باسيل يخذل حزب الله…. والمعارضة تصدّ الابواب
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
واحدة من أهم الخسائر التي تعرّض لها فريق سياسي لبناني منذ بداية الاشتباك العسكري بين "حزب الله" والعدوّ الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية للبنان هي الضربة السياسية التي أصابت "التيار الوطني الحرّ" الذي بات اليوم منكشفاً تماماً وغير قادر على عقد التحالفات السياسية في الداخل اللبناني.
احدى أهم الامور التي خسرها "التيار" في هذه المعركة هي الثقة بينه وبين حليفه السابق "حزب الله"، إذ إنّ "الحزب" ورغم كل الخلافات مع "التيار" كان يعتبر أن الأخير لن يقف أبداً، تحت أي ظرف، في موقف المُعارض للحزب في أي لحظة عسكرية حساسة وأي اشتباك مع العدوّ الاسرائيلي تحديداً.
قاد رئيس "التيار" جبران باسيل حملة إعلامية وسياسية موجّهة ضد "حزب الله" في بداية العدوان الاسرائيلي على الجنوب، وما بدا لافتاً أنّ خصوم "الحزب" السياسيين الذين يظهرون عداءً واضحاً له لم يذهبوا بعيداً كما ذهب باسيل، وهذا يعني أن "الحزب" سيكون عاجزاً عن ترميم الثقة مع رئيس "التيار" بشكل كامل حتى لو تحالف معه على القطعة في المرحلة المقبلة، لذلك فإنّ باسيل بات اليوم حتماً خارج حسابات "حزب الله".
في الوقت نفسه فشل باسيل من بناء جسور تواصل جدّي مع خصومه السابقين في قوى المعارضة ولم يحصل على ثقتهم رغم الحراك الودّي الذي أظهره ومساعيه لمدّ يد التعاون معهم، لأنّ هذه القوى لم تتقبّل أبداً فكرة التحالف الكامل مع "التيار"، حتى أن "القوات اللبنانية" لا تزال تُقاطع باسيل وترفض لقاءه بشكل حاسم. من هُنا تصبح إمكانية عقد تحالف وتشابك أو تكامل متين بين باسيل والمعارضة أمراً مستحيلاً.
وأمام هذا المشهد يبدو من الصعب على باسيل العودة الى تحالفه السابق مع "حزب الله" الذي يؤمّن له في أي تسوية مُقبلة رافعة سياسية ومكاسب ونفوذاً، وفي الوقت نفسه هو غير قادر على تحقيق أي تحالف جدّي مع المعارضة يؤمّن له قدرة على التفاوض للحصول على مكاسب داخلية. لذا فمن المتوقّع أن يُكمل باسيل حياته السياسية معزولاً، أقلّه في الفترة المقبلة، لأنّ أداءه المتخبّط سيمنعه بلا شكّ من نسج تحالفات حقيقية ومربحة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الوعود الصعبة للرئيس اللبناني.. هل يستطيع جوزيف عون نزع سلاح حزب الله؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصاعد التصريحات السياسية في لبنان، خاصة بعد تأكيد رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون على أن السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني فقط، هذه التصريحات فتحت باب التساؤلات حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ هذا الوعد في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني.
حزب الله، الذي تأسس في الثمانينات كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، أصبح لاعبًا سياسيًا وعسكريًا قويًا في لبنان، ورغم انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني في عام 2000، إلا أن الحزب استمر في تعزيز ترسانته العسكرية بحجة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
ومع الوقت، تحوّل سلاح حزب الله إلى قضية خلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يرى البعض أنه يُقوّض سيادة الدولة ويضعف مؤسساتها، بينما يعتبره الحزب وحلفاؤه "جزءًا من استراتيجية الدفاع الوطني".
البيئة السياسية والأمنيةتصريحات الرئيس "عون" تأتي في وقت تعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة. فإن انعدام الثقة بين القوى السياسية والطائفية يجعل من الصعب اتخاذ قرارات مصيرية دون توافق داخلي واسع. علاوة على ذلك، يُعتبر حزب الله قوة عسكرية تتجاوز قدرات الجيش اللبناني، ما يجعل أي محاولة لنزع سلاحه أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
العوامل الدولية والإقليميةويرى مراقبون على صلة بالمشهد، أن حزب الله ليس مجرد فاعل محلي، بل يتمتع بدعم إقليمي قوي، خاصة من إيران، وأي محاولة لنزع سلاحه دون تفاهم إقليمي قد تؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة العواقب في المقابل، هناك ضغوط دولية مستمرة، خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج، التي تعتبر الحزب تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
ويحظى الجيش اللبناني بوصفه المؤسسة الوطنية الوحيدة بإجماع شعبي واسع، لكنه يواجه تحديات كبرى، بدءًا من قلة التمويل وصولًا إلى افتقاره إلى القدرات التقنية واللوجستية التي تمكنه من السيطرة على كل الأراضي اللبنانية. حتى لو أُنيطت به مهمة نزع السلاح، فإن التنفيذ يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التفاهم السياسي الداخلي والدعم الدولي.
التفاوض التدريجي:
قد تلجأ الدولة إلى مفاوضات مع حزب الله لدمج سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تحت إشراف الجيش.
ضغوط دولية:
يمكن أن تُستخدم العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية لإضعاف الحزب تدريجيًا وتقليص نفوذه.
الصدام العسكري:
هذا الخيار يبدو مستبعدًا بسبب تداعياته الكارثية على السلم الأهلي.
وبين التصريحات والواقع، يبقى نزع سلاح حزب الله تحديًا معقدًا يعتمد على توافق داخلي ودعم إقليمي ودولي. النجاح في تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التركيبة السياسية اللبنانية والهواجس الأمنية والإقليمية، في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الوصول إلى هذا الهدف سيظل بعيد المنال في المدى القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية على الساحة السياسية.