سودانايل:
2025-03-19@19:54:50 GMT

حرب العار

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

 

بعد اقتراب الحرب من العام ونصف، يجدر النظر من جديد للوصف (حرب/معركة الكرامة) الذي أطلقه عليها الإسلامويون ومن بعدهم قادة الجيش وتوابعهما من دعاة الحرب.
جاء لفظ الكرامة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث تنص المادة (1) منه على أن (يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق) ومن قبله جاء اللفظ في ميراث عتيد للشعوب وتاريخ الإنسانية ومنها قول عمر بن الخطاب: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟! ورأيي أن العبارة في الإعلان الصادر العام 1948 مستلفة من ذاك التراث العظيم، وقد وردت في القرآن الكريم في أكثر من موضع وبأكثر من شكل كما وردت في التراث المسيحي.

وبهذا أدرجت الأمم المتحدة لفظ الكرامة ككلمة ومفهوم تتعادل مع كلمة الحقوق التي خرج الإعلان العالمي الأشهر تحت اسمها لفظاً ومعنى ومحتوى، فلم يُسمَ الإعلان باسم الكرامة بل باسم الحقوق. ولكن الديباجة التي صدر من خلفها الإعلان في ثلاثين مادة ابتدرت بالآتي: "الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم".
على أن عدداً من الخبراء شددوا على أن ذلك أتى باعتبار أن الكرامة هي الأصل والجذر الذي تنبت منه الحقوق كافة، وبهذا رفعوا من مقام الكرامة كقيمة فوق الحقوق، أي قيمة أعلى وأسمى.
هذه المقدمة التعريفية المقتضبة ضرورية كمدخل لمعايرة وضع الحر.ب الحالية في السودان وما آل إليه حال الإنسان السوداني، مع الوصف الذي اختارته القوى التي تمثل طرفاً فيها( حر.ب/معركة الكرامة)!
وبالنظر للاحصائيات الرسمية وغير الرسمية، نجد أن وصف الكرامة أبعد ما يكون عن واقع الحال؛ آلاف القت~لى والجرحى من المدنيين نساء ورجال، وملايين من المشردين داخلياً وخارجياً، وعدد غير محصي من المعت~قلين في أقبية مه~انة ونكالا، وشبح المجاعة الشاملة الذي بدأ يطوف وبدأت أطراف جلبابه المُتّشح بالسكن( والسكن في الفصحى هو ما يبقى بعد إخماد النار ونحن في بعض السودان نستخدم هذه الكلمة لوصف اللون شديد السواد الذي يلتصق بالقدر بعد الطهي).
المهم أن شبح المجاعة لم يعد مطوفاً خيالاً عابراً، بل وصلت أطراف جلبابه للأطفال والفئات الضعيفة والأكثر هشاشة وبه زادت أسباب المو.ت.
أي كرامة والخوف والذعر يلف السكان المدنيين حتى في المناطق المحسوبة كأماكن آمنة "نسبياً"؟! أي كرامة وكلما أناخت الحر.ب بمكان داست على الكرامة وساد الانح~طاط وانتشر الظ~لم والق~هر؟! وأي كرامة والهزيمة رب المجال، تقضي ولا يُقضى عليها، وتسيطر ولا راد لها؟! هزيمة الجميع من الجميع، لا التمدد على الأرض ينفيها ولا الحملات الدعائية تقطع دابرها!
الجنجويد يهزمهم مشروعهم قبل ممارساتهم الحا.طة من كرامة الإنسان السوداني؛ مشروعهم السلطوي الأوتوقراطي العن~صري المتدثر بشملة "ديمقراطية مقددة"، ومن تحته حفرة الإسلامويين دخانها يلوي؛ والجيش يهزمه جيش القُرا.د الذي يلتصق بمؤ.خرته ويدعي أنه يحمل راية النصر، يبين عند ضوء الكاميرات، ثم يهرول ليقبع في مكان شديد الخصوصية والعفو.نة، يتدارى به ويتوارى ويهرب إليه كلما نزلت النوازل، ليلعق البقايا ويقتات، مكان اسمه (بلبس)!
ثلاثون مادة هي جملة مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لو راجعتها مادة تلو الأخرى ستجد أن الحرب أودت بها! ثلاثون مادة لو اخترت أي منها عشوائياً وعايرتها مع الواقع ستجد أنها مُزِّقت تمزيقا! ثلاثون مادة ستقول لك بالصوت الجهير إن ما يحدث في السودان يلزم وصفه بح~رب العا.ر لا ح~رب الكرامة، فالكرامة التي ينتظر أن يصونها الس~لاح، آخر مطافها الخضوع لمن يحمل الس~لاح الأكبر والأمضى ولو كرهتم. لا كرامة لشعب تحكمه وتتحكم في مصيره البن~ادق، ولا وصف مضارع للذي يحدث في بلادنا اليوم إلا العا.ر!  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المستشارة بسمة هاني لـ«صدى البلد»: النيابة الإدارية استحدثت وسائل رقمية لتلقي الشكاوى

أجرى موقع صدى البلد الإخباري حواراً مع المستشارة بسمة هاني، عضو مركز الإعلام والرصد بهيئة النيابة الإدارية تزامنا مع احتفال العالم بالمرأة بداية يوم المرأة العالمي واليوم الدولي للقاضيات ويوم المرأة المصرية، وبسؤالها عن آليات تلقي شكاوى المواطنين بهيئة النيابة الإدارية وكيفية التعامل معها.

أجابت: النيابة الإدارية بخلاف الطرق التقليدية كالبريد العادي والحضور الشخصي لمقر النيابة أو الفاكس، النيابة الإدارية استحدثت عدة وسائل لتقديم الشكاوى كان في البداية الخط الساخن والبريد الإلكتروني ثم في ظل التطور والتحول الرقمي تم استحداث عدة وسائل أخرى لتقديم الشكوى للتسهيل على المواطنين كان منها استحداث تطبيق منظومة الشكاوى وقياس الأداء وموجود على جميع أجهزة الهواتف المحمولة وعلى اختلاف أنظمة التشغيل الخاصة بهم بالإضافة على قناة النيابة الإدارية على تليجرام 1411 والرسائل القصيرة.

استدعاء المتهم والضحايا.. النيابة الإدارية تحقق في واقعة اعتداء مدير مدرسة على طالبتينمتحدث النيابة الإدارية يوضح لـ«صدى البلد» مصير أموال المرتشينتعرف على وسائل التواصل مع منظومة الشكاوى ومكافحة الفساد بالنيابة الإداريةمتحدث النيابة الإدارية يوضح لـ«صدى البلد» كيفية حماية مقدم البلاغ عن الفساد بجهة حكوميةمتحدث النيابة الإدارية لـ صدى البلد : دور الهيئة التحقيق بالمخالفات المالية والإدارية | خاصالنيابة الإدارية تحيل 8 عاملين بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية للمحاكمة

قالت المستشارة بسمة هاني، عضو مركز الإعلام والرصد بهيئة النيابة الإدارية، إنها تخرجت من كلية الحقوق عام 2005 بتقدير جيد والتحقت بالنيابة الإدارية في عام 2008 مؤكدة إن دخولها كلية الحقوق جاء لحبها للدراسة بالإضافة لتشجيع والدها لها لما في القانون من مبادئ سامية وتحقيق رسالة للمجتمع بتطبيق العدالة وهذا ما تربيت عليه : «قولي الحق ولو على رقبتك».

وأضافت أنها التحقت بالنيابة وهي متزوجة وأصبحت أما لطفلتين وهذا لا يعوقها عن استكمال رسالتها في النيابة الإدارية لوجود دعم من البيت وهذه رسالة ودت توجيهها لطالبات كليات الحقوق والقانون قائلة : «خلي عندك رسالة عايزة تقدميها بغض النظر عن العقبات والتحديات التي تواجهيها وفي الآخر الإرادة والعزيمة ستوصلك إلى هدفك وتؤمني بالرسالة لتحقيق هذا الهدف».

وأكدت قائلة إن العبرة للكفاءة والتميز والجدارة والحمد لله في الجمهورية الجديدة لا يوجد تمييز بين ذكر وأنثى والدليل على ذلك التوجيه الرئاسي بدخول الفتيات والسيدات سلك القضاء واعتلاء منصة القضاء ودخول جميع الهيئات والجهات القضائية لم يعد أمام المرأة في مصر مستحيل.

وأوضحت أن مركز الإعلام والرصد بهيئة النيابة الإدارية والذي تعمل به يقود بدور مهم جدا حيث لم يكتف بالبيانات الإعلامية ولكن يتسع مجاله لرصد المشكلات التي تحدث والتي يواجهها المواطنين وليس فقط من خلال التقدم بالشكوى ولكن يتم رصدها ولو كانت على مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة إعلامية أو صحفية وبعد أن يتم رصدها يتم إحالتها للتحقيق الفوري للتأكد من صحتها وهذا ا اعتبره أسمى رسالة يمكن يحققها المركز.

وأشارت إلى أنها بدأت حياتها العملية في النيابة الإدارية بأن عملت في نيابة الجيزة ونيابة التعليم والصحة وعدد من النيابات المختلفة وصولا إلى العمل بمركز الإعلام والرصد موضحة أن طموح الإنسان وشغفه لا بد ألا يتوقف لأنه عندما يتوقف تنتهي حياته ولا بد أن يتعلم ويطور من نفسه من أجل إثبات نفسه قبل أي شيء وليس الهدف الوصول إلى منصب مهم.

وردت على الانتقادات لعمل المرأة خاصة في القضاء من كون مشاعرها تتحكم فيها بقولها أن المرأة أو الرجل يحكمان وفقا للقانون والبراهين والمستندات والأسانيد القانونية وليس المشاعر وعلى من ترغب من خريجات الحقوق والقانون أن تلتحق بهيئة قضائية إنها ليست منصب أو وظيفة بل رسالة سامية لتحقيق العدل وسيادة القانون ويجب أن تكوني قدوة داخل وخارج الهيئة القضائية التي تنتمين إليها ويجب أن تطور الح خريجة نفسها بالقراءة والاطلاع في كل المجالات حتى تستطيعي تحليل الموقف والقضية التي أمامك بطريقة صحيحة ويكون عندك رؤية مستقبلية.

مقالات مشابهة

  • الجيل: معركة طابا نموذج مشرف لاستعادة الحقوق بالقانون
  • *جمعة الكرامة.. يوم صُربت أحلامنا على جدار الدم*
  • المستشارة بسمة هاني لـ«صدى البلد»: النيابة الإدارية استحدثت وسائل رقمية لتلقي الشكاوى
  • أهالي السويداء يحتشدون في ساحة الكرامة احتفاءً بالذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • في يوم المرأة المصرية.. المستشارة بسمة هاني: قولي الحق ولو على رقبتك
  • السفير علي يوسف: تطبيق القانون الدولي لضمان الحقوق المائية لمصر والسودان
  • الإعلان الدستوري.. قراءة تحليلية لفلسفة السلطة في سوريا الجديدة (1)
  • نسرين النمر لـ(الكرامة): هذا ردي على التساؤلات حول مصدر تمويل القناة
  • المزوغي: الكرامة تقاس بضحكة طفل في مدرسة وليس ببراميل النفط
  • حركة النجباء العراقية: أمريكا تعتدي على يمن الكرامة لتجسد دور الحامي لـ”إسرائيل”