قاعدة عسكرية جوية إسرائيلية، أنشأتها بريطانيا عام 1942 في شمالي فلسطين إبان عهد الانتداب. تعد من أهم القواعد العسكرية في إسرائيل، فهي القاعدة الأكبر في المنطقة الشمالية، وواحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في إسرائيل، وتحتل موقعا إستراتيجيا، بالقرب من خطوط المواجهة الإسرائيلية مع لبنان وسوريا والضفة الغربية.

شاركت القاعدة منذ تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي في جميع حروبها، وفي العديد من العمليات والأنشطة العسكرية والحربية، بما في ذلك حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973 والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحرب يوليو/تموز 2006 والحروب على غزة.

وفي المقابل تم استهدافها في العديد من الهجمات العسكرية المضادة من قبل الدول العربية وحركات المقاومة في المنطقة، ما نجم عنه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وفي سابقة تاريخية استطاعت مسيرة "الهدهد" الإيرانية الصنع التي يملكها حزب الله اللبناني اختراق كل الأنظمة الدفاعية للقاعدة في يوليو/تموز 2024، والتقاط صور تُظهر بوضوح البنية التحتية العسكرية للقاعدة وتفاصيل متعلقة بالمقاتلات الحربية والمروحيات ومنظومات الحرب الإلكترونية الهجومية.

الموقع والبنية التحتية

تقع قاعدة "رامات ديفيد" الجوية وسط شمال إسرائيل، في سهل مرج بن عامر أو ما يسمى بـ"سهل زرعين"، في مثلث جغرافي بين جنوب شرق حيفا وجنين وطبريا، بالقرب من الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948.

وقد شُيّدت القاعدة في منطقة منخفضة، لا ترتفع عن مستوى سطح البحر إلا بنحو 55 مترا، وتحيط بها من كافة الجهات هضاب وتلال ومرتفعات، تمثل متاريس دفاعية طبيعية، تحميها من هجمات الطائرات الحربية المنخفضة.

وتشغل القاعدة مساحة 10.5 كيلومترات مربعة، وتحتوي على 3 مدرجات للإقلاع والهبوط، يبلغ طول اثنين منهما حوالي 2400 متر، أما المدرج الثالث فيبلغ طوله نحو 2600 متر. وتضم كذلك منصات لإطلاق طائرات التجسس المسيرة، وتشتمل على حظائر للطائرات تحت الأرض، تحميها من الصواريخ وتمنع من تحديد موقعها بدقة. كما تحتوي على معسكرات متخصصة ومدرسة لتعليم الطيران ومرافق أخرى مثل الملاعب والأسواق.

وتحيط القاعدة قرية سكنية خارجية محصنة دفاعيا، تقع على بعد 650 مترا، تم تجهيزها بمجمع سكني، يضم حوالي 1700 شقة سكنية للضباط والعاملين في القاعدة وأسرهم، إضافة إلى مرافق متعددة، مثل: الملاعب والمدارس والمحال التجارية ومستشفى.

المعدات العسكرية والدفاعية

تعد رامات ديفيد من أهم القواعد العسكرية في إسرائيل، وهي واحدة من 3 قواعد جوية رئيسية، والقاعدة العسكرية الأكبر في القطاع الشمالي، إضافة إلى قدرتها على تأدية مهام متنوعة على مستوى سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك مهام الرصد والاستطلاع والاعتراض والإنزال وتنفيذ الهجمات.

وتضم القاعدة مجموعة من الأسراب التي يتم إعادة نشرها وتموضعها بين الحين والآخر، وفقا لما تتطلبه الأوضاع الأمنية والتكتيكية في البلاد، ومن تلك الأسراب: 101 و103 و105 و106 و109 و110 و117.

وتُشغِّل تلك الأسراب طائرات ذات أغراض عسكرية وطرز متعددة، منها: طائرة "إف- 16 دي"، وطائرة التفوق الجوي من طراز "إف- 15" وطائرة "إف 16 آي"، إضافة إلى مجموعة تشكيلات من مروحيات النمر "أس أي 565" التي تُستخدم للاستطلاع والمراقبة والبحث البحري، وكذلك تتوفر القاعدة على طائرات تدريبية وطائرات الخدمة والنقل والتزويد بالوقود.

وتمتلك القاعدة منظومة دفاع جوية متطورة، على رأسها منظومة الدفاع الجوي التكتيكي الأميركية "باتريوت إم آي إم- 104″، التي صنعتها إسرائيل محليا تحت اسم "ياهولوم"، وهي ذات قدرات عالية إلى متوسطة، وذات فعالية في إسقاط الطائرات والصواريخ البالستية.

كما تضم القاعدة منظومة الدفاع الصاروخي "آردو"، المشتركة الصنع بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، والتي تعمل على إيقاف الصواريخ البالستية في طبقة الستراتوسفير، إضافة إلى توفر بطاريات الصواريخ من طراز "آرو- 2 " و"آرو- 3".

وتشتمل القاعدة على أنظمة حماية قصيرة المدى، مثل منظومة الاعتراض الدفاعي "مقلاع داود"، ذات القدرات الدفاعية المتوسطة إلى بعيدة المدى، المصممة لإسقاط كافة أنواع الصواريخ البالستية المتقدمة وصواريخ كروز المتقدمة وكبيرة العيار والطائرات بدون طيار والمقاتلات والطائرات القاذفة.

وفي قاعدة "رامات ديفيد" أيضا منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي قصير المدى، القادرة على صد الصواريخ والقذائف المدفعية والذخائر الموجهة.

وتضم كذلك مجموعة من التشكيلات والفرق العسكرية البرية المندرجة تحت لواء الجبهة الشمالية، من ضمنها وحدات مشاة ووحدات مشاة ميكانيكية ووحدة مظليين ووحدة مدفعية وفرقة هندسية.

مشهد من قاعدة سلاح الجو في رامات ديفيد (الجزيرة) قاعدة جوية بريطانية

بنت بريطانيا قاعدة "رامات ديفيد" الجوية عام 1942، وكانت جزءا من البنية التحتية لسلاح الجو البريطاني إبان فترة الانتداب على فلسطين، واستُخدمت قاعدة بديلة لقاعدة حيفا التي تعرضت لهجوم بالطائرات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.

وكانت تصاميم البناء قد وُضعت من قبل المهندس اليهودي الألماني ريتشارد كوفمان منذ عام 1931، وبعد إنشاء القاعدة أُطلق عليها الاسم "ديفيد" نسبة لوزير الحرب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد لويد جورج، الذي رعى صدور وعد بلفور في عام 1917.

استُخدمت القاعدة مركزا لتدريب اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، ليتمكنوا من الخدمة في قوات الكوماندوز الخاصة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والمشاركة في العمليات الحربية في الأراضي الألمانية أو المحتلة من قبل ألمانيا، وإعادة طياري الحلفاء الذين سقطت طائراتهم بأمان، ومساعدة اليهود على الاختباء من النازيين.

وكانت قاعدة "رامات ديفيد" آخر معقل للقوات البريطانية قبل انسحابها من فلسطين، حيث كان تأمين إجلاء القوات البريطانية، ومؤازرة السفن العسكرية في البحر الأبيض المتوسط، خاتمة مهامها في البلاد.

وأثناء انسحابها من قاعدة رامات ديفيد، تعرضت القوات البريطانية للهجوم من قبل القوات الجوية المصرية في 22 مايو/أيار 1948، بعدما ظنت أن الانسحاب البريطاني من القاعدة قد تم، وأن القاعدة قد وقعت بيد القوات الجوية الإسرائيلية.

وقد تضمن الهجوم سلسلة من ثلاث كرات، وأسفر عن تدمير طائرتين من طراز سبيتفاير من السرب 32 إلحاق أضرارا بطائرات أخرى، إضافة إلى تدمير حظيرة للطائرات، ومقتل 4 طيارين.

وردت القوات البريطانية المتمركزة في القاعدة، فأسقطت 5 طائرات مصرية، كانت تمثل حينها أكثر من 40% من طائرات القتال المصرية في مطار العريش.

مروحيات إسرائيلية في قاعدة سلاح الجو في رامات ديفيد (الجزيرة) قاعدة جوية إسرائيلية

عقب الهجوم المصري بأيام تم الانسحاب التام للقوات البريطانية من القاعدة، ونقلت قواتها إلى قواعدها في قبرص ومنطقة قناة السويس، وفي 26 مايو/أيار 1948، تسلمت القوات الجوية في جيش الاحتلال إدارة القاعدة، وفي الخمسينيات من القرن العشرين، كان الرئيس الإسرائيلي الأسبق عزرا وايزمان هو القائد العام لها، قبل أن يتولى قيادة سلاح الجو الإسرائيلي.

وكانت رامات ديفيد هي أول قاعدة جوية تستلمها العصابات الصهيونية من الاحتلال البريطاني، وقد أصبحت بمرور الزمن هي القاعدة الرئيسية لعمليات سلاح الجو الإسرائيلي على الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان.

وكان السرب 101 هو سرب القوات الجوية الإسرائيلية الأول، حيث تأسس أثناء حرب عام 1948، وفور إنشائه نفذ أول ضربة جوية عملياتية للقوات الجوية الإسرائيلية، والتي استهدفت قافلة مدرعة مصرية.

وكان السرب 117 أو ما يُسمى بـ"الطائرة النفاثة الأولى"، هو أول سرب طائرات مقاتلة تابع لسلاح الجو الإسرائيلي في رامات ديفيد، وقد تأسس في 17 يونيو/حزيران 1953، وكان في بداياته يُشغِّل طائرات غلوستر ميتيور البريطانية، ولاحقا في عام 1962 حلت محلها طائرات داسو ميراج 3 الفرنسية، التي شاركت بعد ذلك في حرب الأيام الستة عام 1967، وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

وتأسس السرب 110 أو "فرسان الشمال"، في ذلك العام كذلك، ثم انتقل إلى القاعدة عام 1956 حتى عام 2017، وقد استلم أول طائرات مقاتلة من طراز "إف- 16 آي" و"إف 16 بي" من الولايات المتحدة في عام 1980.

وبحلول منتصف الثمانينيات استبدلت بها أول طائرة من طراز باراك "إف- 16 سي" و"إف- 16 دي" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وفي عام 2020 تم تفكيك السرب 117 وتحويل معظم الطائرات والطيارين إلى وحدات أخرى، وفي العام الذي يليه، أُعيد تشكيل السرب في قاعدة نيفاتيم الجوية.

أما السرب 109 أو "الوادي"، فقد تأسس عام 1951 في قاعدة تل نوف الجوية، ثم انتقل إلى رامات ديفيد في عام 1956، وقد اعتاد تشغيل طائرات "داسو ميستير 4″ و"سكاي هوك آي- 4" و"كفير آي إي آي"، ومنذ عام 1991 بدأ تشغيل طائرات باراك "إف- 16 دي".

حروب وعمليات

شاركت القاعدة منذ تأسيس إسرائيل في جميع حروبها، وفي العديد من العمليات والنشاطات العسكرية والحربية، وقد كان من اختصاصها القيام بعمليات عسكرية في المناطق العربية المجاورة، مثل: الأردن ولبنان وسوريا والعراق ودول الخليج العربي، إضافة إلى عمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد شاركت القاعدة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث تحالفت إسرائيل مع فرنسا وإنجلترا في الحملة على سيناء، على إثر القرار المصري بتأميم قناة السويس، واستخدمت فرنسا قاعدة رامات ديفيد في عملياتها الحربية، ونشرت أسراب مقاتلاتها "ميستير" فيها.

وفي 5 يونيو/حزيران 1967، شاركت القاعدة في الحرب التي شنتها إسرائيل على دول الجوار، فكانت مقاتلاتها ضمن الأسراب التي قصفت سلاح الجو المصري. واخترق اللواء المدرع 45 المناطق الشمالية في الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني، للرد على الضربات بعيدة المدى المحتملة للمدفعية الأردنية على قاعدة رامات ديفيد الجوية.

وفي تلك القاعدة، تم الإعداد للهجوم على مطار بيروت الدولي عام 1968، بهدف تدمير أكبر عدد ممكن من الطائرات التابعة لشركات الطيران العربية، ردا على اختطاف طائرة العال في 22 يوليو/تموز من ذلك العام.

وقد انطلق كوماندوز تابع للقوات الإسرائيلية فهاجم مطار بيروت الدولي في يومي 28 و29 ديسمبر/كانون الأول، ونجم عن الهجوم تدمير نحو 14 طائرة.

وفي حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، والتي استمرت 18 يوما، كانت قاعدة رامات دافيد في طليعة العمليات القتالية، لا سيما على الجبهة الشمالية، وخلال الحرب، نفذ طيارو القاعدة آلاف الهجمات في عمق سوريا ومصر وأعادوا الجرحى الإسرائيليين من هضبة الجولان وسيناء.

وفي يونيو/حزيران 1981، هاجم السرب 117 والسرب 110، المفاعل النووي العراقي تموز "أوزيراك"، في جنوبي شرق بغداد، باستخدام مقاتلات من طراز "إف-15 وإف-16"  في عملية أُطلق عليها "عملية الأوبرا" أو "عملية بابل"، والتي تم من خلالها تدمير المفاعل النووي العراقي غير المكتمل.

وبعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، بدأت القاعدة تنفذ عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف في لبنان وسوريا والعراق، من بينها أهداف متعلقة بمواقع وشخصيات إيرانية وجماعات محسوبة على إيران داخل تلك الدول.

موقع استهداف عسكري واستخباراتي

كان استهداف القوات الجوية المصرية لرامات ديفيد أثناء حرب عام 1948، هو أول هجوم تلقته القاعدة بعد إعلان قيام إسرائيل، وقد أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إذ تم تدمير 4 طائرات وبرج مراقبة، فضلا عن مقتل 40 فردا من عناصر القاعدة.

أما الهجوم الثاني، فقد كان إبّان حرب الأيام الستة، حين انطلقت 4 طائرات من نوع "توبوليف-16″، الأكثر تقدما في حينها، والتابعة للسرب العاشر في القوات الجوية العراقية، من قاعدة الحبانية غربي بغداد، بقيادة الرائد فاروق عارف في 6 يونيو/حزيران 1967 لتنفيذ هجوم جوي يستهدف قاعدة "رامات ديفيد" في عملية أطلق عليها اسم "عملية البرق".

وباغت طاقم الطائرة الأولى القوات المتمركزة في قاعدة "رامات ديفيد" في ساعات الفجر، وألقى عليها 12 قنبلة ثقيلة، كما أطلق رشاشاته على الطائرات الرابضة في القاعدة، ما أحدث دمارا كبيرا، قبل أن تنسحب الطائرة وتحط في قاعدة الحبانية بسلام.

أما الطائرة الثانية، فقد تصدت لها طائرات ميراج الإسرائيلية، وأصابتها بصاروخ، تسبب في إصابة خزان الوقود، وهو ما أدى إلى سقوطها. وعلى إثر ذلك، تم إلغاء مهمات الطائرتين الأخريين، وصدرت لهما الأوامر بالعودة إلى العراق.

وقد تكبدت القاعدة خسائر كبيرة جرّاء العملية، فقد تم إسقاط طائرة ميراج وإصابة اثنتين أخريين من دوريات الحماية، وتضرر عدد كبير من الطائرات، وحدث دمار في 9 مبان، أبرزها مركز قيادة رئيسي ومخازن ومدرجان، وهو ما أدى إلى تحييد حوالي 43 عسكريا بالقاعدة.

وخلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تعرضت القاعدة لهجوم بالصواريخ السورية، ما نجم عنه تدمير في المنشآت ومقتل 18 من أفراد الطاقم الجوي، بمن فيهم قائد القاعدة العقيد أرلوزور ليف، كما قُتل ثلاثة آخرون من جنود القاعدة، وتم أسر عشرة طيارين وملاحين و32 جنديا.

وعلى إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أخذت جماعات ما يعرف بـ"محور المقاومة"، في إطار عمل الجبهات الإسنادية الداعمة للمقاومة الفلسطينية، تستهدف المواقع الإستراتيجية والقواعد العسكرية الإسرائيلية، بما فيها قاعدة رامات ديفيد.

ففي 4 أبريل/نيسان 2024، قامت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" بهجوم على "رامات ديفيد" بالطيران المسير، كما شنت هجوما مماثلا في منتصف يوليو/تموز من العام نفسه.

وفي 24 يوليو/تموز 2024، نشر الإعلام الحربي لحزب الله مقطع فيديو مدته نحو 8 دقائق، تم التقاطه باستخدام طائرة بدون طيار من طراز "الهدهد"، عُرضت فيه صور من قاعدة "رامات ديفيد" الجوية، التي تبعد نحو 50 كيلومترا من حدود لبنان الجنوبية.

وتظهر الصور، التي التقط معظمها قبل يوم واحد من النشر، بوضوح البنية التحتية العسكرية للقاعدة، مثل خزانات وقود الطائرات والقبة الحديدية ومستودعات الذخيرة والحظائر، ومقرات الأسراب: 109 و157 و 105 و101 و160 و193، ومكتب قائد القاعدة.

كما عرضت تفاصيل متعلقة بالمقاتلات الحربية والمروحيات القتالية ومروحيات النقل والإنقاذ والاستطلاع البحري، إضافة إلى منظومات الحرب الإلكترونية الهجومية.

وتضمن الفيديو صورا تم التقاطها سابقا، في اليوم التاسع من الشهر عينه، تظهر فيها مروحيات الأباتشي ومخازن الوقود وطائرات هيركوليس المتواجدة في القاعدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سلاح الجو الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول قاعدة رامات دیفید القوات الجویة یونیو حزیران فی القاعدة حرب أکتوبر لسلاح الجو یولیو تموز إضافة إلى عسکریة فی من قاعدة فی قاعدة من طراز من قبل فی عام

إقرأ أيضاً:

صناعة المعجزات لا انتظارها

بقلم عمر العمر

لابد من الحلم بسلام دائم .فالأحلام الجميلة بذور الانجازات الكبيرة. لكنّ تحقيقَ حلمنا الوطني يتطلب مثل الحرب صبر اً. فلدى أطراف هذه الحرب الحمقى قناعةٌ بأ ن لا أحد منهما سيربح الحرب مثلما هي قناعته بأنه لن يخسرها مالم تطرأ معجزةٌ تبدل موازين القوى .فأياً كانت خسائرُ كلٍ منهما المتراكمة تحت الحرب فهي أقلُ كلفةً بكثيرٍ مما سيدفع أيٌ منهما مقابلَ فاتورة السلام . هكذا يطول صبرُنا على الحرب انتظارا للمعجزة. الطرفان أدركا عملياً أن إشعال الحرب لم يكلّف جهدا بينما اطفاؤها يتطلب جهوداً باهظة .هما لايعلمان أن مرحلة الانتقال من الحرب إلى السلم فصلٌ لايقل قسوةً وشراسةً من معارك الاقتتال .فالعديد من قضايا التسوية تتحول إلى محاور نزا عٍ شاقٍ وربما صراعٍ مسلْح. نحن كغيرنا لم نتعلم من التاريخ كما يود الفيلسوف الألماني هيغل (الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ أن لا أحد يتعلم من التاريخ).فليس ثمة درس أشدُّ تبيانا وألما ومعاناة أكثر من الحرب.لكنّا لا نحاول استيعاب الدرس.
*****

ربما حربنا الراهنة كارثية مدمرة لكنّا لسنا استثناءاً.فالتاريخُ الانسانيُ يبدو كأنه سردٌ لحكايا الحروب .أو ربما قصصُ الاحتراب هي كتاب التاريخ. تلك قضيةٌ شغلت عقول الفلاسفة ،المفكرين والأدباء أكثر مما هيمنت على روؤس الساسة والجنرالات. إلا أن هناك رأي يغلّب نشوب الحرب تحت ضغط انسداد سياسي يستعصي اختراقه عقليا. بفعل ذلك الانسداد يتوالد التعصّب فتتناسل الكراهية والضغائن فتشتعل الحروب. ربما انسداد حربنا شخصيٌّ أكثر مما هو وطني . مع ذلك فهي ككل الحروب في اتونها عذابات نساء وأطفال، مؤسسات ،حقول وبيوت مدمَّرة، كوارث ، فوضى ، جرائم متباينة و وحشية تشارف أو تماثل الجنون. فالحرب عنف يطارد (المجالات الاقتصادية والثقافية كما الاجتماعية) كما أوضح عالم الاجتماع الفرنسي بيير بوردو .
*****
نحن لسنا استثناءاً إذ يظل السلام حلمنا لأن لسلام خيار الانسان الأبدي بغض النظر عن جنسه، دينه أو مكانه على الأرض. لكن علينا استيعاب دروس التاريخ . فإذا كان السلام خياراً إنسانياً قبل كونه سياسياً فإنه مطلب وطني عاجل .نحن نتلقى دروسا يومية بأن الحرب فعل مدمر لمرتكزات الوطن مثلما هي مسرفة في القتل والابادة والتجويع. ألم نتسوعب بعد أن الحرب تزيد أعداد المهمشين (الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق)وتضاعف عذاباتهم ؟ ألم يدرك هؤلاء الجهلة المتكبرون قول ابن خلدون (الحرب جورٌعلى الأرض وخيراتها وغايتها فرض السيطرة وتوسيع النفوذ.)ألم تترجم حربنا القذرة بعد مقولة الفيلسوف البريطاني توماس هوبز (عنف الحرب مصادره التنافس والكبرياء).كل بنات وأبناء الشعب باتوا على قناعة بأ بواعث حربنا الكارثية شهوة السلطة والثروة.
*****
لابد لنا من الحلم بالسلام ليس لأنه فقط الخيار الإنساني بل لأنه كذلك مناخ التعايش، التسامح، المساواة والعدالة.هو فوق ذلك وقبله ضرورة حتمية للبناء، التنمية والتقدم.التاريخ يحدثنا عن استحالة إنجاز السلام إلا بهزيمة أسباب الصراع. كما يخبرنا التاريخ أن ( السلام المفروض بالقوة والقهر أشبه بالهدوء الذي يخيّم على القبور ) وفق رؤية الفيلسوف الألماني عمانويل كانط.ذلك انجاز يتحقق عندما نعترف بأن الحرب تبدأ في العقول .من ثم يجب حسمها هناك أولا.أزمتنا تكمن في عدم وجود عقول لدى مشعلي الحرب وأنصارها!هم أسرى غرائزهم البدائية المتوحشة.
*****
الداخل إلى مقر المنظمة الأممية في نيو يورك يلحظ في الردهة الأرضية جدارية زرقاء تنطوي على نساء يحتضن اطفالا قتلى يتوسلن لانهاء العذاب.تلك تحفة فنية ابدعها كانديو بورتيناري أحد أبرز الفنانين البرازيليين بتكليف من دولته بناء على طلب من الامين العام الاول للمنظمة الدولية النرويجي تريغفه لي.تلك الجدارية شاهدٌ على ويلات الحروب .لكنها شاهد كذلك على عجز المنظمة الأممية أزاء إطفاء الحروب دع عنك فرض السلام. فكما قال الفيلسوف الالماني (مجلس الأمن وحوش من ورق).لذلك فالرهان على الخارج لإنهاء حربنا النتنة رهان خاسر مثلما هو الزعم بتحميل قوىً خارجية أوزار حربنا الحمقى زعم أحمق.
*****
عندما تنهض الروح الوطنية الجماعية بغية تغليب المصالح العليا للشعب والوطن على التنافس ضيّق المنبت والأفق لا يمكن فقط إطفاء نار الحرب بل الإنتصار على الحَمَق ،العنف، الأذى والمعاناة .لكن يبدو نهوضنا نحن معجزة عصية التحقق . لكنها ليست مستحيلة إذ لم يعد إنسان العصر ينتظر معجزات لاصلاح أحواله .بل يناضل لتحويل الأحلام بما في ذلك مايبدو معجزة إلى واقع.ففي هذا العصر أمسى في خُسرمن يترقب المعجزات. فالانسان المناضل ليس من يكتب التاريخ .بل هو من يصنع التاريخ.هو من يصنع المعجزات.

aloomar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • أخطر الحروب!
  • حزب الله يقصف قاعدة إسرائيلية بصواريخ كاتيوشا
  • بالأسماء.. افراد داعش المقتولين بالضربة الجوية في حمرين
  • “حزب الله” يقصف مواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ “كاتيوشا” والاحتلال يرصد سقوط 30 صاروخًا في الجليل الأعلى
  • حزب الله يعلن يقصف قاعدة إسرائيلية بالصواريخ
  • ردا على الاعتداء على بلدة فرون.. حزب الله يقصف قاعدة إسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا
  • وول ستريت جورنال: توجه أوروبي بفرض عقوبات على سلسلة شركات إيرانية وشخصيات شاركت في نقل الصواريخ لروسيا
  • شاهد: 3 طائرات تابعة للخطوط الجوية السعودية تنتقل ”برا” من جدة إلى الرياض!!
  • صناعة المعجزات لا انتظارها
  • قناة القاهرة الإخبارية: 4 عمليات لحزب الله على مواقع عسكرية إسرائيلية