سواليف:
2024-12-23@17:24:21 GMT

لا صوت يعلو فوق صوت وقف العدوان

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “96”

لا صوت يعلو فوق صوت وقف العدوان

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

صحيحٌ أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ما زالت بخير، وأنها ما زالت تقف على أقدامها بكل ثباتٍ ورسوخٍ ولم تسقط، وتحتمل الضربات العنيفة، والقصف الجوي المتواصل، والغارات المكثفة، وتواجه مختلف التحديات ولم تنهر، وقادرة على توجيه ضرباتٍ صاروخية ولم تعجز، وتستطيع القتال على كل المحاور والجبهات وتناور باقتدار، وتقصف الدبابات والآليات المصفحة والجرافات ولا تفشل، وتزرع العبوات وتنصب الكمائن وتعد الفخاخ وتجهز المصائد وتنجح، وتقنص الجنود وتصادهم من نقطة الصفر ومن بعيد، وتتجرأ عليهم ويلاحقهم رجالها، ويصلون إليهم في كمائنهم وينالون منهم، ويستدرجونهم إلى حقول الألغام التي أعدوها، وكمائن الموت التي جهزوها.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/07/25

ويدرك العدو الإسرائيلي، جيشاً وحكومة، أن المقاومة الفلسطينية ما زالت تمتلك قدراتٍ كبيرة، وأنها تستطيع ترميم كتائبها بسهولة، وإعادة بناء قوتها بسرعة، وأنها لا تشكو من نقصٍ في عدد المقاتلين، ولا عجزٍ في الذخيرة وأسلحة الميدان، وليس عندها مشكلة في العبوات والقذائف المحلية الصنع التي أثبتت جدارتها، وتمكنت من إصابة المئات من آلياته وحرقها أو إعطابها وإخراجها عن الخدمة.

وأن قيادتها قادرة على سرعة التواصل مع وحداتها، وإصدار الأوامر لها، وتوجيهها إلى المناطق التي تريد، والأهداف التي ترصد، بما يؤكد أن البنية التنظيمية للمقاومة ما زالت متماسكة، وأن آليات الاتصال والتواصل الآمنة لم تتضرر، وأن عملية التنسيق بين وحداتها وكتائب المقاومة الأخرى فاعلة، وأنها تستطيع أن تردف بعضها، وأن تنسق فيما بينها، وأن تتعاون وتتشارك في تنفيذ بعض العمليات العسكرية النوعية.

كما يدرك العدو أن المقاومة الفلسطينية مستقلة في قرارها، وواضحة في سياستها، وتعرف أين تضع أقدامها، وكيف تدرس خطواتها، وأنها ثابتة على مواقفها، وتصر على تحقيق أهدافها، ولا تفكر أبداً في التراجع أو الاستسلام، ولا في الانكفاء والاختفاء.

وأن عمليات الاغتيال والقتل التي طالت بعض قادتها والكثير من مقاتليها، لم تفت في عضدها، ولم توهن عزائمها، ولم تؤثر على فاعليتها، بل أظهرت قدرتها الفائقة على تعويض القادة، وتبديل المواقع، وتوزيع المهام، والانتقال من مكانٍ إلى مكانٍ.

وكما أنها تصنع عبواتها، وتعد متفجراتها، وتعيد تصنيع بعض أسلحتها، وتدور القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر، فإنها تقوم بأوسع عملية تجنيد وتدريب في صفوف المقاومة، التي يتنافس في اللحاق بها الكثير، ويسعى للقتال معها الأكثر، في وقتٍ لا تشكو فيه من حاجةٍ إلى رجال، ولا إلى المزيد من المقاتلين.

كما أن المقاومة ما زالت قادرة على الاحتفاظ بالجنود والضباط الإسرائيليين الأسرى الذين لديها، وما زال العدو عاجزاً عن الوصول إليهم أو تحديد أماكنهم واستنقاذهم، وجل ما يستطيعه هو قتلهم قصفاً أو خنقاً تحت الأنقاض، أو استعادة ما يتركه المقاتلون الفلسطينيون من جثامين إسرائيلية خلفهم، ممن لا يستطيعون نقلهم أو الاحتفاظ بهم في أماكنهم.

وسيبقى العدو عاجزاً عن استنقاذهم بالقوة واسترجاعهم أحياءً، إذ أن المقاومة قد أحسنت إخفاءهم، واطمأنت إلى أماكنهم، وهي في النهاية تؤكد أن جيش العدو بغير صفقةٍ مشرفةٍ لن يستعيدهم أحياءً أبداً، والمقاومة جادة وصاحبة مصداقية عالية، والعدو يعرف عنها ذلك، وليس في حاجةٍ لأن يجربها من جديد أو يختبرها أكثر، فقد خبرها كثيراً وعرفها جيداً.

ولا يخفي العدو شكواه من قدرة المقاومة الفلسطينية الحيوية المنظمة، الفاعلة المنسقة، المتجددة المتنقلة، التي ألحقت بصفوف جيشه عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، الذين تشهد عليهم طائرات الهليكوبتر التي تحط في مناطق مختلفة من قطاع غزة لنقل القتلى والجرحى، وتفضحهم مستشفياتهم، التي تعلن بين الحين والآخر عن أعداد الجنود والضباط الذين يصلون عليها بحالاتٍ سيئةٍ.

ويزيد في فضائحهم الأخبار التي تنقل من المقابر التي لا يتوقف شق القبور فيها، وتنظيم الجنائز العسكرية على مداخلها، رغم عمليات الرقابة العسكرية المشددة، ومحاولات التعتيم المقصودة، خوفاً من تصدع الجبهة الداخلية، وانهيار الروح المعنوية للشعب والجيش معاً، الذي يخاف من الجنائز، وينفر من التوابيت، ويخشى أن يلحق بجنوده ما أصاب زملاءهم.

رغم ذلك كله فإن المقاومة تدرك أن شعبها في خطر، وأنها عانى الكثير وما زال، وتكبد خسائر فادحة في الأرواح التي تزداد كل يومٍ، وأن عدد شهدائه وجراحاه يتجاوز بكثير المائة والخمسين ألفاً، فضلاً عن الدمار الهائل، والنزوح المستمر، والمعاناة القاسية، والجوع والعطش، والحصار والحرمان، والمرض والعدوى، والقذارة والمجاري والقمامة، والحشرات والكلاب الضالة، والشمس الحارقة والصيف القائظ، والخيام اللاهبة وغرف النايلون الحرقة، والحاجة إلى كل شيء، والنقص في كل شيء.

وتدرك أن عدوها يستفرد به ويضغط عليها به، وأنه ماضٍ في استهداف المدنيين، وملاحقة النازحين، وقتل المرضى، وجرح الجرحى، وزيادة معاناة الناس بكل الأشكال الممكنة، ظناً منه أنه بهذه الوسائل الدنيئة يستطيع أن يركع المقاومة، وأن يخضعها ويجبرها على تقديم تنازلاتٍ عجز عن تحقيقها بالقوة، ولم يتمكن من إنجازها رغم القسوة والعنف وطول المدة، والعون والسند الغربي والأمريكي بالأسلحة المدمرة والصواريخ المزلزلة.

لهذا كله فإن المقاومة الفلسطينية ترفع الصوت وتنادي بوقف العدوان، ولا تروى أي أولويةٍ تتقدم على وقف الحرب وإنهاء القتال، وتريد أن تحقق عودةً آمنةً كريمةً مطمئنةً لأبناء شعبها إلى منازلهم وبيوتهم في شمال القطاع، وتأمين الآخرين بسلامٍ في الوسط والجنوب، وتسعى للتوصل إلى تهدئةٍ مع العدو الصهيوني، يوافق فيها على صفقةٍ مضمونةٍ توقف الحرب وتسحب الجيش، وتنص على عملية تبادل مشتركة للأسرى من الجانبين، تمهيداً للوصول إلى هدوءٍ شاملٍ، وانسحابٍ كاملٍ، واتفاقٍ واضحٍ على رفع الحصار والمباشرة في التعويض وإعادة الإعمار.

لهذا كانت المقاومة حكيمةً مرنةً، عاقلةً متزنةً، مسؤولةً أمينةً، وتعاملت مع الوسطاء بإيجابية، ولم تكن خشبيةً في مواقفها، ولا عدميةً في شروطها، بل أبدت قبولاً بالعرض، وتنازلت عن بعض الشروط، ولانت مواقفها في بعض البنود، أملاً في التوصل إلى صفقةٍ تريح شعبها وتطمئن أهلها، وترفع عنه الأعباء والمعاناة، وتبقي عليه صامداً في أرضه، ثابتاً في مناطقه، فشعبنا يستحق بعض الراحة ليضمد جراحه ويثبت، والكثير من الاستجمام ليستعيد عافيته ويواصل.

بيروت في 26/7/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى المقاومة الفلسطینیة أن المقاومة ما زالت

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: فشل استخباراتي وعسكري يؤدي إلى مقتل أسير لدى المقاومة بغزة

كشفت وسائل إعلام العدو الصهيوني عن فشل استخباراتي وعسكري أدى إلى مقتل أحد أسرى العدو في قطاع غزة بدلا من إنقاذه.

وقالت “القناة 12” الصهيونية، أنّه قبل حوالي عام انطلقت قوة إسرائيلية لتحرير الأسيرة نوعا أرغماني، إلّا أنّ “القوة اكتشفت أنّ المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها كانت خاطئة”.

وبحسب القناة، فإن جنود العدو وصلوا إلى المبنى، وفتحوا باب المدخل، وفي اللحظة الأولى فتح المقاومون النار عليهم بوابل كثيف من الرصاص، فتحولت عملية الإنقاذ بشكل مفاجئ إلى عملية لإجلاء الجرحى حيث أصيب عدد من أفراد الوحدة الخاصة بجروح خطيرة.

وأضافت أنه بعد عودة القوة الصهيونية، تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية لدى الكيان، معلومات استخبارية تقول إنّ “الشخص الذي كان في المبنى لم يكن نوعا أرغماني، بل الأسير سهر باروخ”.

وذكرت القناة أنه خلال عملية الإنقاذ والمعركة الشرسة التي وقعت داخل المبنى، قُتل “سهر” مشيرة إلى أن مقتله كان قبل عام.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الثاني من شهر ديسمبر الجاري مصرع 33 أسيرا صهيونيا لديها، إذ قضى معظمهم بقصف قوات العدو لمناطق مختلفة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.

وقالت الحركة، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بمنصة تليغرام: إن “33 أسيرا إسرائيليا قتلوا وفقدت آثار بعضهم بسبب المجرم (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وتعنته”، محذرة من أن استمرار العدوان الصهيوني يرفع حصيلة قتلى أسرى العدو.

مقالات مشابهة

  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • من القناة.. هنا أرض البطولات
  • إعلام العدو: فشل استخباراتي وعسكري يؤدي إلى مقتل أسير لدى المقاومة بغزة
  • صمود المقاومة الأسطوري ونصرها الاستراتيجي
  • سقوط نحو 10 من ضباط الاحتلال الإسرائيلي بنيران المقاومة في غزة
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • ما علاقة سوريا الجديدة مع إسرائيل؟ ملاحظات أولية