د. عبدالله الغذامي يكتب: جمالية النقص
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
يشير العماد الأصفهاني إلى استيلاء النقص على البشر، ويحيل إلى حال الكتابة بوصفها أبرز حالات تكشّف العيب فيقول (إِنِّي رَأَيتُ أَنَّهُ لاَ يَكْتُب أَحَدٌ كِتَاباً فِي يَومِهِ إِلاّ قَالَ فِي غَدِهِ: لَو غُيِّرَ هَذَا لَكَانَ أَحْسَن، وَلَو زِيدَ هَذَا لَكَانَ يُسْتَحسَن، وَلَو قُدِّمَ هَذَا لَكَان أَفْضَل، وَلَو تُركَ هَذَا لَكَانَ أَجْمَل.
ولعل هذا هو ما حدث لحال المتنبي مع المستشرقين، حيث ظل مقامه عندهم أقل من مقام أبي نواس مثلاً كما صرح نيكلسون، وأدرك نيكلسون ذلك بحذاقة مشكورة، حيث قال (إن كان الإنجليز هم الأولى في تذوق شكسبير فالعرب بلاشك هم الأولى في تفضيل المتنبي)، وهي مقولة توحي بحس نيكلسون بعجزه عن ترجمة روح المتنبي وحكمته إلى الإنجليزية، ما جعل نصوصه العظيمة عندنا تتبدى أقل عظمةً في الذائقة الإنجليزية، وهذا اعتراف يشبه اعتراف العماد الأصفهاني بالنقص البشري، وهو هنا عجز لغة ما عن تقمص روح لغة غيرها تختلف في روحها ونسقها الوجداني والعقلي.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي ه ذ ا ل ک ان
إقرأ أيضاً:
صلاح الدين عووضة يكتب.. روق يا هيثم !!
ميني خاطرة
روق يا هيثم !!
كان ذلك باستاد المريخ..
ومباراة ختام الدوري مشتعلة بين طرفي القمة..
وكأس البطولة على المنصة..
وأمامنا – مباشرة – كان يجلس رجل متأنق..
بدلة ، وربطة عنق ، وتصفيفة شعر بذل فيها الحلاق جهدا مقدرا..
وشارب مشذب بعناية..
هل قلت يجلس؟…في الحقيقة هو لم يجلس أبدا..
منذ بداية المباراة وحتى منتصف الشوط الأول هو واقف يهتف ، ويصرخ ، ويناوش الهلالاب..
ثم يتلفت خلفه – نحونا – بلا سبب..
لم يجلس إلا حين صاح فيه بعضنا – غاضبين – بأنهم غير قادرين على متابعة المباراة بسببه..
وأضاف أحد الظرفاء بصوت جهوري : ياخي خلاص شفنا قصة شنبك وشقة شعرك أقعد روق خلينا نتابع الكورة..
ثم أردف مغمغما : عامل رويسك ده..
والآن حربنا هذه شوش علينا متابعة كثير من وقائعها المشتعلة وزير الصحة الاتحادي..
فهو يصر على إقحام نفسه في مجريات الأخبار – والأحداث –
بإصرار عنيد..
علما بأنه يحرص على أناقته كحرصه على الظهور الإعلامي..
ومن دون رصفائه الوزراء – والمسؤولين – يبحلق في الكاميرا عند تصويرها بداية الاجتماعات..
ثم يتبسم بخفة لا تناسب وزيرا في خضم حرب..
وهذا الأمر – كما علمت بعد ذلك – ضايق العديد من المكتوين بويلات الحرب ؛ لا أنا وحدي..
فيا سيد هيثم : ياخي خلاص شفنا قصة شنبك وشقة شعرك..
فهناك ما هو أهم الآن من من وعودك المكررة – السمجة – بتأهيل المشافي..
هناك حرب مشتعلة هي الأقذر في تاريخ بلادنا..
فبالله عليك روق شوية عشان نقدر نتابع الماتش ؛ أقصد الحرب..
ولا أقول لك كما قال ذاك الظريف لصاحب البدلة في لقاء القمة :
عامل رويسك ده !!.