سودانايل:
2025-04-17@15:26:21 GMT

حرب العار

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

 

بعد اقتراب الحرب من العام ونصف، يجدر النظر من جديد للوصف (حرب/معركة الكرامة) الذي أطلقه عليها الإسلامويون ومن بعدهم قادة الجيش وتوابعهما من دعاة الحرب.
جاء لفظ الكرامة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث تنص المادة (1) منه على أن (يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق) ومن قبله جاء اللفظ في ميراث عتيد للشعوب وتاريخ الإنسانية ومنها قول عمر بن الخطاب: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟! ورأيي أن العبارة في الإعلان الصادر العام 1948 مستلفة من ذاك التراث العظيم، وقد وردت في القرآن الكريم في أكثر من موضع وبأكثر من شكل كما وردت في التراث المسيحي.

وبهذا أدرجت الأمم المتحدة لفظ الكرامة ككلمة ومفهوم تتعادل مع كلمة الحقوق التي خرج الإعلان العالمي الأشهر تحت اسمها لفظاً ومعنى ومحتوى، فلم يُسمَ الإعلان باسم الكرامة بل باسم الحقوق. ولكن الديباجة التي صدر من خلفها الإعلان في ثلاثين مادة ابتدرت بالآتي: "الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم".
على أن عدداً من الخبراء شددوا على أن ذلك أتى باعتبار أن الكرامة هي الأصل والجذر الذي تنبت منه الحقوق كافة، وبهذا رفعوا من مقام الكرامة كقيمة فوق الحقوق، أي قيمة أعلى وأسمى.
هذه المقدمة التعريفية المقتضبة ضرورية كمدخل لمعايرة وضع الحر.ب الحالية في السودان وما آل إليه حال الإنسان السوداني، مع الوصف الذي اختارته القوى التي تمثل طرفاً فيها( حر.ب/معركة الكرامة)!
وبالنظر للاحصائيات الرسمية وغير الرسمية، نجد أن وصف الكرامة أبعد ما يكون عن واقع الحال؛ آلاف القت~لى والجرحى من المدنيين نساء ورجال، وملايين من المشردين داخلياً وخارجياً، وعدد غير محصي من المعت~قلين في أقبية مه~انة ونكالا، وشبح المجاعة الشاملة الذي بدأ يطوف وبدأت أطراف جلبابه المُتّشح بالسكن( والسكن في الفصحى هو ما يبقى بعد إخماد النار ونحن في بعض السودان نستخدم هذه الكلمة لوصف اللون شديد السواد الذي يلتصق بالقدر بعد الطهي).
المهم أن شبح المجاعة لم يعد مطوفاً خيالاً عابراً، بل وصلت أطراف جلبابه للأطفال والفئات الضعيفة والأكثر هشاشة وبه زادت أسباب المو.ت.
أي كرامة والخوف والذعر يلف السكان المدنيين حتى في المناطق المحسوبة كأماكن آمنة "نسبياً"؟! أي كرامة وكلما أناخت الحر.ب بمكان داست على الكرامة وساد الانح~طاط وانتشر الظ~لم والق~هر؟! وأي كرامة والهزيمة رب المجال، تقضي ولا يُقضى عليها، وتسيطر ولا راد لها؟! هزيمة الجميع من الجميع، لا التمدد على الأرض ينفيها ولا الحملات الدعائية تقطع دابرها!
الجنجويد يهزمهم مشروعهم قبل ممارساتهم الحا.طة من كرامة الإنسان السوداني؛ مشروعهم السلطوي الأوتوقراطي العن~صري المتدثر بشملة "ديمقراطية مقددة"، ومن تحته حفرة الإسلامويين دخانها يلوي؛ والجيش يهزمه جيش القُرا.د الذي يلتصق بمؤ.خرته ويدعي أنه يحمل راية النصر، يبين عند ضوء الكاميرات، ثم يهرول ليقبع في مكان شديد الخصوصية والعفو.نة، يتدارى به ويتوارى ويهرب إليه كلما نزلت النوازل، ليلعق البقايا ويقتات، مكان اسمه (بلبس)!
ثلاثون مادة هي جملة مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لو راجعتها مادة تلو الأخرى ستجد أن الحرب أودت بها! ثلاثون مادة لو اخترت أي منها عشوائياً وعايرتها مع الواقع ستجد أنها مُزِّقت تمزيقا! ثلاثون مادة ستقول لك بالصوت الجهير إن ما يحدث في السودان يلزم وصفه بح~رب العا.ر لا ح~رب الكرامة، فالكرامة التي ينتظر أن يصونها الس~لاح، آخر مطافها الخضوع لمن يحمل الس~لاح الأكبر والأمضى ولو كرهتم. لا كرامة لشعب تحكمه وتتحكم في مصيره البن~ادق، ولا وصف مضارع للذي يحدث في بلادنا اليوم إلا العا.ر!  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الكرامة إلى المباراة النهائية بفوزه على الوحدة في بطولة سوريا المستقبل لكرة القدم

دمشق-سانا

تأهل فريق الكرامة إلى المباراة النهائية بعد فوزه على فريق الوحدة بنتيجة 3-1 في افتتاح بطولة سوريا المستقبل لكرة القدم، والمقامة في ملعب الفيحاء بدمشق.

وسجل الكرامة الهدف الأول عن طريق محمد سراقبي في الدقيقة الـ 20، فيما أدرك الوحدة التعادل عن طريق زكريا كرك في الدقيقة الـ 43، وتقدم الكرامة عن طريق سامر خانكان من علامة الجزاء في الوقت الإضافي من الشوط الأول، قبل أن يؤكد محمد سراقبي الفوز للكرامة بتحقيقه الهدف الثالث في الدقيقة الـ 77 من زمن المباراة.

ويلتقي الكرامة في المباراة النهائية الفائز من مباراة أهلي حلب وأمية والتي من المقرر إقامتها غداً الأربعاء في الملعب ذاته عند الساعة 3 عصراً.

 

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • الاعيسر: الشرطة السودانية بكل مكوناتها ظلت في طليعة الوحدات التى شاركت في معركة الكرامة
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • جامعة الشرقية تحقق إنجازاً جديداً في "مسابقة المحكمة الصورية العربية"
  • مفاوضات الكيلو 101 لاسترداد طابا.. ماذا قال مفيد شهاب عن موقف السادات من الحقوق الفلسطينية؟
  • خبيرة طاقة: القلم والورقة من أعظم الطاقات التي يمتلكها الإنسان.. فيديو
  • الكرامة إلى المباراة النهائية بفوزه على الوحدة في بطولة سوريا المستقبل لكرة القدم
  • وزير العدل يستقبل رئيسة البرلمان السلوفيني بالقاهرة
  • قافلة ثقافية ببورسعيد لتعزيز الوعي بحقوق الطفل وجودة الحياة
  • عبد المسيح: لا يبنى حسن الجوار على أنقاض الكرامة
  • ذياب بن محمد يستقبل رئيس وزراء مقدونيا الشمالية في «واحة الكرامة»