سودانايل:
2024-09-08@02:59:05 GMT

مزمل ابو القاسم إشحذ أدواتك وتكلم

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد

مِن على صفحته في الفيسبوك كال لي مزمل أبو القاسم شتائم ودمغ بالجهالة والحزلقة بعد أوضحت في مقال سابق أن ما قام به هو محض تعجل وينطوي على تلهف ينم على قصور في منهج التفكير وعدم الإستبصار فيما يكتب. فالكتابة عن أحداث معقدة كالحرب يموت فيها الناس وفيها ينزحون ويضامون أعظم واجل من أن تترك لمن يكتب بمطنق كرة القدم.


يبدو أن ما كتبته قد زلزل أركانه وغشيته من لفح ذلك المقال شظايا غضت مضجعه المطمئن لنفسه "كصحفي جِهبِذ".. فخلاصة ما ذهبتُ إليه هو أن الواجب على الصحفي أن يشحذ أدواته قبل أن يلج أي موضوع، لا يتلقف الأخبار كحمامة زاجلة دون أن تعي ما تحمل، ولا أقول كذلك الذي يحمل أسفارا.
وشحذ الأدوات أمر مطلوب لذاته خاصة الحديث في أمور السياسة والتي تختلف جوهرياً عن الحديث في كرة القدم.
على عموم الأمر، يبدو أن كسب أبو القاسم في اللغه الإنجليزية ضعيف جداً، ولربما كان مرد ذلك لقلة ال Exposure لعوالم اللغة الإنجليزية وإستخدام المصطلحات المختلفة في سياقات مختلفة ولسنا نأخذ عليه ذلك كثيرا، فربما كان مرد ذلك لبيئته التي درس فيها وعمل فيها، وهذا حتم بيئي لا يد للإنسان فيه.
فقد أخذ عليّ إستخدام مصطلح وسيط بمعنى Broker وقال ببساطة المحلل الرياضي أن (من الحماقة الحمقاء والجهالة الجهلاء وصف رئيس الوزراء الإثيوبي بأنه مجرد سمسار Broker كما دمغه من وزع جهله على الملأ لأن الصفة تطلق على المتعاملين في مجالات البورصة والمزادات والتجارة العمومية من جموع السماسرة، ولا تستخدم في ساحات الدبلوماسية والسياسة الدولية). وأورد كلمتين مترادفتين لكلمة وسيط Facilitator و Mediator وما درى أن هنالك أكثر من عشرة كلمات تعطي نفس المعنى منها peacemaker و middleman و intermediary و interceder وغيرها
لذلك أشفق على أبي القاسم أن يقرأ كلامه هذا من كانت الدبلوماسية صنعته. أو السياسة الدولية تخصصه.. أو من يقرأ الصحف الإنجليزية هوايته، أو من كانت الترجمة مصدر رزقه. ففي الظاهر أنه قد لجأ لشخصٍ مسكين مثله في الإنجليزي وأرشده لهذا التصويب الطائش... عموما تُستخدم كلمة Broker بالانجليزي بالفعل بمعنى السمسار ولكن في سياقات ال Business وال Real Estate. أما في سياقات السياسة الدولية والدبلومسية وسبل فض النزاع وبناء السلام فتُستخدم بمعنى فعل الوساطة السياسية... والدليل على ذلك ما أوردته صحيفة The New York Times في يوم 6 نوفمبر 2022م حيث ذكرت في عنوان عريض
Could India Help Broker Peace in Ukrain
أرجو ان اسأل مزمل هل هنا كلمة Broker تعني سمسار؟ وهل بالفعل تأمل النيويورك تايمز أن تسمسر الهند في "ملجة" أوكرانيا الخاصة بتجارة الحبوب؟
يا راجل اشحذ أدواتك وتكلم.
ثم فالنتأمل ما تقوله القواميس العالمية المعتمدة مع بعض الأمثلة لإستخدام كلمة Broker بمعنى فعل الوساطة السياسية فقد ورد في Collins English Dictionary
If a person, government or country brokers an agreement, ceasefire, or round talks, they try to negotiate or arrange it.
وقد أعطى القاموس مثالا لذلك بجملة
(He has already brokered a peace treaty that will come into force on Friday)
ملاحظة هنا في هذه الجملة كلمة force أرجو من مزمل ألا يقرأها على أنها "قوة"

كما أورد Collins مرة أخرى جملة
Western diplomats said there was a little hope of brokering an end to the conflict without his blessing)
بعد هذه الأمثلة يمكن أن يتبين أن الكلمة مستخدمة في القاموس السياسي وليست كما قال بتلك الاطلاقية اليقينية المخجلة (أنها لا تستعمل في الاطر الدبلوماسية والسياسة الدولية).
اشحذ الأدوات يا أبا القسام جيدا ونازل من شئت.
ثم من بعد ذلك فقد تحدث عن المبعوث في قوله :(والأفدح حماقة والاشد عتها الاصرار على إطلاق صفة مبعوث Envoy على رئيس وزراء دولة يعمل بصلاحيات رئيس)
هنا يمكن للقارئ أن يتأمل خلط الفحش والتهاتر مع مضمون الحديث، فالظاهر أن الفحش صفة مُستكنّة في أصل طينته.
على عموم الأمر، هنا يمكن ترك الأمر لزميله الصحفي محمد عبد القادر ليتكفل بشرح كيف يمكن أن يكون رئيس وزراء مبعوثا فقد ذكر عبد القادر نصا في مقاله بعنوان (البرهان وبن زايد الرصاصة الأخيرة):( أبي احمد وصل البورت مبعوثا من الإمارات فالرجل وكيلها في المنطقة ومبعوثها لتسوية العلاقات مع السودان) هنا الصحفي محمد عبد القادر يصف أبي أحمد بأنه مبعوث من الإمارات ولا غضاضة في ذلك وهي فرضية مثل كونه وسيط Broker .. وهذا ما حاولت أن أنبه له أبا القاسم بأن هنالك فرضيتين، إما أن يكون أبي أحمد مبعوثا كما ذهب لذلك عبد القادر، أو يكون وسيطا Broker وكل فرضية ستقود لحل المشكلة المركزية حول مَن اتصل بمَن. والجدير بالملاحظة أن فرضية عبد القادر بأن أبي أحمد مبعوث Envoy أوصلته لخلاصة مهمة أن البرهان هو الذي بادر بالاتصال بمحمد بن زايد وهذه خلاصة مقبولة فقد قال ما نصه:(مهاتفة البرهان لبن زايد مثلت مفتاح لباب ظن الجميع انه سيظل مغلقا وهي خطوة مهمة .... إلخ )
يبدو أن الصحفي محمد عبد القادر قد شحذ أدواته الصحفية وعمل بروية وتأمل فيما يكتب إتفق الناس معه أو اختلفوا. أما ابو القاسم فقد تناول الأمر دون أن يقبل على شحذ أدواته فراح يضرب متخبطاً بين الفرضيات كأنما الكتابة في أمر جليل مثل قضايا الحرب والسلام تتم بسهولة تحليل مباراة في كرة القدم.

د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد القادر محمد عبد

إقرأ أيضاً:

حبس «محمد بحرون» ومعاونه على ذمة التحقيق في قضية «البيدجا»

أعلن مكتب النائب العام، اليوم السبت، حبس آمر فرقة الإسناد الأولى محمد بحرون وأحد معاونيه احتياطيا على ذمة التحقيق بتهمة ضلوعهما في واقعة قتل آمر الأكاديمية البحرية عبد الرحمن سالم ميلاد المشهور بـ”البيدجا”.

مقالات مشابهة

  • حكم مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات أفريقيا
  • هدفه الثاني.. أحمد عبد القادر يسجل في تعادل قطر المثير أمام الشحانية
  • هدف أحمد عبد القادر اليوم.. قطر يتعادل مع الشحانية في كأس النجوم «فيديو»
  • “حماد” يبحث التعاون مع شركة بلجيكية لتنفيذ مشاريع بحرية كبرى
  • حبس «محمد بحرون» ومعاونه على ذمة التحقيق في قضية «البيدجا»
  • رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة يؤدي واجبه الوطني ببوشاوي
  • ‎اختناقات مرورية تضرب شوارع بغداد
  • إصابة مصطفى محمد
  • كاريكاتير محمد سباعنة
  • رئيس الجمهورية يهنئ المصارع عبد القادر بوعامر