سودانايل:
2024-09-08@02:56:20 GMT

جنيف لوقف الحرب أم دعاية انتخابية؟

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

عندما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها عينت مبعوثا أمريكيا خاصا للسودان "توم بيرييلو" كان التعين يشير إلي نقل ملف الأزمة السودانية من وزارة الخارجية إلي الرئاسة، و قام بيرييلو بطواف على أغليية الدول التي تحيط بالسودان إضافة للسعودية، و التقى بالقيادات المهتمة بالملف فيها، ثم ألتقى بالسودانيين المتواجدين في تلك الدول، و بعد كل هذا الطواف كان قد حدد عدة أزمنة لبدء التفاوض، و يأتي الزمن المحدد ثم يطرح زمنا أخر، كانما يريد أن يقول أنا موجود.

. هذه المرة؛ الخطاب جاء مرة أخرى من وزارة الخارجية الأمريكية بتحديد زمن التفاوض في 14 أغسطس في جنيف بسويسرا، و سوف يحضره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.. الأمر الذي "قوم نفس" العديد من القيادات السياسية التي طرحت مناشداتها أن يلتزم المدعون بالحضور.. إلا وزارة الخارجية السودانية التي قالت سوف تتم عملية تدارس الدعوة ثم الرد عليها..
الأسئلة التي يجب أن تطرح: لماذا قرر وزير الخارجية الأمريكي حضور التفاوض بنفسه؟ هل من أجل الضغط على المتفاوضين للوصول لوقف إطلاق نار؟ أم أنه يريد فقط وقف لإطلاق النار لكي يكون النجاح الوحيد الذي حققته إدارة بايدن في العلاقات الخارجية في فترة رئاسته، و يكون بمثابة دعم لنائبته المرشحة للرئاسة في نوفمبر القادم؟ و أيضا لماذا تصر أمريكا فرض الأمارات على المتفاوضين بحضورها المفاوضات؟
أن المفاوضات تتعلق بالشأن العسكري " وقف إطلاق النار" و أيضا تتعلق بعملية مرور الإغاثة للمحتاجين لها في المناطق المختلفة في السودان.. أن إرسال خطاب الدعوة لوزارة الخارجية يعني ضمنيا الاعتراف بالحكومة السودانية، و هذه بادرة جيدة..
الآن الكورة في ملعب وزارة الخارجية أن تطرح كل التساؤلات التي تحتاج لتفسير و تقدمها لوزارة الخارجية الأمريكية، بعض منها لماذا تصر أمريكا حضور الأمارات الداعم الرئيس للميليشيا.. رغم أن السودان قد رفض حضورها عندما جاء نائب وزير الخارجية السعودي وليد عبد الكريم الخريجي إلي بورتسوان يحمل ذات أجندة حضور الأمارات مستقبلا.. يجب قبول كل التقارير التي صدرت و التي تحدثت عن الإنتهاكات التي قامت بها الميليشيا ضد المواطنين، و الإبادة و التهجير الذي قامت به أيضا في ولايات دارفورو غيرها..
كثير من الناس يعتقدون أن التفاوض يعني التنازل، و رجوع الميليشيا مرة أخرى للساحتين العسكرية و السياسية إلي جانب جناحها السياسي، و هذا فهم خاطيء أن التفاوض لا يوقف العمليات العسكرية إلا بعد الاتفاق و التوقيع عليه من قبل الأطراف.. أن قيادة الجيش سوف تكون حريصة أن لا تفقد دعم الشعب لها، و لن توافق على شيء لا يرغب فيه الشعب.. و مادام الشعب يثق في الجيش و قيادته، يجب أن تكون الثقة في العمليتين العسكرية الجارية الآن، و أيضا في أي عملية تفاوضية تجرى مع الميليشيا من خلال الوساطة الدولة.. و لا اعتقد أن قيادة الجيش سوف يفوت عليها أن الذين أقنعوا الميليشيا بالقيام بالانقلاب هم الذين يسعون الآن من أجل وقف إطلاق النار دول "الرباعية و الثلاثية" و منظمتي الإيغاد و الاتحاد الأفريقي.. أن معرفة الأجندة قبل الدخول في عملية التفاوض مسألة ضرورية، تبين الاتجاه العام للتفاوض، و في نفس الوقت تبين إذا كان الهدف وقف الحرب لإغاثة الشعب، أم محاولة جديدة لكي ترتب الميليشيا صفوفها من جديد، أو الهدف منه الوصول لتسوية سياسية تعيد الميليشيا مرة أخرى لما قبل 15 إبريل و جناحها السياسي.. أن الذين استطاعوا أن يشتروا رؤساء دول لدعم أجندتهم لن يتنازلون عن المكر الذي درجوا عليه و يتطلب اليقظة..
أن وقوف أغلبية الشعب مع الجيش سوف يكسر كل مضارب المؤامرات التي تحاك ضد السودان، و حضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليس بهدف الضغط على الوفد الحكومة لكي يوقع على اتفاق معد سلفا، أو الضغط على قبول تسوية، و لكنه جاء لكي يخدم حزبه الديمقراطي أن يسجل نجاحا واحدا خارجيا، لعله يدعم مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة في الانتخابات القادمة في نوفمبر، و التي بدأت حملتها الدعائية منذ شهر.. كما أن العصى التي تحاول أن تلوح بها أمريكا كثيرا لم تعد تخيف دولة، أو سلطة يلتف الشعب حولها..
أن القوى السياسية السودانية التي أصبحت فقط تصفق لمبادرات الخارج أفضل لها أن تجلس و تعكف على صياغة مشروع سياسي تبين فيه وجهة نظرها و تقدم للشارع السوداني بدلا من الركض وراء المبعوثين الدوليين و المنظمات التي لا تقم مصلحة السودان على أجندتها.ز أن ثورة ديسمبر ليست فقط أسقطت نظام الإنقاذ، و لكنها فضحت قدرات السياسيين المتواضعة، و كشف ضعف الأحزاب التي تعيش فيه، فشلت أن تحافظ على الشارع و أتخذت من الخارج وسيلة لكي يدفعها للسلطة، حتى جاءت الحرب و هذه مرحلة جديدة سوف تبرز فيها قيادات جديدة ربما تحدث تغييرا أفضل في العملية السياسية.. نسأل الله حسن البصيرة..

 

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية ..التزامات “ميليشيا” الدعم السريع ورعاتها بحماية المدنيين في سويسرا، هي “مجرد دعاية كاذبة لا تنطلي على أحد”

وزير الخارجية حسين عوض:

– التزامات “ميليشيا” الدعم السريع ورعاتها بحماية المدنيين في سويسرا، هي “مجرد دعاية كاذبة لا تنطلي على أحد”.

– التحدي أمام مجموعة “متحالفون من أجل تعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان” التي تشكلت بموجب اجتماعات سويسرا هو “إقناع راعي الميليشيا ضمن عضويتها للتوقف عن تزويد صنيعتها بالأسلحة الفتاكة والمرتزقة والأموال”.

– نثق بحرص السعودية ومصر الصادق على تحقيق السلام والاستقرار في بلادنا دون أي أجندة أخرى

الشرق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حشد الشعب السوداني لوقف الحرب نحو دعوة للسلام والاستقرار
  • خبر مستفز بدرجة امتياز أورده وزير الخارجية، يقرأ: البرهان يلتقي الرئيس الصيني ليناقشا اعمار ما دمرته الحرب !!..
  • البرهان في الصين: هدفت الميليشيا بتمردها الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وخدمة لأطماع قوى إقليمية غير راشدة
  • خارجية السودان: مخرجات سويسرا دعاية كاذبة
  • صناعة سلام السودان هو التحالف من أجل الشعب، لا من أجل النخبة
  • ورشة تضامنية للسودان في مصر
  • وزير الخارجية: مخرجات سويسرا مجرد دعاية كاذبة
  • السيسي: “تم (خلال المباحثات مع أردوغان) استعراض الأزمة في السودان، والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي”
  • حكومة السودان تهاجم مخرجات اجتماعات جنيف.. مجرد دعاية كاذبة
  • وزير الخارجية ..التزامات “ميليشيا” الدعم السريع ورعاتها بحماية المدنيين في سويسرا، هي “مجرد دعاية كاذبة لا تنطلي على أحد”