اتحاد الكتاب ينتدي حول التراث الأردني الفلسطيني المشترك ضمن فعالية جرش الثقافية
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
التراث الاردني الفلسطيني المشترك للشعب الواحد الاردني الفلسطيني وليس لشعبين الذي تربطه حياة نمطية يعيشون فيها عادات وتقاليد موروثة ضمن ارث تاريخي مشترك عبر التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين كمزيج غني يشكل وحدة واحدة، كانت مفردات هذه الندوة فعالية شارك فيها أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين الباحثين: فتحي سلطان، الدكتور غسان عويس، والدكتور حسين عبده موسى ، بحضور مندوب وزيرة الثقافة عاقل الخوالدة، ورئيس الاتحاد عليان العدوان، جرت الندوة في أروقة المكتبة الوطنية في اليوم الثالث من أيام المهرجان والثاني من أيام البرنامج الثقافي، فيما أدار وقدم الندوة الدكتور حسني العبادي.
في بداية الندوة تحدث العدوان مرحبا بالمشاركين ومندوب الوزيرة والضيوف، وقال :إن إتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين يفعل دوره الوطني والقومي العربي في كل المحافل الوطنية التي تتطلب من أعضاء الاتحاد من أدباء وكتاب ومثقفين وهم نخب وطنية سخروا حياتهم الأدبية وفكرهم في خدمة قائد البلاد المفدى والوطن الحر العزيز علينا جميعا، وهذه الندوة تتحدث عن تلاحم الشعبين الاردني والفلسطيني وهذا شاهد على دورنا القومي والوطني.
الباحث فتحي سلطان، حملت ورقته عنوان ” التوأمة” وحدة التراث الاردني الفلسطيني الذي يخرج من معين واحد، وقال ان التراث هو الإرث والميراث وهو كل ما خلفته الاجيال السابقة في مختلف الميادين المادية وغير المادية والفكرية وكلها تصب في وعاء الحضارة، من لغة وادب وشعر ونثر وقصص واهازيج ودبكات وأزياء.
وأضاف ان ما يلعبه التراث لدى الشعوب من إنماء الإحساس بالهوية الوطنية، وشعور الاستمرارية وتعزيز التماسك الاجتماعي واحترام التنوع الثقافي والابداع البشري.
وأكد على ان اهم أثر وتراث جمعنا في هذا الوطن هو وحدة التراث الاردني الفلسطيني، المتمثلة في وحدة الدم، فأي وحدة تراث أهم وأسمى وأجل منها.
من جهته، تحدث الدكتور غسان عويس عن تراث موحد لشعب واحد، وقال: من العبث ان نتحدث عن التشابه، لأن هذا الحديث يكون بين شعبين مختلفين وهنا نحن نتحدث عن شعب واحد هو اردني فلسطيني، وهذا التراث المشترك هو عبارة عن مزيج غني من التقاليد والعادات نمى وتراكم عبر التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين المشترك الذي يربط الشعبين.
وأضاف أن من ابرز ملامح هذا التراث، الأزياء التقليدية، من اثواب نسائية مطرزة والكوفية الحمراء والسوداء، التي تعد رمزا وطنيًا لكلا الشعبين، والاكلات والحلويات الشعبية، المقلوبة والمسخن والمنسف وهي اكلات تتمتع بشعبية كبيرة في كل من الاردن وفلسطين، والاغاني والرقصات والدبكات المشتركة، والعمارة التقليدية، والموروث الشفوي والقصص، والحكايات، فهذا التراث يعكس تلاحم الشعبين، ويمثل هوية ثقافية جامعة.
ختم الندوة الدكتور حسين عبده موسى، بمشاركته المتنوعة، وقال كانت الوحدة السياسية قبل وحدة التراث، وبقي الاردن ومازال وسيبقى المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، فالتراث هو انتقال عادات وتقاليد وعلوم واداب وفنون من جيل إلى جيل، ونقول أن التراث الإنساني يشمل كل المأثورات الشعبية وقصص وحكايات وما تتضمنه من التراث يساهم ويساعد المجتمع وهو مرتبط بالفكر والتراث. ونذكر هنا انه اختلط دم الجندي الشهيد الاردني في ثرى فلسطين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الاردنی الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
الكتاب أصل الأشياء
وأنا أشاهد فـيلم (هاري بوتر وحجر الفـيلسوف) الذي جرى عرضه فـي دار الأوبرا السلطانية مسقط، مصحوبًا بعزف موسيقيّ حيّ أدّته أوركسترا الدولة السيمفوني فـي أرمينيا، استحضرت الجزء الأول من رواية (هاري بوتر) للكاتبة البريطانية جوان رولينج، التي بنى عليها الفـيلم أحداثه، وهي من الروايات التي نالت شهرة عالمية كبيرة، إذ بيعت منها ملايين النسخ منذ صدور جزئها الأول فـي منتصف 1997 وترجمت إلى العديد من اللغات،
ويكفـي أن الجزء السادس من الرواية الذي حمل عنوان (هاري بوتر والأمير الهجين) بيعت منه 10 ملايين نسخة يوم صدوره، وكان لا بدّ للسينما العالمية أن تستثمر هذا النجاح، فأنتجت 8 أفلام من أجزائها، كلّها حققّت أرقاما قياسيّة فـي الإيرادات.
روايات أخرى شقّت طريقها إلى السينما، لعلّ من أبرزها رواية (العرّاب) للكاتب الأمريكي ماريو بوزو الصادرة عام 1968م التي أخرجها للسينما المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، بدءا من جزئها الأول عام 1972م وكان من بطولة مارلون براندو وآل باتشينو، أعقبه بجزأين آخرين، وقد اعتبر نقّاد السينما الجزء الثاني من الفـيلم ثالث أفضل فـيلم فـي تاريخ السينما،
وكانت هوليوود قد اشترت حقوق تحويل الرواية إلى فـيلم قبل انتهاء الكاتب من كتابتها، وحقّق الفـيلم شهرة مدوّيّة حتى عاد فريق العمل، وأنتج الجزء الثالث عام 1990م، وكلّنا نعرف أن الرواية تتحدث عن نفوذ إحدى عائلات المافـيا الإيطالية، وتحكّمها فـي مجريات الأمور، لتشكّل دولة داخل الدولة.
وبعيدا عن (هاري بوتر)، و(العرّاب)، باعتبارهما ظاهرتين فـي تاريخ الأدب العالمي والسينما، لو ألقينا نظرة على أهم الأفلام التي أنتجتها السينما العربية والعالمية لرأينا أنّها استندت إلى روايات عالمية أخرى، كـ(البؤساء)، و(أحدب نوتردام) لفـيكتور هوجو، و(زوربا اليوناني) لكازنتزاكي، و(بائعة الخبز) للفرنسي كزافـييه دومونتبان، وروايات دوستويفسكي وأجاثا كريستي، وتشارلز ديكنز، وماركيز، ومن أسماء الكتّاب العرب الذين تحوّلت أعمالهم إلى أفلام: نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس ويوسف السباعي، والطيّب صالح، رغم أن المخرجين يأخذون من الروايات ما يحتاجون إليه فـي أفلامهم، ويستغنون عن صفحات كثيرة، فلغة السينما التي تقوم على الصورة،
تختلف عن لغة الرواية التي تستند إلى الكلمة المكتوبة، فهناك قواعد فـي الفن السينمائي ينبغي مراعاتها عندما تدخل السينما حرم الرواية، وهذه تعتمد على عوامل عديدة أبرزها رؤى المخرجين، والإنتاجيات المرصودة، لتنفـيذ تلك الأفلام، وكم من مشهد بصري قصير اختصر صفحات عديدة دبّجها الكاتب فـي وصف ذلك المشهد! وهذا موضوع متشعب، «لكن، لولا النجاح الباهر لتلك الروايات،
وقوة حبكتها السردية، والتوقعات العالية لإيرادات شباك التذاكر، هل كانت لتحظى باهتمام المنتجين وتلفت أنظارهم؟»؟ أرقام تلك الإيرادات تجيب عن هذا السؤال، فالسينما صناعة، وأنجح الأفلام وحتى المسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات، هي تلك التي قامت على روايات ناجحة، فمنها يستلهم المخرجون رؤاهم،
وبين حين وآخر، يعود المنتجون إلى كتب الروايات، التي تحقّق أرقاما عالية فـي الكتب الأكثر مبيعا، يتصفّحونها، ويفكّرون فـي تحويلها إلى أفلام وكم من رواية عاد القرّاء إليها بعد مشاهدتها فـي السينما! فاستثمر الناشرون نجاحها وأعادوا طباعتها، فاستفادوا من الشهرة التي حقّقتها السينما لتلك الروايات التي تبقى نتاج عبقريات فذّة، وتجارب حياتية كبيرة، ومخيّلة خصبة، ولهذا شقّت طريقها إلى السينما ولولا الجهد الذي بذله كتّابها لتكدّست فـي المكتبات ولم يلتفت إليها أحد.
وإذا كان الفـيلسوف اليوناني أرسطو طاليس يرى بأن الماء هو أصل الأشياء،
فالورق الجيد يقف وراء نجاح أي فـيلم جيد، فهو الأصل، والورق بلغة المشتغلين بالسينما هو النص، والنص نجده فـي بطون الكتب ومن هنا فالكتب أصل الأشياء.