شبكة انباء العراق:
2025-04-17@19:03:26 GMT

مرايا البراءة

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

بقلم كلثوم الجوراني ..


أنا حسناء
في بيت كبير جدا وعدد من النساء والعبيد والصبية والفتيات عرفت أنني إحدى بنات عبادة ذلك المحارب القوي الذي تعتمد عليه قبيلتي ويخشاه كل من في القبيلة عبادة تزوج من أربعة نساء ماتت احداهن فتزوج الخامسة وكانت حسناء قد عشقها فأرادت أن تزيح باقي النساء لتبقى هي سيدة المنزل ، وبالفعل طرد ابي امي فطوم من بيته بحجة أنها ثرثارة ولأن الطلاق كان عارا في قبيلتي توسلت امي بابي أن لا يطلقها ولن تزعجه ابدا ووعدته بأنها ستتكفل بمعيشتنا وبالفعل فعلت ما وعدت به كانت امي سمراء لذيذة كأنها قهوة عربية وكنت أشبهها شبه كبير ، في العاشرة من عمري أصبح شباب القرية يطلبونني من أبي وكان العرف أن الفتاة تتزوج بعمر مبكرا جدا خطبني فرسان القبيلة وذواتها ولكن زوجة أبي الافعى كانت تحرض ابي أن لا يزوجني الا لراعيهم بحجة أنهم سيضمنون طاعته وبقاءه معهم دون أجرة وبالفعل فعل ابي ما أشارت عليه زوجته فزوجني الراعي زيدان كان زيدان هذا دميم الخلقة يتأتئ بكلامه وكانت اخلاقه سيئة للغاية ، كنت اندب حظي بالخفاء كي لا يسمعني أحد فيتهمني بأنني لا احب زوجي وهذا معيب باعراف قبيلتي ، كل أهل القبيلة يضربون المثل بجمالي وجمال صوتي حين اغني وانا اعمل في الارض كي اساعد زوجي في المعيشة ، أصبح لدينا بنتان جميلتان وحملت بطفلي الثالث كانت اعراض الحمل مختلفة عن حملي السابق أظنه صبي هذه المرة كنت فرحة جدا سيأتي الرجل الذي استند عليه بعدما رمتني اقداري في احضان نذل حقير ، عمري الان قارب السابعة عشرة ازداد جمالا كلما تقدمت في العمر وزيدان يزداد حقدا عليّ وعلى أبي الذي لا يكف عن إهانته ، في أحد الأيام أقام ابي وليمة كبيرة دعا فيها كبار القبيلة ووجهاءها ولأن زيدان كان صهره حضر تلك الوليمة وما أن وضعوا الطعام وتقدم الحاضرون ليأكلوا نظر ابي أن زيدان بين الحاضرين فصاح عليه (مكانك ليس هنا) قام زيدان ينفض يداه من الطعام وهو يكاد أن ينفجر من الغضب فقال لابي سأردها لك ضحك ابي مستهزئا به كيف سيردها هذا الراعي البائس ، مرت ايام قليلة على الحادثة وقلب زيدان يغلي من الحقد على أبي ، في إحدى الليالي قال لي أنه يريد أن يراني بابهى حلة وأنه قد دعا صديقه للعشاء معنا ففعلت كما أمر رتبت البيت الذي هو عبارة عن غرفة واحده ولكنها تشبه الجنة لشدة نظافتها وراىحة البخور التي تفوح منها ، أتى صديق زوجي فجلسنا نتناول العشاء معا ونحن كذلك واذا بزيدان ينهض كأنه نسي شيئا قال لقد نسيت سلاحي في المكان الفلاني وأخشى أن يسرقه أحد سأجلب السلاح واعود لكما كان الأمر طبيعيا ، بقينا على المائدة انا وصديق زيدان نتناول العشاء ونتحدث معا ونضحك وما هي إلا لحظات واذا بابي واخوتي يدخلون الغرفة شاهرين أسلحتهم وابي يقود (سودتي وجهي) لم افهم ماقاله ابي ولكنني عرفت فيما بعد أن زيدان دبر حيلة كي ينتقم من أبي وذهب لابي ليقول له وهو بالمجلس أنه أتى إلى بيته ليجدني انا وصديقه ، اقسمنا انا وصديق زوجي أننا ابرياء ولكن ابي رفض وعزم على قتلي ، كان أبي يعلم علم اليقين أنني بريئة وأنها حياة من زيدان إلا أنه يفضل قتلي على أن يلمزه أحد الناس بكلمة ، في تلك الليلة الباردة واني على وشك الولادة اخذ ابي واخوتي يسحبونني كالشاة إلى إحدى الخرائب ليذبحوني كنت أتوسل بهم أن يسمحوا لي والآخر مرة أن اقبل ابنتي وان احتضنهما ولكن ابي كان قاسيا ظالما ، قام ابي بنحري ومن بعد قطع اخي كف يدي دليلا على قتلي ليصلب الكف على باب الدار وهذا بعرف قبيلتي غسلا للعار ،
ماتت حسناء وفي تلك الليلة رأها احد أعيان القبيلة في الرؤيا وهي تحمل طفلها وقالت له قل لابي أن العمى بأنتظاره ولاخي سيموت شر ميتة ، وبالفعل بعد أشهر عمى عبادة وتحول من فارس القبيلة إلى ذليل تعنفه زوجته الشابة الصغيرة وتعيره بعماه وتصفه بأنه ثقل عليها وتتمنى موته ، أما اخو حسناء فكان يحرس الزرع من الخنازير فغلبه النوم فأكلته الذئاب ولم يجدوا منه إلا بقايا عظام وبعض من ثيابه الممزقة .


هل سأل أحد ماذا عن زيدان ، أما زيدان هذا فقد أصيب بالكوليرا وكان في ذلك الوقت يحرق كل من يصاب بالكوليرا كي لا ينتشر المرض فأحرقوه حيا ، انتقمت كف حسناء المحنطة على باب دار ابيها وبعد ذلك أيقنت القبيلة ببرائتها ولكن بعد فوات الاوان .

كلثوم الجوراني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات ابی أن

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد خيرية أحمد.. صوت البهجة الذي لم يغب (تقرير)

 


في ذكرى ميلادها اليوم، نستعيد حضور الفنانة الراحلة خيرية أحمد، واحدة من أبرز نجمات الكوميديا المصرية، التي جمعت بين الذكاء الفني وخفة الظل، وقدّمت أعمالًا لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور رغم مرور 14 عامًا على رحيلها.

الفنانة خيرية أحمدمن المنيا إلى “ساعة لقلبك”

وُلدت خيرية أحمد واسمها الحقيقي سمية أحمد إبراهيم في محافظة المنيا عام 1937، وهي الشقيقة الصغرى للممثلة سميرة أحمد، بدأت خطواتها الأولى في الفن خلال فترة الخمسينيات، بالانضمام إلى فرقة المسرح الحر بقيادة زكي طليمات، وهناك تدرّبت على أصول الأداء المسرحي الجاد، لكن روحها المرحة دفعتها سريعًا نحو الكوميديا.

شهرتها الحقيقية انطلقت من الإذاعة، عبر البرنامج الجماهيري “ساعة لقلبك”، حيث شكّلت ثنائيًا ناجحًا مع فؤاد المهندس. بعبارتها الشهيرة “محمود يا حبيبي”، رسمت ابتسامات لا تُنسى في أذهان المستمعين، وكان البرنامج نافذتها الأولى نحو قلوب المصريين.

 

وجه محبوب في المسرح والدراما

انتقلت بعدها إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وشاركت في عروض لاقت نجاحًا كبيرًا، ثم انضمت إلى عدة فرق مسرحية مرموقة، بينها فرقة الريحاني، وفرقة التلفزيون المسرحية.

كان أداؤها العفوي والمليء بالحياة عنصرًا أساسيًا في جذب الجمهور، خصوصًا في أدوار الزوجة البسيطة، أو الجارة خفيفة الظل.

وفي التلفزيون، أبدعت في عدد كبير من المسلسلات مثل “ساكن قصادي”، “أين قلبي”، “الحقيقة والسراب”، “العائلة”، “حدائق الشيطان”، وغيرها، حيث أثبتت قدرتها على التنقل بين الكوميديا والتراجيديا، وقدّمت أدوار الأم بحس إنساني عميق، بعيدًا عن الابتذال أو المبالغة.

 

سينما بخطوط كوميدية رفيعة

شاركت خيرية أحمد في عشرات الأفلام، من بينها “الفانوس السحري”، “حسن ونعيمة”، “أم العروسة”، “عفريت مراتي”، و”عريس مراتي”، وكانت دائمًا قادرة على ترك بصمتها حتى في الأدوار الصغيرة، بسبب طبيعة حضورها القوي وخفة ظلها غير المصطنعة.

 

الحب والغياب

في حياتها الخاصة، جمعتها قصة حب قوية بالكاتب الساخر يوسف عوف، الذي تزوجته وأنجبت منه ابنها الوحيد كريم. شكّلا معًا ثنائيًا على مستوى الحياة والفكر، لكن وفاته المبكرة تركت جرحًا عميقًا في نفسها، أدى إلى انقطاعها عن العمل الفني لفترة طويلة، قبل أن تعود بإصرار وإخلاص لفنها.

 


رحيل هادئ وذاكرة صاخبة بالضحك

رحلت خيرية أحمد في 19 نوفمبر 2011 عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع مع المرض. ورغم غيابها عن مشهد التكريم الرسمي بما يليق بحجم عطائها، فإن مكانتها في قلوب الجمهور بقيت محفوظة، كرمز من رموز الكوميديا النظيفة، والابتسامة التي تنبع من القلب.

رحلت، لكن روحها ما زالت تتردد في كل جملة طريفة، وكل مشهد صنع البهجة، وكل ذكرى من زمن الفن الجميل

مقالات مشابهة

  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • أحكام بين البراءة والحبس إلى 8 سنوات في قضية المحافظين العقاريين السابقين بباتنة
  • جيتكس.. الوزير زيدان يشرف على توقيع اتفاقيات استثمارية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي
  • محمود ديكو.. الإمام الذي يخيف الانقلابيين في مالي
  • ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي شملته؟
  • ذكرى ميلاد خيرية أحمد.. صوت البهجة الذي لم يغب (تقرير)
  • شبوة بعد حضرموت.. ما الذي تعد له السعودية في الجنوب ..! 
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • شروط قيد الترخيص ومنح براءات الاختراع وفقا للقانون
  • تقليص الفوارق المجالية... زيدان يؤكد إقامة استثمارات بـ46 مليار درهم لتخلق 40 ألف منصب شغل