حسين شريف واكتشاف جماليات المُهمَل حولنا

فاطمة عطفة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة شطحات وسرديات الحرف.. في أعمال شاطر «رحلة الحد الأدنى» يعكس تنوع التجربة الفنية لـ«سلوى زيدان»

الفن التشكيلي يمنح الحياة صوراً وتجليات جديدة تكثف من المعاني الجمالية والإبداعية في الحياة، ومعرض الفنان حسين شريف في المجمع الثقافي بالعاصمة أبوظبي، يصدر لزواره هذا التأثير الجمالي والإبداعي الذي يعكس عمق وثراء التجربة الفنية لشريف، خصوصاً وهو يعيد صياغة كثير من الأدوات والألعاب والأوراق، مثل الصحف القديمة وألعاب الأطفال والأسلاك والعلب المعدنية والبلاستيكية والكرتونية.

. وغيرها، تلك الأشياء التي نظن أننا لسنا في حاجة إليها، فيما يرى هو بعيون فنان خبير واستثنائي ما في هذه المهملات من جماليات ومفاهيم فيعيدها إلينا متوهجة بإبداع الفنان الكبير حسين شريف.
يستمر المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة والسياحة – أبوظبي حتى أول سبتمبر القادم.
يستلهم حسين شريف من دراسته في التصميم المسرحي ويسكب في أعماله روحاً متجددة تتخطى المدارس الفنية المعروفة عبر أعمال فنية تدعو للتأمل والإعجاب، وتدفع المشاهد إلى إعادة النظر في سلوكياته السابقة تجاه المهمل والاحتفاظ بما لديه من أشياء مستعملة، إذ يوقظ المعرض بأعماله الثرية فنياً حاسة فنية لدى الزائرين لاكتشاف الجماليات الخفية والمحتملة في كل شيء حولهم. 
وإلى جانب ذلك، نرى أن عدداً من اللوحات مشغولة بدقة وعناية وصبر طويل بما يشبه المنمنمات في طريقة تنفيذها فنياً بدقة متناهية، كما أن قلم الرصاص يأخذ دوره في إبداع الجمال بما يشكل من خطوط وأشكال هندسية متكررة بتناسق فني مذهل.
وحين نرى الأمهات يصحبن أطفالهن لمشاهدة هذا المعرض المغاير، نعرف أن هذه الأعمال والتشكيلات الفنية الجمالية سوف تبقى في ذاكراتهم وسوف تلهم الموهوبين منهم للاحتفاظ بصور منها تدفعهم إلى مزيد من الإبداع والتجديد، ذلك أن مثل هذا الإبداع الذي يقدمه فنان بقيمة حسين شريف مُحفزٌ ومُلِهم للناشئة من الموهوبين.

المصدر: صحيفة الاتحاد