الأسبوع:
2025-02-07@10:33:58 GMT

"المتحدة" وما وبعد النيوإمبريالية

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

'المتحدة' وما وبعد النيوإمبريالية

مع التطورات التكنولوجية الهائة في وسائل الاتصالات، أو في وسائل السفر، أصبح العالم قرية واحدة، وظهرت مصطلحات مثل العولمة والكونية، تعبر عن واقع له أبعاد اقتصادية وسياسية وإعلامية.

وظهرت فكرة الشركات متعددة الجنسيات أو الشركات التي أصبحت تهدد فكرة القومية والهوية الذاتية للدول، لا سيما الدول التي لم تصل إلى مصاف الدول العظمى.

وظهرت أزمة هوية، إذ ساد النموذج الغربي أو الأمريكي العالم بسبب انتشار الشركات متعددة الجنسيات في الناحية الاقتصادية، ما ظهرت أزمة الهوية في فرض الثقافة والنموذج الغربي بسلبياته قبل إيجابياته على باقي دول العالم.

لذا نجد معظم دول العالم تعانى من سيطرة النموذج الغربي الثقافية والفكرية والإعلامية وحتى السياسية، وأصبح مواطنوا هذه الدول، تقليد دميم للنموذج الأمريكي.

يسيطر على الإعلام وصناعة السينما وحتى وسائل التواصل الإجتماعي ذلك النموذج الغربي المفروض فرضًا كالماء والهواء، ولا يجد من يواجهه بسبب القوة الاقتصادية، أو بسبب القوة الإعلامية.

هل من الممكن أن تواجه دولة ما على وجه الأرض الهيمنة الشاملة التي تفرضها كل معطيات العصر الحديث، نظريًا أمر صعب، إلا في الجزر المعزولة التي بمنأى عن الحضارة بشكل كامل، وحتى هذه الجرز بمجرد اكتشافها ستخضع لهذه السيطرة.

ورغم استحالة الأمر نظريًا إلا أنه عمليًا أصبح موجودًا ومثالًا يحتذي في كل الدول التي تسعى إلى الحفاظ على قوميتها، وبكل فخر هذا النموذج يمكن أن نطلق عليه بكل فخر وشرف "وُجد في مصر.. وصنع في مصر.. صناعة مصرية خالصة مائة في المائة.

شركة إعلامية كبرى، تضاهي اقتصاديًا شركات البروباجندا الإعلامية متعددة الجنسيات التي لدى بعضها ميزانيات تزيد عن ميزانيات دول مجتمعة.

شركة إعلامية كبرى، يكون منبعها وطني، وهدفها وطني وساحتها وطنية، قادرة على الحفاظ على الهوية المصرية، وتصدرها للعالم كله.

فكانت واستمرت وستستمر، فالحاجة إليها ضرورة ملحة، فهم على ثغر من أهم ثغور الوطن، ثغر الدفاع عن الهوية المصرية، وهو عبء ثقيل على كاهل أيًا كان، عبء الحفاظ على هوية مصرية ممتدة في التاريخ لأكثر من 7 آلاف سنة كاملة.

القائمون عليها.. على ثغر وطني، والعاملون بها.. جنود في ميادين الوطن، يسدون ثغرًا وينافحون عن هويتنا وثقافتنا وحضارتنا ووجودنا.. وهي أشياء هامة عزيزة لأنها تخص بلادنا.. لأنها بلادنا.. وهي سلاح بلادنا.

إعلام وطني شامل.. بقدرات عالمية.. يحافظ على الماضي.. ويحمي الحاضر.. ويرسم المستقبل.. خطة عمل مثالية.. والأروع من مثاليتها أنها نُفذت وتنفذ بمثالية مطلقة، من قبل صرح من صروح الوطنية المصرية، "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"..

غزو ثقافي.. وإسقاط حضاري.. واستغلال إعلامي.. وتشويه اقتصادي وسياسي واجتماعي.. تساق إليه الدول سوقًا وتقع في أسره، إلا أن بلادنا مصر نجت منه، بفضل الرؤية الوطنية الإعلامية التي كانت سببًا في وجود صرح الإعلام المصري "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وأصبحت مصر حائط صد ضد ما يُعرف بما بعد النيوإمبريالية، التي وقع في أسرها العالم ونجت منه مصر.. بداية من القرن السابع عشر ظهرت الإمبريالية الاستعمارية التي فرضت سيطرتها على دول العالم بالاحتلال العسكري، ليظهر بعد ذلك النيوإمبريالية أو الإمبريالية الجديدة، وهي الإمبريالية التوسعية التي ظهرت مع نهايات القرن العشرين، التي سقطت بسبب حركات التحرر الوطنية ومنها مشروع التحرر الوطني المصري، على يد ثورة يوليو 1952، والتي صدرت مشروع التحرر من استعمار الإمبريالية الجديدة إلى الوطن العربي وأفريقيا وأسيا.

فكانت مصر حائط صد لإسقاط مشروع الإمبريالية الجديدة بفضل ثورة يوليو المجيدة، والآن التاريخ يعيد نفسه، إذ تقود مصر ثورة جديدة للقضاء على مشروع ما بعد النيوإمبريالية، عبر مشروع وطني بامتياز قادر على المواجهة والقضاء على الأشكال الثقافية والحضارية والفكرية للاستعمار الجديد، وستنهيه.

وليس غريبًا أن نجد أن تجربة مصر الرائدة في إعلامها الوطني المحافظ على الهوية المصرية الأكثر عمقًا في التاريخ، وهي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، ليس غريبًا على أحد أن نجد دول كثيرة تدرس الاستراتيجية الإعلامية المصرية المتمثلة في "المتحدة" لتطبيقها في بلادها، حتى يصلوا إلى ما وصلت إليه مصر من استقلاية فكرية وثقافية وحضارية، وقضاء على التبعية والهيمنة.

تحية لـ"المتحدة" وتحية لجنودها المخصلين على ساحات القتال الإعلامية والثقافية والحضارية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: النموذج الغربی

إقرأ أيضاً:

تنمر ترامب

 

الدكتور/ الخضر محمد الجعري

 

من تابع توجهات وقرارات دونالد ترامب خلال فترة رئاسة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية الممتدة بين ٢٠١٧م-٢٠٢١م يرى بانها اتسمت بالبلطجه والعنجهية وفرض قرارات بالقوة على مختلف الدول كبيرها وصفيرها.. بل والوصول حد الابتزاز لبعض الدول الهشه داخليا والتي تعتمد على الحماية الأمريكية والتي تستطيع باي لحظه تحريك معارضاتها الداخليه لتقلب الأوضاع راسا على عقب اذا تطاولت هذه الدول او تمنعت عن دفع الجزيه لترامب.. وهاهو يعيد نفس التوجهات في ولا يته الثانية ويصدر القرارات بل ويهدد مختلف الدول أصدقاء وحلفاء واعداء حتى جعل العالم كله في مواجهه بلطجيته وهناك طرفه امريكيه مفادها ((بان معاداة أمريكا خطأ وان صداقتها قاتله ))

لقد تغيرت مفاهيم ومعاني ان يكون لمنصب الرئاسه ..رئاسة اي دولة لها احترامها ورزانتها فأصبح باستطاعت اي شخص بلطجي او إرهابي ويمتلك مقدرات ماليه واسناد إقليمي او دولي وهالة إعلامية بإمكانه ان يصبح رئيسا فقد اختلت الموازين..فها هو ترامب منذ يومه الأول يوقع على قرارات ويهدد دول بضمها او احتلالها ويصرح بدون مراعاة للقوانين الدولية والإنسانية ومباديء الأمم المتحده بانه سيهجر شعب كامل ويقتلعه من أرضه فلسطين.

هدد كولومبيا وبنما وجرينلاند وكندا والمكسيك واوقف مساهمة أمريكا لمنظمة الصحة العالمية وغير تسميات الجغرافيا فسمى خليج المكسيك بخليج أمريكا وهدد دول أوروبا برفع الضرائب عليها وهدد دول اعضاء حلفه الناتو برفع اسهاماتها من ٢ بالمائة إلى ٥ بالمائة ..

ورفع الضرائب على الصين وتوعد روسيا بفرض مزيد من العقوبات ان لم تستجب لدعوته بوقف الحرب بطريقته التي يريد…هذه هي بشائر ولا يته الثانيه.. وواهمون من يعتقدون بانه سيجلب السلام والاستقرار للعالم..فهو لا يهمه ولا يفكر بمستقبل العالم…بل يتصرف بعقلية التاجر والمقاول الذي يهمه الحصول على صفقات لصالحه فقط..

فلقد وعد شعبه بوعود انتخابيه و وعد بحل حرب اوكرانيا وروسيا خلال ٢٤ ساعه ولكن هاهي وعوده تتبخر ..وها هو يصطدم بالواقع المغاير لتصوراته وهاهي تمضي الأسابيع على وعوده بل وستمضي شهور دون أن يحقق ماوعد به ..بل ان حياة ناخبيه اذا مامضى في فرض العقوبات على الدول ولم يتراجع سيكون لها ايضا انعكاسات سلبية على حياة ناخبيه في مختلف المجالات..

وهو في سباق مع الزمن يريد ان يحقق في ولايته الثانية والاخيرة طموحاته في التغيير كما يسميها قبل ان يخسر خلال عامين الغالبية الضئيله في مجلسي النواب والشيوخ..

ان لم تتكاتف الدول و تقف الدول في وجهه فإنه سيقود العالم الى ازمات اقتصادية لاتقل فتكا بالشعوب عن الحروب..وسيجعل دول العالم تتخلى حتى عن الحد الأدنى من العمل بمباديء واتفاقات الأمم المتحدة..والتمسك بقراراتها..وفرض قانون البلطجه ومنطق القوة على الجميع.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • تنمر ترامب
  • كيف تتعامل الدول العربية مع سياسة ترامب؟ أولوية حتمية .. فيديو
  • جرأة مجموعة لاهاي
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • أوهام الصداقة الإمبريالية والصهيونية
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم
  • وزير التربية والتعليم نذير القادري لـ سانا: ضمن عملية التنظيم الإداري للواقع التربوي، وبعد دراسة واقع الكوادر التعليمية والإدارية بالمحافظات، أصدرنا عدة قرارات نقل للكوادر التعليمية إلى محافظاتهم التي تقدموا بطلبات النقل إليها خلال العطلة الانتصافية