آخر تحديث: 27 يوليوز 2024 - 10:21 صبقلم: سمير داود حنوش اختفاء ما يقارب خمسين ألف باكستاني أثناء دخولهم الأراضي العراقية لأداء مراسم الزيارات الدينية رقم مخيف أفصح عنه وزير الشؤون الدينية الباكستاني الذي أوضح أن هؤلاء الداخلين تبخّروا لدى دخولهم العراق.لا يشير هذا الرقم من المتسربين الباكستانيين داخل الأراضي العراقية إلى تزايد العمالة غير القانونية من خلال انخراط الكثير منهم في سوق العمل دون تصاريح قانونية مطلوبة، لكن الخطورة تكمن في الحجم المؤثر لهؤلاء على الأمن الوطني العراقي والسِلم الأهلي.
في عملية أمنية جرت مؤخراً ألقت القوات الأمنية العراقية القبض على ستة باكستانيين يهددون المواطنين قاموا باستئجار أحد الدور السكنية في منطقة القريعات ببغداد التي تقع ضمن الطريق المؤدي لسير الزوار إلى المراقد الدينية، حيث قاموا بتهديدهم وسلبهم. بالطبع العصابة التي ألقي القبض عليها مؤخراً لم تكن الأولى في جرائمها فقد سبقتها جرائم لعصابات الجريمة المنظمة أبطالها وافدون من دول الجوار، كان من بينها إطلاق النار من قبل وافد باكستاني على مجموعة من المواطنين أثناء مأدبة إفطار جماعي في شهر رمضان قرب جامع أبوحنيفة في الأعظمية ببغداد وإصابة شرطي. لأغراض الزيارات الدينية يدخل هؤلاء إلى العراق بجوازات سفر قد تكون مزورة، أو بتواطؤ من الداخل العراقي لاستدراجهم إلى السوق العراقية أو تشغيلهم متسولين في الشوارع تحت رعاية مافيات محلية مقابل مبالغ مالية تستخدم في الأعمال الإجرامية والإرهابية من خلال تجنيدهم كمقاتلين في صفوف داعش.في العراق تبخّر الكثير من الوافدين من جنسيات باكستانية وإيرانية وأفغانية وغيرها من دول عربية وجدت في هذا البلد ملاذاً آمناً وفرصة للاستثمار غير المشروع عبر التسول وتجارة الرقيق وإنشاء عصابات للسرقة والابتزاز في كل دول العالم يواجه السائح شروطاً ومتطلبات أمنية منذ لحظة دخوله المنافذ الحدودية أو المطار حتى مكوثه في الفندق، من معلومات وتدقيق يجعل من العثور عليه أو مراقبته أمرا سهلا، إلا في العراق فقد تبخّر الكثير من الوافدين من جنسيات باكستانية وإيرانية وأفغانية وغيرها من دول عربية وجدت في هذا البلد ملاذاً آمناً وفرصة للاستثمار غير المشروع عبر التسول وتجارة الرقيق وإنشاء عصابات للسرقة والابتزاز. أكثر من خمسين ألف باكستاني فُقدوا داخل العراق والمصيبة بل والكارثة أن من أعلن عن الرقم وزير باكستاني، وليس جهة عراقية، فقد كشف الوزير رقماً مهولاً لأبناء جلدته دخلوا العراق ولم يخرجوا منه، في ما لم تنتبه الحكومة العراقية وطوال سنوات بل لم تستطع أن تنظّم حجم الداخلين والخارجين الذين يرومون زيارات الأماكن المقدسة أثناء المواسم الدينية.هذا الرقم من الباكستانيين فقط، ولا تزال أرقام الجنسيات الأخرى من الإيرانيين والأفغان وغيرهم في أعداد مجهولة ومبهمة، أو هكذا يُراد لها أن تبقى، في ما يعيش المواطن العراقي أحلك أيامه وهو يعاني شحّ فرص العمل وصعوبة الحياة وصراعا من أجل البقاء مع سلطة لا تهتم لأمره، تأتي تلك الأعداد لتضيف عبئاً على العراقيين ليس اقتصادياً فحسب بل اجتماعياً من خلال تخريب واقع الأسرة العراقية بترويج المخدرات والأفعال اللاأخلاقية إضافة إلى عصابات الجرائم المنظمة التي بدأت تنشط في العراق. لا يُعرف رد الفِعل الحكومي تجاه هذه التصريحات عن أعداد دخول الوافدين إلى العراق وإن كانت ربما تجري تحت رعاية وترغيب من دولهم لتسجيل موطئ قدم لهم.جيوش من الوافدين بأعداد لا يُستهان بها ومن دول مجاورة أو بعيدة تدخل العراق لأسباب معلنة ظاهرياً يُراد تبريرها، لكن في حقيقتها لأغراض التوطين والبقاء في هذا البلد المنهك أصلاً، فهل هي رسائل مقصودة؟ وهل تجرؤ الحكومة العراقية على اتخاذ تدابير لتحييد تلك الأعداد؟ لا نعلم، أو ربما نعلم أنها لا تستطيع.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: من دول
إقرأ أيضاً:
رائد فضاء باكستاني سيكون أول أجنبي على متن محطة الفضاء الصينية
في 24 أبريل/نيسان 2025، أطلقت الصين بنجاح مهمة شنتشو-20، مرسلة 3 رواد فضاء صينيين إلى محطة تيانغونغ الفضائية، والتي تعد واحدة من محطتين عاملتين حاليا في فضاء الأرض، إلى جانب محطة الفضاء الدولية التي أُطلقت عام 1998.
وتُعدّ هذه الرحلة الفضائية المأهولة الـ15 للصين والمهمة الـ20 في برنامج شنتشو، الذي بدأ قبل أكثر من 30 عاما.
وانطلقت مركبة شنتشو-20 الفضائية في الساعة 5:17 مساءً بالتوقيت المحلي من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غرب الصين، على متن صاروخ لونغ مارش-2 إف.
ومن المتوقع أن يمكث رواد الفضاء الثلاثة على متن المحطة لمدة 6 أشهر تقريبا، لإجراء تجارب علمية ومهام صيانة.
ومع استقرار الأوضاع في تيانغونغ وتكرار الرحلات إليها، تفكر الصين في توسيع نشاطها لمستوى دولي، حيث وقّعت الصين وباكستان مؤخرا اتفاقية تاريخية تُمهد لإرسال أول رائد فضاء باكستاني إلى محطة "تيانغونغ"، ليصبح بذلك أول رائد أجنبي ينضم إلى طاقم صيني في المدار.
هذه الخطوة ليست مجرد إنجاز رمزي، بل تعبّر عن تحول نوعي في سياسة الفضاء الصينية التي ظلت لعقود تتسم بالانغلاق، وتتجه الآن نحو الانفتاح المدروس على العالم النامي.
ومن الناحية العلمية، تمثل الاتفاقية توسعا في برنامج الفضاء الصيني، الذي يسعى إلى تعزيز مكانة الصين في قيادة الجهود الدولية لاستكشاف الفضاء، خاصة مع بناء وإدارة محطة تيانغونغ المستقلة بعد استبعاد الصين من المشاركة في محطة الفضاء الدولية بسبب القيود الأميركية.
ومن المقرر أن تستغرق عملية اختيار وتدريب رائد الفضاء الباكستاني نحو عام كامل، يخضع خلالها لبرنامج تأهيلي مكثف في الصين لضمان جاهزيته للمهمة القصيرة المقررة مع زملائه الصينيين.
أما من الناحية السياسية، فإن هذه الخطوة تعزز بشكل واضح التحالف الإستراتيجي بين بكين وإسلام آباد، الذي يمتد عبر مجالات متعددة، من الأمن والدفاع إلى الاقتصاد والبنية التحتية.
إعلانويبرز "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني"، أحد أبرز مشروعات مبادرة الحزام والطريق، كدليل حي على هذا التحالف؛ حيث ضخت الصين استثمارات ضخمة في تطوير الموانئ، والطرق، وشبكات الطاقة، لا سيما في ميناء جوادر الإستراتيجي، فضلا عن مشاريع تكنولوجية تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي مشترك.
وفي هذا الإطار، يبدو أن التعاون الفضائي لا يُنظر إليه بمعزل عن هذا المشهد الأشمل، بل يُعد امتدادا طبيعيا له. إذ توظف الصين برنامجها الفضائي كأداة دبلوماسية لتعميق نفوذها بين العديد من الدول، مقدمة بديلا علميا وتقنيا عن الهيمنة الغربية التقليدية في الفضاء.
وفي المقابل، تجد باكستان -التي تسعى إلى تنشيط برنامجها الفضائي المحدود القدرات- فرصة نادرة لتعزيز حضورها الدولي والمساهمة في مجتمع الفضاء العالمي.
ومن منظور أوسع، يمكن قراءة هذا التطور كجزء من المنافسة المتصاعدة على "دبلوماسية الفضاء"، حيث باتت القوى الكبرى تستخدم برامجها الفضائية لتعزيز الشراكات، وبناء التحالفات، وفرض نفوذها الجيوسياسي، ليس فقط على الأرض بل في الفضاء أيضا.