادرة (وجود السعودية كراعي ثاني) أنها لا تهدف لإلغاء منبر جدة وإنما تسعى لإستكماله بثقل أكبر وزخم دولي أوسع يُعطي وقف الحرب في السودان أولوية واضحة.

ومن هنا تنبع أهمية التعاطي الإيجابي من قبل الطرفين المتحاربين (الجيش والدعم السريع) مع المبادرة الأمريكية بإعتبارها فرصة قد لا تتكرر في ظل المعطيات الدولية والظروف الأمريكية الداخلية، خصوصاً وأن الحكومة التي تقف وراءها تمثل الدولة التي تمتلك أكبر أدوات ضغط و تأثير في المجتمع الدولي.

تحتاج إدارة الرئيس بايدن وهو يستعد لمغادرة البيت الأبيض إلى تحقيق مكاسب سياسية تضاف لرصيدها وكذلك لإعطاء الحزب الديمقراطي قوة دافعة في المعركة الإنتخابية، وقد كانت أولوية الإدارة تتجه نحو وقف الحرب في غزة التي يبدو أن إتفاقاً حولها بين إسرائيل وحماس بات وشيكاً، وبظهور المبادرة الأخيرة يبدو أن الإدارة الأمريكية وضعت حرب السودان التي تمثل أكبر كارثة إنسانية في العالم في قمة أولوياتها.

ومن ناحية أخرى، لا تُخفي واشنطون قلقها من عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران وحكومة الأمر الواقع في السودان، وأيضاً تنامي علاقة الأخيرة مع روسيا وتأثير ذلك على أمن البحر الأحمر الذي يشهد إضطراباً شديداً يؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن والتجارة الدوليين. فضلاً عن أثر إستمرار الحرب في زعزعة الإستقرار في منطقة القرن الإفريقي الموبوءة أصلاً بالجماعات الإرهابية وعصابات تهريب البشر والجريمة العابرة للحدود.

إن تفويت هذه الفرصة الذهبية سيعني غياب الدور الأمريكي المُهم لشهور طويلة قادمة ذلك لأن إنتخابات الرئاسة تبقى لها أقل من أربعة أشهر، وأن أي إدارة قادمة (سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية) لن يتثنى لها ترتيب ملفات السياسة الخارجية إلا بعد مرور عدة أشهر قد تمتد لمنتصف العام القادم (الرئيس يستلم في أواخر يناير).

وفي ظل غياب القوى الدولية الضاغطة واستمرار الحرب تزداد كل يوم إحتمالات الذهاب للفوضى الشاملة التي تتمثل أهم شواهدها في تنامي خطاب الكراهية والإنقسام الإجتماعي والتدخل الخارجي السالب وتفاقم المجاعة و الكارثة الإنسانية فضلاً عن نذر إنهيار الإقتصاد التي بدأت تتجلى بوضوح في التوقف شبه التام للقطاعات الإنتاجية وإنخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار وشح السلع والمواد التموينية وارتفاع الأسعار بمعدلات غير مسبوقة.

يتوجب على قيادة القوات المسلحة أن ترجع البصر كرتين وتقرأ الواقع الداخلي (مسار الحرب) والمعطيات الإقليمية والدولية بعيداً عن الأوهام و تأثير الأصوات والأبواق التي تدعو لإستمرار الحرب، فمسؤولية الحفاظ على الجيش والبلد تقع على عاتق هذه القيادة التي تعلم أن تلك الأصوات الناعقة كانت من قبل تُمني الناس بحسم المعركة في ساعات محدودة فإذا بالحرب تستمر لأكثر من 15 شهراً دون وجود أي أفق لحسم عسكري وشيك.

لا يتوقع ملايين النازحين واللاجئين، نساء وأطفال ورجال، من قيادة القوات المسلحة شيئاً سوى إصدار قرار بقبول الدعوة الأمريكية دون إشتراطات مسبقة تؤدي إلى إجهاض هذه الفرصة النادرة في هذا التوقيت المهم.

ومن جانب آخر، لا يكفي أن يقبل الطرفان ( الجيش والدعم السريع) بالذهاب للتفاوض في سويسرا من أجل إرضاء الوسطاء أو لكسب الوقت، بل يجب أن يذهبا "بإرادة كاملة" للوصول إلى إتفاق يوقف العنف ونزيف الدم، فقد ثبت من تجارب التفاوض السابقة في جدة والمنامة أن نقص الإرادة هو السبب الحقيقي وراء عدم التوصل لأي إتفاق والإلتزام بنصوصه.
Tarig Algazoli  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

البرهان: دول غير رشيدة تساعد الدعم السريع وتحيك مؤامرة ضد البلاد

قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن قوات الدعم السريع تنفذ مؤامرة كبرى ضد البلاد ومؤسساتها خدمة لأطماع دول إقليمية ”غير رشيدة”.

وطالب البرهان خلال المنتدى الصيني- الإفريقي، الخميس، بتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية والمساعدة في القضاء عليها وإدانة أعمالها وإدانة التعاون معها متهماً إياها بارتكاب جرائم صنفت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

واتهم البرهان قوات الدعم السريع بتنفيذ إبادة جماعية ضد “المساليت” في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، مشيراً إلى أن السودان يتعرض لمؤامرة كبرى منذ الخامس عشر من أبريل/ نيسان من العام الماضي وحتى الآن.



واعتبر أن تلك القوات تمردت على الدولة بهدف الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح حيث شنت الحرب على المواطنين العزل ومؤسسات الدولة بأكملها خدمة لأطماع دول إقليمية “غير رشيدة”.

وأوضح، أن الدعم السريع تستهدف السودان في وجوده ووحدة أراضيه، مؤكداً أن كل ما يعانيه الشعب السوداني الآن ناتج عن “تمرد الدعم السريع” التي أصبحت تهدد الأمن والسلم المحلي والإقليمي.

ومرارا اتهم السودان الإمارات بالتورط في الحرب الدائرة في البلاد فيما تنفي أبو ظبي تلك الاتهامات.

وفي تموز/ يوليو الماضي، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنها حصلت على معلومات حصرية تؤكد مشاركة الإمارات في الحرب الأهلية بالسودان إلى جانب قوات "الدعم السريع" ضد القوات الحكومية.

وذكرت الصحيفة أن معلومات حصلت عليها تفيد بالعثور على جوازات سفر إماراتية داخل حطام مركبة تعود لقوات الدعم السريع في السودان.

ولفتت إلى أن وثيقة مكونة من 41 صفحة جرى إرسالها إلى مجلس الأمن اطلعت عليها "الغارديان"، تشير إلى أن "جوازات السفر التي تم العثور عليها في ساحات القتال في السودان، تؤكد أن الإمارات ترسل قوات سرية إلى الأرض في الحرب الأهلية المدمرة في البلاد".

وقالت "الغارديان" إن جوازات السفر تم استرجاعها من أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الأخرى من نهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، في منطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لكن الجيش السوداني استعادها مؤخرا.



وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت السلطات السودانية، أمس، مقتل 3 مدنيين وإصابة 14 آخرين، في قصف شنته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم (وسط)، في بيان، إن “قوات الدعم السريع نفذت قصفاً مدفعياً اليوم على الأحياء السكنية بمنطقة كرري في مدينة أم درمان، ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 14 وهم الحالات التي وصلت مستشفى النو (حكومي)”. وأضافت: “لم نتمكن من حصر الحالات التي لم تصل إلى المستشفى”.

مقالات مشابهة

  • ياسر العطا: الهجوم الذي استهدف البرهان في جبيت زاد من قوة وصلابة القوات المسلحة
  • البرهان: دول غير رشيدة تساعد الدعم السريع وتحيك مؤامرة ضد البلاد
  • عاجل | فرصة أخيرة.. مد فترة الأوكازيون الصيفي حتى هذا الموعد
  • موقفنا كقوى ديمقراطية بين القوات المسلحة والدعم السريع ومغالطات إعلان جدة
  • صنعاء ترد على عرقلة امريكا وبريطانيا سحب سونيون
  • جزائية الحديدة تمنح قاتل رئيس محكمة السلفية فرصة أخيرة للدفاع وتدين آخر في جريمة مشابهة
  • البرهان: نطالب بتصنيف الدعم السريع "مجموعة إرهابية"  
  • رئيس أركان الجيش المصري يزور الحدود مع غزة
  • عاجل.. رئيس أركان حرب القوات المسلحة يتفقد إجراءات التأمين على الحدود مع غزة
  • القوات المسلحة تعلن وفاة عريف أول أثناء أداء واجبه بالكونغو