المناورات اليائسة للجيش والخارجية حول المبادرة الأميركية..هل تجدي؟
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
بقلم صلاح شعيب
الارتباك الصامت والجاهر الذي صاحب موقفي الجيش ووزارة الخارجية حيال الدعوة الاميركية للتفاوض مفهوم. ولكنه بحاجة إلى حسم عاجل. فالوقت ضيق أمام الطرفين، وكذلك بايدن. ذلك ما دامت الانتخابات الأميركية على وشك الانعقاد، ويريد الرئيس دعم نائبته كمالا حالاً.
الطرف الأول، وهو الجيش، ينبغي أن يستفيد من هذه الفرصة قبل أن يخرج من الخدمة العسكرية ذاتها سواء بالناتو، أو الجنجا.
فعوضاً عن نفي الناطق الرسمي لبيان مزعوم باسم الجيش قبل بالدعوة الأميركية - وبينما تقول الخارجية بدراستها - فالمطلوب هو إظهار الجدية، والتنسيق، والعمل الدؤوب، والصادق، لقبول التفاوض لإنهاء الحرب، وإنقاذ ملايين السودانيين من المجاعة الوشيكة، والتشتت في قارات الدنيا.
السودان الآن يعيش بلا حكومة معترف بها محلياً، وإقليمياً، ودولياً. فانقلاب البرهان على مسار الانتقال نحو الديمقراطي أفقده الشرعية كرئيس لمجلس السيادة، وبقيت له فقط الصفة القيادية العسكرية. ولكن لا يتنازع شخصان معارضان له بأنه من أسوأ القادة الذين مروا على الجيش.
وهذا الوضع الذي فيه، وخصوصا بعد الحرب، جعل من تحركات القائد العام بلا معنى، إلا إذا استجاب إلى حلم شعبه بإنهاء حرب الكيزان سواء عن طريق جدة، أو المنامة، أو سويسرا. بخلاف ذلك تظل مساعي البرهان لإحراز نصر دبلوماسي، أو عسكري، محل شك في ظل تآكل قدرات الجيش الذي لم ينتصر - أو يسترد موقعاً - في معركة واحدة خلاف تحريره للإذاعة بعد انسحاب الدعم السريع منها. والإذاعة نفسها لم تستطع استرداد خدمتها رغم ديكورات الفرح، وفرحة أصدقائنا شكر الله خلف الله، والتيجاني حاج موسى، وعبد القادر سالم، بخروج أولاد الدعم السريع من ردهاتها. ولكل هذا نعتقد أن المبادرة الأميركية الجديدة أكبر طوق نجاة لمحنة الجيش والخارجية معا إزاء المواضيع الدولية. نأمل أن يكون الناطق الرسمي نبيل قد وقف الآن على تصريحات المسؤول عن الخارجية، بدلاً عن أحاديث المناورة المملة عن بيان قبول للمبادرة ونفيه، وأن ينضم من ثم لدراسة الدعوة الكريمة، برغم أن الموضوع لا يحتاج لدراسة أصلاً، وإنما رضوخ لسياسة الأميركان أم لا.
بالنسبة للإخوة المسلمين فالحقيقة أنهم سبق لهم التعاون مع الأميركان لأقصى مدى حين صرح بوش الصغير: إما معنا، أو ضد. وقد تمكن الفريق صلاح قوش من تسليم ملفات المجاهدين العرب والأفغان للسي آي آي، وجاء محمد عطا ليكمل التعاون البديع في الوشاية بالإخوان المسلمين الدوليين، وتقديم معلومات استخباراتية عنهم، ولذلك الصنيع لم يتم رفضه كسفير للسودان في واشنطن.
ولو كان ذلك التعاون غدا مثمراً للحركة الإسلامية وواشنطن، فليس هناك ما يمنع الاستجابة أيضاً للمبادرة الأميركية إذا قام فقهاء الإسلاميين بتأصيل التوادد مع الأمريكان لعونهم استخباراتياً، وأمنياً، والتنسيق مع أجهزتهم الاستخبارية في ما يرتبط بملفات الإرهاب في المنطقة. وكذلك في الأماكن التي يستطيع الأمنجية الإسلاميين الوصول إليها، سواء بالقرب من حزام بوكو حرام، أو في بعض الجمهوريات المسلمة التي خرجت من رحم الاتحاد السوفيتي، كما خرج الدعم السريع من رحم الحركة الاسلامية كذلك.
اماً البلابسة، ودعاة الحرب من زملائنا الإعلاميين - وغير الزملاء - فعليهم أن يعيدوا الاعتبار للعقل. فالحرب أضرت ببلادنا، ومواطنينا عامة، وضيعت أكثر أكثر مكتسبات الأغنياء، والطبقة الوسطى، خصوصاً. ولو اكتشف البلابسة بوعيهم حقاً من الذي أشعل الحرب فإن أول من يلعنون سنسفيلهم إلى يوم الدين هم كيزان الموتمر الوطني، وليس نحن الذين نريد السلام للبلد، والعودة لمنصة ثورة ديسمبر المجيدة.
لقد ذاق شعبنا مرارة الكيزان في السلم والحرب، وما بينهما، وحق له أن يتخلص بواسطة المبادرة الأميركية "الطيبة والمباركة" من كابوس الحرب، وويلاتها التي سببها علي كرتي، وكباشي، وطاقمهما من المدنيين، والعسكرين الكيزان.
suanajok@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
زنقة 20 | وكالات
خلال اللقاء المحتدم للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واجه الرئيس الأوكراني سؤالا “عدوانيا” بشكل غير متوقع، من أحد الصحفيين الأمريكيين، وهو ما كان سببا في توتر الاجواء.
السؤال جاء من برايان غلين، مراسل شؤون البيت الأبيض لحساب شبكة اسمها Real America’s Voice (صوت أمريكا الحقيقية)، خلال فترة الأسئلة، حيث هاجم زيليسنكي بسبب “عدم ارتدائه بدلة رسمية” خلال حضوره للبيت الأبيض.
وقال الصحفي: “الرئيس زيلينسكي، لماذا لا ترتدي بدلة رسمية؟ ألا تمتلك واحدة؟ الشعب الأميركي يجد مشكلة بعدم ارتدائك بدلة رسمية خلال تواجدك في أهم الأماكن الرسمية في الولايات المتحدة”.
ورد زيلينسكي: “هل لديك مشكلة في ذلك؟ سأبقى أرتدي هذا الزي (المدني) حتى انتهاء الحرب”.
وأضاف ساخرا: “ربما لاحقا سأرتدي بدلة مثل التي ترتديها أنت، ربما أفضل من التي ترتديها، وربما واحدة أقل تكلفة”.
ورد الصحفي: “هذا سيكون أفضل”.