قال راعي كنيسة الروم الكاثوليك برام الله، الأب عبد الله يوليو؛ إن "من بين أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة، هو القضاء على الوجود المسيحي في هذا القطاع المُحاصر؛ فأحد النتائج الكارثية لهذا العدوان ربما يكون اندثار المسيحيين في غزة، وكل المؤشرات والأرقام والمعطيات على الأرض تقول ذلك".

وذكر الأب يوليو، في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن عدد المسيحيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول أكتوبر الماضي بلغ 50 شخصا، وربما أكثر قليلا، خلال ثلاث هجمات صهيونية".



ولفت الأب يوليو إلى أنه تمت ممارسة ضغوط حتى يخرج المسيحيون من غزة، وهناك ضغوط حتى يخرج الجميع من غزة؛ فهناك مخطط معين ليتحول الوجود المسيحي إلى مجرد ذكريات تاريخية، وتتحول الكنائس إلى مجرد متاحف".


وأوضح أن "العدوان الإسرائيلي كشف عنصرية الغرب ونفاقه، خاصة أنهم يدعمون إسرائيل بكل قوة، ويصدقون جميع رواياتها الكاذبة، ويتعامون عن جرائمها ومجازرها المروعة بحق الجميع، مسلمين ومسيحيين"، مؤكدا أن "الاهتمام الغربي الكبير بإسرائيل، جاء على حساب الوجود المسيحي في فلسطين".

ويُمثل المسيحيون في غزة نسبة ضئيلة من السكان، إذ يعيش حوالي 1000 شخص فقط في القطاع الساحلي المُحاصر، وغالبيتهم من الأرثوذكس اليونانيين، في حين أن نسبة أقل بكثير من الروم الكاثوليك والمعمدانيين والطوائف البروتستانتية الأخرى، وفقا لمسح أجرته جمعية الشبان المسيحيين عام 2014.

وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

ما أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق المسيحيين في غزة والضفة خلال العدوان الحالي؟


إسرائيل دولة مُحتلة لبلادنا، واعتداءاتها مستمرة ولم تتوقف، ولكن ابتداء من 7 تشرين الأول/ أكتوبر عندما بدأت الحرب في غزة، زادت الاعتداءات بشكل انتقامي ووحشي.

وبالنسبة للمسيحيين، فنحن لسنا طوائف، بل جزء من هذا الشعب العربي، وبالتبعية جزء من هذه الأمة مترامية الأطراف، وإذا أردنا أن نتحدث عن الاعتداء على المسيحيين في قطاع غزة على وجه الخصوص: فقد وقع اعتداء على المستشفى الإنجيلي الكبير، ثم على كنيستين.

وليست هناك مشكلة من حيث الدين؛ فقد اعتدت إسرائيل على غزة وأهلها من مسلمين ومسيحين، وعلى الأرجح استهدفت الكنائس والمستشفى الإنجيلي بهدف تخويف المرجعيات المسيحية، وممارسة الضغط عليهم؛ لأن هناك مخططا شيطانيا يستهدف فصل العرب المسيحيين عن الجسم العربي المسلم، وهذا المخطط بدأ منذ زمن، عبر مراحل متلاحقة، ويحدث ذلك بالتفويض، أو هجرة المسيحي من البلاد، أو بقائه في البلاد وكأنه جسم غريب؛ فالأمر لا يرتبط فقط بقصف المنشآت، وإنما جزء من مخطط كبير وخبيث.

لا أحد يستطيع أن ينكر ما حدث في الربيع العربي، لكن أي تطرف ليس له علاقة بالدين، ولكن نتيجة "عمل مخابراتي" ربما يتلوّن بالدين، أي يصبغونه بصبغة دينية، إلا أن الصراع ليس صراعا دينيا، بل صراع بين الظالم والمظلوم، بين المعتدي والمُعتدى عليه.

وقد استهدفت إسرائيل الكنائس في غزة، على الرغم من أن الكنائس، والجوامع، والمستشفيات، محرمات حسب القانون الدولي، ولكن الغريب ألا تجد مَن يحتج، والعالم بكامله صامت، ومن يصمت أمام الظلم فهو شريك فيه.

كم بلغت نسبة المسيحيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول أكتوبر الماضي؟

عددهم 50 شخصا، وربما أكثر قليلا، خلال ثلاث هجمات صهيونية.

عدد المسيحيين في غزة حاليا عدد ضئيل جدا، فقد مورست ضغوط حتى يخرج المسيحيون من غزة، وهناك ضغوط حتى يخرج الجميع من غزة؛ فهناك مخطط معين ليتحول الوجود المسيحي إلى مجرد ذكريات تاريخية، وتتحول الكنائس إلى مجرد متاحف، وهذه المشكلة قائمة ليست فقط في غزة، بل في القدس أيضا، وفي الضفة الغربية، وفي كل مكان بفلسطين.

ومَن يقف خلف هذا "المخطط الشيطاني" الذي أشرت إليه؟

مَن يقف خلفه هم إسرائيل وحلفاؤها، ومَن لا يقف إلى جانب المظلوم فهو شريك أصيل للظالم، وربما يكون الغرب مَن يخطط لهذا الأمر، حتى لا نكون أمة واحدة؛ فمنطقتنا منطقة واحدة، والهدف تقسيم المُقسم، وتفتيت الأمة، وعلى المسيحي ألا يكون موجودا من الأساس، أو يتحول الوجود المسيحي لوجود طائفي، حيث يتحول الانتماء على الأساس الديني إلى انتماء شبه قومي، والمخطط الشيطاني هذا يستهدف المسيحي وغير المسيحي، وكلنا في منطقتنا العربية يعلم ذلك والحمد لله.

لكن في أثناء العدوان على غزة تعرقل هذا المخطط، وظهرت إسرائيل أمام الجميع على حقيقتها؛ فهي لا تميز بين مسيحي أو مسلم، أو بين هذا الفصيل وذاك. إسرائيل تميز بين ما هو خاضع لها، وما هو مقاوم لها، هذه هي المعادلة.

هل يمكن القول بأن من بين أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة، القضاء على الوجود المسيحي في هذا القطاع المُحاصر؟

بكل تأكيد؛ لأن غزة اليوم هي عنوان لكل فلسطين، ولكل المنطقة. غزة في جنوب فلسطين، وعاشت مُحاصرة لسنوات طويلة، وأهل غزة معظمهم من اللاجئين، وهناك معاناة كبيرة جدا، ولكن ما جرى، ويجري، على أرض غزة معركة تخص كل فلسطين، بل وكل المنطقة العربية، فقد أصبحت عنوانا وبوابة.

في الواقع، العدوان الإسرائيلي على غزة ربما يكون أحد نتائجه الكارثية، اندثار المسيحيين في غزة، وكل المؤشرات والأرقام والمعطيات على الأرض تقول ذلك، وسيواجه مسيحيو غزة نفس مصير المسيحيين الذين كانوا موجودين سابقا في الخليل، وطولكرم، وجنين، وبئر السبع، وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية الأخرى، وما لم يتغير هذا الواقع السياسي الكارثي، فسنصبح في خطر داهم وكبير للغاية، خاصة في ظل السياسيات الإسرائيلية الممنهجة لتفريغ فلسطين من أهلها، وللعلم تعود جذور مسيحيي غزة إلى ما قبل سنة 400 ميلادية، ولك أن تتخيل أن هذا الوجود بات مُهددا بشكل حقيقي.

ومن خلال ما جرى في غزة، نستطيع أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث في كل المناطق العربية، كما جرى من قبل في سوريا والعراق من تهجير للمسيحيين، وهو نفس المخطط الشيطاني، ولكن بطرق متعددة ومختلفة.

ليس هناك تطرف ديني؛ فقد قامت العروبة بين العربي المسيحي والعربي المسلم، ومنذ بدء التاريخ الإسلامي، كان اللقاء التاريخي بين الرسول محمد والنصارى العرب الذين كانوا يعيشون في المنطقة، وجميع المسيحيين في المنطقة، سواء كانوا في غزة أو في باقي أراضي فلسطين أو في المنطقة العربية..نحن ورثة نصارى العرب؛ فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، بل نحن جزء أصيل من هذه الأمة، ولسنا جسما غريبا، ولا طوائف، ولا بقايا من ماضي في سبيله للزوال، ومن ثم حتى عدد المسيحيين ليس بمهم.

مفهوم "الأمة" ليس موجودا في المسيحية؛ فليست هناك أمة مسيحية، وإنما المسيحيون هم أتباع المسيح، والمسيحية عقيدة، وارتباط ديني وروحاني، ونجسد هذا الإيمان حيثما أراد الله لنا، وعلينا مسؤولية كبرى أمام الله والتاريخ، أن نكون أوفياء ومخلصين لإرادة الله لنا، وأن نعيش معا كراما أعزاء، أو نموت منتصبي القامة، ورافعي الهامة، وإن شاء الله سيتبع هذا الليل فجر جديد.

هل لديكم إحصائيات بخصوص عدد المسيحيين الموجودين في غزة حاليا، ومَن قُتل منهم ومَن ااضطر للهجرة؟

عدد المسيحيين اليوم في قطاع غزة أقل من 800 شخص، وهم البقية الباقية ممن تبقى بعد هجرة الكثيرين، تلك الهجرة التي استمرت عبر السنين، نتيجة الظروف الاقتصادية، والأمنية القاسية، وهو جزء من مُخطط سلب الانتماء من الإنسان المسيحي، حتى يشعر مع مرور الوقت بأنه "أقلية"، ثم يفكر في الانتماء إلى واقع آخر.

لقد كان هناك نحو 3 آلاف مسيحي يعيشون في غزة قبل حصار إسرائيل، لكن هذا العدد تراجع إلى ألف شخص تقريبا خلال السنوات الأخيرة، إلى أن وصل لـ800 مسيحي بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

أما عن الشهداء، فعددهم حوالي 50 شخصا كما أشرت آنفا، لكن ما يخيفني حقا هو مُخطط التهجير من خلال أساليب مختلفة، منها ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبين الحين والآخر تظهر رسائل غريبة ومخيفة تشجع الناس على الهجرة، ومن ثم نحن أمام مؤامرة كبيرة، وهناك مَن يستعمل الخطاب لتشجيع الفرقة والانقسام وليس الوحدة.

ومما يساعد على إنجاح هذا المخطط، قلة الوعي عند البعض، والظروف التي نمر بها تجعلنا عاجزين عن رد هذا المخطط ومقاومته، خاصة أن إسرائيل وحلفاءها تسعى لإثارة الطائفية والطبقية والفصائلية، لكي تُقسّم وتفتت شعبنا الواحد، بينما يجب علينا جميعا أن نعي جيدا خطورة هذا المخطط.

هل هناك خطة ممنهجة لتفريغ القدس من المسيحيين على غرار ما يجري في غزة؟

القدس هي محط أنظارنا، وما يجري في غزة عنوانه "طوفان الأقصى"، ولا نستطيع أن نفرّق بين غزة، والضفة الغربية، والقدس هي المدينة المقدّسة، التي ترحل إليها عيوننا كل يوم، وهي زهرة المدائن، وهي تعاني اليوم كثيرا، بعد أن انتهكت قدسيتها بسبب الاحتلال الغاشم، الذي يحاول محو الوجود العربي من القدس.

وأعتقد أنه ليس لدى الاحتلال من مشكلة في وجود مساجد وكنائس، المشكلة لديهم في وجود العرب (مسلمين ومسيحيين) الذين هم أهل الرباط، وليس السُيّاح أو الحجاج الذين يأتون من الخارج، ونتيجة المضايقات التي يتعرض لها أهل القدس تحدث الهجرة.

هل هناك ضغوط إسرائيلية على رؤساء الكنائس في الضفة الغربية؟

هناك ضغوط معنوية ونفسية وتهديدات بطريقة مبطنة، وهناك عمليات تخويف متكررة، كما أن رجال الدين الذين يأتون من الخارج وليست لديهم الهوية الفلسطينية، يحتاجون إلى إذن دخول، ويمكن للاحتلال بسهولة إلغاء هذا الإذن، في حين أن موقف رؤساء الدين المسيحيين هو موقف ضعيف.

وأيضا ليست لدينا اليوم قيادة عربية مسيحية شجاعة وكلمتها مسموعة، لذا يجب أن يكون هناك خطاب مشترك من قِبل رجال الدين جميعا (مسلمين ومسيحيين)؛ فكما ذكرت: نحن جزء من الأمة.

كيف تقيّم موقف الغرب من الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون في فلسطين؟

لا أقول بأن الغرب مسيحي؛ فالمسيحية عقيدة أو ديانة، والشعوب مسيحية، لكن المفهوم المسيطر ليس مفهوم المسيحية؛ لأنهم ينظرون إلى المسيحيين في غزة وفي المنطقة العربية باعتبارهم عربا، وجزءا من هذه الأمة، ومن ثم يحاولون أن يستميلوا هؤلاء المسيحيين إليهم من خلال الضغوط، أو الإغراءات، وقد يستميلوا المسلمين أيضا حتى يكونوا في خدمة المعارك الغربية الاستعمارية.

وهذا العدوان الإسرائيلي كشف عنصرية الغرب ونفاقه، خاصة أنهم يدعمون إسرائيل بكل قوة ويصدقون جميع رواياتها الكاذبة، ويتعامون عن جرائمها ومجازرها المروعة بحق الجميع، مسلمين ومسيحيين، وحقيقية الاهتمام الغربي الكبير والمبالغ فيه بإسرائيل جاء على حساب الوجود المسيحي.

هل اهتمام الغرب بحماية إسرائيل أكبر بكثير من اهتمامهم بالمسيحيين في الشرق الأوسط؟

هم يهتمون بالمسيحيين ليكونوا وسيلة للتدخل في مسائل الشرق الأوسط، ويحاولون استمالة هؤلاء الناس حتى يكون لهم قدم في المنطقة، ولتنفيذ مخططاتهم.

الغرب لا يحب المسيحي، ولا يفضل المسيحي على المسلم، وإنما يستعمل المسلم والمسيحي لخدمة أغراضه، أليس هناك مسلمون تبنوا الرواية الإسرائيلية في قضيتنا؟ أليس هناك ما يُسمى بالديانة الإبراهيمية المزعومة؟ هناك مسلمون من أهل السنة والجماعة قد تبنوا هذه الأفكار للأسف.

لكن -والحمد لله- هناك أيضا مسلمون ومسيحيون يقفون إلى جانب المظلوم، وإن شاء الله مهما طال الليل، فالليل لا يدوم.

كيف تُفسّر دعم بعض الكنائس الغربية للاحتلال الإسرائيلي؟

هناك اختراق من قِبل الأفكار الصهيونية للمسيحية، وهناك قراءة للكتاب المقدس قراءة متطرفة صهيونية، وقد بدأ الاختراق في القرن الماضي، خاصة عند الجماعات الإنجيلية في البلدان الغربية الناطقة باللغة الإنجليزية، ثم تغلغلت هذه الأفكار شيئا فشيئا، واليوم هؤلاء الناس يتكلمون العربية؛ فعندما تزرع فكرة في مكان ستثمر يوما ما، فلا بد لنا أن نقف لكي نرد هذه الفكرة، ومن ثم هؤلاء مضلَّلون.

وبكل أسف، هذا الاحتلال الإسرائيلي مدعوم من كنائس غربية، ويمكن أن نقول؛ إن ما يجري هو تفريغ فلسطين من المسحيين بدعم غربي مسيحي بصورة أو بأخرى.

لو تحدثنا عن الحراك المسيحي المناهض للعدوان الإسرائيلي.. ما أبرز ملامحه؟

نحن في رام الله لدينا وقفة أو مسيرة بشكل يومي، وأنا شخصيا أشارك في مثل هذه الفعاليات، وكما هو معلوم في البلاد العربية، يُقال لرجل الدين "أبونا"، ومن واجب الأب أن يكون بين أبنائه، وليس بمنطلق طائفي، ومن ثم هؤلاء كلهم أبنائي، ونحن نبعث برسالة لأبنائنا في غزة مفادها: أنتم لستم وحدكم، نحن معكم وأنتم جزء منا، ولا يمكن أن نتخلى عنكم.

ونحاول قدر المستطاع أن نكون صوت مَن لا صوت لهم، طالما هناك ظلم يجب علينا أن نقف إلى جانب المظلوم، وهذه تعاليم سيدنا المسيح، وأرى أنه من واجبي كمسيحي أن أقول: "لبيك يا أقصى"، كما ينبغي على أخي المسلم أن يقول أيضا: "لبيك يا قيامة".

هناك مزاعم بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمي المسيحيين.. ما ردكم على ذلك؟

هذه هي الكذبة والفرية الكبرى، وإن كانت كل الروايات الإسرائيلية مبنية على الكذب، وأعتقد اليوم، وبعد الحرب الفاشية على غزة، أصبحت الحقيقة واضحة لدى الجميع، حتى في الغرب ذاته.

الكنيست الإسرائيلي أقرّ قبل سنوات قانونا يمنح المسيحيين أفضلية على المسلمين بمجالات العمل والدراسة وتبديل هويتهم من عربي إلى مسيحي.. فما أبعاد المحاولات الإسرائيلية لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني؟

نحن نرفض كل هذه القرارات، حتى الديانة لم تعد تُكتب على الهوية. في هذه البلاد شعب واحد وديانتان؛ فالشعب العربي الفلسطيني شعب واحد، ومن ثم هذه الادعاءات والمحاولات والمؤامرات يجب علينا أن نقف لها بوضوح لنرد ونصد هذه المؤامرات الخبيثة.

هل إسرائيل تميز أو تفرّق بين المسيحيين والمسلمين؟

هي تحاول فعل ذلك ظاهريا حتى تسيطر على الجميع، ولكن كما ذكرت لك، هي تميز بين مَن يقبل أن يتعامل مع دولة الاحتلال، ومَن يرفض هذه المعادلة، والدين موضوع ثانوي.

إسرائيل سعت سابقا لتجنيد الطوائف المسيحية الفلسطينية في جيشها.. إلى أي مدى نجحت في ذلك؟

إسرائيل سعت سابقا لكنها لم تنجح في هذا المخطط، فقد فشلت في الماضي، وما زالت تفشل؛ لأن القيادات الروحية المسيحية العربية ترفض هذا الأمر بشكل قاطع، لذا ليس هناك تجنيد للعرب، وإنما هناك عملاء يجندون أنفسهم، وحتى في داخل دولة الصهيونية مُسجل "القومية: عربي" وبين العرب هناك مَن هو مسلم، ومَن هو مسيحي بمختلف طوائفهم، لذا هذا المخطط لم ولن ينجح، والحمد لله.

لماذا لم ينجح الخطاب الاستعماري والصهيوني في استمالة المسيحيين العرب؟

لأننا أصحاب ذاكرة، وأصحاب انتماء، وأصحاب إيمان، وإن كان هناك بعض النفوس الضعيفة، لكن بشكل عام نحن نعرف واجبنا، وندافع عن وطننا ومقدساتنا، وعن شعبنا.

في تاريخنا: رجال الدين المسيحيون العرب دافعوا عن الشعب، ودفعوا الثمن غاليا، كالمطران بشارة غريغوريوس حجّار في الجليل، والمطران هيلاريون كبوجي في القدس، والكل يعرف ما قام به مطران القدس؛ فهذا هو تاريخنا الذي يشرفنا، ونحن جزء من هذا التاريخ، وعلى خطاهم نحن نسير، ونحن نعرف أنه لا بد من دفع الثمن، وعلى يقين بأن هذا الليل الطويل -إن شاء الله– سينتهي بفصل جديد، ومهما طال الظلم، فالظلم لا يدوم، وإن شاء الله سنحرر القدس، وبأيدينا سنعيد بهاء القدس، وبأيدينا للقدس سلامٌ آتٍ، آتٍ، آتٍ بإذن الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات عبد الله يوليو الإسرائيلي غزة مسيحيو غزة إسرائيل غزة مسيحيو غزة الكنائس الغربية عبد الله يوليو المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی المسیحیین فی غزة مسلمین ومسیحیین تشرین الأول فی قطاع غزة هذا المخطط فی المنطقة هناک ضغوط شاء الله إلى مجرد لیس هناک على غزة نحن جزء جزء من من غزة ومن ثم هناک م

إقرأ أيضاً:

سيرة الفلسفة الوضعية (10)

د. أبوبكر الصديق على أحمد مهدي

المرحلة الثانية – الميتافيزيقيا -2
قصائد زائلة
بودي أن أعانق شاحنةً محملةً ببضائع لا تقبل النفاد
بودي أن أجرب الموت وأعود
بودي ألا أفعل شيئاً
***
إما أن تعيش مهموماً
وإما أن تنام حالماً
وبين هذا وذاك
لم يبقَ متسع من الوقت
الفلسفة الأولى
يتحدث أرسطو عن "الفلسفة الأولى" من خلال الميتافيزيقيا - وهي الميتافيزيقيا نفسها التي يعتبرها أرسطو الفلسفة الأولى - لكنه لا يجعل ما تتضمنه الفلسفة المبكرة مرئياً تماماً. وما يوضحه هو أن الفلسفة الأولى يجب ألا تُعرف على أنها مجموعة مختارة من الموضوعات التي يجب التحقيق فيها ودراستها. ويبدو أن أرسطو كان يعتقد أن موضوعات الميتافيزيقا لم تخضع للدراسة وللتحقيق الكافيين بعد تلك الدراسات الموجودة في الفيزياء (كوهين، 2009).
بأي معنى يمكن أن تكون الميتافيزيقيا هي الفلسفة الأولى؟ لنأخذ حرية تطبيق المصطلح التقني للميتافيزيقا الحديثة للإجابة عن هذا السؤال المهم: الفلسفة المبكرة هي المعنية بما هو أساسي أو ما يعنيه أن يكون جوهرياً. الأشياء الأكثر جوهرية ليست متوفرة في أي شيء، تعتبر أكثر راديكالية، ولكنها مستقلة وجودياً.
ولا يعني ذلك بالضرورة أن الفلسفة الأولى تحاول تدوين الأشياء الأكثر أهمية، على الرغم من أن هذا قد يكون جزءاً من النظام. بدلاً عن ذلك، تركز دراسة الأساسيات على إعطاء سرد لما هو أساسي لشيء ما. لذا، تدرس الفلسفة الأولى نوعاً معيناً من الوجود - النوع الأساسي، وقد تتضمن أيضاً سرداً (نوعاً) للأشياء، أو يمكن أن تكون أساسية جوهرية.
يبدو أن تخصيص "الفلسفة الثانية"، أي الفيزياء، هو تحديد الأشياء التي هي، في الواقع، ضرورية، ومع ذلك، كما سنشهد، هذا غير محتمل بدون معنى وتعريف مسبق لماهية الأساسيات.
على سبيل المثال، يتطلب تحديد وجهة النظر بما يتماشى مع أي من الجسيمات الأولية الأساسية معرفة مسبقة كافية بما يعنيه أن تكون جذريةً. في الواقع، لم يكن هذا على الإطلاق الكيفية التي بها عمل أرسطو على وضعه. ومع ذلك، فإن الميتافيزيقيين المعاصرين يعملون على الموضوعات المشتركة التالية:
• الأساسيات،
• التأسيس،
• الاعتماد الوجودي الصريح.
كل ما سبق ينسب إلى أرسطو باعتباره الأصل الأيديولوجي لهذه الأفكار. بالتفكير في الميتافيزيقا كأحد مكونات النظام الأكاديمي للفلسفة، يمكننا أن نطبق، كتفسير تقليدي، على أنه الدراسة أو الفحص التحليلي أو المنطقي في أول استفسارات أساسية حول الوجود.
هذه هي الميتافيزيقا التي تدرس ما يُقدم ويُعرض بدقة، وما يمكن أن يُقدم ويُعرض، وما لا يمكن أن يُقدم أو يُعرض أيضاً. وباستخدام هذا السلوك أو النوع من التقسيم، يمكننا تسليط الأضواء على بعض الموضوعات الشائعة في الميتافيزيقا.
علم الوجود (Ontology) - الدراسة الفلسفية للوجود.
الوحدوية (Monism) - هناك نوع فريد من الوجود.
المادية (Materialism)- كل ما يقدم هو من الأشياء المادية.
المثالية (Idealism)- كل ما يظهر هو من الشيء المثالي/الذهني/الفكري.
الثنائية (Dualism)- هناك نوعان من الوجود: العقل/الفكر (النوع المثالي) والمادة (النوع المادي).
التعددية (Pluralism) - هناك أنواع متعددة (ثلاثة أو أكثر) من الوجود.
دراسة جوهر الوجود لها أوجه شبه وتشابه واضحة مع التخصصات الأكاديمية الأخرى، وأبرزها الفيزياء. ويجب أن يتم الاختلاف بين الدراسة العلمية للواقع/للوجود الأساسي والدراسة الفلسفية مع الافتراضات المنهجية والموضوعية.
تستأنف الفيزياء، كنقطة انطلاق، أن كل الحقيقة مادية في جوهرها ولا تُعرف إلا بالطريقة العلمية (أي التجريبية التطبيقية). وعلى النقيض من ذلك، فإن علم الوجود يختبر الشكل المنطقي للجدل ولا يخلق أي افتراضات بشأن ما هو موجود في النهاية. وهكذا، في حين أنها مرتبطة، بل وتتداخل في بعض المجالات، ولكنها محددة.
ووراء دراسة طبيعة الوجود، تحرص الميتافيزيقا أيضاً على اكتشاف واستكشاف كيفية وجود الوجود. لقد حدد الفلاسفة منذ فترة طويلة أنه يمكننا التمييز بين الوجود الضروري (واجب الوجود) والوجود الممكن (حادث/ممكن الوجود). وهذا يعني أن بعض الأشياء موجودة بطريقة قابلة للتغيير (على سبيل المثال، عرضية أو ممكنة) والبعض الآخر غير قابل للتغيير (أي أنها ضرورية ولا مفر منها).
وكمثال واضح، يمكننا تحديد أن هناك تنوعاً بين كلب معين وفكرة الكلب (أي كلب). في حين أن كلباً معيناً يولد، ويعيش، ثم تنتهي صلاحيته ويغادر دون رجعة (أي يأتي الي الوجود ثم يخرج من الوجود)، فإن مفهوم أو جوهر ما هو كلب لا يختلف بشكل مماثل او مشابه. أما جوهر الكلب فيبقى مستقراً دون تغير ولا تغيير، في حين أن كلب الشيواوا، يختلف بشكل ملحوظ عن كلب أكيتا.
ينسب الفلاسفة إلى الشيء غير القابل للتغيير أو التغير بالضرورة على أنه "عالمي" "شمولي" - الشيء الذي يقف فوق الكثير من الأشياء. يرشدنا تحديد هذا التمايز إلى مجال آخر من مجالات الدراسة في الميتافيزيقيا: جوهر المسلمات.
ويعتبر الاستفسار عن "ما إذا كانت المسلمات حاضرة موجودة أم لا" بمثابة استفسار وجودي. ومع ذلك، إذا عرضنا أنها موجودة بشكل ما؛ يريد الفلاسفة أن يفهموا كيف يكون وجودها؟ إنه يؤدي إلى رأيين متباينين للغاية حول جوهر أو طبيعة المسلمات:
الواقعية (Realism)- المسلمات مستقلة وجودياً.
الاسمية (Nominalism)- المسلمات تعتمد على شيء ما.
ومع ذلك، فإن المسلمات ليست النوع الوحيد من الأشياء غير العادية التي تدرسها الميتافيزيقيا. فهناك العديد من الأشياء الأخرى، التي توصف عادة بأنها كيانات مجردة، والتي يهتم الميتافيزيقيون بدراستها وبتحليلها وبفهمها. بعض هذه الأشياء المختلفة والمجردة هي الزمان والمكان والسببية والتغيير/التغير والعلاقة والهوية.
أما المجالات الأخرى للدراسة الفلسفية التي تقبع في التخصص الفرعي الأوسع الشامل للميتافيزيقا هي الله؛ وهي الوعي. وهذا يشكل تخصصات الفلاسفة الفرعية الفريدة والمميزة في الميتافيزيقا: فلسفة الدين (أي ما هو جوهر أو طبيعة الإله وعلاقته بالعالم/بالوجود) وفلسفة العقل (أي ما هي طبيعة الإدراك؟).
تركز الميتافيزيقيا، أولاً وقبل كل شيء، على جوهر الوجود. ومع ذلك، فهو ليس بأي حال الموضوع الوحيد الذي يثير هذا القلق وهذا الاهتمام. فالفيزياء تهتم بطبيعة الوجود المادي، وتهتم نظرية المعرفة بجوهر المعرفة، ويهتم علم الجمال بروح الجمال. فكيف لها إذن أن تختلف الميتافيزيقيا عن هذه الموضوعات المتعددة الأخرى؟
إنها فريدة، جزئياً، من الفيزياء وفروع العلوم الأخرى من خلال السمة الأولية لطرقها. مطالب العلم تكمن في الملاحظة، ولكن احتياجات الميتافيزيقيا لا تفعل، إلا، ربما، عن طريق الصدفة.
من الواضح أن فلاسفة الإقناع سيكونون سعداء بأخذ الميتافيزيقيا على أنها بداهة نسبياً بدرجة مماثلة، وربما بنفس الطريقة، مثل المنطق أو الرياضيات البحتة. علاوة على ذلك، مع وجود هذا التهيئة، سيستمر جزء كبير، وإن لم يكن كله، مما أريد قوله.
وتختلف الميتافيزيقا عن الأجزاء الأخرى من الفلسفة، بتعميم اهتماماتها. وهناك، تهتم أجزاء أخرى من الفلسفة بهذا الشكل أو ذاك من أشكال الوجود - بالعدالة والرفاهية، على سبيل المثال، أو بالشعور والفكر، أو غيرهما أو غيرهما. وعلى النقيض من ذلك، فإن الميتافيزيقيا تتعلق بالصفات الأكثر نموذجية للوجود - بالقيمة، على سبيل المثال، أو العقل.
إن مفاهيم الميتافيزيقا مميزة أيضاً من خلال وضوحها. وبشكل تقريبي، يكون الفهم واضحاً إذا لم تكن هناك فجوة كبيرة بين الإدراك وما هو مفهوم. قد تكون الميتافيزيقيا بهذا التصنيف نوعاً من الانضباط الهزيل - قد يكون هناك القليل جداً للقيام به. ومع ذلك، هناك فكرة مفادها أن الميتافيزيقيا قد تلعب دوراً أساسياً مهماً.
إنه ليس شكلاً واحدًا من أشكال الاستفسار من بين أشكال أخرى ولكنه يمكن أن يوفر بعض القواعد أو الأساس لأنواع أخرى من البحث والدراسة. وبمعنى ما يظل فاقد للمرونة المطلوبة، فالمطالب الواردة من مثل هذه الأنواع المختلفة من الاستقصاء لها أساس في احتياجات الميتافيزيقا.
ومع ذلك، فإن التسليم بأن الميتافيزيقا تدرس وتتحقق من كون الأشياء هي الأشياء كما هي متاحة لنا وكما هي معروضة لنا، يفرض علينا ألا نندهش وألا نحتار في البرنامج المختلف للغاية الخاص بتقييم مفاهيمنا الميتافيزيقية "الحس السليم"، والتي تتعلق في الغالب بالميتافيزيقيا الوصفية لستراوسون (Strawson).
الميتافيزيقيا هي موضوع يُزعم أنه يأخذ في الاعتبار شكل الكون، ولا يتعلق بمفاهيمنا بشكل أساسي. وإذا كانت هناك فكرة قابلة للتطبيق عن الميتافيزيقيا الوصفية، بصرف النظر عن الدراسة النفسية (والتجريبية) حول كيفية التحدث عن الأشياء فكرياً، فلن يكون لدينا الكثير لنتحدث عنه هنا. فهدفنا هو الكون الحقيقي، غايتنا هي الوجود الحقيقي، وما نفهمه عنه يساعدنا فقط كنقطة انطلاق، لأن هذه الأفكار لا تقول شيئاً يتعلق بالعالم إلا إذا كان ما تقوله صحيحاً.
أفضل الطرق لمعرفة ما إذا كان هذا الكون حقيقياً أو غير واقعي هي الطرق التجريبية؛ لذلك، ليس من الصعب معرفة سبب فشل الميتافيزيقيا التقليدية في طرقها وفي سياقاتها تلك التي سبقت فلسفات سقراط وأفلاطون وديكارت ولايبنيز (Socratics, Plato, Descartes and Leibniz). انها فلسفة الكرسي، كما يسميها منتقدوها، وهي الفلسفة العقلانية.
لن يعتبر أي ميتافيزيقي نفسه فيلسوفاً له شأن وذو شأن. وتظل الحقيقة أنه نادراً ما يقوم الميتافيزيقيون بإجراء تجارب تجريبية حقيقية، أو حتى تشكيلها أو اقتراحها. لذلك، يجب أن نسأل أنفسنا إذا كنا بحاجة إلى الميتافيزيقيا على الإطلاق. أذن، ما فائدة ذلك، بالنظر إلى أن العلوم تبدو بارزة للغاية في اكتشاف الكون؟ هذه الطريقة في مشاهدة المشكلة تجعل الميتافيزيقيا تقف ضد أو تنافس العلوم كما لو كانتا أداتين متميزتين لاكتشاف شيء مشابه. هذا حقيقي بطريقة ما: فكلاهما، الميتافيزيقيا والعلوم، تتعلقان بما يشبه الكون أو الوجود.
ومع ذلك، غالباً ما يُعتقد أن هناك اختلافات كبيرة. يقال أحياناً أن الميتافيزيقيا يتم التعامل معها مع الخصائص الأكثر "تجريدية"، أو الخصائص الأكثر شيوعاً للوجود، في حين يتم اعتبار العلوم أكثر تخصصاً. ومع ذلك، فإن الفيزياء هي المعيار الذي يمكن أن يأمله أي شخص، لذلك وحتى هذه اللحظة ليس لدينا أي تفسير يفسر لنا لماذا لا تتعارض الميتافيزيقا مع الفيزياء.
المعرفة العلمية والمعرفة الميتافيزيقية
وإذا كانت لنا الرغبة الحقيقية في أن نفرق أو نميز بين ماهية المعرفة العلمية وماهية المعرفة الميتافيزيقية، فإننا لا محالة صارخين في البرية منادين، بأن المعرفة العلمية تبدأ أولى خطواتها بتحديد الموضوع في العالم الخارجي الموضوعي، وليس الذاتي، وهذا الموضوع يختلف عن النفس التي تدركه والتي تعرفه والتي تفهمه. ولكننا نجد في الجانب الآخر، المعرفة الميتافيزيقية تضرب خطوتها الأولى باتجاه معرفة الذات أو الأنا. وإذا كانت الأولي موضوعية، فالمعرفة الميتافيزيقيا، بلا أدنى شك، ذاتية.
يعتمد المنهج العلمي على التجربة والاستقراء، بينما تعتمد المعرفة الميتافيزيقية على الحدس المباشر، والقياس والجدل. فالعالم يعرف ويدرك ويأخذ جزئيات من الواقع أو قل العالم، ويجري عليها التجارب، بينما الميتافيزيقي يدرك ويعرف ويفهم العالم أو قل الواقع في شموله وفي وحدته بالحدس المباشر. ثم هو يتأكد من صحة الحقائق بالاستدلال العقلي (القياس العقلي) أو من خلال الجدل، أي الانتقال من فكرة مضادة أخرى.
ونحن نري أن للعلم غاية نفعية، وله أهداف عملية، ولهذا نحن قائلين بأن العلم نافع للإنسان. وليس هناك شيء من الريبة أو من بصيص التردد في أن العلم يكون دائماً نافعاً في الحياة العملية. ولكن الميتافيزيقيا لا تطمح وراء أي منفعة مادية، لأنها هي المعرفة الخالصة لوجه الحقيقة.
ونأخذ خطوات جريئة متقدمة الي الأمام، سائلين عن كنه العلاقة بين الدين والميتافيزيقيا، ان وجدت، وهل هناك فرق بين هذه وبين تلك؟
نقول بأن الدين يتشكل ويستند على أصول ومبادئ وتعاليم إلهية، وليس على مبادئ وتأملات وتجليات إنسانية. ولكننا نجد بأن الميتافيزيقيا تقوم أو يجب أن تقوم على سلطة العقل وحده، ولا غيره، وهي تخرج من رحم التفكير الإنساني وتأملاته وتجلياته الذاتية، ولذلك ينتج منها الخطأ، كما ينتج منها الصواب.
ولكن، قد ترتبط الميتافيزيقيا بدين محدد، كما حصل ماضياً في العصور الوسطى بشكل جلي، حيث كانت الفلسفة تحت رحمة وأوامر الدين، وفي خدمته طائعة مطيعة، وفي هذه الحالة تفقد الفلسفة شخصيتها الذاتية المستقلة، وقيمتها العقلية الخالصة، وذلك لأن الهدف المنشود منها هو إدراك الأشياء وفهم الكون، وليس الايمان بها أو به.
والخلاصة تقف مشدودة ومنجذبه روحياً للمنهج الميتافيزيقي الذي يقوم أساساً وأصلاً على التأمل الباطني الذي تعمل به الذات، عندما ترغب في أن تسمو عالياً، منفصلة تماماً عن حياتها الحسية، ودنياها النفسية.
هذه التأملات، أو هذا التأمل السامي الواحد الذي فيه اجتمعت كل التأملات في لحظة يتيمة لا توأم لها، تجعل النفس نوراً، ومرآةً تعكس في دواخلها هذا الضياء، فتكشف عن كنهها وعن ماهيتها، وتكشف عن كنه الحاجات، وعن ماهيات الأشياء، وتتعرى الموجودات كلها أمام قوة هذا السمو الروحي النافذ المشع نوراً وضياءً.
ان التأمل الباطني ما هو الا حدس مباشر، تدرك الذات من خلاله نفسها، وتتعرف على ذاتها الميتافيزيقية، والتي بدورها تدرك نفسها كوحدة في هذا العالم، لا كوحدة منفصلة عنه.
بطرانة هذه الفئة من الناس
بل متخمة بالبطر
إنهم يعشقون!
***
إنهم مشغولون بالحب
لا توجد فائدة
انتحر عزيزي
***
الحب معجزةٌ فاسدة هذه الأيام
أعرف رجلاً أحبَّ امرأةً من صميم قلبه
لكنه بعد زمن طويلٍ طويل
اكتشف معجزةً أكبر:
وهي أن الوجود معجزة فاسدة
... أو كما تدفق صالح رحيم.. شاعرنا العاشق...
... وللسيرة سلسلة متتابعة من الحلقات...

bakoor501@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • النفط ينخفض بفعل توقف المساعدات لأوكرانيا والرسوم الجمركية
  • برلماني: خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار يؤكد استمرار سياسة انتهاك الاتفاقيات
  • ألمانيا تطالب إسرائيل برفع القيود فورًا عن المساعدات الإنسانية لغزة وتحذر من العواقب
  • بلدية غزة: المدينة تعيش كارثة بيئية بفعل تراكم النفايات
  • زعيم الحوثيين: استئناف العدوان على غزة سيؤدي إلى تصعيد عسكري ضد إسرائيل
  • سيرة الفلسفة الوضعية (10)
  • عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
  • الحوثي يهدد إسرائيل بحرب على كل الأصعدة في حال عودتها للحرب في غزة
  • التيار الوطني الحر يواصل لقاءاته في مؤتمر مستقبل المسيحيين في لبنان ببودابست
  • قيومجيان من بودابست: ساعدونا في حماية وجود المسيحيين في الشرق الأوسط