تهديدات تل أبيب لتهدئة الداخل أم للتصعيد؟
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم، متوعدين «بتغيير الواقع الأمني على الجبهة الشمالية»، وفق ما قال قائد القيادة الشمالية، الجنرال أوري غوردين (الجمعة)، مؤكداً أن «الهجوم سيكون حاسماً وقاطعاً». وهو ما يردّ عليه «حزب الله» بتأكيد قدرته على المواجهة، بحسب ما أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش الجمعة، قائلاً: «إذا قام العدو بارتكاب حماقة توسيع الحرب على لبنان، فإن المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان».
وكتبت كارولين عاكوم في" الشرق الاوسط": في حين لا تعكس المواجهات على الجبهة هذا التصعيد والتهديد، حيث لا تزال العمليات المتبادلة تحت سقف «قواعد الاشتباك» وبوتيرة ثابتة إلى حد كبير، يسود الترقب لما ستؤول إليه المفاوضات المرتبطة بغزة، التي يفترض أن تنعكس على لبنان، لا سيما أن «حزب الله» لا يزال متمسكاً بموقفه لجهة ربط وقف إطلاق النار في الجنوب بالتهدئة في غزة.
من هنا، يرى البعض أن رفع سقف التهديدات الإسرائيلية موجّه إلى الداخل الإسرائيلي، حيث يعيش رئيس الحكومة ضغطاً؛ نتيجة استمرار الحرب، لا سيما من قبل سكان الشمال الذين نزحوا من منازلهم. وهو ما يعبّر عنه اللواء الركن المتقاعد الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الخطابات موجهة إلى الداخل الإسرائيلي وليس للبنان، مع الانتقادات الدائمة للحكومة ومطالبتها بتأمين حدودها الشمالية»، ويرى أنه لو كانت هناك حرب موسعة ستحصل لوقعت قبل ذلك وليس الآن، حيث تُبذل الجهود بجدية لإنهائها. ويضيف: «الكل ينتظر التهدئة في غزة حتى يبدأ العمل على جبهة جنوب لبنان».
وجاء في مقال آخر في" الشرق الاوسط":أحد أهم الأسئلة التي تواجه الحزب اللبناني هو: كيف تمكّنت إسرائيل من تحديد وتتبع وقتل كبار ضباط المجموعة، التي تشتهر بمستويات عالية من الأمن التشغيلي والانضباط.
تشير العمليات الأخيرة إلى وجود خرق أمني كبير في صفوف «حزب الله»؛ مما أتاح لإسرائيل تحديد وتتبع كبار ضباط الجماعة بدقة.
يقول اللواء منير شحادة، الذي خدم منسقاً للحكومة اللبنانية في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة: «إن إسرائيل تعتمد على تقنيات تجسس متقدمة، وتعاون استخباراتي من دول أخرى».
وأضاف شحادة: «حصلت إسرائيل على أرقام جوالات أرضية ومحمولة غير معلنة، وتستخدم تقنيات طباعة الصوت والتعرف على الوجه لتعقب الأهداف».
وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت إسرائيل على تفوقها التكنولوجي في جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة، واعتراض المكالمات الهاتفية، وزرع أجهزة تجسس متنكرة في شكل صخور أو قطع من القمامة.
رداً على هذه التهديدات، شدّد «حزب الله» من إجراءات الأمان، بما في ذلك قطع اتصالات الإنترنت بالكاميرات الأمنية، كما بثّ تعليمات للناس للامتناع عن التقاط الصور ونشرها عبر هواتفهم الذكية. أما بالنسبة لعناصره وعائلاتهم، فقد منع استخدام الجوالات الذكية تماماً، وأمرهم بدلاً من ذلك بالاعتماد على أجهزة النداء والبريد والمراسلات المشفرة عبر شبكة الخطوط الأرضية الخاصة به. كما طلب الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، من عناصره تخزين جوالاتهم في صناديق فولاذية لفترات طويلة.
عزز الحزب اللبناني أيضاً، أمان شبكة الخطوط الأرضية الخاصة به بعد اختراق حديث أدى إلى اغتيالين على الأقل، وفقاً لمصدر أمني لبناني تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
ومع ذلك، فإن قدرة إسرائيل على اختراق هذه الإجراءات واغتيال القادة تشير إلى احتمال وجود جواسيس داخل صفوف الحزب اللبناني، خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، التي تسهّل تجنيد العملاء بأموال بسيطة.
وتقول السلطات اللبنانية إنها قامت باعتقالات عدة وسط زيادة في محاولات جمع المعلومات الاستخباراتية. عديد من الذين تم القبض عليهم تورطوا بعد استجابتهم لإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي لوظائف في شركة عقارات مزعومة، ثم وافقوا على تصوير مواقع معينة، في البداية لم تكن حساسة، ولكن في النهاية مناطق أكثر تقييداً مثل الضاحية، الضاحية الجنوبية لبيروت حيث يقع مقر الحزب. تم القبض على أحد المشتبه بهم أواخر العام الماضي خلال قيامه برسم خرائط ثلاثية الأبعاد للشوارع هناك، مع مراقبة طيف الراديو نيابة عن شركة أجنبية يعتقد بأنها واجهة استخباراتية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
متحدث فتح: نتنياهو يسعى للتصعيد لحماية نفسه من الأزمات الداخلية في إسرائيل
أكد ماهر نمورة، المتحدث باسم حركة فتح، أن القمة العربية ستأتي في وقت بالغ التعقيد بالنسبة للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن القمة ستتناول خطط إعادة الإعمار في قطاع غزة، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وإجلاء المرضى للعلاج في الخارج.
وشدد على ضرورة توحيد الموقف العربي تحت شعار "التعمير بلا تهجير" بهدف إفشال مخططات الاحتلال التي تهدف إلى تهجير سكان القطاع.
وذكر أن الاحتلال يحاول عرقلة دخول المساعدات، التي كانت جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار، واستخدامها كأداة ابتزاز سياسي، معتبرًا ذلك "جريمة حرب إضافية" ضد المدنيين الذين يعانون من الحصار والتجويع منذ أكثر من 16 شهرًا، خاصة في ظل حلول شهر رمضان.
وفيما يخص الضفة الغربية، أوضح أن الاحتلال يواصل اقتحام المخيمات وحصارها في شمال الضفة، مثل طوباس وجنين والفارعة ونور شمس وطولكرم، مما أسفر عن تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني، في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر يهدد بتفاقم العنف.
وأكد أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى تصعيد الأوضاع؛ لتخفيف الضغوط الداخلية في إسرائيل، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.