لمنع المجاعة أم لمصالح جيوسياسية؟.. تحركات واشنطن تجاه السودان
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
منذ أن فتحتْ فصلا جديدا في اهتمامها بالشأن السوداني بتعيين توم بيريلو مبعوثا أميركيا جديدا للسودان نهاية فبراير الماضي، تسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى جمع الفرقاء في هذا البلد، والعمل على وقف القتال.
التغيير ــ وكالات
وقبل أيام، دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن طرفي الأزمة في السودان للاجتماع في سويسرا.
وتريد أيضا أن ترى عملية سياسية تؤدي إلى حكومة مدنية تضمن سيادة القانون. ووفقا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 10 ملايين شخص نازحين قسرا، وفرّ أكثر من 2.1 مليون منهم إلى خارج السودان.
ومع اقتراب إدارة جو بايدن من نهاية ولايتها، ربما يبحث وزير الخارجية أنتوني بلينكن وفريقه عن تحقيق إنجاز أكبر في السياسة الخارجية، وقد يكون السودان الساحة الأفضل لذلك.
عنف عشوائي
ويرى بعض المراقبين أن قرار بايدن الانسحاب من الحملة الانتخابية الرئاسية قد يساعد السودان، لأن تفكيره سينصب على إرثه السياسي، وأنه قد لا يريد نقل عبء الصراع السوداني بما يتضمنه من مزاعم حول الإبادة الجماعية، التي هي وصمة عار لا يريدها أي رئيس أميركي.
وكشف تقرير جديد عن السودان صادر عن منظمة أطباء بلا حدود أن المدنيين لا يتمتعون بحماية تذكر من الهجمات العشوائية والعنف الجنسي، مع القليل جدا من المساعدات القادرة على دخول البلاد. وأوضح التقرير الذي جاء بعنوان “حرب على الناس”، حجم الدمار الذي عانى منه المدنيون منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
وقالت خبيرة قضايا الصحة العالمية في المنظمة فاطمة تانيس، للإذاعة الوطنية الأميركية، إن منظمة أطباء بلا حدود جمعت البيانات الطبية من عملياتها في السودان، وإن ما وجدوه هو “مستوى مروّع من العنف العشوائي من كلا جانبي النزاع ضد المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال”.
وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار ديفيد شن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون أفريقيا إلى ضغوط متزايدة في الولايات المتحدة من بعض أعضاء الكونغرس ووسائل الإعلام ومنظمات الإغاثة الإنسانية وجماعات حقوق الإنسان لكي تصبح واشنطن أكثر نشاطا في إنهاء الصراع الكارثي في السودان.
وأضاف أنه لسوء الحظ كانت الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب في غزة هما “محور الاهتمام الأميركي خلال العامين الأخيرين، مما ترك القليل من الوقت للوضع في السودان، رغم أن الولايات المتحدة هي أكبر مزود للمساعدات الإنسانية هناك”.
ومن خلال العمل مع المملكة العربية السعودية، حاولت الولايات المتحدة، كما يقول الدبلوماسي الأميركي السابق، جلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة السلام لكن دون نجاح كبير. واعتبر أن “المبادرة الجديدة في سويسرا تمثل الأهمية التي توليها واشنطن الآن للمشكلة”.
الجزيرة
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: مصر قدمت 85% من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
قالت إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن الدولة المصرية لها دائمًا ثوابت خاصة فيما يتعلق بأنسنة الصراع بشكل واضح وهذا أنعكس ليس فقط على الرسائل المباشرة من القيادة السياسية الحالية، ولكن منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عام 1948 فكان دائمًا يتم التأكيد على الجانب الإنساني في إدارة الصراع القائم.
وأضافت «زهران»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن مصر قدمت أكثر من 85 % من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تم إدخالها إلى قطاع غزة ، مشيرة إلى أن القيادة السياسية المصرية في الجانب التفاوضي دائمًا تعلي أن يكون المحدد الإنساني أحد أهم جوانب التفاوض والاتفاق وهذا ظهر في هيكل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتابعت أستاذ العلوم السياسية: «التحرك المصري كان لديه العديد من المسارات والعديد من المدارات بجانب استشراف للتطلعات المستقبلية المنتظرة، وهناك رهانات وتحديات كثيرة أمام تطبيق المراحل الثلاث لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة».