الثورة نت:
2024-09-07@23:00:56 GMT

العودة إلى أصالة الإسلام

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

 

الإنجازات العظيمة هي التي تسعى لتحقيق تطلعات الشعوب بجالها العظماء ذوى الهمم العالية، المتحورة حول السعي لتحقيق رضوان الله والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، أما النفوس الدنيئة والمنحطة فإنها تغلب مصالحها على كل ما سوى ذلك، وهنا يقارن قائد الثورة، ربان المسيرة القرآنية بين يجتمعين في سلوكها تجاه دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين، فالأول: بانتمائهم الإيماني جمعوا بين التزام العبادة والتزام المسؤولية، مناصرة وجهادا وتضحية، حملوا الإسلام كمشروع ورسالة ومسؤولية، وعملوا على اقامته، وأحيائه ورفع رأيته وقد عبر عنهم القرآن الكريم “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” الحشر الآية 9، والثاني: انغلق على نفسه ومصالحه الضيقة والأنانية، وأصبح الشح والأنانية تمثل له كل شيء وأصبحوا مكبلين ومقيدين بالحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، الأول: أفلح ونجح وفاز بالشرف العظيم في حمل رسالة الإسلام وبإبلاغها للعالمين، والثاني خسر الدنيا والآخرة حينما لم يكتف بترك الرسالة وحملها والإيمان بالبني ونصره بل ذهب لمحاربته وإيذاءه وإخراجه من وطنه والتآمر عليه.


وما أشبه الليلة بالباحة فالقوى الاستعمارية وقوى الاستكبار والطاغوت تمارس ذات الأسلوب في الصد عن سبيل الله ونشر قيم الانحطاط وتدمير المبادئ والأخلاق لصالح السيطرة والاستحواذ على الثروات، وتوزيع الفقر والبؤس والشقاء والتعاسة على أنها قيم التحضر والتمدن، ومن العجيب أن السعودية أن تتجه بسياساتها نحو محاربة اليمن وإلى جانبها الإمارات ويعملان على تدمير كل الإنجازات الحيوية وقتل المواطنين بعيدا عن المواجهات العسكرية في جبهات القتال، قريش في عدائها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعانت بالمشركين واليهود والنصار لمحاربه الإسلام والمسلمين، وكانوا مع ذلك يحترمون عهودهم مواثيقهم في كثير من الأحيان، حاصروا الرسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه في شعب أبي طالب، وتأمروا على قتل النبي الله صلى الله عليه وآله وشنوا عليه الحرب الإعلامية والإيذاء والسخرية، لأكثر من عشر سنوات حتى كانت الهجرة، ولم يتسلموا فشنوا الحروب المتعددة حتى كان النصر والفتح المبين وإعلان هزيمة الكفر والشرك واليهود والنصارى وإخراجهم من جزيرة العرب، اليوم يعاود آل سعود الكرة ومعهم أحلافهم من الهندوس واليهود والنصارى والإلحاد، مضت تسع سنوات من الحصار والتجويع والإجرام والقتل وأعلنت الهدنة، لكن دهاقنه وتجار الحروب من اليهود والنصارى يريدون إعادة الكرة بالاعتداء على اليمن مستخدمين المجال الاقتصادي والذي يطال ضرره كل إنسان، لم يكفهم تدمير المطارات والاستيلاء على الموانئ والاستئثار بعائدات النفط والغاز بل يريدون الاستيلاء على الأموال من خلال محاصرة البنوك وتعويض قيمة العملة التي انهارت بسبب سياساتهم والمتعاملين معهم وصلت إلى مستويات قياسية من الانهيار، وكل ذلك من أجل إلهاء اليمن عن قيامها بواجب النصرة والمؤازرة للأشقاء المستضعفين على أرض فلسطين الذين يتعرضون لأبشع وأقذر الجرائم على أيدي شذاذ الآفاق من اليهود والحلف الصليبي الجديد.
لقد أتضح جليا مسارعة حكومات وأنظمة دول الخليج لإعادة الجاهلية ولكن بأساليب ووسائل حديثة، وأيضا العمل على إرضاء اليهود والنصارى وتلبية طلباتهم في شتى المجالات مع أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حذرنا من ذلك فقال: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا يشير وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قيل يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال : فمن” متفق عليه، فقد وجدنا أنظمة الخليج تعمل جاهدة على نشر قيم الإفساد والانحلال، ومحاربة مكارم الأخلاق التي أمر بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وأكد عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبينما تنشغل اليمن بمناصرة الأشقاء على أرض غزة وفلسطين تعمل تلك الأنظمة على خدمة اليهود والنصارى، فسياستها منصبة على تدمير كل أواصر الإخاء والوحدة والتعاون بين إقطار الوطن العربي، وذلك خدمة لمشاريع التجزئة والفرقة، اليمن وهو يواجه كل هذه الأخطار، طور إمكانياته وقدراته النوعية وأثبت أنه قادر على تحقيق الردع والمواجهة في كل الجهات، لكن يبدو أن النظرة القاصرة التي عرفت عنه في السابق مازالت هي المعتمدة.
ورغم أن الأحداث قد أكدت أن اليمن لا يمكن تجاوزه في مجالات الشجاعة والإباء والنخوة والدفاع عن قضايا الأمة المصيرية، وهو إرث من أبائه الأوائل ودورهم العظيم في حمل راية الإسلام والجهاد- ولذلك استحقوا وسام النبوة ” الإيمان يمان والحكمة يمانية” وهو مشروعنا في اليمن الذي نسير عليه، كما يؤكده قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي – حفظه الله-.
اليمن سيواصل مشوار التمسك بالمبادئ والقيم الإسلامية، ولن تثنيه تكالب العملاء والمنافقين والخونة عن واجباته في البناء والتنمية، ومحاربة كل مظاهر الانحلال والانحطاط، وأيضا سيقوم بواجب النصرة والنجدة للمستضعفين على أرض غزة وفلسطين.
وإذا كانت بعض أنظمة العمالة والخيانة تريد أن تقوم بواجب الدعم والمساندة للمجرمين من اليهود والنصارى حتى يستكملوا إبادة الأشقاء هناك، فإن الرد جاهز والقدرات متوفرة لتحقيق النصر والردع، وإذا كانوا يعملون على إرضاء اليهود والنصارى فنحن نعمل على إرضاء رب العالمين، وتحقيق غايات الاستخلاف والقيام بأوامر الله وأوامر سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى تلك الأنظمة الأخذ بنصحية قائد الثورة حفظه الله أن الأمريكي والإسرائيلي يحاول أن يورطكم فتورطوا وجربوا، أما إذا كنتم تريدون الخير لأنفسكم والاستقرار لبلدكم.. فلن يتحقق ذلك الا بكف مؤامراتكم.. لأنه إذا نجح في توريطكم فهو غباء رهيب من جانبكم” وهي نصحيه من سياسي متمرس وحكيم مجرب وفوق كل ذلك مؤمن بالله والله سبحانه وتعالى يقول ” وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” النساء “104”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

القيادةُ الربانية

 

عدنان عبدالله الجنيد

الحمد لله القائل: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْـمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، آل عمران- آية (121).
في ذكرى المولد النبوي الشريف “على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، ما أحوجنا لمعرفة الرسول المعرفة الصحيحة، وأن نتعرف على رسالته ومنهجه، ونقتدي ونتبع ونسترشد بالشخصية القيادية والجهادية للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، التي تعتبر الركيزة الأَسَاسية للتغلب على دول قوى الاستكبار العالمي؛ لأَنَّ الرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم كان عظيماً بعظمة الإسلام الذي أتى به، وبعظمة القرآن والهدي الذي أنزل عليه، ولم يكن ضعيفاً أبداً، فوضحت الآية الكريمة المذكورة أعلاه دور القيادة واستشعارها للمسؤولية، وأعطت الصورة الحقيقية لشخصية الرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم بالقيادة الربانية والجهادية والعسكرية.
تبوأ المؤمنين مقاعد القتال: أي منحه الصلاحية المطلقة والكاملة في إدارة المعركة ورسم الخطة في تقسيم الأدوار وتوزيع المهام (استطلاع، استبيان، تحرٍّ، هجوم، اقتحام، دفاع، رماة….)، وما تحتاج إليه من عدة وعدد، وتأمين سير المعركة والمجاهدين طائفة تصلي معك وطائفة تؤمن وتحرس (ودوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أسلحتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ)، وغيرها من الإجراءات اللازمة لتهيئة المجاهدين لخوض المعركة كالبنيان المرصوص، والتنكيل بأعداء الله.
وهذا ما تبينه التوجيهات والأوامر الإلهية في القرآن الكريم (جاهد – اغلظ عليهم – فقاتل في سبيل الله – حرّض المؤمنين)، وهذه التوجيهات خير دليل وأكبر شهادة على المؤهلات القيادية للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، قيادة على مستوى التكليف وعلى أرقى مستوى ممكن وأعلى جهوزية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل، وتدل هذه التوجيهات على قيادة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم لجميع المعارك، حَيثُ أدار أكثر من ثمانين واقعة من المعارك والسرايا في حروبه مع تلك الفئات التي تحَرّكت بعدوانية شديدة ضده وضد الإسلام، بدأها ببدر وختمها بحنين بالنسبة للواقع العربي، ومع اليهود (بني النظير، بني قينقاع، بني قريظة، يهود خيبر، يهود فدك، يهود تيماء، يهود وادي القرى)، والصراع مع الروم والنصارى (مؤتة وتبوك)، أدارها بإدارة جهادية وعسكرية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل.
وهذا ما أكّـده أمير المؤمنين الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، مهندس استراتيجية الحروب، أشجع طاعن وضارب، مذل المشركين، مفرق الأحزاب، مدمّـر حصون اليهود، سيد العرب والعجم قائلاً (إذا اشتد القتال لُذنا برسول الله؛ أي إذَا اشتد بنا الوطيس احتمينا برسول الله)، وهذه المقولة من أشجع فارس تدل على المؤهلات وحنكة رسول الله وتمكّنه من قيادة المعارك.
حياة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ، كلها جهاد ضد النافذين والمستكبرين حتى وهو على فراشه، وهو يعاني من سكرات الموت، وهو يقول: أعدوا جيش أسامة.
إن أنبياء الله ورسله هم حلقة وصل بيننا وبين الله، وهم مصدر العلم والهداية والهدف من بعثتهم هو هداية البشر إلى معرفة الله، ونشر التوحيد، وتحقيق العدالة بين الناس، وتجسيد الكمال الإنساني من القوة إلى الفعل، وإزاحة الظلمات، وإصلاح المجتمعات، وإقامة القسط والعدالة، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتربية الناس، وبناء الإنسان، وخدمة المظلومين والمضطهدين والمحرومين، وتعريف الناس سبل مقارعة الظلم وإزالته، ومواجهة القوى الكبرى.
ومهام الأنبياء هو تدمير ودك عروش ومعاقل الظالمين، وبناء جيل مجاهد ومناهض للاستكبار وتحرير الناس من العبودية للطواغيت الذي يعتبر الدم الأحمر فيها أشهى من العسل.
تعتبر مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف محطة للأُمَّـة للعودة إلى تاريخ وسيرة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، ومعرفة شخصيته الجهادية من القرآن الكريم، ومعرفه كُـلّ ما بذله من جهدٍ وجهاد، وما قدمه من تعليمات، وإرشادات، الاقتدَاء بخير قُدوة وثمرة الإيمان به ورسالته نستلهم منها الدروس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي أتت إلى البر والبحر وعملت قواعد عسكرية وأساطيل لفرض ثقافتها بقوة الصواريخ والطائرات والغواصات، ونهب ثروات الشعوب واستعبادهم، والإساءَات إلى القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولا يمكن التغلب عليهم إلا بالعودة إلى رسول الله.
النبي لا يأتي لعصره فقط، النبي يربي أُمَّـة، ويرشد أُمَّـة، ويثقف أُمَّـة لتكون مستبصرة وحكيمة قابلة لأن يستمر في دورها وتقبل قيادات هي امتداد لنبي؛ لأَنَّ كُـلّ ما يمنحه الله للرسل والأنبياء من مؤهلات لحمل المسؤولية هو لصالح الناس ولخيرهم.
ومن نعم الله ورحمته على الأُمَّــة إذَا بعث فيهم عَلَمَ هدي إلهي تجسدت فيه مؤهلات القيادة الربانية، ألا وهو قائد الثورة السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، وذلك بدعوته للأُمَّـة العودة إلى الولاية الإلهية والعودة إلى نبيها، ومقارعة دول الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي اليهودي الصهيوني وفق طرق الأنبياء، وتبني القضية المركزية للأُمَّـة، وعليه خرج اليمنيون إلى الساحات احتشاداً وإعداداً.
مفتاح اللغز الوعي وثقافة القرآن في إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف التي ميزت اليمن عن غيره من شعوب المنطقة، وبفضل من الله والقيادة يأتي الفرج والنصر والتمكين الإلهي على دول قوى الاستكبار العالمي بعد كُـلّ فعالية يحييها شعب الإيمان والحكمة، وإن شاء الله إحياء فعالية المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، في هذا العام سيكون بعدها فرج ونصر وتمكين للشعب الفلسطيني المظلوم.

مقالات مشابهة

  • المولد النبوي 2024.. الإفتاء تحسم الجدل حول احتفال الرسول صلى الله عليه وسلم بمولده
  • الإخوان المسلمون بين السياسة والحزبية والمنافسة على السلطة
  • الاستعداد لميلاد سيد العباد
  • ربيع الأنوار.. كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي يومه؟
  • حكم توزيع حلوى المولد للفقراء من الزكاة
  • القيادةُ الربانية
  • حماس: يجب أن تبحث أي مفاوضات جديدة تهرب إسرائيل مما اتفقنا عليه وليس العودة إلى نقطة الصفر
  • السيد القائد: الاهتمام المتميز بمناسبة المولد النبوي يعود إلى ما هو عليه شعبنا من تجسيد لانتمائه الإيماني ومبادئ الإسلام
  • تأملات قرآنية
  • نبي الإسلام لمحمد حميد الله الحيدرآبادي يرى النور بالعربية أخيرا