رياضيو الجيل الضائع من روسيا في أولمبياد فرنسا
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
لسنوات شهد الرياضيون الروس عوائق جمّة أمام المشاركة في الألعاب الأولمبية، فبعد فضيحة المنشطات بإشراف الدولة التي أدت إلى حظر مشاركتهم في عام 2019، لتأتي حرب الكرملين على أوكرانيا وتطغى على مستقبلهم كرياضيين، وسط حظر أولمبي آخر، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وكما كان الحال عليه في قرارات الحظر السابقة منذ عام 2014، أتاحت اللجنة الأولمبية الدولية، في ديسمبر الماضي، للرياضيين الروس، وفي هذا العام لمواطني بيلاروسيا، المنافسة لكن دون استخدام علم دولتهم أو ألوانها.
وتوجب على كافة الرياضيين الروس تقديم طلبات تحت مسمى "رياضيين فرديين حياديين" (Individual Neutral Athletes) وإثبات أنهم لا يدعمون حرب الكرملين على أوكرانيا وأنهم لا يمتون بصلة بالجيش الروسي.
لكن الصحيفة تشير إلى أن العديد منهم لم يجتز الاختبار، ومع انطلاق الألعاب الأولمبية، يوم الجمعة، شارك 15 روسيا فقط في الألعاب كرياضيين حياديين.
وتعود الصحيفة للتنويه إلى أن هذا الرقم "يعد مجرد وهم"، مشيرة إلى أن العشرات من المولودين في روسيا سيشاركون في الألعاب الأولمبية تحت أعلام دول أخرى، إذ تمكن هؤلاء من الحصول على جنسيات أخرى للحفاظ على مسيرتهم الرياضية في وقت سبق قرار اللجنة الأولمبية توفير خيار التقدم تحت مسمى الرياضيين الحياديين بكثير.
المعلّقون الرياضيون الروس ووسائل الإعلام في البلاد يصفون هؤلاء الأفراد الذين غيّروا جنسياتهم بـ "الجيل الضائع". ورغم أنهم يحظون ببعض التشجيع في بلدهم يصفهم البعض الآخر بـ "الخونة".
كما ذكرت "وول ستريت جورنال" أن من تمت الموافقة على طلباتهم كـ "رياضيين حياديين" يتعرضون لضغوط من المسؤولين الروس، مثل رئيس اللجنة الأولمبية في روسيا، ستانيسلاف بودنياكوف، الذي وصف اللاعب الذي يحظى بالمرتبة الخامسة عالميا، دانيل مدفيديف، المشارك في ألعاب باريس وغيره من الرياضيين بأنهم "فريق من عملاء أجانب".
وطرحت الصحيفة مثالا آخر بالمصارع، غيورغي أوكوركوف، الذي كان من بين من وضعوا جذورهم في دول أخرى، الذي يحظى بتشجيع واسع في روسيا والذي سيلعب تحت علم أستراليا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ماري أنطوانيت والألعاب النارية “القاتلة”!
المكسيك – أصبحت الألعاب النارية منذ زمن بعيد لا غنى عنها في الاحتفالات المختلفة بما في ذلك المناسبات الوطنية، ومع ذلك فقد تتحول بهجة هذه الألعاب بأصواتها الزاهية وفرقعاتها إلى مأس مفجعة.
هذا الأمر يحدث باستمرار قديما وحديثا. على سبيل المثال شهدت منطقة بشمال العاصمة المكسيكية في 20 ديسمبر 2016، انفجارا بمتجر للألعاب النارية أودى بحياة 35 شخصا وإصابة 59 آخرين.
في مناسبة ثانية بالمكسيك أيضا في عام 2018، لقي 8 أشخاص مصرعهم بالقرب من العاصمة مكسيكو سيتي، وخلال موكب ديني بإحدى الكنائس، جلب المشاركون بمناسبة الاحتفال بعيد القديسة ماري ألعابا نارية وضعت أمام الكنيسة. فجأة ومن دون سابق إنذار انفجرت الألعاب النارية وخلفت وراءها هذا العدد من الضحايا علاوة على إصابة أكثر من خمسين شخصا آخرين.
المكسيك شهدت مأساة ثالثة مشابهة في مارس 2013. في تلك المرة انفجرت شاحنة تحمل ألعابا نارية خلال موكب ديني في ولاية تلاكسكالا المكسيكية. أحد صواريخ الألعاب الناري سقط بالصدفة على مظلة أخفيت بها شحنة خطرة. الانفجار أودى بحياة 15 شخصا، وأصاب بعاهات وجروح متفاوتة 154 آخرين.
مأساة من هذا النوع حدثت في الولايات المتحدة في عام 2013 أثناء الاحتفال بذكرى استقلالها بمدينة سيمي فالي بولاية كاليفورنيا. خرج سكان المدينة للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، وفيما كانت الأنظار تتابع بشغف انطلاق الألعاب النارية وما ترسمه من صور براقة في السماء، انفجرت على حين غرة إحدى المقذوفات متسببة في إصابة 36 شخصا بينهم 12 طفلا بجروح خطيرة تراوحت بين الحروق والتمزقات.
مأساة كبيرة بسبب الألعاب النارية طالت مدينة أنسخديه، الواقعة بشرق هولندا. حدث انفجاران ضخمان في مستودع شركة هولندية متخصصة في إنتاج الألعاب النارية، تلاه حريق هائل أودى بحياة 23 شخصا بينهم أربعة من رجال الإطفاء، كما أصيب حوالي ألف آخرين. الانفجار والحريق الذي تبعه تسببا أيضا في تدمير حوالي 400 منزل.
هذه الخسائر البشرية والمادية الكبيرة ترجع إلى قوة الانفجارات الهائلة. أحد الانفجارين قدرت قوته بحوالي 5000 كيلو غرام من مادة تي إن تي.
الحادث الشهير الأقدم بجريرة الألعاب النارية جرى في القرن الثامن عشر في فرنسا. أثناء الاحتفال بزفاف ماري أنطوانيت ودوفين وريث العرش الفرنسي حينها والذي عرف لاحقا باسم الملك لويس السادي عشر، أعدت عروض كبيرة للألعاب النارية المنتجة من قبل الأخوين روجيري. الألعاب النارية تسببت في أحداث عرضية أفضت إلى مأساة كبرى في ذلك العرس الملكي.
وصف المؤرخ هنري ساذرلاند في كتاب عن تاريخ باريس ما جرى قائلا: “كان كل شيء يسير على ما يرام، وحين اجتاحت عاصفة من الرياح الحشد فجأة، انفجرت عدة ألعاب صاروخية جزئيا فقط. كانت الألعاب النارية، مثل العديد من الاختراعات ذات الأصل الإيطالي، لا تزال حديثة نسبيا لأغلب الجمهور الفرنسي، وذلك إلى جانب الانزعاج وحتى الخوف من خطر سقوط المقذوفات المشتعلة بين الآلاف من المتفرجين المتحمسين والمزدحمين، كان كافيا لتفسير الارتباك الرهيب الذي أدى إلى عدة مئات من الحوادث المميتة”. انتشر الذعر بين الحشود، وتدافعت أعداد كبيرة في شارع رويال الضيق وتعرض من سقط منهم للدهس. السلطات وقتها ذكرت أن 133 شخصا قتلوا، إلا أن المؤرخ ساذرلاند يعتقد أن أعداد الضحايا كانت أكبر بكثير، وأنها تجاوزت ألفا ومئتي شخص. هو ذكر في هذا الصدد أن إحدى العائلات لم يبق منها أحد على قيد الحياة.
تلك الحادثة القديمة ظلت آثارها لسنوات على أجساد عدد من سكان باريس الذين كانوا في ذلك العرس وتعرضوا لسوء حظهم، للدوس بقوة في أماكن مختلفة من أجسادهم بأقدام الجموع الفزعة من فرقعة الألعاب النارية.
المصدر: RT