“معركة إصلاح المحكمة العليا: هل ينجح الديمقراطيون في تحقيق التوازن القضائي؟”
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
زهير عثمان حمد
أصلاح المحكمة العليا الأمريكية هو موضوع ذو أهمية كبيرة في السياسة الأمريكية، حيث يسعى الديمقراطيون إلى إجراء تغييرات على هيكل وعمل هذه المؤسسة لضمان توازن أكبر وعدالة في النظام القضائي. هذا الجهد يتضمن عدة مقترحات، وأحد الدوافع الرئيسية له هو مواجهة القرارات والأحكام التي تعتبرها الفئة الديمقراطية متحيزة نحو اليمين.
الإصلاحات المقترحة للمحكمة العليا
توسيع عدد القضاة:يقترح بعض الديمقراطيين زيادة عدد القضاة في المحكمة العليا من 9 إلى عدد أكبر (مثلاً 13 قاضياً). هذا التغيير يهدف إلى مواجهة التوازن الحالي الذي يميل إلى اليمين بعد تعيين ثلاثة قضاة محافظين خلال رئاسة ترامب.
فرض حدود زمنية للخدمة: يطالب بعض الديمقراطيين بوضع حد لخدمة القضاة في المحكمة العليا، مثلاً جعلها 18 عامًا بدلاً من مدى الحياة. هذا من شأنه أن يقلل من تأثير التعيينات الطويلة الأمد ويجعل المحكمة تعكس بشكل أفضل التغيرات في الرأي العام.
تحديد معايير الأخلاقيات والسلوك: بعض المقترحات تدعو إلى وضع معايير أخلاقية أكثر صرامة للقضاة، مما يعزز الشفافية والمساءلة.
علاقة الإصلاح بحصانة ترامب القضائية
ترامب يواجه عدة تحقيقات وقضايا قانونية على مستويات مختلفة، بما في ذلك تحقيقات جنائية تتعلق بمزاعم حول سوء السلوك خلال فترة رئاسته وبعدها. من خلال الإصلاحات المقترحة، يسعى الديمقراطيون إلى التأكد من أن النظام القضائي، بما في ذلك المحكمة العليا، يمكنه التعامل بفعالية وحيادية مع مثل هذه القضايا.
توسيع عدد القضاة: بتوسيع المحكمة العليا وزيادة عدد القضاة، يمكن تحقيق توازن سياسي أكبر في المحكمة. هذا التوازن قد يؤثر على القرارات المستقبلية المتعلقة بقضايا قانونية مرتبطة بترامب، بما في ذلك مسائل تتعلق بحصانته القضائية السابقة.
الحدود الزمنية للخدمة: فرض حدود زمنية قد يؤدي إلى تدوير القضاة بانتظام، مما قد يقلل من تأثير التعيينات السياسية الطويلة الأمد. هذا قد يؤثر على كيفية تعامل المحكمة مع القضايا التي قد تكون لها تداعيات سياسية، مثل تلك المرتبطة بترامب.
معايير الأخلاقيات والسلوك: وضع معايير أخلاقية أكثر صرامة قد يمنع التحيز ويضمن أن القضاة يتصرفون بنزاهة عند التعامل مع قضايا ذات طابع سياسي حساس.
تأثير الإصلاحات على حصانة ترامب
حصانة الرئيس السابق ترامب هي مسألة معقدة تنطوي على عدة جوانب قانونية ودستورية. أي إصلاحات تؤدي إلى محكمة عليا أكثر توازناً وأقل تحيزًا قد تجعلها أكثر قدرة على التعامل بنزاهة مع القضايا المرتبطة بترامب، بما في ذلك:
القضايا الجنائية: يمكن أن تؤثر التغييرات على كيفية تفسير القوانين المتعلقة بحصانة الرؤساء السابقين.
الدعاوى المدنية: قد تواجه المحكمة العليا قضايا تتعلق بسلوك ترامب كرئيس ومدى مسؤوليته عن أفعاله.
بشكل عام، الإصلاحات المقترحة للمحكمة العليا تهدف إلى تعزيز العدالة والنزاهة في النظام القضائي الأمريكي. هذا يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على كيفية معالجة القضايا القانونية التي يواجهها ترامب، مما يقلل من أي تحيز محتمل ويضمن أن القرارات القضائية تستند إلى القانون والدستور.
نجاح مساعي إصلاح المحكمة العليا الأمريكية يعتمد على عدة عوامل، تتضمن السياسية، والإجرائية، والرأي العام. هناك عدة تحديات وفرص أمام تحقيق هذه الإصلاحات:
التحديات: المعارضة السياسية:الحزب الجمهوري يعارض بشدة أي تغييرات جذرية في المحكمة العليا، بما في ذلك توسيع عدد القضاة أو فرض حدود زمنية. السيطرة الجمهورية على أي من غرفتي الكونغرس يمكن أن تعرقل هذه الإصلاحات.
الإجراءات التشريعية:تحقيق إصلاحات كبيرة يتطلب تعديلات دستورية أو تشريعات جديدة، وهي عملية معقدة وتحتاج إلى دعم واسع النطاق في الكونغرس. حتى بعض الديمقراطيين قد يكونون مترددين في دعم تغييرات جذرية في المحكمة.
الرأي العام:دعم الجمهور لإصلاحات المحكمة العليا يمكن أن يكون متقلبًا. بينما يدعم بعض الأمريكيين التغييرات لتصحيح التوازن السياسي، قد يعتبر آخرون هذه الخطوات تهديدًا لاستقلالية المحكمة.
الفرص:التوازن السياسي: إذا تمكن الديمقراطيون من الحفاظ على سيطرتهم على البيت الأبيض والكونغرس، يمكن أن يدفعوا بإصلاحات المحكمة العليا بشكل أكثر فعالية.
السوابق التاريخية:هناك سوابق تاريخية لتغييرات في هيكل المحكمة العليا، مثل زيادة عدد القضاة في فترات سابقة. هذا يمكن أن يُستخدم كحجة لدعم الإصلاحات.
الضغط الشعبي:إذا تمكن الديمقراطيون من حشد الدعم الشعبي الكافي، فقد يضغط هذا على المشرعين من كلا الحزبين لدعم بعض الإصلاحات.
الواقع العملي: حتى الآن، لم تحقق جهود الإصلاحات المقترحة تقدماً كبيراً في الكونغرس. الجدالات حول تسييس المحكمة والاختلافات الحزبية الكبيرة تجعل من الصعب تمرير تغييرات جوهرية.
من المحتمل أن تواجه جهود إصلاح المحكمة العليا مقاومة كبيرة، وستحتاج إلى ظروف سياسية مواتية ودعم شعبي واسع لتحقيق النجاح. ولكن حتى في حال عدم تحقيق الإصلاحات الجذرية، فإن هذه الجهود تسلط الضوء على أهمية التوازن والنزاهة في النظام القضائي الأمريكي، مما قد يؤدي إلى تحسينات تدريجية على المدى الطويل.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المحکمة العلیا النظام القضائی عدد القضاة فی المحکمة بما فی ذلک یمکن أن
إقرأ أيضاً:
المحكمة العليا البريطانية: تعريف القانون للمرأة يشير إلى الجنس البيولوجي
قضت المحكمة العليا في المملكة المتحدة، الأربعاء، بأن تعريف "المرأة" ضمن تشريع المساواة البريطاني يشير إلى "الجنس البيولوجي"، لكن القرار الذي وصف بـ"التاريخي" لن يؤدي، وفق المحكمة، إلى حرمان المتحولين جنسيا من حقوقهم.
وجاء القرار بعد طعن قدمته مجموعة "من أجل النساء في اسكتلندا"، على خلفية توجيهات حكومية في اسكتلندا رافقت قانونا صدر عام 2018، يهدف إلى زيادة تمثيل النساء في مجالس إدارات القطاع العام.
واعتبرت تلك التوجيهات أن المرأة المتحولة الحاصلة على "شهادة اعتراف بالجنس" تُعد قانونيا امرأة، وهو ما دفع الحملة للمجادلة بأن الحقوق بموجب قانون المساواة يجب ألا تطبق إلا على أساس "الجنس البيولوجي" للشخص.
وكانت المحاكم الاسكتلندية قد رفضت طعن المجموعة، غير أن المحكمة العليا قضت، بعد استئناف قدم في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، لصالح الحملة.
وقال نائب رئيس المحكمة العليا، باتريك هودج، إن "قرار هذه المحكمة بالإجماع هو أن مصطلحي ’نساء’ و’جنس’ في قانون المساواة لعام 2010 يشيران إلى المرأة البيولوجية والجنس البيولوجي".
لكنه أضاف: "ننصح بألا يُقرأ هذا الحكم على أنه انتصار لفئة أو أكثر في مجتمعنا على حساب فئة أخرى، إنه ليس كذلك"، حسب وكالة رويترز.
وأشار منتقدو التوجيهات الحكومية إلى أن تعريف المرأة بغير الجنس البيولوجي قد يؤثر سلبا على الخدمات المخصصة للنساء فقط، مثل الملاجئ، وأجنحة المستشفيات، والرياضة النسائية، بينما حذر نشطاء من المتحولين جنسيا من أن الحكم قد يُستخدم لتبرير التمييز، خاصة في مجالات مثل التوظيف.
وأكد هودج أن “التفسير الصحيح لقانون المساواة بإشارته إلى الجنس البيولوجي لا يتسبب في حرمان من الحقوق للمتحولين جنسيا، سواء كانوا حاصلين على شهادة اعتراف بالجنس أم لا"، موضحا أن "المتحولين جنسيا يتمتعون بالحقوق المرتبطة بالخاصية المحمية (بالقانون) المتمثلة في تغيير الجنس".
يُذكر أن الجدل القانوني حول حقوق المتحولين جنسيا لا يقتصر على بريطانيا، إذ يشهد القضاء الأمريكي طعونا مماثلة بعد إصدار الرئيس دونالد ترامب أوامر تنفيذية تمنع المتحولين جنسيا من الخدمة العسكرية.