لبنان ٢٤:
2024-10-18@06:37:57 GMT

هذا هو أسوأ ما في تغييب رأس الدولة

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

هذا هو أسوأ ما في تغييب رأس الدولة

قد يكون أخطر ما في أحاديث الصالونات السياسية ما نسمعه هذه الأيام على لسان أكثر من سياسي في هذه الضفة من الوطن أو في ضفته الأخرى أن يُقال لجميع اللبنانيين من دون استثناء "انسوا أمر رئاسة الجمهورية". ويبرّر هؤلاء هذا الإحباط غير المسبوق بأن ثمة أولويات أكثر أهمية. أي أنهم يريدون أن يقولوا للبنانيين بالعربي المشبرح "رغلجوا" حياتكم على أساس أن لا رئيس لجمهوريتكم إلى أن تسمح الظروف الاقليمية والدولية بأن يتمّ ما هو مكتوب.

وفي الانتظار ما على هؤلاء اللبنانيين المعلقِين أمالهم على سراب سوى التكيّف مع واقعهم الجديد - القديم. فكما اعتادوا على العيش من دون كهرباء فلجأوا إلى البدائل ليعلقوا في مصيدة "مافيات" مولدات الكهرباء، الذين تحكموا برقابهم من دون شفقة أو رحمة؛ أو كما لجأوا مثلًا إلى "سترنات" المياه عندما تنقطع، وبالأخص في أيام الصيف، حيث الحاجة إليها ماسّة أكثر من الأوقات الأخرى، وحيث يكثر المغتربون، الذين أنستهم "رفاهية" الغربة" ماذا يعني أن تنقطع المياه، وهم الذين يشربونها من الحنفية.
يتحدّث هؤلاء السياسيون عن أن مجلس النواب الحالي لن يتمكّن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية المتهالكة وكأنهم يتحدّثون عن إلغاء مباراة ودّية في كرة السلة أو كرة القدم، بعدما حوّلوا (بصيغة المجهول) الرئاسة إلى كرة يتقاذفها اللاعبون بأرجلهم من دون أهداف. فلو كان لدى نواب الأمّة، المعطّلِين منهم وغير المعطِّلين، إحساس بأن الذين انتخبوهم في السابق لن يعيدوا الكرّة ثانية لكانوا فكرّوا ألف مرّة في ما هم فاعلون. ولكن يبدو أنهم متأكدون من أن المحاسبة ملغاة من قاموس الذين لا يزالون يعتبرون أن زعيمهم دائمًا على حق في كل ما يفعل ولا يفعل، فيما الآخرون هم الذين يجب أن يُحَاسَبوا على ما يقدمون عليه وعلى ما لا يقدمون.
وطالما أن الأمر هو على هذا المنوال فإن الموكَلة إليهم مهمة الإنقاذ، ولو نظريًا، سيجدَّد لهم تلقائيًا بحجة أن ظروف البلاد لا تسمح بإجراء انتخابات نيابية تمامًا كما حصل عندما مُدّدت ولاية المجالس البلدية والاختيارية سنة جديدة، وسيبقى القديم على قدمه، وستبقى البلاد من دون رئيس للجمهورية. ويأتيك كثيرون بأخبار "لا تركب على قوس قزح" عن أن البلد "ماشي" مع رئيس أو من دون رئيس، حتى أن البعض تستطيب له المقارنة بين الفراغ الرئاسي وبين الفترة التي تولى فيها الرئيس السابق ميشال عون رئاسة الجمهورية، ويذهبون إلى استنتاج تفضيل الفراغ، "لأن الكحل يبقى أفضل من العمى".  فالفراغ فراغ وليس أي أمر آخر، مع ما يعني ذلك من تفريغ الدولة من مؤسساتها الشرعية لتحّل مكانها بدائل شبيهة بأصحاب المولدات و"سترنات" المياه.
فالوضع المتفجّر في الجنوب يجب أن يكون حافزًا لتسريع عملية الانتخاب وليس العكس. هذا ما يجب أن يُعمل عليه قبل أي أمر آخر. وهذا ما تبّلغه جميع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي من الإدارة الأميركية، التي لا تزال تعتبر أن ملف الرئاسة أولوية أميركية مع الإصرار على إفهام الجميع بأن الرئاسة مفصولة كلياً عن الجنوب ولا أثمان تُقرّش في بعبدا من ميزانية الميدان. وهذا يعني في ما يعنيه لجهة الجهود المبذولة لمنع تدّرج المناوشات المتبادلة عبر الحدود الجنوبية مع إسرائيل إلى حرب واسعة. وهذا ما سمعه رئيس حكومة العدو في لقاءاته في واشنطن.
ومن ضمن الرسائل السرّية المتبادلة بين واشنطن وطهران فقد تمّ وضع الديبلوماسية الإيرانية في صورة ما تتطلع إليه الإدارة الأميركية بالنسبة إلى الوضع الجنوبي ووجوب فصله عن الملف الرئاسي، وهو ملف يجب أن يكون خارج إطار التفاوض والتقايض تمامًا كما حصل في موضوع الترسيم البحري، الذي لم "يقرّش" حينها في الملفات الداخلية، وكان لبنان قد دخل يومها في مهلة الشهرين الانتخابيين. 
فأي كلام يخالف المنطق الطبيعي للمسار الرئاسي هو كلام يرفضه جميع اللبنانيين، الذين لا يزالون يصرّون على أن يبقى لبنان أولًا في "أجندة" الأولويات الداخلية والخارجية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یجب أن من دون

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يناقش مع السفير الأمريكي إجراءات الخزانة الأميركية بحق شركات حميد الأحمر

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، على التزام المجلس والحكومة بنهج السلام العادل وفقا للمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وأهمية تكامل كافة الجهود على هذا الصعيد مع مساعي الاشقاء في المملكة العربية السعودية لإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الامم المتحدة.

  

وفي اللقاء ناقش رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، اليوم الثلاثاء، خلال استقباله للسفير الأمريكي 

 الإجراءات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية بحق بعض المؤسسات التجارية الوطنية. 

وفرضت الخزانة الامريكية، الأسبوع الماضي، عقوبات على تسع شركات تجارية تابعة للبرلماني اليمني حميد الأحمر، بحجة دعم المقاومة الفلسطينية.

  

 كما بحث اللقاء الدعم الدولي المطلوب للجهات الحكومية من اجل تعزيز موقف العملة الوطنية، واحتواء تداعيات توقف الصادرات النفطية، وارتفاع اسعار الشحن البحري على الاوضاع المعيشية جراء الهجمات الارهابية الحوثية المدعومة من النظام الايراني.

 

كما ناقش العليمي من الجانب الأمريكي مستجدات الوضع اليمني، بما في ذلك التصعيد الارهابي المستمر للمليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان

  

مقالات مشابهة

  • رئيس المجلس الرئاسي الليبي ينهي زيارته الرسمية إلى الجزائر
  • بالصور: الرئاسة المصرية: رئيس جديد للمخابرات خلفاً لعباس كامل
  • رئيس المجلس الرئاسي يجري مباحثات ثنائية مع نظيره الجزائري
  • رئيس المجلس الرئاسي يزو الجزائر
  • رئيس المجلس الرئاسي الليبي يحل بالجزائر
  • رئيس المجلس الرئاسي الليبي يزور الجزائر
  • رئيس الجمهورية يستقبل رئيس المجلس الرئاسي الليبي
  • السيسي وابن سلمان: إقامة الدولة الفلسطينية السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي يناقش مع السفير الأمريكي إجراءات الخزانة الأميركية بحق شركات حميد الأحمر
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو أسوأ رئيس وزراء وحماس نجحت في خداعه