زهير عثمان حمد

أصلاح المحكمة العليا الأمريكية هو موضوع ذو أهمية كبيرة في السياسة الأمريكية، حيث يسعى الديمقراطيون إلى إجراء تغييرات على هيكل وعمل هذه المؤسسة لضمان توازن أكبر وعدالة في النظام القضائي. هذا الجهد يتضمن عدة مقترحات، وأحد الدوافع الرئيسية له هو مواجهة القرارات والأحكام التي تعتبرها الفئة الديمقراطية متحيزة نحو اليمين.

هناك عدة جوانب لإصلاح المحكمة العليا، وسأوضح العلاقة بين هذه الإصلاحات وحصانة الرئيس السابق دونالد ترامب القضائية.

الإصلاحات المقترحة للمحكمة العليا
توسيع عدد القضاة:يقترح بعض الديمقراطيين زيادة عدد القضاة في المحكمة العليا من 9 إلى عدد أكبر (مثلاً 13 قاضياً). هذا التغيير يهدف إلى مواجهة التوازن الحالي الذي يميل إلى اليمين بعد تعيين ثلاثة قضاة محافظين خلال رئاسة ترامب.

فرض حدود زمنية للخدمة: يطالب بعض الديمقراطيين بوضع حد لخدمة القضاة في المحكمة العليا، مثلاً جعلها 18 عامًا بدلاً من مدى الحياة. هذا من شأنه أن يقلل من تأثير التعيينات الطويلة الأمد ويجعل المحكمة تعكس بشكل أفضل التغيرات في الرأي العام.

تحديد معايير الأخلاقيات والسلوك: بعض المقترحات تدعو إلى وضع معايير أخلاقية أكثر صرامة للقضاة، مما يعزز الشفافية والمساءلة.

علاقة الإصلاح بحصانة ترامب القضائية
ترامب يواجه عدة تحقيقات وقضايا قانونية على مستويات مختلفة، بما في ذلك تحقيقات جنائية تتعلق بمزاعم حول سوء السلوك خلال فترة رئاسته وبعدها. من خلال الإصلاحات المقترحة، يسعى الديمقراطيون إلى التأكد من أن النظام القضائي، بما في ذلك المحكمة العليا، يمكنه التعامل بفعالية وحيادية مع مثل هذه القضايا.

توسيع عدد القضاة: بتوسيع المحكمة العليا وزيادة عدد القضاة، يمكن تحقيق توازن سياسي أكبر في المحكمة. هذا التوازن قد يؤثر على القرارات المستقبلية المتعلقة بقضايا قانونية مرتبطة بترامب، بما في ذلك مسائل تتعلق بحصانته القضائية السابقة.

الحدود الزمنية للخدمة: فرض حدود زمنية قد يؤدي إلى تدوير القضاة بانتظام، مما قد يقلل من تأثير التعيينات السياسية الطويلة الأمد. هذا قد يؤثر على كيفية تعامل المحكمة مع القضايا التي قد تكون لها تداعيات سياسية، مثل تلك المرتبطة بترامب.

معايير الأخلاقيات والسلوك: وضع معايير أخلاقية أكثر صرامة قد يمنع التحيز ويضمن أن القضاة يتصرفون بنزاهة عند التعامل مع قضايا ذات طابع سياسي حساس.

تأثير الإصلاحات على حصانة ترامب
حصانة الرئيس السابق ترامب هي مسألة معقدة تنطوي على عدة جوانب قانونية ودستورية. أي إصلاحات تؤدي إلى محكمة عليا أكثر توازناً وأقل تحيزًا قد تجعلها أكثر قدرة على التعامل بنزاهة مع القضايا المرتبطة بترامب، بما في ذلك:

القضايا الجنائية: يمكن أن تؤثر التغييرات على كيفية تفسير القوانين المتعلقة بحصانة الرؤساء السابقين.
الدعاوى المدنية: قد تواجه المحكمة العليا قضايا تتعلق بسلوك ترامب كرئيس ومدى مسؤوليته عن أفعاله.
بشكل عام، الإصلاحات المقترحة للمحكمة العليا تهدف إلى تعزيز العدالة والنزاهة في النظام القضائي الأمريكي. هذا يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على كيفية معالجة القضايا القانونية التي يواجهها ترامب، مما يقلل من أي تحيز محتمل ويضمن أن القرارات القضائية تستند إلى القانون والدستور.
نجاح مساعي إصلاح المحكمة العليا الأمريكية يعتمد على عدة عوامل، تتضمن السياسية، والإجرائية، والرأي العام. هناك عدة تحديات وفرص أمام تحقيق هذه الإصلاحات:

التحديات: المعارضة السياسية:الحزب الجمهوري يعارض بشدة أي تغييرات جذرية في المحكمة العليا، بما في ذلك توسيع عدد القضاة أو فرض حدود زمنية. السيطرة الجمهورية على أي من غرفتي الكونغرس يمكن أن تعرقل هذه الإصلاحات.
الإجراءات التشريعية:تحقيق إصلاحات كبيرة يتطلب تعديلات دستورية أو تشريعات جديدة، وهي عملية معقدة وتحتاج إلى دعم واسع النطاق في الكونغرس. حتى بعض الديمقراطيين قد يكونون مترددين في دعم تغييرات جذرية في المحكمة.
الرأي العام:دعم الجمهور لإصلاحات المحكمة العليا يمكن أن يكون متقلبًا. بينما يدعم بعض الأمريكيين التغييرات لتصحيح التوازن السياسي، قد يعتبر آخرون هذه الخطوات تهديدًا لاستقلالية المحكمة.
الفرص:التوازن السياسي: إذا تمكن الديمقراطيون من الحفاظ على سيطرتهم على البيت الأبيض والكونغرس، يمكن أن يدفعوا بإصلاحات المحكمة العليا بشكل أكثر فعالية.
السوابق التاريخية:هناك سوابق تاريخية لتغييرات في هيكل المحكمة العليا، مثل زيادة عدد القضاة في فترات سابقة. هذا يمكن أن يُستخدم كحجة لدعم الإصلاحات.
الضغط الشعبي:إذا تمكن الديمقراطيون من حشد الدعم الشعبي الكافي، فقد يضغط هذا على المشرعين من كلا الحزبين لدعم بعض الإصلاحات.
الواقع العملي: حتى الآن، لم تحقق جهود الإصلاحات المقترحة تقدماً كبيراً في الكونغرس. الجدالات حول تسييس المحكمة والاختلافات الحزبية الكبيرة تجعل من الصعب تمرير تغييرات جوهرية.
من المحتمل أن تواجه جهود إصلاح المحكمة العليا مقاومة كبيرة، وستحتاج إلى ظروف سياسية مواتية ودعم شعبي واسع لتحقيق النجاح. ولكن حتى في حال عدم تحقيق الإصلاحات الجذرية، فإن هذه الجهود تسلط الضوء على أهمية التوازن والنزاهة في النظام القضائي الأمريكي، مما قد يؤدي إلى تحسينات تدريجية على المدى الطويل.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المحکمة العلیا النظام القضائی عدد القضاة فی المحکمة بما فی ذلک یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الإنجليزي “ترامب” بطلًا لبطولة الماسترز السعودية للسنوكر

الرياض-البلاد اختتمت امس السبت 7 سبتمبر 2024 أحداث بطولة الماسترز السعودية للسنوكر في نسختها الأولى، والتي أقيمت في العاصمة الرياض بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، والتي انطلقت في 30 أغسطس الماضي، وذلك بمشاركة نخبة من لاعبي ولاعبات السنوكر المتميزين على مستوى العالم. وتوج رئيس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر؛ الدكتور ناصر الشمري، اللاعب الإنجليزي جود ترامب بكأس البطولة، بعد فوزه في المباراة النهائية على الويلزي مارك ويليامز، بطل العالم ثلاث مرات سابقة، بعد مواجهة ماراثونية استمرت لمدة 9 ساعات، خاض فيها النجمان 19 شوطاً. كانت البداية لمصلحة الويلزي ويليامز الذي تفوق في الشوط الأول، قبل أن يتمكّن الإنجليزي ترامب من الفوز في 4 أشواط متتالية، حيث تناوب النجمان العالميان في الفوز بالأشواط حتى أصبحت النتيجة 6-4، بعد أن قدم ويليامز أداءً قويًا نجح به في تحقيق 3 انتصارات متتالية تقدم بها في مجموع النتائج، ليعود ترامب من خلال فوزه بالشوطين اللاحقة، وهو ما استطاع ويليامز أن يقوم به أيضًا ويقترب من اللقب. واستمر اللاعبان في تقديم مستوى مميز في الشوطين الأخيرين، حيث عادل الإنجليزي كفة النتيجة بفوز مستحق في الشوط ما قبل الأخير، في الوقت الذي كان فيه الويلزي متقدمًا في الشوط الأخير حتى اللحظات الأخيرة، التي تمكّن فيها ترامب من العودة وخطف الانتصار. وقال ترامب عقب تتويجه باللقب: “لطالما اعتبرت مارك أحد أصعب اللاعبين الذين لعبت ضدهم، وكانت المباراة متقاربة جدًا، وفي بعض الأحيان شعرت بأني سأكون الفائز، وفي بعض اللحظات اعتقدت بأنه سينجح في الفوز، لكني سعيد للغاية بالنتيجة النهائية. وأضاف: “البطولة كانت استثنائية واستمتعت حقًا باللعب فيها والتنافس مع نخبة لاعبي العالم، وأشكر جميع القائمين على هذا الحدث المميز الذي أصبح من أهم بطولات الجولة العالمية للسنوكر، وأتطلع للنسخ المقبلة، ومشاهدة لعبة السنوكر وهي تزدهر في المملكة العربية السعودية”. يذكر أن البطولة شهدت مشاركة 144 لاعباً ولاعبة، تقدمهم أسطورة السنوكر وبطل العالم سبع مرات الإنجليزي؛ روني أوسوليفان ومواطناه؛ المصنف الأول عالمياً جود ترامب، وبطل العالم الحالي الإنجليزي، كايرن ويلسون، ومارك سيلبي وشون ميرفي، بالإضافة إلى المصنف الثاني الأيرلندي الشمالي مارك ألين، والأسكتلندي جون هيغينز، والويلزي مارك ويليامز، إلى جانب الصيني دينغ جون هوي. علاوة على مشاركة 7 من أبرز نجوم السنوكر السعوديين، وهم: زياد القباني، أيمن العمري، عبدالرؤوف صايغ، فيصل باحشوان، صالح العمودي، عبدالله العطياني، وعمر العجلاني.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • فيزير” و “يمكن” يتوجان بكأسي ديربي الطائف والمصيف… وكأس المصيف من نصيب “جاك ريد كلاود “
  • الإنجليزي “ترامب” بطلًا لبطولة الماسترز السعودية للسنوكر
  • “فيزير” بطلًا لكأس ديربي الطائف و “يمكن” يحقق كأس المصيف
  • بلومبيرغ: أميركا تخسر معركة البحر الأحمر.. هل يمكن الاعتراف بهزيمة قوة عظمى منهكة على طول الطريق؟ (ترجمة خاصة)
  • “لا يمكن اجبارهم على تلقي العناية بمؤسساتنا”.. صحة البصرة توضح بخصوص علاج أيمن حسين بالكويت: قرار نقله كان بطلب من الاتحاد
  • هل يمكن أن تنتقل المحكمة إلى مكان شاهد لسماع أقواله؟
  • “العفو الدولية” تدعو لفتح تحقيق بجرائم حرب إسرائيلية بغزة
  • فتح تحقيق بسبب شعار “نحن جنود مصطفى كمال”
  • كشف المستور..النزاهة:ملفات سرقة القرن “اختفت” في مكتب رئيس المحكمة الجنائية
  • مباراة حاسمة: هل ينجح الأردن في تحقيق المفاجأة أمام الكويت في التصفيات؟