بقلم عادل سيد أحمد
--------------------
شيده الوالد (محمد سيد احمد) في العام 1960 تقريبا في قريتنا المقل مركز مروي رغم انه كان مقيما في الخرطوم وظل والدي وعمي حسبو بعيدين عن المقل وبالتالي عن البيت منذ تشييده، وسمحوا لضيوف قريتنا ناظر المدرسة أو المساعد الطبي او غيرهما من الضيوف بالإقامة فيه بدون ان يدفعوا ايجارا طبعا.
وكان معلم البناء هو جدي حاج أحمد ود اب شوك، ومن ابداعاته اضافة الخرسانة للمونة (الخلطة) الشيء الذي جعل البنيان صامدا حتى يومنا هذا.
وكان البيت يسمى أيضا بحوش التمر لأن اقاربنا في ساقية الحميداب كانوا يخزنون فيه تمورهم التي حشوها أواخر أغسطس من كل عام.
وقد سبق ان استغل الوالد والاسرة بيت ولاد سيد أحمد لمدة يومين تقريبا في الرحلة المشئومة إلى هناك عام 1986 والتي انهاها غرق شقيقي الأصغر أحمد (موينا) في النيل.
وبيت ولاد سيد احمد مرتبط بمجمل الحق من نخل على الجرف او أشجار المانجو التي غرست مؤخرا.
وبعد حرب 15 ابريل 2023 وبعد صمود في الخرطوم (ابو آدم) دام لأكثر من أربعة أشهر تحت قعقعة السلاح وزخات الرصاص؛ وبموجب أوامر مباشرة من الدعم السريع تحركت الأسرة من هناك إلى المقل ونزلت في البيت الكبير.
كان البيت بحاجة إلى قليل من الصيانة ليصبح صالحا للعيش فيه، وكان مريحا ومناسبا من حيث المساحة وعدد الغرف.
وتبنى اخي وائل على الفور مشروع زراعة منزلية في الحوش الرحب (جبراكة) فزرع العجور والبامية والرجلة والباذنجان وعيش الريف وخلافهم، وقد نجحت زراعته.
وظل وائل يتسوق في كريمة التي تبعد عن قريتنا المقل حوالي اربعين كيلومتر، اي نصف ساعة بالمواصلات.
اما الوالد فقد اسعده وجوده وسط اهله الحميداب بعد عزلة شديدة في (ابو آدم) استمرت لشهور.
وقال لي متأملا في الاقدار وتصاريف الايام:
- البيت دة انا بنيتو سنة 1960م، ولكن القدر أراد أن افيد منه بعد أكثر من ستين عاما، مع انه ظل صالح للسكنى منذ انشائه.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: