سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
حددت المعايير الوطنية لخدمات الرعاية الصحية المنزلية، سبع ركائز ومحاور أساسية، تتضمن متطلبات التسجيل والترخيص ومتطلبات الرعاية الصحية المهنية، وتصميم المنشأة الصحية ومرافق الرعاية الصحية ومقدمي الخدمات والمهنيين، والرعاية التي تركز على المريض، وسلامة المرضى وحقوق المريض والأسرة.


وتتيح المعايير، التي دخلت حيز التطبيق، تقديم استشارة المتابعة الهاتفية أو الصحية عن بُعد، واتخاذ تدابير مكافحة العدوى، والتقييم الغذائي والنفسي الاجتماعي، ويتضمن عند الحاجة فحص القلق والاكتئاب وسوء المعاملة أو الإهمال.
وكذلك تقييم البيئة والسلامة من المخاطر التي يتعرض لها المرضى، والانتباه إلى العوائق الموجودة داخل المنزل والتي قد تزيد من خطر السقوط. 
وسمحت المعايير، التي أصدرتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الصحية الأخرى، بتقديم هذه الخدمات في كل من المستشفيات ومراكز جراحة اليوم الواحد وطب الأسنان وغسيل الكلى، وإعادة التأهيل والعيادات العامة والتخصصية ومرافق الرعاية المنزلية المستقلة. 
ويستفيد من خدمات الرعاية الصحية المنزلية، أصحاب الهمم والأفراد ذوو الإعاقة (البدنية أو الفكرية أو الحسية)، أو ذوو الإعاقة المرتبطة بالعمر (سواء كبار السن، أو صغار السن). 
فيما أكد أطباء ومختصون، أن معايير الوطنية للخدمات الصحية المنزلية، التي بدأ العمل بها مؤخراً تمثل نموذجاً يحتذى به، سواء من حيث أداء الخدمة أو تكاملها، أو سرعة استجابة الفريق الطبي أو الإحاطة الطبية المتكاملة التي يحظى بها المريض، وفق أرقى معايير الرعاية الصحية العالمية. 
وبموجب المعايير، تضم الرعاية الصحية المنزلية، العديد من الخدمات، هي: الخدمة الطبية، أو رعاية أسنان أو تمريض أو أي رعاية داعمة يقدمها مقدمو رعاية محترفون، على سبيل المثال، العلاج الطبيعي والعلاج الاجتماعي والمهني واستشارات الأخصائيين النفسيين والرعاية التلطيفية للفرد أو العميل في أماكن إقامتهم. تعزيز واستعادة والحفاظ على أقصى مستوى من الراحة والأداء الجسدي والعقلي والحالة الصحية للشخص. وتلزم المعايير الوطنية، مقدمي خدمات الرعاية المنزلية بتوفير خطة رعاية فردية للمرضى يتم وضعها من خلال فريق متعدد التخصصات مع الوثائق الداعمة لكل مريض.

استدامة الرعاية 
وتفصيلاً، أكد الدكتور طارق دوفان، المدير الطبي واستشاري أول في علاج الأورام بالإشعاع في المستشفى الأميركي دبي، أن خدمة الرعاية الصحية المنزلية تعد أحد العوامل الحيوية في تقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة في أي مجتمع، مشيراً إلى أنه في إطار التطور السريع الذي تشهده قطاعات الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن تطبيق المعايير الوطنية لخدمة الرعاية الصحية المنزلية يعد خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الجودة والفاعلية في هذا المجال.
وأشار إلى أن هذه المعايير الوطنية تأتي جزءاً من الجهود المبذولة لرفع مستوى جودة الرعاية الصحية في الإمارات إلى المستويات العالمية، حيث تعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى توفير رعاية صحية شاملة ومبتكرة للمرضى داخل منازلهم، ما يساهم في تعزيز الصحة والرفاهية العامة للمجتمع.
ولفت إلى أن تطبيق المعايير الوطنية لخدمة الرعاية الصحية المنزلية يعمل على تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية عن طريق توفير الخدمات الطبية والتمريضية في بيئة مألوفة ومريحة للمرضى، فبدلاً من الذهاب إلى المستشفى أو العيادة، يمكن للمرضى الاستفادة من الرعاية المتخصصة داخل منازلهم، مما يقلل من العبء على المرضى وأسرهم.
وذكر أن تطبيق المعايير الوطنية للرعاية الصحية المنزلية يسهم في تعزيز الاستدامة والكفاءة في نظام الرعاية الصحية، فبتقليل عدد الزيارات إلى المستشفيات والعيادات، يمكن تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف وتحسين استخدام الموارد الطبية بشكل أكبر.
وأكد أن تطبيق المعايير الوطنية لخدمة الرعاية الصحية المنزلية في الإمارات يمثل خطوة إيجابية نحو تطوير نظام صحي أكثر شمولاً وفاعلية، فمن خلال التركيز على الجودة والفاعلية والاستدامة، يمكن لهذه المعايير أن تسهم في تحسين تجربة المرضى وتعزيز حوكمة الخدمات. 
من جهته، أوضحت ريشا ساتيجا، مدير الرعاية الصحية خارج المستشفى، بمجموعة برجيل القابضة، أن وجود معايير للرعاية الصحية المنزلية يعد أمراً ضرورياً لضمان خدمات رعاية صحية عالية الجودة وآمنة، ويمكن الوصول إليها ويقدمها متخصصون بالرعاية الصحية. 
وقالت: «تضمن هذه المعايير التزام مقدمي الرعاية المنزلية بأفضل الممارسات، واستخدام المعدات الطبية المناسبة، واتباع الإرشادات السريرية، وبالتالي الحفاظ على مستوى ثابت من الرعاية». 
وأكدت أن هذا مهم بشكل خاص لسلامة المرضى، لأنه يساعد على تخفيف المخاطر المرتبطة بالعلاجات الطبية في المنزل من خلال البروتوكولات المعمول بها لحالات الطوارئ وتدابير مكافحة العدوى.
وذكرت أن هذه المعايير تعمل على تعزيز إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المنزلية من خلال تبسيط العمليات وتوضيح معايير الأهلية، ما يسهل على المرضى تلقي الرعاية، وهذا يخفف العبء على موارد المستشفى ويوفر حلول رعاية صحية مناسبة للمرضى في مجتمع سكاني متزايد ومتنوع مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: قيمة الوطن تعلو وترتفع بأعمالنا وتضحياتنا «أبوظبي للإسكان» تحدد الموعد النهائي لاستقبال طلبات المواطنين المتصرفين بالمنح السكنية

وأفادت بأنه علاوة على ذلك، يعزز الالتزام بالمعايير، التطوير المهني المستمر للعاملين في مجال الرعاية الصحية، ويحسن نتائج المرضى، ويبني الثقة بين المرضى وأسرهم، مما يضمن الرضا العام عن نظام الرعاية الصحية.

أبرز المعايير
حول أبرز معايير الرعاية المنزلية الجديدة، أجابت: «تتضمن العديد من الميزات البارزة لتعزيز جودة ونطاق الخدمات المقدمة، ومن أهم هذه الخدمات إدراج خدمات رعاية الأسنان والرعاية التلطيفية والنفسية، والتي تضمن رعاية شاملة وكاملة للمرضى في منازلهم».
وأضافت: «تؤكد المعايير أيضاً على عملية الترخيص لمرافق الرعاية المنزلية، يتضمن ذلك إصدار تراخيص تشغيل المرافق الصحية لمختلف المؤسسات، بما في ذلك الأفراد والهيئات الحكومية والشركات والشركات ذات المسؤولية المحدودة». 
وذكرت أن هذا يضمن أن جميع مقدمي الرعاية المنزلية مسؤولون قانوناً عن عملياتهم، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من المساءلة والجودة في تقديم الخدمات، ومن المتوقع أن تعمل هذه اللوائح على الارتقاء بقطاع الرعاية المنزلية، مما يضمن استيفاءه المعايير الدولية وتلبية احتياجات الرعاية الصحية للسكان بشكل فعال.
وعن دور هذه المعايير في تقديم رعاية منزلية متميزة للمرضى، أفادت بأن هذه المعايير تعمل على تعزيز الثقة والموثوقية وجودة خدمات الرعاية المنزلية، بما يتماشى مع المعايير الدولية، ويعزز النتائج الصحية الأفضل، ويحقق رضا المرضى.
ورداً على سؤال حول فئات المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من خدمات الرعاية المنزلية، أكدت أن خدمات الرعاية المنزلية تلبي مجموعة متنوعة من المرضى ذوي الاحتياجات الطبية المختلفة، وتشمل هذه الأدوية التي تتطلب إعطاء الأدوية مثل الحقن، والحقن الوريدي، والاستنشاق، والفم، والحقن الوريدي، والمستقيم، والمعوي. 
كما يقومون أيضاً بإدارة مرضى الرعاية التلطيفية الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان أو الأمراض التقدمية المتقدمة، وتوفير إدارة الألم ودعم الأمراض المزمنة.
وقالت: «بالإضافة إلى ذلك، تغطي الخدمات حقن الأنسولين يومياً، والإشراف على مرضى السكري، وإدارة التغذية بالأنبوب، مشاكل البلعوم والقصبة الهوائية، ورعاية القسطرة، والعناية بالجروح، فغر القولون، العلاج بالأكسجين، وفحوص مستويات الجلوكوز في الدم ومقياس البول». 
وأضافت: «يضمن هذا النهج الشامل حصول المرضى على رعاية متخصصة ومصممة خصيصاً داخل منازلهم».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الرعاية الصحية المنزلية الرعاية الصحية الرعاية الطبية الإمارات الرعایة الصحیة المنزلیة خدمات الرعایة المنزلیة معاییر الوطنیة هذه المعاییر من خلال

إقرأ أيضاً:

بورسعيد.. "الرعاية الصحية" تخطو نحو العالمية ببعثة تاريخية إلى مستشفى زيورخ الجامعي

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية عن استقبال مستشفى زيورخ الجامعي المرموق في سويسرا لأول بعثة من أطباء الهيئة. تأتي هذه المبادرة ضمن برنامج "Health Universal Bridges (HUB)" الطموح، الذي يهدف إلى إقامة توأمة مع كبرى المستشفيات الدولية في التخصصات الصحية المتقدمة، وتعزيز الشراكات العالمية للهيئة.

أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن برنامج HUB للابتعاث الخارجي يمثل استثمارًا استراتيجيًا في الكوادر الطبية المصرية، حيث يسعى إلى تأهيل قادة إكلينيكيين قادرين على إحداث نقلة نوعية في الممارسات الطبية وتحقيق التطور المستمر. وشدد على أن الهيئة تعمل على إعادة صياغة مفهوم التعليم والتأهيل الإكلينيكي من خلال هذه البرامج الدولية المتميزة.

وكشف رئيس الهيئة عن أن بعثة زيورخ تضع حجر الأساس نحو إنشاء أول مركز وطني متكامل للتأهيل العصبي والحركي للأطفال داخل مستشفى النصر التخصصي للأطفال التابعة للهيئة في محافظة بورسعيد.وأوضح أن هذا المركز سيُقام وفقًا لأحدث النماذج السويسرية المتطورة، مما يمثل إضافة نوعية للخدمات الصحية المقدمة للأطفال في مصر.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن برنامج HUB يمثل قفزة هامة في تعزيز التعاون المؤسسي الفعّال، ويسهم في دمج مستشفيات الهيئة ضمن شبكات الابتكار العالمية. وأكد على التركيز على توطين الخبرات والتجارب العالمية بهدف تأسيس مراكز تميز تنافسية قادرة على الحصول على الاعتماد الدولي، بما يضمن تقديم أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية.

وعبر رئيس الهيئة عن خالص تقديره للدعم الكبير الذي قدمته مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في الصحة والتعليم في سويسرا، موجهًا الشكر الخاص لمؤسسة أبوزيد السويسرية للصحة والتعليم برئاسة المهندس حسام أبوزيد، لدورها المحوري في دعم وإنجاح زيارة هذه البعثة، في إطار جهود المؤسسة لتعزيز العلاقات الصحية بين مصر وسويسرا.

وأوضحت الهيئة أن بعثة أطبائها تضمنت زيارة تفصيلية لمستشفى زيورخ الجامعي للأطفال (Kinderspital Zürich)، الذي يُعد أكبر مركز متخصص في طب الأطفال في سويسرا. كما شملت الزيارة مركز كاريوم (Careum) السويسري الرائد في مجال التعليم الصحي متعدد التخصصات والتعليم بالمحاكاة، بالإضافة إلى مركز تحليل الحركة والتأهيل العصبي بمنطقة Affoltern am Albis، الذي يعتبر مرجعًا أوروبيًا في التعامل مع الحالات العصبية الحركية المعقدة لدى الأطفال.

وخلال الزيارات، تلقى وفد الأطباء تدريبات تطبيقية مباشرة على أحدث التقنيات المستخدمة في تحليل الحركة وتقييم الوظائف العصبية للأطفال. كما اطلعوا على نموذج التأهيل متعدد التخصصات (Interdisciplinary Pediatric Neuro-Ortho Rehabilitation) وخضعوا لتدريب عملي بالمحاكاة داخل مركز كاريوم، باستخدام سيناريوهات واقعية وأساليب تقييم جماعي متقدمة.

كما تضمنت الزيارة لقاءات مثمرة مع نخبة من كبار الخبراء العالميين، من بينهم البروفيسور فرانك روهلي، عميد كلية الطب بجامعة زيورخ ومدير معهد الطب التطوري بالجامعة وعالم المصريات الشهير، والبروفيسور أوسكار جيني، والبروفيسورة بيا لاتال، وهما من كبار المتخصصين في تقييم النمو العصبي للأطفال والتأهيل الوظيفي الدقيق.

وأشارت الهيئة إلى أن الوفد الطبي المصري المشارك في هذه البعثة المتميزة يمثل مستشفى النصر التخصصي للأطفال ببورسعيد، وضم نخبة من الكفاءات الطبية والتمريضية والإدارية، وهم: د.غادة محمد جمعة، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، د.نورهان أحمد عبد الله، نائب مدير المستشفى، د.ميرا عادل الجمل، صيدلي إكلينيكي، د.كريم مساعد السباعي، أخصائي العلاج الطبيعي، أ. إسراء الخضر بركات، مشرفة التمريض، ود.آلاء عبد السميع الدمرادش، مسئولة التعاون الدولي بالمقر الرئيسي للهيئة في القاهرة.

وأكدت الهيئة على أن هذه الزيارة حققت العديد من المخرجات الهامة والمحورية، حيث يجري حاليًا إعداد خطة تفصيلية لإنشاء أول مركز وطني متكامل للتأهيل العصبي والحركي للأطفال داخل مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد، ليصبح أول نموذج مصري يحتذي بالنموذج السويسري المتقدم. بالإضافة إلى ذلك، يجري تصميم برنامج تدريبي داخلي بالمحاكاة بالتعاون مع مركز كاريوم، ليصبح جزءًا أساسيًا من مناهج إعداد القادة الإكلينيكيين (Clinical Leaders) في الهيئة. كما تم توثيق شامل لرحلة المريض داخل وحدات التأهيل السويسرية المتقدمة، بهدف استخدامها كمرجع أساسي في بناء النموذج المصري. وأخيرًا، تم تفعيل قنوات اتصال مستمرة ومباشرة مع جامعة زيورخ ومركز كاريوم، بهدف استكمال التعاون المثمر في مجالي التدريب والأبحاث التطبيقية، بما يعود بالنفع على تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.

الكلمات المفتاحية: هيئة الرعاية الصحية، مستشفى زيورخ الجامعي، التوأمة الدولية، التأهيل العصبي للأطفال، مستشفى النصر التخصصي، برنامج HUB، التعليم الطبي المستمر، التعاون المصري السويسري.

مقالات مشابهة

  • بورسعيد.. "الرعاية الصحية" تخطو نحو العالمية ببعثة تاريخية إلى مستشفى زيورخ الجامعي
  • دبي الصحية تعتمد برنامجاً لقياس وتحسين تجربة المرضى
  • بورسعيد نموذجًا للرعاية الصحية الشاملة بمعايير عالمية
  • الصحة العالمية:أكثر من 10% من الأفغان قد لا يحصلون على الرعاية الصحية نهاية عام 2025
  • وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني تعزيز التعاون بملف الرعاية الصحية
  • الرعاية الصحية لقافلة روتابلاست الدولية تنظم ورش عمل وتدريبات للطاقم الطبي بالأقصر
  • «دبي الصحية»: 11 عملية قلب معقدة دعماً للمرضى غير القادرين
  • فريق وزاري يُتابع إجراءات تعزيز وتحسين جودة الرعاية الصحية بالبحيرة
  • دبي الصحية تجري 11 عملية قلب معقدة ضمن حملة نبضات
  • زيارات رقابية على جودة الخدمات في الشرقية لضمان تطبيق المعايير العالمية