ناسا تعثر على صخرة بالمريخ تشير إلى حياة قديمة
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
تجمع مركبة ناسا المثابرة عينات من المريخ منذ عام 2021، لكن إحدى الصخور التي جمعتها مؤخرًا قد تساعدها في تحقيق هدفها المتمثل في العثور على دليل على وجود حياة قديمة على الكوكب.
تحتوي العينة التي يبلغ طولها 3.2 قدمًا وعرضها 2 قدمًا، والتي أطلق عليها اسم شلالات تشيوافا نسبة إلى أطول شلال في جراند كانيون، على "توقيعات وهياكل كيميائية" ربما تكونت من حياة ميكروبية قديمة منذ مليارات السنين.
جمعت مركبة المثابرة الصخرة في 21 يوليو من ما كان ذات يوم وادي نهر المريخ المنحوت بواسطة المياه المتدفقة منذ زمن بعيد. تُظهر العينة، التي يمكنك رؤيتها عن قرب أدناه ومن بعيد في وسط الصورة أعلاه، عروقًا بيضاء كبيرة من كبريتات الكالسيوم تمتد على طولها. تشير إلى أن الماء كان يجري عبر الصخرة في وقت ما.
الأمر الأكثر أهمية هو أنها تحتوي على علامات بحجم المليمتر تبدو وكأنها "بقع النمر" في جميع أنحاء شريطها المحمر المركزي. على كوكبنا، يمكن أن تتشكل هذه البقع على الصخور الأرضية الرسوبية عندما تحدث تفاعلات كيميائية تحول الهيماتيت، أحد المعادن المسؤولة عن اللون المحمر للمريخ، إلى اللون الأبيض. يمكن أن تطلق هذه التفاعلات الحديد والفوسفات، والتي ربما كانت بمثابة مصدر طاقة للميكروبات.
لقد حددت أداة Planetary Instrument for X-ray Lithochemistry (PIXL) الموجودة بالمركبة بالفعل أن الحلقات السوداء حول البقع تحتوي على الحديد والفوسفات. ومع ذلك، لا يعني هذا تلقائيًا أن الصخرة كانت بمثابة مضيف للميكروبات القديمة.
ربما تكون البقع قد تشكلت من خلال عمليات غير بيولوجية، وهذا شيء سيتعين على العلماء اكتشافه. قالت كاتي ستاك مورجان، نائبة عالم المشروع، "لا يمكننا أن نقول الآن أننا اكتشفنا حياة على المريخ. لكن ما نقوله هو أن لدينا توقيعًا حيويًا محتملًا، وهو مجموعة من الميزات التي يمكن أن يكون لها أصل بيولوجي ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدراسة والمزيد من البيانات".
لا يزال يتعين على ناسا إعادة العينات التي جمعتها المثابرة إلى كوكبنا، بما في ذلك شلالات تشيوافا. وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن مهمة إعادة عينات المريخ متأخرة سنوات عن الجدول الزمني ولن تكون قادرة على إعادة الصخور من الكوكب الأحمر حتى عام 2040 بدلاً من أوائل عام 2030 كما كان مخططًا في الأصل.
طلبت ناسا مؤخرًا من شركات الطيران والفضاء حلولاً بديلة حول كيفية نقل العينات إلى الأرض في وقت أقرب بكثير وستمول دراساتها المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام. سيتعين على العلماء أيضًا إجراء اختبارات مكثفة لاستبعاد التلوث والعمليات غير البيولوجية، بالإضافة إلى تفسيرات أخرى محتملة لكيفية تشكل بقع النمر، قبل أن يتمكنوا من إعلان أنها في الواقع دليل على حياة المريخ القديمة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ترامب لماسك: أعيدوا رائدي الفضاء العالقين حالا
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل بإعلانه عبر منصة "تروث سوشيال" أنه طلب من شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك إعادة اثنين من رواد فضاء ناسا من محطة الفضاء الدولية "في أسرع وقت ممكن".
وكان من المقرر أن يعود الرائدان، بوتش ويلمور وسوني وليامز، إلى الأرض في مارس/آذار على متن كبسولة "كرو دراغون" التابعة لسبيس إكس، وفقا لخطة اضطرارية وضعتها ناسا العام الماضي بعدما تعثرت عودتهما إلى الأرض بسبب أعطاب فنية، وما بدا أن ترامب قد وجد فرصة يمكن استغلالها كانت ثغرة بإدارة سلفه جو بايدن، بسبب المماطلات الطويلة التي دفعت رائدي الفضاء للانتظار لنحو 8 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وألمح إلى أنهما قد "تُركا في الفضاء" وينبغي إعادتهما.
وفي المقابل، لم يتوان ماسك في الرد سريعا، قائلا إن "سبيس إكس" ستنفذ طلب الرئيس، رغم أن الشركة مكلفة بالفعل بإعادة الرائدين وفقا لخطة طويلة سابقة، ويُنظر إلى أن التدخل المباشر لترامب في قرارات ناسا التشغيلية أثار استغراب العديد من المسؤولين بالوكالة، والذين لم يصدر عنهم أي تعليق حتى الآن.
المحطة الفضائية الدولية (غيتي) حقبة جديدة في استكشاف الفضاءكان كلّ من ويلمور ووليامز قد وصلا إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ في مهمة اختبارية لم يكن من المفترض أن تتجاوز 8 أيام فحسب، لكن مشكلات تقنية في نظام الدفع للمركبة دفعت ناسا إلى اعتبارها غير آمنة للعودة، مما أدى إلى تمديد إقامتهما بالمحطة.
وبناء على ذلك، أقدمت ناسا على إعادة جدولة عودتهما على متن مركبة الفضاء "كرو دراغون" التي أثبتت نجاحها في تنفيذ مهمات مأهولة سابقة بأمان عدة مرات.
وكانت عملية إرجاع الرائدين قد جرى تنسيقها لتتم أواخر مارس/آذار هذا العام، بما يتماشى مع الجدول الزمني الدقيق لناسا في تنظيم طواقم محطة الفضاء الدولية. ووصلت كبسولة "كرو دراغون" الخاصة بمهمة "كرو-9" إلى المحطة في سبتمبر/أيلول الماضي، وكانت تحتوي على مقاعد شاغرة مخصصة لهما.
إعلانغير أن الاستجابة الفورية لطلب ترامب قد تخل بالتوازن في أعداد الطواقم داخل المحطة، إذ أن عودة "كرو-9" قبل وصول "كرو-10" قد تترك رائد الفضاء الأميركي دون بيتيت وحيدا على متن المحطة، الأمر الذي قد يعرقل عمليات الصيانة الخاصة بالأقسام الأميركية في المحطة الفضائية.
ومن جهة أخرى تسعى ناسا إلى أن تضع نفسها في معزل عن الخلاف السياسي الحاد الذي تتعرض له البلاد مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مؤكدة أن أولوية الوكالة هو التزامها الكامل بعوامل السلامة والكفاءة التشغيلية، وكان القرار بتمديد إقامة رائدي الفضاء مبنيا على تقييمات تقنية بحتة، وليس نتيجة ضغوط سياسية.
ولم تعلن الوكالة حتى الآن ما إذا كانت ستتأثر بالطلب العلني لترامب، حيث إن تعديل الجداول الزمنية المخطط لها قد تترتب عليه آثار واسعة على تشغيل محطة الفضاء الدولية مستقبلا.
ويعكس القرار المفاجئ لإدارة البيت الأبيض جزءا عن النوايا الجدية فيما يتعلق بالنشاط الفضائي، لاسيما مع دخول شركات خاصة مثل "سبيس إكس" مجال الرحلات الفضائية المأهولة لصالح الكونغرس والأمن القومي الأميركي، واستجابة ماسك السريعة لطلب الرئيس توضح كيفية التعاون المحتمل بينهما في استكشاف الفضاء.
هذا بالإضافة إلى أن برنامج "أرتميس" المأهول -الذي سيشهد عودة البشر إلى سطح القمر لأول مرة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي- سيكون ضمن حقبة الإدارة الحالية وفقا للجدول الزمني الذي عهدت إليه ناسا.