ذكّرت الجزائر فرنسا بفصل مظلم من ماضيها الاستعماري خلال حفل افتتاح أولمبياد 2024 في باريس، والجاري حاليًا.

كان الرياضيون الجزائريون يحملون الورود الحمراء على متن قاربهم أثناء مشاركتهم في حفل الافتتاح، ثم ألقوها في النهر تكريماً لضحايا حملة القمع التي شنتها الشرطة على المتظاهرين الجزائريين في باريس عام 1961.

 

ويقول المؤرخون إن نحو 120 متظاهراً لقوا حتفهم وألقي القبض على 12 ألفاً آخرين أثناء تظاهرهم دعماً للاستقلال عن فرنسا، التي كانت آنذاك المستعمرة للجزائر. 

وحصلت الجزائر على استقلالها عام 1962 بعد حرب طويلة، وفي احتفالات الألعاب الأولمبية يوم الجمعة، هتف بعض الرياضيين "تحيا الجزائر" باللغة العربية بعد إلقاء الزهور.

 

فقرات حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 

ظهرت فارسة تركب جوادها المعدني اللامع فوق مياه نهر السين، مرتدية عباءة مزينة بالحلقات الأوليمبية. وبينما كانت تمر تحت الجسور المتعاقبة في باريس، كانت أجنحة الحصان المعدني المجنح تنطلق لترمز إلى رسالة السلام.

وتحولت اللوحة بعد ذلك إلى فارسة تمتطي حصانًا حقيقيًا، برفقة الحرس الجمهوري، لتوصيل العلم الأولمبي إلى مسرح تروكاديرو، بالقرب من برج إيفل.

 بعثة مصر في أولمبياد باريس 2024 

شاركت البعثة المصرية بأكبر عدد من اللاعبين على مدار تاريخها في الدورات الأولمبية بواقع 148 لاعب ولاعبة أساسيين و 16 لاعب احتياطي بإجمالي 164 لاعب في 22 رياضة، وظهرت البعثة في قارب مر عبر نهر السين، إذ حمل علم مصر في حفل الافتتاح الثنائي سارة سمير بطلة رفع الأثقال و أحمد الجندي بطل الخماسي الحديث.

 

نجوم حفل افتتاح أولمبياد باريس 

وقدمت المطربة أكسيل سانت سيريل نسخة جديدة وقوية من النشيد الوطني الفرنسي مرتدية ملابس بألوان العلم الفرنسي.

شدت أيا ناكامورا، الفنانة الفرنسية الأكثر استماعًا على مستوى العالم، مع 60 موسيقيًا من الحرس الجمهوري و36 منشدًا من الجيش الفرنسي، أغنية تدور حول المساواة والاحتفال باللغة الفرنسية الحديثة.

ولحقت بها المطربة مارينا فيوتي وهي تغني أوبرا كارمن في غضون دقيقتين من ختام عرض الأولى الغنائي.

وانطلقت أجراس الكاتدرائية، في مقطوعة موسيقية أصلية تدور حول ترميم كاتدرائية نوتردام التي تضررت في حريق عام 2019. 

أولمبياد 2024 

وظهر في تسلسل الرقص عمال البناء، وجانب المبنى مغطى بطبقة من الزينة الذهبية الرائعة، ويعزف الموسيقيون من النوافذ على الجانب الآخر من نهر السين. يتم الآن حمل الشعلة الأولمبية، على غرار رياضة الباركور، عبر أسطح المنازل في باريس.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أولمبياد الجزائر أولمبياد باريس أولمبياد 2024 فی باریس

إقرأ أيضاً:

دعوات للتهدئة رغم التصعيد..العلاقات بين فرنسا والجزائر إلى أين؟

حذّر محللون سياسيون فرنسيون من تصاعد محاولات مؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، إشعال النار في العلاقات الفرنسية-الجزائرية، التي تشهد توتراً حالياً، وإذكاء مشاعر العداء تجاه فرنسا.

ويرى المحرر السياسي لصحيفة "اللو موند" أنّ الرياح التي تعصف بالعلاقات بين باريس والجزائر قويّة جداً، وقد تكون مُضرّة بعد أن أخذ التصعيد بين الطرفين منحى مُقلقاً في الأيّام الأخيرة، مُشيراً إلى أنّ ما يُثير القلق اليوم هو أنّ عوامل التهدئة قد انهارت وتكاد تكون مُنعدمة. واعتبر في افتتاحية اليومية الفرنسية أنّ الخروج من هذه الأزمة يكمن في مسار دقيق يجب التقدّم فيه بحذر، ومن الضروري أن تتجنّب فرنسا الإقدام على مواقف عدائية غير مسؤولة.

Comment ces influenceurs pro-Alger mettent le feu aux réseaux sociaux https://t.co/kTmgnKInZZ

— Le Point (@LePoint) January 21, 2025 بالمُقابل قالت النائبة البرلمانية الفرنسية صبرينة صبايحي "نحن نتحمّل الأجندة السياسية لليمين واليمين المُتطرّف، الذين جعلوا من الجزائر شمّاعة لأسباب انتخابية، وفي تاريخ هذه العائلة السياسية نوع من الحنين إلى الجزائر الفرنسية، الذي طغى على الفكر الأيديولوجي". تبادل الاتهامات ويبدو القلق واضحاً في وسائل الإعلام الفرنسية فيما يتعلّق بتداعيات الخلافات المُتصاعدة بين باريس والجزائر، وسط مخاوف من حدوث تدهور أكبر في العلاقات بينهما قد يصل لقطيعة كاملة. وتعكس الأجواء المشحونة بين البلدين فشل محاولة المُصالحة التي قادها الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي مع الجزائر.
وتعود هذه التوترات بشكل رئيس إلى تبادل الاتهامات بين الدولتين إثر اعتقال السلطات الفرنسية عدّة مؤثرين جزائريين وفرنسيين من أصول جزائرية بسبب منشوراتهم التي وُصفت بالتحريضية على منصّات التواصل الاجتماعي. كما أنّ التصريحات التي أدلى بها ماكرون مؤخراً حول قضية الكاتب بوعلام صنصال زادت من حدّة التوتر.
ويسعى وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى دفع الإليزيه لاتخاذ تدابير انتقامية ضدّ الجزائر، بتركيزه على الاتفاق الفرنسي-الجزائري لعام 1968، الذي كان يهدف في البداية إلى تنظيم حرية تنقل الجزائريين في فرنسا. ومن بين التدابير الأخرى التي اقترحها وزير الداخلية: تقليص عدد التأشيرات، زيادة الرسوم الجمركية، وخفض المُساعدات التنموية.
كما وهدّد وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان بإلغاء الاتفاق الذي يسمح لحاملي جوازات سفر دبلوماسية جزائرية، بالقدوم إلى فرنسا بدون تأشيرة.

Tensions avec l’Algérie : Gérald Darmanin propose de « supprimer » l’absence de visa pour la France dont bénéficie la nomenklatura https://t.co/JpFHUpVS5U

— Le Monde (@lemondefr) January 12, 2025 أزمة مُختلفة! وحذّرت "اللوموند" من أنّ تصاعد التوترات بين فرنسا والجزائر يُبعد أفق واحتمالات المُصالحة بينهما. وذكرت أنّ من أبرز عوامل توتر العلاقات الثنائية عدم تحقيق توازن دبلوماسي فرنسي بين الجزائر والمغرب، خاصة في أعقاب الاعتراف الفرنسي المُفاجئ بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهو ما عجّل بالقطيعة مع الجزائر.
واعتبرت الصحيفة بالمُقابل أنّ العلاقة بين باريس والجزائر دورية، وتخضع للتناوب المُنتظم بين المُشاحنات والتقارب نتيجة لإرث التاريخ الاستعماري حيث اختلطت الانقسامات السياسية مع التشابك الإنساني، وعادة ما يُسيطر التفاؤل على الروابط بين الدولتين والشعبين. ولكن يبدو أنّ الأزمة الأخيرة، التي ولدت الصيف الماضي من النزاع حول الصحراء الغربية، وتضخّمت خلال الأسابيع الماضية، مختلفة وتفلت من أيّ قوة تاريخية تضبطها، على الأقل على المدى القصير.

« Doualemn », l’influenceur algérien qui avait été expulsé vers l’Algérie, a été renvoyé en France https://t.co/OSyr4xlERV

— Le Monde (@lemondefr) January 9, 2025 خلاف موجود وسيبقى! صحيفة "لوبينيون" رأت من جهتها أنّ الخلاف بين العاصمتين موجود ليبقى، وسيكون له عواقب وخيمة على سهولة الحركة والتجارة والأمن، مُشيرة إلى أنّ فرنسا والجزائر وجدتا موضوعاً جديداً للخلاف، وهو المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما بين اتهامات باريس للجزائر بدعم مؤثرين يُهاجمون مُعارضين جزائريين في فرنسا ويُحرّضون على التطرّف والعُنف، فيما تتهم الجزائر باريس بالمُقابل بإيواء نشطاء مُناهضين للحكومة تطلب تسليمهم.

France-Algérie : la multiplication des tensions éloigne la perspective d’une réconciliation https://t.co/iJ78jZ6Y1E

— Le Monde (@lemondefr) January 8, 2025 وحسب "لوبينيون" فإنّ أكثر المجالات التي قد تتأثر نتيجة لتوتر العلاقات الثنائية هي حركة الأفراد بين فرنسا والجزائر والتبادلات التجارية والتعاون الأمني. ونبّهت إلى أنّه من مصلحة فرنسا الحفاظ على الاستقرار في الجزائر بينما تشهد العديد من الدول في أفريقيا تدهوراً كبيراً في الوضع الأمني. كما أنّ العلاقات الجيدة بين أجهزة الأمن الفرنسية والجزائرية تلعب دوراً مُهمّاً في مكافحة الإرهاب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإنّ باريس تعتمد على احتياطيات الجزائر من العملات الأجنبية للحصول على عقود ومشاريع تجارية. تخدم وكالة التنمية الفرنسية بشكل أساسي مصالح باريس في مجالات النفوذ الاقتصادي والثقافي، في الوقت الذي يؤكد فيه محللون أنّ كافة الأطراف ستكون خاسرة. دعوة للدبلوماسية من جهتها، دعت صحيفة "لاكروا" إلى أهمية التزام الهدوء تقديراً للروابط العميقة والوثيقة التي تجمع بين الدولتين، مُشيرة إلى أنّه يقع على عاتق الدبلوماسية مسؤولية إيجاد سُبل للحفاظ على الروابط وعدم قطعها ومنع ردود الفعل السلبية، خاصة مع وجود مصالح كثيرة مُشتركة لكلّ من فرنسا والجزائر في الحفاظ على علاقات مميزة.

Rupture entre Paris et Alger : qui a le plus à perdre ? https://t.co/1koViXZOXl

— l'Opinion (@lopinion_fr) January 13, 2025 وقال الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي جان كريستوف بلوكين، إنّ الجزائر هي إحدى الدول التي تُشاركها فرنسا أكبر عدد من القصص والروابط المُشتركة. فعلى مدى أجيال، لم تتوقف أبداً رحلات الذهاب والإياب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهي تحمل المشاعر الأكثر تنوّعاً وتناقضاً، وتظهر بانتظام مصالح مُتباينة، وهو ما يلعب فيها بعض القادة السياسيين. وحذّر بلوكين بشكل خاص من أنّ باريس والجزائر تمرّان بحلقة جديدة صعبة من الأزمة، ولا بدّ للجهود الدبلوماسية من التدخل.









مقالات مشابهة

  • قبلة عفوية تضع أنغام وعبد المجيد عبدالله في موقف محرج ورد غريب من حسين فهمي
  • أولمبياد باريس 2024 في مرمى الانتقادات مجدداً.. شكاوى من تلف الميداليات
  • مسؤولية فرنسا في إزالة مخلفات التفجيرات النووية: إدراج المطلب بشكل “واضح و صريح”
  • دعوات للتهدئة رغم التصعيد..العلاقات بين فرنسا والجزائر إلى أين؟
  • بعد التجاوزات ضد الجزائر.. وزير الداخلية الفرنسي يستسلم
  • سبب غريب لإعادة المتوجين في أولمبياد باريس ميدالياتهم
  • النيابة العامة في باريس توجه توبيخا لوزير الداخلية الفرنسي بشأن اعتقال مؤثر جزائري
  • وزير الداخلية الفرنسي: العلاقات شبه مقطوعة مع الجزائر
  • السفير الفرنسي في المديرية العامة للدفاع المدني: دعم مستمر وتعزيز التعاون
  • موقف مرموش.. تشكيل مانشستر سيتي أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا