الأسبوع:
2025-03-16@09:36:46 GMT

"المتحدة" وما وبعد النيوإمبريالية

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

'المتحدة' وما وبعد النيوإمبريالية

مع التطورات التكنولوجية الهائة في وسائل الاتصالات، أو في وسائل السفر، أصبح العالم قرية واحدة، وظهرت مصطلحات مثل العولمة والكونية، تعبر عن واقع له أبعاد اقتصادية وسياسية وإعلامية.

وظهرت فكرة الشركات متعددة الجنسيات أو الشركات التي أصبحت تهدد فكرة القومية والهوية الذاتية للدول، لا سيما الدول التي لم تصل إلى مصاف الدول العظمى.

وظهرت أزمة هوية، إذ ساد النموذج الغربي أو الأمريكي العالم بسبب انتشار الشركات متعددة الجنسيات في الناحية الاقتصادية، ما ظهرت أزمة الهوية في فرض الثقافة والنموذج الغربي بسلبياته قبل إيجابياته على باقي دول العالم.

لذا نجد معظم دول العالم تعانى من سيطرة النموذج الغربي الثقافية والفكرية والإعلامية وحتى السياسية، وأصبح مواطنوا هذه الدول، تقليد دميم للنموذج الأمريكي.

يسيطر على الإعلام وصناعة السينما وحتى وسائل التواصل الإجتماعي ذلك النموذج الغربي المفروض فرضًا كالماء والهواء، ولا يجد من يواجهه بسبب القوة الاقتصادية، أو بسبب القوة الإعلامية.

هل من الممكن أن تواجه دولة ما على وجه الأرض الهيمنة الشاملة التي تفرضها كل معطيات العصر الحديث، نظريًا أمر صعب، إلا في الجزر المعزولة التي بمنأى عن الحضارة بشكل كامل، وحتى هذه الجرز بمجرد اكتشافها ستخضع لهذه السيطرة.

ورغم استحالة الأمر نظريًا إلا أنه عمليًا أصبح موجودًا ومثالًا يحتذي في كل الدول التي تسعى إلى الحفاظ على قوميتها، وبكل فخر هذا النموذج يمكن أن نطلق عليه بكل فخر وشرف "وُجد في مصر.. وصنع في مصر.. صناعة مصرية خالصة مائة في المائة.

شركة إعلامية كبرى، تضاهي اقتصاديًا شركات البروباجندا الإعلامية متعددة الجنسيات التي لدى بعضها ميزانيات تزيد عن ميزانيات دول مجتمعة.

شركة إعلامية كبرى، يكون منبعها وطني، وهدفها وطني وساحتها وطنية، قادرة على الحفاظ على الهوية المصرية، وتصدرها للعالم كله.

فكانت واستمرت وستستمر، فالحاجة إليها ضرورة ملحة، فهم على ثغر من أهم ثغور الوطن، ثغر الدفاع عن الهوية المصرية، وهو عبء ثقيل على كاهل أيًا كان، عبء الحفاظ على هوية مصرية ممتدة في التاريخ لأكثر من 7 آلاف سنة كاملة.

القائمون عليها.. على ثغر وطني، والعاملون بها.. جنود في ميادين الوطن، يسدون ثغرًا وينافحون عن هويتنا وثقافتنا وحضارتنا ووجودنا.. وهي أشياء هامة عزيزة لأنها تخص بلادنا.. لأنها بلادنا.. وهي سلاح بلادنا.

إعلام وطني شامل.. بقدرات عالمية.. يحافظ على الماضي.. ويحمي الحاضر.. ويرسم المستقبل.. خطة عمل مثالية.. والأروع من مثاليتها أنها نُفذت وتنفذ بمثالية مطلقة، من قبل صرح من صروح الوطنية المصرية، "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"..

غزو ثقافي.. وإسقاط حضاري.. واستغلال إعلامي.. وتشويه اقتصادي وسياسي واجتماعي.. تساق إليه الدول سوقًا وتقع في أسره، إلا أن بلادنا مصر نجت منه، بفضل الرؤية الوطنية الإعلامية التي كانت سببًا في وجود صرح الإعلام المصري "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وأصبحت مصر حائط صد ضد ما يُعرف بما بعد النيوإمبريالية، التي وقع في أسرها العالم ونجت منه مصر.. بداية من القرن السابع عشر ظهرت الإمبريالية الاستعمارية التي فرضت سيطرتها على دول العالم بالاحتلال العسكري، ليظهر بعد ذلك النيوإمبريالية أو الإمبريالية الجديدة، وهي الإمبريالية التوسعية التي ظهرت مع نهايات القرن العشرين، التي سقطت بسبب حركات التحرر الوطنية ومنها مشروع التحرر الوطني المصري، على يد ثورة يوليو 1952، والتي صدرت مشروع التحرر من استعمار الإمبريالية الجديدة إلى الوطن العربي وأفريقيا وأسيا.

فكانت مصر حائط صد لإسقاط مشروع الإمبريالية الجديدة بفضل ثورة يوليو المجيدة، والآن التاريخ يعيد نفسه، إذ تقود مصر ثورة جديدة للقضاء على مشروع ما بعد النيوإمبريالية، عبر مشروع وطني بامتياز قادر على المواجهة والقضاء على الأشكال الثقافية والحضارية والفكرية للاستعمار الجديد، وستنهيه.

وليس غريبًا أن نجد أن تجربة مصر الرائدة في إعلامها الوطني المحافظ على الهوية المصرية الأكثر عمقًا في التاريخ، وهي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، ليس غريبًا على أحد أن نجد دول كثيرة تدرس الاستراتيجية الإعلامية المصرية المتمثلة في "المتحدة" لتطبيقها في بلادها، حتى يصلوا إلى ما وصلت إليه مصر من استقلاية فكرية وثقافية وحضارية، وقضاء على التبعية والهيمنة.

تحية لـ"المتحدة" وتحية لجنودها المخصلين على ساحات القتال الإعلامية والثقافية والحضارية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: النموذج الغربی

إقرأ أيضاً:

الصِّيغة الجديدة لأمْرَكة العالم

واشنطن في سعيها لتحقيق مصالحها ــ حسب رؤية ترامب ـ تهدم البناء الكلي للنظام العالمي

تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية من خلال رئيسها الجمهوري دونالد ترامب مع قضايا العالم ـ خاصة الشائكة منها ـ يفرض على الدول نمطاً جديداً من العلاقات، يمكن اعتباره صيغة فريدة من التفاعل، حيث يرجّح الصراع بدل التعاون، ويبلغ في حده الأقصى" أمْركة" لصناعة القرارات، الأمر الذي يقلل من أهمية المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس الأمن والأمم المتحدة.
لا يقف التوصيف السّابق عند المواقف الآنية المتناقضة التي تُجَاهر بها الإدارة الأمريكية عند نظرتها لمجمل القضايا من زاوية المصالح الأمريكية ذات الطابع النفعي المُتوحّش فحسب، إنما يتابع، ويستشهد، من ناحية التحليل بالقرارات الأمريكية الأخيرة المهددة للسلم والأمن العالميّيْن.. تلك المواقف التي تكشف كل يوم عن تحالفات تلغي الثوابت لصالح المتغيرات، في ظل سباق محموم لأجل بلوغ أهداف تعَلِّي من الدور الأمريكي بعيداً عن أيِّ شراكة مع الآخرين، حتى لو كانوا حلفاء.
هذه الممارسة الأمريكية تأتي من عاملين، أولهما، مواقف الرئيس الأمريكي المتغيرة والمتناقضة من القضايا المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، بمنطق "غلبة العدو" في حال الرفض للقرار الأمريكي، وثانيهما، الهلع العام الذي أصاب معظم دول العالم، الأمر الذي دفعها نحو صيغ مختلفة للاستجابة للقرارات الأمريكية، في محاولة منها لتطويع نفسها بما يحقق نجاتها من التغول، حتى لو كانت في الحد الأدنى.
الاستجابة للقرارات "الترامبية" أو الرد عنها من خلال التحايل أو التأجيل هي التي تحدد اليوم مواقف الدول على المستوى الرسمي، حيث العجز البيّن لدى كثيرين منها، وأخرى تترقب ما ستفسر عنه تلك القرارات من رد فعل من قوى دولية أخرى، وخاصة التنظيمات والجماعات، الخارجة عن سلطة الدول، كونها هي القادرة على التمرد، بل إنها توضع اليوم في الصف الأول لمواجهة القرارات الأمريكية.
على خلفية ذلك، ستشكل التنظيمات والجماعات ـ كما يلوح في الأفق ـ قوى يعوّل عليها في تثبيت القرارات الأمريكية، وتطويع الأنظمة الرسمية لها، ليس فقط لما ستحظى به من اعتراف أمريكي يجعل منها ـ حقيقة أو وهماً ـ قوى منافسة، قد تحلُّ في المستقبل المنظور بدل الحكومات القائمة حالياً، وتُسْهم في إعادة تشكيل خرائط الدول، بل تُغيِّر من المفاهيم، ومنها مصطلح الإرهاب بوجه خاص، وإنما لما هو أهم من ذلك بالنسبة للإدارة الأمريكية، وهو تكريس خيارها السّاعي إلى تغيير سياسة العالم بما يحقق غلبة أمريكية مطلقة، والدخول في مرحلة "ما فوق القوة".
من هنا، فإنَّ الشعور العام لدى الدول، خاصة تلك التي تتواجد في مناطق صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، هو أن واشنطن في سعيها لتحقيق مصالحها ــ حسب رؤية ترامب ـ تهدم البناء الكلي للنظام العالمي السائد، انطلاقا من ضغطها على الدول عبر تنظيمات وجماعات داخلية أو خارجية معادية لها، في محاولة منها لتكون الدولة الوحيدة الصانعة للقرارات العالمية، بما يحقق لها سيطرة كاملة من خلال الخوف والترهيب، مع عدم مبالاة لما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك من انهيار لقيم وأشكال الدولة المعاصرة.
إذاً الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تعميم سياسية التبديل في حال عدم قبول الدول بأطروحاتها المهددة لوجودها، وهذا من خلال تحريكها للتنظيمات والجماعات المختلفة بشكل ظاهر ومعلن، لدرجة أنها تحاور اليوم بعضاً ممن صنفتها تنظيمات إرهابية في وقت سابق، وتدعمها لتشكل "شبه دولة"، وهو ما نراه اليوم في عدد من مناطق العالم، خاصة في منطقتنا، حيث الحوار المباشر مع تنظيمات ليست منافسة للدول على مستوى العلاقة مع الولايات المتحدة فحسب، وإنما تمثل بديلاً لها ليس في مقدور الأنظمة الرسمية مواجهته، كونه يأتي محملاً بوعود أمريكية نافذة اليوم، وإن كانت مجهولة اليقين بعد ذلك.

مقالات مشابهة

  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • من هو الجدير بالمنصب؟!
  • من يتجرأ يتقدم!
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • الأمين العام للأمم المتحدة: ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • رئيس الأعلى للإعلام يبحث مع مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب مشروع تطوير القدرات الإعلامية
  • نحن وإياهم في زمن الإمبريالية الصاعدة
  • الصِّيغة الجديدة لأمْرَكة العالم