سودانايل:
2025-04-07@04:45:38 GMT

المبادرة الأمريكية وعقبة مكاسب ما قبل التفاوض

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

???? الرأى اليوم

✍️صلاح جلال

(١)
???? المبادرة الأمريكية لوقف الحرب فى السودان تأتى فى سياق ظرف وطنى وإقليمى ودولى معقد ، لم تأتى من فراغ فقد سبقتها عمليات إحماء محلية وإقليمية ودولية هامة ، منها مؤتمر باريس لمواجهة الحالة الإنسانية فى السودان ومؤتمر الجامعة العربية فى مصر وورشتين فى سويسرا وتلتها قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقى على مستوى الرؤساء ثم إجتماع القاهرة للقوى المدنية واجتماعات جيبوتى الأخيرة وورش عمل متعددة فى بعض العواصم الأفريقية وقبل ذلك الحدث الأبرز *إجتماع القوى الديمقراطية المدنية [تقدم] وإنتخاب قيادة مدنية ذات مِصداقية وازنة على المستوى الوطنى والإقليمى والدولى* ، يوجد خيط ناظم بين كل هذه التحركات جاءت فى سياقة المبادرة الأمريكية الراهنة، فهى ذات دلالة من حيث الشكل والموضوع، فقد ذكر المبعوث الأمريكى للسودان توم بيريلو أنهم عازمون على إنهاء الحرب فى السودان خلال الأسابيع القليلة القادمة وسبقته للتصريح مندوبة الولايات المتحدة فى مجلس الأمن ليندا غرينفيلد بالقول (كفاية) بإنجليزية فصيحة Enough العالم لايحتمل المزيد من الفظائع التى تحدث فى السودان ، فقد ذكر بيريلو ستكون هناك محاولة أخيرة لوقف القتال المدمر فى السودان والمهدد للأمن والسلم الدوليين ، *إذا أظهر طرفى الحرب جدية فى إغتنامها* ستكون المنجية للشعب السودانى وبالعدم لابد من تفعيل الخطة (ب)Plan B لإنقاذ الشعب السودانى ، هذا هو المناخ العام الذى أنتج المبادرة الأمريكية وهو يمثل المقدمات الموضوعية التى تحكم النتائج والتصرفات المتوقعة.



(٢)
???? المبادرة الأمريكية تأتى فى خضم المعركة الإنتخابية لرئاسة البيت الأبيض وبالتالى تصبح جزء من مؤشرات الحملة للحزب الديمقراطى لذلك هى مبادرة محسوبة بعناية للحد الذى لايتيح فرص للفشل فيها ويتوقع أن تكون هناك عدة سيناريوهات لضمان الوصول للنتيجة المرجوة ، خاصة أن الإدارة الديمقراطية متهمة بالضعف فى سياستها الخارجية فى إشارة للتعامل مع الملف الإيرانى وملف الإنسحاب من أفغانستان وملف حرب غزة ، *المخطط الديمقراطى إختار هذا التوقيت والشكل والمضمون لمبادرة وقف الحرب فى السودان Soft Target دون أى هامش إحتمال للخطأ وعدم تحقيق الهدف ، من تقاليد الشعب الأمريكى الوقوف مع الرئيس وحزبه فى أى نزاع مسلح خارجى تم هذا مع الرئيس كلينتون عندما ضربت صواريخ كروز مصنع الشفاء فى الخرطوم إرتفعت شعبية كلينتون بالتزامن مع القصف و حدث ذلك للرئيس بوش الإبن فى حالتى الحرب فى أفغانستان والعراق ، لذلك اتوقع أن تكون خيارات الولايات المتحدة فى مبادرتها ستكون النجاح أو النجاح ولا مكان للفشل أو التراجع الذى تترتب عليه نتائج إنتخابية وخيمة بما يعزز فكرة فشل الحزب الديمقراطى فى السياسة الخارجية فى عين الناخب الأمريكى وهذا غير مسموح أو مرغوب فيه فى هذا التوقيت.

(٣)
????من حيث الشكل إختارت الولايات المتحدة الأمريكية الإنفراد بالإعلان عن المبادرة وأن يقوم بالإعلان عن ذلك رئيس الدبلوماسية الأمريكية حول العالم أنتوني بلينكن وزير الخارجية كما حددت الولايات المتحدة إطار المبادرة فى ثلاثة أهداف رئيسية *وقف عاجل لإطلاق النار وضمان عملية إنسانية شاملة لتوصيل الغذاء للمحتاجين داخل البلاد دون تعويق ، والهدف الثالث والأخير تشكيل آلية تحقق ورقابة فعالة لإطلاق النار*، كما إختارت الولايات المتحدة المراقبين للمفاوضات من الدول والمنظمات والدول المضيفة وهى المملكة العربية السعودية Co Host ودولة سويسرا وإختيار الأخيرة مستضيف للمفاوضات له دلالة واضحة وهى إشراك أوربا وحِلف النيتو فى الخطوات اللاحقة للتفاوض وخاصة قضية الرقابة الفعالة لوقف إطلاق النار ورفع العصى لمن عصى إذا تقاصرت قدرات مجلس الأمن عن إتخاذ القرارات الحاسمة.

(٤)
???? كتب الرئيس ريتشارد نيكسون كتابه المرجع فى الدبلوماسية *نصر بلا حرب* ، على ذات القافية - المبادرة الأمريكية والسباق على مكاسب ما قبل التفاوض
لقد سبق الدعم السريع بتأييده للمبادرة ومن سبق أكل النبق ، قيادة القوات المسلحة مازالت فى مرحلة الدراسة وتفهم المؤشرات ولكنها أطلقت يد السواقين من الخلف Backseat Drivers من أنصارها لإختبار عمق المياه تمثل ذلك فى تصريحات دكتور أمين حسن عمر ومجموعة المشتركة المتحالفة فى الحرب فقد طالبوا بإشراكهم فى المفاوضات بما يعنى مطلبهم أن تشمل المفاوضات بجانب قيادة الجيش مناوى وجبريل وعقار وتمبور وعبدالله جنا وممثل لكتائب البراء والمستنفرين والتوم هجو وأردول فقد ذكرهم جميعاً الفريق ياسر الخطأ فى أحد تصريحاته بأنهم يحاربون بجانبهم، وقد تفتقت ذهنية دكتور أمين حسن عمر المفاوض الأشهر حول صراع السلطة والثروة مع الحركات المسلحة ايام الإنقاذ على التعبير عن مكاسب ما قبل التفاوض (مرحلة التفاوض تحت الطاولة) وهو إنتزاع إعتراف من الامريكان بأن حكومة بورتسودان تمثل الحكومة الشرعية فى البلاد والدعم السريع محض مليشيا متمردة
وبالتالى يجب على الأمريكان توجيه الدعوة للحكومة وليست لقيادة القوات المسلحة ، والنقطة الثانية أن لابد للتفاوض من إعلان مبادئي الذى يجب أن تتفق عليه أطراف التفاوض فقد قفز السيد أمين حسن عمر على تجربة الإنقاذ التفاوضية فقد طرحت الإيقاد أجندة التفاوض من خلال إعلان مبادئي كتبه السيد سيوم مسفن وزير خارجية أثيوبيا والقيادى فى جبهة تغراى TPLF كبير الوسطاء عن مبادرة الإيقاد قبل تعيين الجنرال سمبوية الكينى الجنسية ، *كل ما تقدم هو محاولة من قيادة القوات المسلحة تحقيق مكاسب ما قبل التفاوض* التى أعتقد هناك صعوبة بالغة لدى المفاوض الأمريكى بمنحها لهم ستكون المبادرة الأمريكية صماء كما هى خذها أو أرفضها Tak it Or Leave it فى حالة الرفض تترك الخيارات مفتوحه للطرف الأمريكى المبادر وبقية المجتمع الدولى الذى يرى ضرورة وقف القتال لضمان سلامة المدنيين والتدخل الإنسانى والحفاظ على السلم والأمن الإقليمى *فالمبادرة الأمريكية بيضة أم كتيتى كما وردت فى المثل السودانى إذا أخذتها تقتل أمك وإذا تركتها تقتل أبوك* .

(٥)
???????? ختامة
لابد لنا أن نتعلم من دروس التاريخ أن *الفرص التى تذهب فى ظروف الجذر لن تعود بل ستأتي أسوأ منها* وتضيق فرص المناورة
هذا الحرب وصلت لنهايتها لأسباب ذاتية أزمة إقتصادية طاحنة أقرب للإنهيار العمودى ونذر مجاعة شاملة وحكومة عاجزة عن تقديم الإحتياجات الضرورية للمواطنين حتى فى بورتسودان الشعب السودانى فى أغلبيته بلغ به الزهد لدرجة عالية فى هذه الحرب ويتطلع لوقفها أمس وليست غداً ، العالم الذى نعيش فيه ليست مثالى ولكنه واقعى ، أقول لقيادة القوات المسلحة أخشى أن تصبحوا رِسالة فى ظرف تخاطب الناخب الأمريكى ، لذلك شحن مكبرات الصوت بالمفردات المفخخة لايحقق نصر على الواقع
ويواجه بنضحك مما نسمع، *نصيحتي لقيادة القوات المسلحة قبول الدعوة للتفاوض بالتى هى أحسن بدل إنتظار التى هى أخشن* مما يحفظ لما تبقى من الجيش كرامته ووضعه بأيديهم على منصة إعادة التأسيس بعد تجربة الحرب المرير التى كشفت عوراته والتى تم توريطه فيها فدفع شعب السودان الثمن *ونختم بمرثية الشاعر محمد المكى إبراهيم* التى ينعى فيها الوطن وجثامين الأحبة التى كنا ندخرها أوتاداً لتراب الوطن تتفرق بين مدافن القاهرة وأدرى وكمبالا وبقية المنافى ونحن لا نحسب تراب جوبا غربه فهنيئا لمن إتكأ جسده المنهك فيه .

*إنني ذاهب فاهنأوا أيها الظافرون*
*في الفراغ تُجلجلُ حِكمتكم*
*وتروجُ حوانيتكم*
*فأنظروا ما فعلتم بنا*
*إن صقرا عجوزاً مليئاً بحِكمته*
*وغُبارات أيامِه يذهبُ*
*في نهايات عُمرِه يتغرب* ????

#لاللحرب
#لازم_تقيف
#ندعم_حملة_المعلمين_لوقف_الحرب

٢٧/يوليو /٢٠٢٤م  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قیادة القوات المسلحة المبادرة الأمریکیة الولایات المتحدة فى السودان الحرب فى

إقرأ أيضاً:

تفاصيل معركة جديدة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية في البحر الأحمر

قوات أمريكيةأثناء تواجدها في البحر الأحمر قبالة اليمن (وكالات)

في تطور جديد يشهد البحر الأحمر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت خلالها القطع الحربية المعادية، وعلى رأسها حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"، وذلك ردًا على العدوان الأمريكي المستمر على اليمن.

العملية العسكرية التي نفذتها القوات البحرية اليمنية بالتعاون مع القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، أسفرت عن تنفيذ هجوم باستخدام عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وهو الهجوم الذي يمثل الاشتباك الثاني خلال 24 ساعة فقط.

اقرأ أيضاً توقع صادم من "الفاو" لما سيحدث في اليمن خلال الأيام القادمة 4 أبريل، 2025 الضربة الوشيكة: واشنطن بوست تكشف عن موعد توجيه هجوم عسكري أمريكي على إيران 3 أبريل، 2025

وتواصلت الاشتباكات لعدة ساعات، وأسفرت عن إفشال هجومين جويين كان العدو يخطط لتنفيذهما ضد الأراضي اليمنية.

وفي بيان رسمي صادر عن القوات المسلحة اليمنية، تم التأكيد على أن الهجوم جاء ضمن جهود التصدي للعدوان الأمريكي على اليمن، وتأكيد على استعداد القوات اليمنية لمواجهة أي تطورات مستقبلية.

وأضاف البيان أن القوات المسلحة اليمنية، بتوكلها على الله، تواصل تصديها لهذا العدوان وتستعد للتعامل مع أي تصعيد قد يحدث، مؤكدًا أن اليمن سيظل ثابتًا ولن يستسلم، وأنه سيواصل واجباته الدينية والأخلاقية تجاه قضايا الأمة، لا سيما قضية فلسطين.

كما شدد البيان على أن النصر سيكون حليفًا لليمن في النهاية، بفضل الله تعالى.

البيان الذي أصدرته القوات المسلحة اليمنية في الرابع من أبريل 2025، الموافق للـ 6 من شوال 1446 هجريًا، أظهر روح العزيمة والإصرار لدى الجيش اليمني في التصدي للقوى المعتدية، وأكد على استمرار الوقوف بجانب قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

وتطرق البيان إلى أن الشعب اليمني سيظل حرًا ومستقلًا، وأنه لن يتخلى عن قضاياه العادلة مهما كانت التداعيات أو النتائج.

مقالات مشابهة

  • قادة عسكريون إيرانيون يحذرون: لن نبدأ الحرب لكن ردنا سيكون ساحقا حال وقوعها
  • تصاعد الصراع العسكري وتحديات إنسانية على خلفية السيطرة على الخرطوم| إليك التفاصيل
  • مشروع الجزيرة وآفاق ما بعد الحرب
  • ٦ أبريل مازالت جذوة الثورة متقدة
  • ترامب.. والعقد الاجتماعى للحكومة الأمريكية
  • مصادر تكشف تطورات مثيرة فى أزمة تجديد عقد زيزو .. تعرف عليها
  • الحرب التجارية.. الدولار يخسر مكاسب فوز ترامب بسبب الرسوم الجمركية
  • إسقاط مسيرات حربية من قبل القوات المسلحة السودانية| تفاصيل
  • الأمم المتحدة ترسل مناشدة عاجلة لدعم جهود إزالة مخلفات الحرب في السودان
  • تفاصيل معركة جديدة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية في البحر الأحمر