كتب ميشال نصر في" الديار": تحت حجة تقليص موازنتها، اتخذت المفوضية العليا للاجئين قرارا ابلغته الى المعنيين عن خفض عديد موظفيها العامل في لبنان، ما سيفرض حكما اعادة هيكلة لاجهزتها، يدخل حيز التنفيذ نيسان القادم، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية وايجابية على ملف النزوح السوري في لبنان، كما على العلاقة مع السلطات الرسمية اللبنانية، في ظل العلاقة المتوترة بين الطرفين، والتي ارتفعت حدتها بعد الاجراءات الامنية والسياسية التي اتخذتها بيروت، ووضعتها المنظمة في اطار الضغوط عليها للرضوخ.


فتقرير البنك الدولي يشير الى أن كلفة النزوح بلغت 80 مليار دولار، وهذا دليل على حجم تداعيات هذا الملف ماليا واقتصاديا واجتماعيا وديموغرافيا على لبنان، اذ مع تراجع التمويل الذي كانت تحظى به المفوضية بنسبة 12 في المئة لسنة 2025، وخفض المصاريف بنسبة تقارب الـ10 في المئة فان تفاعلات الأزمة ستتفاقم، عدا عن مصير آلاف الموظفين اللبنانيين الذين سيجدون أنفسهم عاطلين من العمل بسبب القرارات التي اتخذتها المفوضية ومنها إقفال عدد من المكاتب في المناطق ودمج أخرى بالقيادة المركزية. أما على المستوى الإجتماعي فمن الواضح أن تراجع التمويل على مستوى المشاريع سيشمل التقشف قطاعي الإستشفاء والتعليم والآتي أعظم إذا بقي موقف الإتحاد الأوروبي من مسألة النازحين السوريين في لبنان على حاله.

ازاء هذا الواقع الجديد، عبرت اوساط سياسيةعن انعكاس ذلك سلبا على الوضع العام اللبناني، وعلى علاقة لبنان مع دول العالم، خصوصا اوروبا، اذ ان تخفيض التقديمات التي تؤمنها المنظمة للنازحين، سيتسبب في ازمة كبيرة، خصوصا ان هكذا قرارات بتخفيض الموازنات يتخذ كخطوة اولية على طريق انهاء مهمات المفوضية في دولة ما.
وتابعت الاوساط، ان شل عمل المفوضية سيجعل الحكومة اللبنانية في حالة صدام مع العالم، الذي يرفض بغالبيته حتى اللحظة عودة النازحين السوريين الى بلادهم الا طوعا، كما انه سيجعل الحكومة تغض الطرف عن عمليات الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وهو ما سيؤدي الى ازمة مع عدد من دول الاتحاد الاوروبي، علما ان الاخير قدم حوالى مليار يورو لضمان وقف تلك العمليات لمدة خمس سنوات.
وتابعت الاوساط، ان المسعى الذي جرى من قبل لبنان مع موسكو للتدخل مع الحكومة السورية، للعمل على تنفيذ اتفاق ابرم سابقا بين الحكومتين اللبنانية والسورية لاعادة الاف النازحين، لم تنجح في تغيير موقف دمشق، المصرة على آلية سياسية - امنية - اقتصادية تحفظ استقرارها، وتضمن عدم تحول العائدين الى عبء عليها، هذا من جهة، اما من جهة اخرى فان رياح التغيير الاوروبية التي افرزتها الانتخابات النيابية، خصوصا في فرنسا لم تسر وفقا لسفن بيروت.
وفي هذا الاطار تكشف الاوساط ان الاستراتيجية المتبعة حاليا، من قبل لبنان تقضي باعادة النساء والاطفال، وابقاء الرجال في لبنان، في مرحلة الاولى، نظرا لحساسية وضعهم، رغم ان التقارير اجمعت خلال الفترة الاخيرة على ان من دخل لبنان خلسة منهم، قد اتم خدمة العلم في سوريا، وبالتالي دخولهم للبنان كان بمثابة محطة ترانزيت قبل ترحيلهم في قوارب الموت عبر شبكات تهريب البشر نحو اوروبا.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

جدل سيف ذو الفقار.. حقيقة حفلة سعودية وفستان مطربة شهيرة

منذ الليلة المثيرة للجدل قبل أسبوع في موسم الرياض، وسيل لم يتوقف من التعليقات والمنشورات المرتبطة بوقائع حفل تكريم مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب في العاصمة السعودية، بين مؤيد ومعارض في مواقع التواصل.

وتخللت هذه المنشورات، خصوصا على منصّة إكس، عشرات الصور ومقاطع الفيديو المزيفة أو المرتبطة بأحداث سابقة ولم تحدث في الرياض أساساً، أبرزها وربما يتصدرها مقاطع من حفلة غنائية للفلسطينية- التشيلية كما تعرّف نفسها، إيليانا.

تظهر إليانا التي تعيش حالياً في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية، وهي ترتدي فستاناً أبيض، وتزيّن خصرها بسيفين كتب على أحدهما عبارة بالعربية، لكن المثير للجدل أن السيف ذو رأسين، وهو معروف بالتراث الإسلامي لحمله من قبل الإمام علي بن أبي طالب.

ويطلق على السيف اسم "ذو الفقار"، ويعد رمزاً بالنسبة لملايين المسلمين خصوصاً أبناء الطائفة الشيعية، حتى أن الكثير منهم يرتديه في قلادة ويزين ببعض الحليّ، كنوع من التعبير عن الهوية الطائفية أو المحبة للإمام علي.

وفي الذاكرة السينمائية العربية، ظهر السيف في فيلم "الرسالة" الأكثر شهرة بين أفلام بداية الدعوة الإسلامية، وكان تعبيراً عن وجود الإمام علي في أحد المعارك.

هذه الفلسطينية ???????? التي ربطت خصرها بسيف يشبه مايسمى ( سيف ذو الفقار ) ، فعلت ذلك في #نيويورك ولم يتداول أدعياء الفضيلة والغيرة على الدين مقطعها إلا الآن . بدون ان يشيرون إلى أنها فلسطينية ????????

عمومًا لايهمنا ماتفعل .. فقط لتوضيح تلاعبهم . pic.twitter.com/YZ109wqKSH

— زهرانكو (@ZHRANCO_SA) November 17, 2024

فيديو إليانا الذي تم تداوله على نحو واسع باعتباره يستفز مشاعر المسلمين، هو في الحقيقة لم يصوّر في الرياض، وهي أساساً لم تحضر الحفل الذي لم يشارك فيه سوى مطربين عربيين هما عمرو دياب ونانسي عجرم.

وكان الفيديو ضمن جولة غنائية بعنوان "ولدتُ" بدأت من داخل الولايات المتحدة.

وبالنظر لجدول العروض الغنائية وبداية النشر التي تعود لـ23 أكتوبر (أقدم تاريخ وجدناه) عبر صفحة إنستغرام تحتفي بالزي الذي صممته شقيقة المغنية، فإن موقع الحفل على الأرجح في مدينة سيلفر سبرنغ بولاية ماريلاند، وقد تكون ارتدته كذلك في حفل بروكلين بمدينة نيويورك.

ما يعني أنها قبل نحو شهر على حفل تكريم إيلي صعب، الذي غنت فيه المطربة الكندية الشهيرة سيلين ديون، والفنانتين الأميركيتين جينيفر لوبيز وكاميلا كابيلو.

View this post on Instagram

A post shared by TC (@trashyclothing)

وفي وقت تداول الفيديو على منصّات إليانا في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "تك توك" حظي بتفاعل كبير، إلا أنه لم يحدث ضجة واسعة مثل التي رافقت ربطه بالسعودية مؤخراً.

كما رافقته بعض التعليقات باللغة العربية على "تك توك" التي تساءلت إن كان هذا السيف فعلاً "سيف الإمام علي".

وتناوله إعلامي عراقي في برنامج  "الغسّالة"، تساءل فيه عن غياب الاعتراض من الجماعات الشيعية الموالية لإيران، ملمحاً أن السبب في كون الفنانة من أصول فلسطينية. وأكد حينها أن العبارة المكتوبة على السيف بالعربية "لا فتى إلا عليّ ولا سيف إلا ذو الفقار".

وبالعودة لحسابات إليانا الرسمية في مواقع التواصل، وجدنا أن كل مقاطع الفيديو من الحفل الذي ارتدت فيه السيف تم حذفها، دون أي تعليق من إليانا، لكن لم يتسنّ لنا التأكد إن كان السبب هو الهجوم الكبير عليها بعد ربطه بموسم الرياض.

@itselyanna0

when elyanna see a bird in her concert ???????? #elyanna #itselyanna

♬ original sound - itselyanna

يُشار إلى أن إليانا البالغة من العمر 22 عاماً، مغنية صاعدة وحظيت شهرة كبيرة بين الأميركيين خصوصا المناصرين للقضية الفلسطينية بعد أن نشرت أغان لها تعبر فيها عن تضامنها مع أهالي غزة في بداية الحرب قبل أكثر من عام.

 كما استضافها مهرجان الجونة السينمائي في مصر خلال دورته الماضية التي تزامنت مع بداية الحرب في قطاع غزة، وغنت حينها "غصن زيتون"، بثوبها الأبيض، وهو اللون الذي تعتمده في جميع عروضها على المسرح.

مقالات مشابهة

  • "الصحة العالمية": تَفشّي الكوليرا في عديد من البلدان ونقص عالمي بمخزون اللقاحات
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • الحكومة في مدينة دلهي تعلن أن 50٪ من موظفيها سيعملون من المنزل بعد وصول درجات التلوث فئة “شديدة”
  • جدل سيف ذو الفقار.. حقيقة حفلة سعودية وفستان مطربة شهيرة
  • شركة تعدين أسترالية تدفع 152 مليون يورو للإفراج عن موظفيها المعتقلين في مالي
  • إجبار اللاجئين في ألمانيا على العمل.. ما العوامل التي تؤثر في تنفيذ القانون؟
  • نستهلك 1.6 مليون طن سنويًّا.. «المنوفي» يفسر تقلب أسعار الزيوت ويطرح 5 مقترحات لحل الأزمة
  • الاخلاقيات المهنية في مهب السكوب
  • محاضر في مجال اللاجئين: المفوضية تدفع 3 آلاف جنيه لكل أسرة لاجئة
  • انجاز مهم.. الحكومة تستعرض أبرز المميزات التي يوفرها التعداد السكاني