المقاومة شرف ومقاومة المؤمن جهاد
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
قاوم الفيتناميون الغطرسة الفرنسية ومن ثم الأمريكية بحرب الأنفاق، وكانت بسالة وتضحيات الفيتناميين محل تقدير واحترام العالم ونموذجاً عند كثير من أحرار العالم وكتب عنها المقالات والكتب حول حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات التي كان يشنها الثوار الفيتناميون، بل إن الخطط الحربية المعتمدة على الأنفاق كانت تدرس في الأكاديميات العسكرية كأحد المآثر التي تظهر إمكانية التغلب على فارق الإمكانيات بين قوتين متحاربتين، واستخلص منها دروس أن القوة مهما عظمت ليست العامل في الانتصار في المعارك، وأن عدالة القضية أهم عامل في الانتصار على العدو مهما كانت قوته.
المفارقة اليوم أن بعض من كان يترنم بهذه الثقافة بات يسخر ويقلل ويذم المقاومة الفلسطينية في غزة لأنها تخوض معاركها مع عدوها بنفس ما خاضت المقاومة الفيتنامية معاركها مع القوات الأمريكية عبر الأنفاق وحرب العصابات.
وهذا يُظهر إلى أي مستوى بلغت ثقافة العرب من الانحدار بفعل خطاب وسائل إعلام البترودولار التي تكرس الهزيمة وتسعى إلى تزييف الوعي، وتكريس وعي الهزيمة والقبول بالتبعية والارتهان والتفريط في حقوق الأمة، والأنكى من ذلك أنّ هذا الوعي السائد والمنتشر يتم تسويقه تحت يافطة المشروع العربي، أي مشروع هذا الذي يثبط الإرادات ويوهن العزائم ويجر الدول والشعوب إلى التبعية والارتهان؟ هذا ليس مشروعاً ويستحيل أن يكون مشروع نهوض، إنه مشروع استسلام وخضوع لقوى البطش والاستكبار العالمي، إنه مشروع خيانة لدين الأمة وتاريخها.
لماذا يختلف موقف أنصار الله ؟
لماذا موقف الأنصار مختلف عن موقف خصومهم الداخليين من غزة ؟
بالطبع نتيجة الصدق والإيمان العامل الرئيسي فيها، لكن هناك عوامل أخرى لأنهم متحررون من كل القيود وليس لديهم ارتباط بقوى الهيمنة العالمية بأي مصالح أو منافع يخشون تضررها أو يمكن الضغط عليهم من خلالها، بينما خصومهم في علاقة عضوية مع قوى الهيمنة ولديهم شركات وأرصدة مالية ومصالح يخشون التضييق عليهم عبر العقوبات، مصالحهم الذاتية تجرهم إلى المواقف الضبابية أو اللعب على الحبلين وسمعناهم يطلقون الخطب الرنانة والعصماء حول القضية الفلسطينية، لكنها بلا فعل ولا تأثير ينطبق عليهم القول المتواتر ” أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب”، أي يكون مع غزة قولاً وبالكلام المعسول والمحسنات البديعية وبالخُطب الرنانة، لكنها منزوعة الأفعال والمواقف.
ولو حدث الطوفان وسلطة صنعاء مع شرعية الفنادق لما حركوا ساكناً ولكان موقفهم لا يختلف عن موقف الزعماء إلّا بدرجة السوء.
وحين صار لصنعاء قائد صادق مؤمن بحجم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي باتت أقوال سلطة صنعاء تجسدها الأفعال، هذا الربط بين الأقوال والأفعال رفع من شأن اليمن وجعل أفعالها محل إعجاب وتقدير واحترام أحرار العالم وأعطاها مكانة وصيتاً ورمّم سمعتها السابقة التي شوهها نظام الفساد والعمالة الساقط.
وفي هذا المقام نرسل تحية لكل الجنود المجهولين الذين يمتثلون لأوامر وتوجيهات قائدهم ويسطرون ملاحم البطولة والفداء دعماً لأشقائنا في غزة .!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تعيين إيال زامير رئيسا لأركان جيش الاحتلال خلفا لهرتسي هاليفي
أعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن إيال زامير هو رئيس أركان جيش الاحتلال المقبل خلفًا لهرتسي هاليفي.
جاءت استقالة هاليفي من منصبه رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي بعد أيام على بدء سريان الهدنة في غزة.
وقال هاليفي إنه يتحمّل مسؤولية إخفاقات الجيش والأمن يوم السابع من أكتوبر، في إشارة منه إلى الهجوم الذي نفّذته حركة حماس على مناطق غلاف غزة والذ عُرف بـ طوفان الاقصي ، وخلّف أكثر من 1140 قتيلاً.
وذكرت تقارير عبرية أن هاليفي قدم استقالته ضمن رسالة رسمية بعثها لوزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضحاً أنه اتخذ القرار في ظل إدراكه للمسؤولية الملقاة على عاتقه.
من هو ايال زامير؟
وشغل إيال زمير منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي منذ ديسمبر 2018.
وتشير تقارير عبرية الى أن زامير ذو خبرة قيادية واسعة في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، وتنقل في مواقعه العسكرية القتالية من لواء المظليين إلى غولاني، حتى وصل إلى درجة قائد المنطقة الجنوبية، بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد في 2014، وهو من الداعين لفكرة إقامة الجدار التحت أرضي شرق قطاع غزة، وأنشأ وحدة عسكرية خاصة للكشف عن الأنفاق، والعثور عليها".
ويعد زامير أصغر أعضاء هيئة الأركان سنا، فهو لم يتجاوز 52 عاما، لكنه يحظى بثقة الكثير من المحيطين به، وبتقدير المستوى السياسي".
ووفق يديعوت احرونوت ، فإن زامير يعود اليه الفضل في إقامة العائق المادي لمواجهة أنفاق حماس بكلفة مالية تقدر بأربعة مليارات شيكل، ما يعادل 1.4 مليار دولار، على طول 64 كيلومترا على حدود قطاع غزة، وحتى الآن تم استكمال ثلث المسافة المطلوبة".
كما أقام زامير وحدة متخصصة من الخبراء بفرقة غزة أسماها "المقصلة"، التي لا تنتظر خروج المقاتلين الفلسطينيين من الأنفاق لاختراق التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية المحاذية بغلاف غزة، وهي مزودة بإمكانيات تكنولوجية متقدمة، وقدرات استخبارية، ومعدات عملياتية، ونجحت حتى الآن في اكتشاف عشرة أنفاق تابعة لحماس والجهاد الإسلامي، حفر بعضها بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة".