لبنان ٢٤:
2025-04-27@05:24:15 GMT

هذا هو أسوأ ما في تغييب رأس الدولة

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

هذا هو أسوأ ما في تغييب رأس الدولة

قد يكون أخطر ما في أحاديث الصالونات السياسية ما نسمعه هذه الأيام على لسان أكثر من سياسي في هذه الضفة من الوطن أو في ضفته الأخرى أن يُقال لجميع اللبنانيين من دون استثناء "انسوا أمر رئاسة الجمهورية". ويبرّر هؤلاء هذا الإحباط غير المسبوق بأن ثمة أولويات أكثر أهمية. أي أنهم يريدون أن يقولوا للبنانيين بالعربي المشبرح "رغلجوا" حياتكم على أساس أن لا رئيس لجمهوريتكم إلى أن تسمح الظروف الاقليمية والدولية بأن يتمّ ما هو مكتوب.

وفي الانتظار ما على هؤلاء اللبنانيين المعلقِين أمالهم على سراب سوى التكيّف مع واقعهم الجديد - القديم. فكما اعتادوا على العيش من دون كهرباء فلجأوا إلى البدائل ليعلقوا في مصيدة "مافيات" مولدات الكهرباء، الذين تحكموا برقابهم من دون شفقة أو رحمة؛ أو كما لجأوا مثلًا إلى "سترنات" المياه عندما تنقطع، وبالأخص في أيام الصيف، حيث الحاجة إليها ماسّة أكثر من الأوقات الأخرى، وحيث يكثر المغتربون، الذين أنستهم "رفاهية" الغربة" ماذا يعني أن تنقطع المياه، وهم الذين يشربونها من الحنفية.
يتحدّث هؤلاء السياسيون عن أن مجلس النواب الحالي لن يتمكّن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية المتهالكة وكأنهم يتحدّثون عن إلغاء مباراة ودّية في كرة السلة أو كرة القدم، بعدما حوّلوا (بصيغة المجهول) الرئاسة إلى كرة يتقاذفها اللاعبون بأرجلهم من دون أهداف. فلو كان لدى نواب الأمّة، المعطّلِين منهم وغير المعطِّلين، إحساس بأن الذين انتخبوهم في السابق لن يعيدوا الكرّة ثانية لكانوا فكرّوا ألف مرّة في ما هم فاعلون. ولكن يبدو أنهم متأكدون من أن المحاسبة ملغاة من قاموس الذين لا يزالون يعتبرون أن زعيمهم دائمًا على حق في كل ما يفعل ولا يفعل، فيما الآخرون هم الذين يجب أن يُحَاسَبوا على ما يقدمون عليه وعلى ما لا يقدمون.
وطالما أن الأمر هو على هذا المنوال فإن الموكَلة إليهم مهمة الإنقاذ، ولو نظريًا، سيجدَّد لهم تلقائيًا بحجة أن ظروف البلاد لا تسمح بإجراء انتخابات نيابية تمامًا كما حصل عندما مُدّدت ولاية المجالس البلدية والاختيارية سنة جديدة، وسيبقى القديم على قدمه، وستبقى البلاد من دون رئيس للجمهورية. ويأتيك كثيرون بأخبار "لا تركب على قوس قزح" عن أن البلد "ماشي" مع رئيس أو من دون رئيس، حتى أن البعض تستطيب له المقارنة بين الفراغ الرئاسي وبين الفترة التي تولى فيها الرئيس السابق ميشال عون رئاسة الجمهورية، ويذهبون إلى استنتاج تفضيل الفراغ، "لأن الكحل يبقى أفضل من العمى".  فالفراغ فراغ وليس أي أمر آخر، مع ما يعني ذلك من تفريغ الدولة من مؤسساتها الشرعية لتحّل مكانها بدائل شبيهة بأصحاب المولدات و"سترنات" المياه.
فالوضع المتفجّر في الجنوب يجب أن يكون حافزًا لتسريع عملية الانتخاب وليس العكس. هذا ما يجب أن يُعمل عليه قبل أي أمر آخر. وهذا ما تبّلغه جميع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي من الإدارة الأميركية، التي لا تزال تعتبر أن ملف الرئاسة أولوية أميركية مع الإصرار على إفهام الجميع بأن الرئاسة مفصولة كلياً عن الجنوب ولا أثمان تُقرّش في بعبدا من ميزانية الميدان. وهذا يعني في ما يعنيه لجهة الجهود المبذولة لمنع تدّرج المناوشات المتبادلة عبر الحدود الجنوبية مع إسرائيل إلى حرب واسعة. وهذا ما سمعه رئيس حكومة العدو في لقاءاته في واشنطن.
ومن ضمن الرسائل السرّية المتبادلة بين واشنطن وطهران فقد تمّ وضع الديبلوماسية الإيرانية في صورة ما تتطلع إليه الإدارة الأميركية بالنسبة إلى الوضع الجنوبي ووجوب فصله عن الملف الرئاسي، وهو ملف يجب أن يكون خارج إطار التفاوض والتقايض تمامًا كما حصل في موضوع الترسيم البحري، الذي لم "يقرّش" حينها في الملفات الداخلية، وكان لبنان قد دخل يومها في مهلة الشهرين الانتخابيين. 
فأي كلام يخالف المنطق الطبيعي للمسار الرئاسي هو كلام يرفضه جميع اللبنانيين، الذين لا يزالون يصرّون على أن يبقى لبنان أولًا في "أجندة" الأولويات الداخلية والخارجية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یجب أن من دون

إقرأ أيضاً:

وزير البترول يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ووزير الدولة لأمن الطاقة بالمملكة المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على هامش مشاركته في فعاليات قمة مستقبل أمن الطاقة التي تنظمها وكالة الطاقة الدولية بالتعاون مع حكومة المملكة المتحدة خلال الفترة من 24 - 25 أبريل الجاري في العاصمة البريطانية لندن.

التقى المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ووزير الدولة لأمن الطاقة وسياسة الانبعاثات الصفرية بالمملكة المتحدة إد ميليباند.

حيث بحث الجانبان أوجه التعاون المشترك في مجال الطاقة وسبل تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي والدولي للوصول لمزيج الطاقة العالمي الأنسب بما يسهم في تحقيق أمن الطاقة بمختلف الدول.

كما تناول اللقاء فرص التعاون بين مصر والمملكة المتحدة في مجال الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات من مصادر الوقود الإحفوري وتمويل مشروعات مشتركة قابلة للتنفيذ بالاعتماد على البنية التحتية لدى الجانبين.

مقالات مشابهة

  • برلماني: قرارات العفو الرئاسي رسالة دولة تعرف معنى الإنسانية
  • تحالف العمل الأهلي: قرار العفو الرئاسي يترجم الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • غوارديولا عن موسم السيتي: لم يكن موسما جيدا لكن كان من الممكن أن يكون أسوأ
  • في أول 100 يوم من رئاسة ترامب.. أسوأ أداء للدولار منذ عهد نيكسون
  • كأس رئيس الدولة للخيول العربية تستقطب 17 خيلاً في المغرب
  • سعيد يوسف : ليت البخت لو مرة مال أسوأ أغنية لعايض.. فيديو
  • رئيس وزراء لبنان: ماضون في ردم الفجوة مع الأشقاء
  • وزير البترول يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ووزير الدولة لأمن الطاقة بالمملكة المتحدة
  • زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، قيادة لواء خليفة بن زايد الثاني المحمول جواً التابع لقيادة حرس الرئاسة.
  • السوريا تعلن إعتقال أحد مسؤولي مخابرات الأسد.. مسؤول عن تغييب 200 شخص