صفاتٌ عديدة أُلصقت بالعديد من الأدباء في تاريخنا الحديث، نتداولها بحيث يصبح لكل كاتب ما يُميزه عن غيره، فأديب نوبل كان كثيرَ الضحك والدعابة، ويوسف إدريس عُرف بالجرأة والصراحة، ورغم أن معظمهم ينفون هذه الصفات عنهم، فأن توفيق الحكيم كان الوحيد الذي اتخذ من «البُخل» فلسفة حياتية بل يقصد أن يجعلك تقول عنه إنه «بخيل»، فما القصة؟.

في مثل هذا اليوم، من عام 1987، ودّع عالمنا الكاتب المسرحي والروائي توفيق الحكيم، بعد أن أثرى المكتبة العربية بعدة أعمال شكلت علامة بارزة في تاريخ الأدب المصري والعربي، مثل «أهل الكهف» و«السلطان الحائر»، و«عصفور من الشرق» و«يوميات نائب في الأرياف»؛ حتى أصبح «رائد المسرح الذهني»، وتربع على عرش قلوب المصريين، ليرشح في عام 1969 لنيل جائزة نوبل في الأدب.

سياسة توفيق الحكيم في البخل

هل كان توفيق الحكيم بخيلًا؟، سؤال أجاب عنه يوسف إدريس في مقاله نشره بجريدة «الأهرام»، يوم 14 سبتمبر 1987، مؤكداً أن «الحكيم» لم ير البُخل عيبًا، ولم يحاول إخفاؤه، إذ وجد البخل إيمانا قويا وفلسفيا.

فاستعمل توفيق الحكيم، قلم رصاص من نوع واحد منذ عام 1969 ولم يغيره، وعندما ضاق يوسف إدريس بالقلم سأله: «لماذا لم تغيره بقلم آخر ثقيل الخط؟»، فرد «الحكيم» بأن «القلم ثقيل الخط ينتهي بسرعة».

ووفقًا لـ«إدريس» استمر توفيق الحكيم يكتب بقلم واحد، حتى أنه كتب به إنتاجه من مسرحية «الصفقة» وحتى مقالاته الأخيرة، مرددا: «ليت الناس تعلم أني بخيل، فلا يطالبني أحدهم بما يطالب به الناس العاديون».

وعندما سأله «إدريس»: «ألا تعتبر هذا عيبًا؟»، فأجابه: «أبدًا.. اسمع، هناك مثل شعبي مصري يقول (طولة العمر تبلغ المنى).. ما هي طولة العمر؟، هى ألا تنفق صحتك بإسراف، وأن تقتر في صحتك، ولكي تقتر صحتك لا بد أن تتعلم وتمارس التقتير في كل شىء».

لم يكن القلم وحده هو الموقف الذي حكم به إدريس عليه، إذ أكد أن «الحكيم» كان يسير إلى جريدة «الأهرام» على قدميه، من منزله على كورنيش النيل في «جاردن سيتى».

الحكيم كان كريما في الخفاء

ومن يوسف إدريس إلى عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، فكان يجد «الحكيم» أنه أبعد يكون عن البخل، وأن لديه كرما يخفيه، يعمل الكرم للكرم، لا لكي تقول عليه إنه كريم، بل يتركك لتقول عليه أنه بخيل، وهي الرواية التي نقلها الكاتب إبراهيم عبدالعزيز في كتابه «الملف الشخصي لتوفيق الحكيم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: توفيق الحكيم ذكرى توفيق الحكيم توفیق الحکیم یوسف إدریس

إقرأ أيضاً:

لقاء البطريرك يوسف العبسى مع وفود سياسية سورية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى  البطريرك يوسف العبسي ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، اليوم الاثنين، بكل من وفد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووفد المنظمة الآثورية الديمقراطية، ووفد الكتلة الوطنية السورية.

وقد تناولت اللقاءات الأوضاع الراهنة في سوريا، حيث تم بحث أبرز التحديات التي تواجه البلاد على الأصعدة السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار لسوريا.

مقالات مشابهة

  • أبو الدهب يوجه رسالة قوية لأكرم توفيق: “أتمنى استبعاده”
  • حقيقة تعليق عمار الحكيم حضوره جلسات الإطار التنسيقي إثر إقالة محافظ ذي قار
  • الحكيم يتغيب عن اجتماع الإطار: ممتعض لـكسرهم التوافق السياسي
  • محمد فؤاد وإيهاب توفيق يحييان أمسية غنائية لأول مرة في الكويت بحديقة الشهيد
  • الحكيم يؤكد على أهمية الوحدة العربية الكردية لمواجهة التحديات
  • محمد فؤاد وإيهاب توفيق يحييان أمسية غنائية لأول مرة في الكويت
  • محمد فؤاد وإيهاب توفيق يحييان حفلا في الكويت.. 30 يناير
  • لقاء البطريرك يوسف العبسى مع وفود سياسية سورية
  • رئيس الجمهورية يستقبل يوسف أوشيش
  • عضو بـ العالمي للفتوى: بخل الزوج له حساب في الدنيا والآخرة