يعد أحمد ديدات من أشهر وأفضل الدعاة، اشتهر بعفة اللسان ووجه بشوش، تميز بمناظراته الشهيرة القادرة على إقناع العديد من المفكرين والأشخاص أن الدين الإسلامي هو دين الحق، فدخل مئات الآلاف الإسلام على يديه.

عرف بالحجة القوية جدا وجرأته في الدفاع عن الإسلام، والرد على الأباطيل والشبهات التي كان يثيرها أعداء الإسلام حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

نبذه عن حياة الشيخ أحمد ديدات

ولد الشيخ أحمد حسين ديدات في «تادكهار فار» بإقليم سراط بالهند عام 1918م لأبوين مسلمين هما «حسين كاظم ديدات» وأمه «فاطمة »، ثم انتقل بعد 9 سنوات وعاش في ديربان، نشأ «ديدات» من الطفولة على منهج السنة، فالتحق بالمركز الإسلامي في ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية وفي عام 1934م، زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال «كلارك، جيمي سواجارت، أنيس شروش»، كما أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة.

المهن التي عمل بيها الشيخ «ديدات»

قرر الشيخ أحمد ديدات بعد أن أكمل المرحلة الابتدائية العمل مع والده، فعمل في دكان لبيع الملح، ثم انتقل للعمل في مصنع أثاث قضى فيه 12 عامًا، وأخذ يترقى في المصنع من سائق إلى بائع ثم مدير للمصنع، وخلال ذلك التحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى فى ذلك الوقت، فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال.

نقطة تحول في حياة الشيخ «أحمد ديدات»

تعتبر فترة الأربعينات نقطة تحول في حياة الشيخ ديدات، وكان سببها هو زيارة بعثة آدم التبشيرية في دكان الملح الذي كان يعمل به الشيخ وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام ولم يستطع وقتها الإجابة عنها، فقرر بعدها أن يدرس الأناجيل بجميع طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية، وبعد أن وجد نفسه يمتلك القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ومواجهة المبشرين قرر الشيخ أن يترك كل الأعمال التجارية ويتفرغ لهذا العمل.

كان يوجد عامل مؤثر آخر عمل على تغيير حياة الشيخ لكنه كان فى فترة متأخرة أثناء عمل الشيخ في باكستان وهو كتاب «إظهار الحق» للشيخ رحمت الله الهندي، كان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق الشيخ ديدات للرد على شبهات أعداء الإسلام وبداية منهج حواري مع أهل الكتاب وتأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار وطلب البرهان والحجة من كتبهم ليثبت التحريف، فأخذ الشيخ يمارس ما تعلمه من هذا الكتاب في التصدي لأعداء الإسلام.

الشيخ أحمد ديداتأول مناظرة للشيخ أحمد ديدات

سافر الشيخ إلى باكستان فى عام 1949م من أجل المال فقد وجد أنه لكي يجمع مبلغاً يفيض عن حاجته لينفقه في الدعوة كان عليه أن يسافر فمكث في باكستان لمدة ثلاث سنوات، تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتًا، ثم عاد إلى ديربان أصبح مديرًا لنفس المصنع الذي سبق أن تركه قبل سفره ومكث حتى عام 1956م يعد نفسه للدعوة إلى الدين الحق.

في فترة الخمسينات اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام اسمه «فيرفاكس» على الشيخ أن لديه الرغبة أن يدرس المقارنة بين الديانات المختلفة، وأطلق على هذه الدراسة اسم «فصل الكتاب المقدس»، في إحدى الأيام تغيب السيد «فيرفاكس» عن الحاضرين، فاقترح الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال، ووكانت أول مناظرة للشيخ، وظل يتحدث إليهم كل أحد لمدة ثلاث سنوات.

ويصف الشيخ هذه الفترة بقوله «اكتشفت أن هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تعلمت منها، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تعلم الآخرين، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة»، فعلينا أن نبلغ رسالة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً، إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك، فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلا فيما بعد».

أحمد ديداتمرضه ووفاته

في عام 1996 بعد عودة ديدات من أستراليا بعد أصيب بمرض استمر معه لمدة تسع سنوات، فقيل إنه أصيب بجلطة في الشريان القاعدي، بسبب إصابته بالسكري منذ فترة طويلة، وبعدها أصيب بجلطة في الدماغ، وكان يتواصل مع الآخرين من خلال حركات العين.

وتوفي أحمد ديدات صباح يوم الإثنين 8 أغسطس 2005، رحمه الله عز وجل وجعل عمله في ميزان حسناتك ورزقه الفردوس.

اقرأ أيضاًفي ذكرى وفاتها.. هند رستم الخجولة التي تحولت إلى أيقونة الإغراء في الفن المصري

بهذه الكلمات.. هالة صدقي تحيي ذكرى وفاة والدتها «صورة»

دنيا سمير غانم تحيي الذكرى الثانية لوفاة والدتها

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أحمد حیاة الشیخ

إقرأ أيضاً:

ما حكم التأمين على الحياة؟.. الأدلة على إباحته من الكتاب والسنة

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الشرع في التأمين على الحياة؟ وما مدى توافقه مع أحكام الشريعة الإسلامية الغَرَّاء؟

حكم التأمين على الحياة

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن التأمين على الحياة أمرٌ جائزٌ شرعًا، وهو في جملته تكاتُفٌ وتكافُلٌ وتعاوُنٌ على البِر والإيثار، وجارٍ على أصول مكارم الأخلاق التي تتلاقى معانيها ومقاصدها معَ ما وردت به الشريعة الإسلامية من مواقف وتوجيهات تَجلَّى فيها روح التعاون والمواساة عند توقع الخطر والتماس طرق الوقاية منه.

دار الإفتاء توضح حكم الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الأخرىثواب سماع القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب

وحثَّ الشرعُ الشريفُ المسلمين على التراحمِ والترابطِ والتعاون فيما بينهم، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» متفق عليه مِن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، إلى غير ذلك مِن النصوص الواردة في هذا الباب، و"فائدة التعاون: تيسير العمل، وتوفير المصالح، وإظهار الاتحاد والتَّنَاصُر حتى يُصبح ذلك خُلُقًا للأُمَّة"، كما قال شيخ الإسلام الطاهر بن عَاشُور في "التحرير والتنوير" (6/ 88، ط. الدار التونسية).

ووقد وضعَ الشرعُ للناسِ نظامًا اجتماعيًّا قويمًا، يُسهِمُ في سدِّ حوائجِ المحتاجين وتفريجِ كرباتهم، فأوجبَ الزكاة مثلًا وجعلَهَا مِن أركانِ الدِّين، وحثَّ على الصدقات وبيَّن أنها مِن أعظمِ أبوابِ الخيرِ وأفضل صور التكافل والتعاون.

ومن صور التكافل والتعاون في عصرنا الحاضر: ما يُعرف بـ"التأمين"، وهو عبارةٌ عن "عقد يلتزم المؤمِّن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمَّن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغًا من المال، أو إيرادًا مرتبًا، أو أي عِوَضٍ ماليٍّ آخر، في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المُبَيَّن بالعقد، وذلك في نظير قسطٍ أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمَّن له للمؤمِّن"، كما عَرَّفَتْهُ المادة (747) من القانون المدني المصري رقم 131 لسنة 1948م.

أدلة التأمين على الحياة

وذكرت دار الإفتاء أن التأمين على الحياة بهذا الوصف عقدٌ جائزٌ شرعًا بعموم الأدلة الشرعية من الكتاب والسُّنة:

أمَّا الكتاب فقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وكلمة "العقود" عامةٌ تشمل كلَّ عقد، ومنها عقد التأمين على الحياة وغيره، ومن المقرر أن الأصل في العقود والمعاملات الإباحةُ، ما لم يأتِ دليلٌ شرعيٌّ على التحريم.

وأوضحت أن هذا الأصل هو ما يتوافق مع مقاصد الشرع الشريف مِن تحقيق مصالح العباد والتيسير عليهم ورفع الحرج عنهم، ولا فرق بين كون هذه العقود موروثةً منصوصًا عليها، كالبيع والشراء والإجارة وغيرها، أو كونها مستحدَثَةً لم تتناولها النصوص بالذكر والتفصيل على جهة الخصوص كما في عقد التأمين، ما دامت تلك العقود خالية من الضرر والغرر، وتُحقق مصالح أطرافها.

وأمَّا السُّنة: فقد روي عن عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ قال: شهدتُ خُطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمِنًى، وكان فيما خَطَب: «وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، والدارقطني والبيهقي في "السنن".

فجَعَل سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم طريقَ حِلِّ المال أن تسمح به نفسُ باذِلِهِ من خلال التراضي، والتأمين يتراضى فيه الطرفان على أخذ مالٍ بطريقٍ مخصوصٍ لا غرر فيه ولا ضرر، فيكون حلالًا.

وجرى العرف على التعامل بهذا النوع من العقود، وكما هو مقرر أن العرف معتبرٌ شرعًا ومصدر من مصادر التشريع، قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ [الأعراف: 199]، ولما ورد في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، والطبراني في "المعجم الأوسط"، والحاكم في "المستدرك".

مقالات مشابهة

  • طالب أولاده بحرق أفلامه إلا واحدا.. ما لا تعرفه عن الفنان حسين صدقي في ذكرى وفاته
  • ما حكم التأمين على الحياة؟.. الأدلة على إباحته من الكتاب والسنة
  • الجماعة الإسلامية أقامت ندوة في ذكرى تحرير صيدا
  • اشتُهر بمواقفه الصارمة تجاه أمريكا.. محطات بارزة بحياة بطرس غالي في ذكرى وفاته
  • في ذكرى وفاته.. حسين صدقي واعظ سينما «الأبيض والإسود» «بروفايل»
  • بأحدث العناوين.. «قصور الثقافة» في معرض الكتاب بكلية الدراسات الإسلامية
  • بأحدث العناوين.. قصور الثقافة تشارك في معرض الكتاب بكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية
  • أمين البحوث الإسلامية يوجّه رسائل مركزة من خطبة الجمعة بالدنمارك
  • التسامح في الإسلام.. كيف يعكس العفو عن الناس رحمة الله؟.. فيديو
  • الشيخ أحمد المشد: العفو والتسامح من القيم الإسلامية العظيمة