خبير: ما يحدث في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
#سواليف
أكد الخبير المصري في القانون الدولي محمد محمود مهران ضرورة تحمل #مجلس_الأمن الدولي لمسؤولياته في حماية المدنيين، وذلك على خلفية انعقاد جلسة المجلس اليوم بشأن الوضع في #غزة.
وبين الدكتور مهران المتخصص في القانون الدولي، عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، في تصريحات صحفية أن “الوضع في غزة يمثل #أزمة #إنسانية غير مسبوقة تتطلب تحركا عاجلا وحاسما من مجلس الأمن”، موضحا أن “الأرقام المروعة التي ذكرها مندوب روسيا عن إلقاء أكثر من 50 ألف قنبلة على القطاع تعكس حجم #الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، وهو ما يرقى إلى مستوى #جرائم_الحرب وفقا للقانون الدولي الإنساني”.
وأشار إلى أن “فشل مجلس الأمن حتى الآن في وقف العدوان وحماية المدنيين، وفقا لما أشار إليه مندوب فلسطين السفير رياض منصور، يمثل إخفاقا خطيرا في أداء المجلس لمسؤولياته الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة”، محذرا من أن “هذا الفشل يقوض مصداقية المجلس والنظام الدولي ككل”.
مقالات ذات صلة مظاهرات متواصلة في واشنطن رفضاً لنتنياهو / فيديو 2024/07/27وشدد أستاذ القانون على ضرورة تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا: “في ضوء خطورة الوضع وتهديده للسلم والأمن الدوليين، حسبما أشار المندوب الروسي إلى احتمال اتساع رقعة الصراع، فإن الوقت قد حان لاستخدام الفصل السابع”، مؤكدا أن “بذلك سيتمكن مجلس الأمن من اتخاذ تدابير إلزامية، بما في ذلك فرض عقوبات وحظر تصدير الأسلحة، لإجبار إسرائيل على الامتثال لقرارات المجلس ووقف العدوان”.
ولفت مهران أيضا إلى “الشهادات المؤلمة التي نقلها مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية”، مشيرا إلى أن “هذه الشهادات تعكس عمق المأساة الإنسانية في غزة، ومبينا أن استخدام التجويع كسلاح حرب، كما أشار مندوب الجزائر، يعد جريمة حرب صريحة بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مشددا على ضرورة تحرك مجلس الأمن فورا لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وفتح جميع المعابر”.
وحول الإجراءات العاجلة المطلوبة، أوضح الدكتور مهران أنه يجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار ملزم تحت الفصل السابع يتضمن النقاط التالية: “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، فتح جميع المعابر وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، نشر قوات حفظ سلام دولية لحماية المدنيين، بالإضافة إلى إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة، فضلا عن فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل حتى امتثالها للقانون الدولي”.
وأكد مهران على أهمية المساءلة القانونية، محذرا من “مرور هذا العدوان دون محاسبة”، مناشدا مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جميع الانتهاكات وتحديد المسؤولين عنها تمهيدا لمحاكمتهم، كما دعا جميع الدول، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، مؤكدا أنه يجب على الولايات المتحدة بشكل خاص مراجعة موقفها ووقف دعمها غير المشروط لإسرائيل، والذي يشجعها على الاستمرار في انتهاكاتها.
وفي سياق حديثه عن البدائل المتاحة في حال فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراءات حاسمة، أكد الدكتور مهران على أهمية تحرك الدول بشكل فردي وجماعي خارج إطار مجلس الأمن، مشيرا إلى أنه إذا استمر مجلس الأمن في عجزه عن حماية المدنيين في غزة، فإن على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتخاذ خطوات فردية وجماعية لممارسة الضغط على إسرائيل.
وتابع: يمكن للدول فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وتجارية على إسرائيل، بما في ذلك، سحب السفراء وطرد السفراء الإسرائيليين، تعليق الاتفاقيات الأمنية و التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، وفرض حظر على استيراد البضائع الإسرائيلية، خاصة تلك المنتجة في المستوطنات، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب، بالإضافة الي حظر سفر المسؤولين الإسرائيليين إلى أراضيها، و تعليق التعاون العلمي والأكاديمي مع المؤسسات الإسرائيلية.
وأضاف مهران أنه يمكن أيضا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة التحرك لتعليق عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، وفقا للمادة 5 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تتيح للجمعية العامة، بناء على توصية من مجلس الأمن، تعليق عضوية أي دولة تستمر في انتهاك مبادئ الميثاق.
واستكمل: في حال استمرار شلل مجلس الأمن، يمكن اللجوء إلى قرار “الاتحاد من أجل السلام” الصادر عن الجمعية العامة عام 1950، والذي يسمح للجمعية العامة باتخاذ إجراءات في حالات تهديد السلم والأمن الدوليين إذا فشل مجلس الأمن في القيام بمسؤولياته.
هذا وشدد الخبير الدولي على أهمية الضغط الشعبي والمدني، مناشدا المجتمع المدني العالمي تكثيف حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات والمشاركة بحملة (BDS) على إسرائيل، مؤكدا أن هذه الحملات أثبتت فعاليتها في الضغط على الكثير من الأنظمة العنصرية، ويمكنها أن تلعب دورا مماثلا في الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي.
وأكد عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع، مشددا على أنه يجب أن تكون هذه الأزمة نقطة تحول لإعادة إطلاق عملية سلام حقيقية على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
واستطرد مهران قائلا: “حان الوقت لتحمل المجتمع الدولي ككل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين، كما أن فشل مجلس الأمن لا يعني نهاية الطريق، بل يجب أن يكون حافزا لتحرك عالمي واسع النطاق لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية وإعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، مؤكدا على أن ما يحدث في غزة هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي.
وأضاف أن الصمت والتقاعس عن التحرك الفعال في هذه اللحظة التاريخية سيكون له تداعيات وخيمة على النظام الدولي ككل، مشددا على أهمية إدراك مجلس الأمن أن مصداقيته وشرعيته على المحك، وأن التاريخ لن يرحم من يتخاذل عن حماية الأبرياء في هذه اللحظة الحاسمة، بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة استمرار الضغط الدولي والشعبي على مجلس الأمن للقيام بواجبه في حماية المدنيين وإنهاء هذه المأساة الإنسانية، داعيا جميع المنظمات الدولية والمجتمع المدني إلى تكثيف جهودها في هذا الاتجاه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مجلس الأمن غزة أزمة إنسانية الدمار جرائم الحرب للقانون الدولی حمایة المدنیین فشل مجلس الأمن الأمم المتحدة على إسرائیل على أهمیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تمديد مهمة حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية
صوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، على تمديد تفويض مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية لمدة عام آخر.
وطالبت حكومة الكونغو في السابق برحيل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، المعروفة باسم مونوسكو. لكن مذكرة إلى مجلس الأمن، أرسلتها بعثة الكونغو لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تظهر أن كينشاسا طلبت تجديد مهمة القوة.
يعني التمديد أن ما يقرب من 11 ألف فرد من قوات حفظ السلام سيواصلون انتشارهم حتى ديسمبر 2025 على الأقل، ويظلون جزءا رئيسيا من العمليات الأمنية في شرق الكونغو الغني بالمعادن.
وتنشر بعثة الأمم المتحدة حاليا 10960 جنديا لحفظ السلام و1750 مدنيا في الكونغو، معظمهم في الشرق.
وفي عام 2023، دعا الرئيس فيليكس تشيسكيدي إلى تسريع رحيلهم، متهما إياهم بالفشل في مهمتهم للحفاظ على السلام.