26 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تشهد الساحة السياسية العراقية حوارات مكثفة بين القوى السنية حول انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، وسط سباق محموم نحو الحصول على المناصب والامتيازات. المعلومات تشير إلى استعداد بعض الأحزاب السنية لتقديم تنازلات كبيرة مقابل الفوز بهذا المنصب الحساس.

المحادثات بين القوى السنية تتخللها عمليات مقايضة بالمناصب، حيث يبدو أن حزب “تقدم”، بقيادة محمد الحلبوسي، مستعد للتخلي عن منصب رئيس البرلمان بشرط حصوله على إحدى الوزارات.

ومن المعروف أن وزارة التجارة تابعة حالياً لكتلة “السيادة” بزعامة خميس الخنجر، بينما تسيطر كتلة “عزم” بقيادة مثنى السامرائي على وزارة التربية.

مقايضات المناصب: من يستحق ماذا؟

المفاوضات تتضمن شرطاً رئيسياً بأن الحزب أو الكتلة التي تسعى لرئاسة مجلس النواب يجب أن تتخلى عن الحصص الوزارية التي حصلت عليها في الحكومة الحالية. هذا يعني أنه إذا رغب رئيس تحالف “السيادة” خميس الخنجر في الحصول على رئاسة البرلمان، فسيتعين عليه التنازل عن وزارة التجارة. بالمثل، يتعين على رئيس تحالف “عزم” مثنى السامرائي التنازل عن وزارة التربية إذا أراد المنصب ذاته.

وفي حال تنازل الخنجر عن وزارة التجارة، سيترتب عليه ترشيح ثلاثة أسماء يتم اختيار أحدهم من قبل الحلبوسي لرئاسة البرلمان. هذا التكتيك يعكس تعقيدات اللعبة السياسية في العراق، حيث تظل التحالفات والصفقات أمراً محورياً في تحديد مسار السلطة وتقاسم النفوذ.

ومن الواضح أن هذه الحوارات تعكس صراعات داخلية بين القوى السنية، حيث يسعى كل طرف لتعزيز مواقعه على حساب الآخر. الحلبوسي، الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل البرلمان، يستخدم هذه الصراعات لتعزيز موقفه من خلال فرض شروطه على الخنجر والسامرائي. في المقابل، يبدو أن الخنجر يحاول استخدام وزارته كوسيلة للمساومة للحصول على موقع رئيس البرلمان، وهو ما يعكس مدى تعقيد وتشابك المصالح السياسية في العراق.

الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد هو وجود مصالح مشتركة بين بعض القوى السنية، إلا أن هذه المصالح قد تكون عائقاً أمام تحقيق اتفاق شامل بسبب تنافسها الشديد على المناصب. التحالفات تتغير بسرعة، والمواقف قد تتبدل بناءً على المصالح الآنية لكل طرف، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالنتائج النهائية لهذه الحوارات.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق بين الحلبوسي والخنجر والسامرائي، فقد نشهد تغييرات كبيرة في توزيع المناصب الوزارية وتوازن القوى داخل البرلمان. هذا الاتفاق قد يساهم في تعزيز استقرار الحكومة أو قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات إذا لم يتم تنفيذ الشروط المتفق عليها بشكل كامل.

وافاد القيادي في تحالف السيادة احمد فواز العيساوي، باتفاق اربع تحالفات سنية على انتخاب سالم العيساوي لرئاسة مجلس النواب.

واما الموقف الشيعي من هذه الحوارات والاجتماعات السنية، يبقى على الحياد وبانتظار حسم السنة للموضوع قبل التدخل فيه.

واكد النائب عن تحالف الفتح محمد البلداوي، ان قوى الاطار التنسيقي لن تفرض تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس مجلس النواب دون توصل القوى السنية الى اتفاق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القوى السنیة مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

بري متفائل بموقف باسيل والتيار

كتب كمال ذبيان في" الديار":الرئيس بري الذي جدد دعوته للحوار والانتخاب، ليس لانه متمسكا بمبادرته ولا طريق غيرها، بل لان التجارب اثبتت ان التوافق بعد الحوار كان يخرج لبنان من ازماته، والآن تعمل "اللجنة الخماسية" على توافق اللبنانيين، وتشجع على الحوار بينهم، وفق ما ينقل زوار عين التينة عن بري، الذي يسعى الى "لبننة الاستحقاق" اذا استطاع الافرقاء اللبنانيون ذلك، وهذا لا يتم دون حوار، والا فان الازمة الرئاسية مفتوحة الى اجل غير مسمى، والبعض يراهن ويؤكد ان هذا المجلس قد لا يتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية. وجاءني يقول بري من يطالب بحل مجلس النواب والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة، وان صاحب هذا الطرح نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الذي ابلغه بري بالتريث والانتظار، لربما يحصل انفراج داخلي او تأثير خارجي بحل الازمة.
فلن يدعو بري لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لانه لا يرى انها ستفيد اذا بقي توزع الكتل ومواقفها على ما هي عليه، ولا احد يستطيع المزايدة عليه في ممارسة صلاحياته الدستورية، وان من يطالبه بجلسات متتالية فقدم اقتراحه حوار فانتخاب، وهو يصب في ما يطالب به البعض، كما ينقل زوار عين التينة، الذين يؤكدون ان بري بات متفائلا اكثر بالموقف المسيحي الذي يقترب من مبادرته سواء "التيار الوطني الحر" او بكركي، التي وصله منها كلام ايجابي لجهة حرص بري ان يكون الحوار طريق الانتخاب، وبانه احترم عدم موافقة الاقطاب الموارنة على مبادرته فعلق العمل بها، وان موقف "القوات اللبنانية" لا سيما ما جاء في كلام رئيسها سمير جعجع لجهة الحوار يمكن البناء عليه لجهة مرونته، وهذا متوقف على الآلية التي تراها "القوات" التي تؤكد على الانتخاب دون الحوار في مجلس النواب، كيلا يصبح ذلك عرفا مفروضا، وهذا غير مطروح عند بري، لان الظروف هي التي تتحكم بالوضع السياسي والحوار ثم الانتخاب، وهو الذي فرضته الظروف وليس اكثر.  
 

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية: نتواصل بشكل مستمر مع نواب البرلمان لتحقيق احتياجات المواطنين
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره البرازيلي بالعيد الوطني
  • انشقاق يضرب تحالف الخنجر بسبب المشهد السياسي في المحافظات السُنية
  • محافظ القاهرة: مصلحة المواطن هدف العمل المشترك بين أعضاء البرلمان والأجهزة التنفيذية
  • بسكيري: لا حل لأزمة المركزي من دون تراجع البرلمان عن موقفه من الرئاسي
  • التحضير لعقد ندوة وطنية لرعاية الطفولة بمشاركة وزارة الداخلية وهيئة البحث العلمي
  • ايوب: للاحتكام الى الدستور وفتح مجلس النواب لانتخاب رئيس
  • الضمان والبرلمان.. تحالف وعلاقة مهمة.!
  • بري متفائل بموقف باسيل والتيار
  • جامعة "الثقافة السنية" بالهند تشارك بمبادرة وزارة الأوقاف الخاصة بالمولد النبوى