متابعة بتجــرد: تدور أحداث فيلم “حرب أهلية” للمخرج الانكليزي أليكس غارلاند حول فريق من الصحفيين الذين يسافرون عبر الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية التي اجتاحت البلاد.

العمل من سيناريو أليكس غارلاند، وبطولة كل من كيرستين دانست، واغنر مورا، وكايلي سبيني.

تبدأ افتتاحية الفيلم  بلقطة اخبارية لرئيس أميركي يلقي خطابًا لشعبه على التلفزيون، نفهم من خلاله أن الولايات المتحدة الأميركية تمر بحالة من الحرب الأهلية، وأن هناك ولايتين قد انفصلتا وهما تكساس وكاليفورنيا، حيث أن هاتين الولايتين تضم قوات تُعرف بإسم القوات الغربية، وهي التي تمكنت من الانفصال عن الولايات المتحدة، ومن المفترض أن تدعم هذه القوات أي حركات انفصالية في جميع أنحاء أميريكا، بهدف انقسام كل الولايات لجماعات متنافرة، ولكن الرئيس الأميركي يؤكد أن الوضع مستقر وأنه سيسيطر على هذه الحرب قريبًا.

وفي لقطة قريبة متوازية تظهر مصورة صحفية تُدعى “لي” تتابع الأخبار وترى خطاب الرئيس الأميركي، ولكنها غير مقتنعة بما قاله، وتبرز  المشاهد اللاحقة  أن “لي” وصديقها الصحفي “جو” يذهبان إلى مكان في نيويورك لتغطية المظاهرات الناتجة عن انقطاع إمدادات المياه عن الولاية منذ بداية الحرب، بينما تظهر مشاهد أخرى في صور موازية أن الشرطة الأميركية تتعامل مع المتظاهرين بقسوة وعنف، خاصة في اللقطة التي يضربون فيها مصورة صحفية شابة.

ويتسارع الإيقاع الزمني في متتالية المشاهد التي تعرض وحشية القوات الأميركية تجاه المدنيين والصحفيين، حيث يقتلونهم بلا رحمة وينصحون فريق التغيطة الصحفية بالتوجه إلى خطوط المواجهة بين الانفصاليين وقوات الرئيس لتوثيق المعارك، ورغم النصيحة، تصر “لي” و”جو” على الذهاب إلى العاصمة لمقابلة الرئيس، ما يدفع “سامي” إلى طلب مرافقتهما في الرحلة، وتنضم إليهم المصورة الشابة “جيسي”، فيواجهون العديد من المخاطر في الطريق حتى يصلون إلى محطة بنزين تظهر مشاهد قاسية لمنطقة يسيطر عليها مسلحون، وبينما تتفاوض “لي” مع زعيم المسلحين للحصول على البنزين، تكتشف “جيسي” في لقطة مقربة موازية محبوكة بكاميرا متحركة ذات إيقاع بطيء، أن هناك سجينين معلقين ومُعذبين، فتقرر التقاط صور لهما بناءً على اقتراح “لي” مركزة على توثيق الأحداث دون استخدام العاطفة.

ويتباطأ الإيقاع الزمني للأحداث في الفيلم بدءا من  المشاهد التي تكشف عن صدمة “جيسي” وتساؤلاتها حول سبب تصرف “لي” معها بأسلوب غير إنساني، فتخبرها “لي” أن مهنة صحفية الحرب ليست سهلة، ويجب عليها أن تكون قوية القلب لأنها ستواجه مشاهد أكثر صعوبة مما رأته، وفجأة تشاهد “جيسي” طائرة هليكوبتر محطمة  في لقطة بعيدة عامة، فتشجعها “لي” على إلتقاط صورة لحطام الطائرة المتبقى، كمحاولة لتهدئتها وتعزيز ثقتها في العمل.

وتتنوع زوايات التصوير بين لقطات على مستوى العين ولقطات عالية ومنخفضة خاصة في المشاهد التي  يستريح الفريق ويخطط لاستكمال الطريق في الصباح من اتمام تغطية الحرب الأهلية، قيجدون أنفسهم وسط معركة بين الانفصاليين وقوات الرئيس، وبينما يتفق “جو” و”سامي” على تصوير المعركة، يتبادل الانفصاليون والجيش إطلاق النار، وتتصاعد الأوضاع بوجود صواريخ ومدافع كثيفة، فتظل “جيسي” مصدومة لرؤيتها شخصاً يُقتل لأول مرة، لكنها تستمر في التغطية بتركيز عال على أهم الصور التي توثق الأحداث.

main 2024-07-26 Bitajarod

المصدر: بتجرد

إقرأ أيضاً:

رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون

لم يجد رجل الأعمال مشعل محمود محمد مناصا من مغادرة الخرطوم بحري بعد اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023، متوجها إلى إثيوبيا.

كان مشعل يعمل في الخرطوم بالاتجار بقطع غيار آليات الورش، ونجح في تحقيق أرباح جيدة، وظل يعمل في هذا المجال حتى اندلاع الحرب، حيث خسر معارضه التجارية ومنزله وسياراته.

يقول مشعل لـ"الجزيرة نت" إنه خسر كل شيء، حيث سُرقت جميع محلاته ومعرضه في مدينة بحري (شمالي العاصمة)، مما دفعه إلى المغادرة في مايو/أيار 2023.

وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برفقة أسرته، فكر على الفور في العودة إلى مجاله السابق، لكنه واجه واقعا تجاريا مختلفا تماما عن السودان من حيث رأس المال والإجراءات.

وبعد تفكير، يقول مشعل إنه اتخذ قرار افتتاح مطعم لإعداد الوجبات السودانية، خاصة أن الفترة تلك شهدت وصول أعداد كبيرة من السودانيين إلى إثيوبيا لاستكمال إجراءات السفر إلى دول أخرى.

وخلال شهر رمضان من العام الماضي، كان مطعم مشعل يلبي طلبات مواطني بلاده على الإفطار والعشاء بأطباق سودانية ذائعة الصيت، لاقت رواجا كبيرا، خاصة مع تقديم المشروبات الرمضانية السودانية المعروفة، ومنها "الحلومر".

إعلان

ويوضح مشعل لـ"الجزيرة نت" أن طبيعة العمل كانت في البداية صعبة للغاية في ظل الحاجة إلى تحضيرات متواصلة من دون توقف أو إجازات، حيث كان لزوجته الدور الأكبر في إدارة العمل وتحريكه بشكل رئيسي، ولذلك قرر تسمية المطعم بـ"البيت السوداني"، لأن زوجته تعدّ الطعام كما تفعل في المنزل.

وبالعودة إلى بداية العمل، يرى مشعل أنه كان مزدهرا، حيث كان عدد السودانيين كبيرا، لكنه تراجع حاليا مع تناقص الأعداد وتراجع أرقام العابرين إلى دول أخرى. ومع ذلك، يقول رجل الأعمال الشاب إن الأمور لا تزال تسير على ما يرام، إذ يستعد خلال شهر رمضان الحالي بتحضيرات نوعية، كما يسعى إلى جذب الإثيوبيين وغيرهم لتجربة الطعام السوداني.

الحرب دفعت رواد الأعمال إلى مواجهة خسائر قاسية والتكيف مع واقع اقتصادي صعب (الفرنسية) خير رمضان وكرمه

ويقول رجل الأعمال خالد بيرم، الذي يشغل أيضا منصب أمين مكتب الشؤون الخارجية للغرفة التجارية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وينعكس كرمه على الجميع.

ويؤكد لـ"الجزيرة نت" أن الحركة التجارية في الشهر الفضيل تُعرف بـ"الموسم"، حيث تزدهر بشكل ملحوظ ويتعاظم الطلب على سلع ومنتجات مختلفة.

ويضيف: "الأعمال والتجارة بشكل عام في السودان خلال الشهر الفضيل تكون في حالة انتعاش ونمو، وتبدأ دائما قبل حلول شهر رمضان بـ10 أيام تقريبا، أو حتى اليوم الذي يسبق بدايته، حيث تشهد الأسواق حركة مكثفة ونشطة".

ويوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، فإن الناس يكونون على استعداد لشرائها، وغالبا ما ترتفع أسعارها.

أما فيما يتعلق بالغرفة التجارية في عطبرة، فيشير بيرم إلى أن التجار يقومون بتجهيز سلال للصائمين، تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للصائم، كما يقوم بعض التجار بإخراج سلال إضافية لرمضان من أموالهم الخاصة.

إعلان

ويؤكد بيرم أن هناك حركة واسعة للأموال والتجارة والبضائع، وهذا يزيد الأرباح والدخل، مشيرا إلى أنه كلما زاد الدخل، زاد الإنفاق على الفئات الضعيفة من خلال الصدقات والإكراميات والسلال الغذائية وزكاة الفطر والتبرعات.

ويستطرد قائلا: "اسم رمضان كريم لم يأتِ من العدم، الله يوفّر احتياجات الناس، وهناك حالة من السعادة بين الجميع، بما في ذلك التجار ورجال الأعمال".

صعوبات جمة

لمجموعة "أبو الفاضل بلازا" في السودان صيت خاص، خصوصا عند حلول شهر رمضان المبارك، إذ يُعتبر الموسم الذي ينتظره آلاف السودانيين للاستفادة من التخفيضات وشراء المستلزمات المنزلية، حيث تتميز المجموعة بالاستيراد الراقي والأسعار المناسبة.

مجموعة أبو الفاضل بلازا خسرت الكثير بسبب الحرب (الجزيرة)

لكن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على المجموعة في كل فروعها المنتشرة في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري)، كما يقول هاشم أبو الفاضل لـ"الجزيرة نت"، حيث خسرت الشركة بضائعها بالكامل إما بالاحتراق أو السرقة أو النهب والتخريب، ولم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء باستثناء البضائع التي كانت تحت التخليص الجمركي بالميناء.

ويروي هاشم لـ"الجزيرة نت" سلسلة معاناة صعبة عاشها رواد الأعمال في القطاع الخاص السوداني، بسبب الحرب التي اندلعت فجأة من دون أن يتمكن أصحاب الشركات، خاصة وسط العاصمة الخرطوم، من تدارك الأمر وإنقاذ ما يمكن من رأس المال.

ويشير إلى أن 90% من أصحاب الأعمال عادوا إلى نقطة الصفر، وفقدوا كل شيء تقريبا، ليصبح القطاع الخاص أكبر المتضررين من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ومع ذلك، يقول هاشم إنهم حاولوا النهوض مجددا والعودة إلى العمل، ورفضوا الخروج بما تبقى من رأس المال إلى خارج البلاد، فقرروا افتتاح فروع جديدة للمجموعة في بورتسودان والعودة للعمل في أم درمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية جزئيا.

إعلان

لكنه يشكو من تعامل السلطات الحكومية، مشيرا إلى أنها تفرض رسوم جمارك وغيرها من الجبايات بأرقام فلكية، لا تراعي الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الخاص، ولا تضع في اعتبارها حرص رجال الأعمال على المساهمة في إعادة الإعمار.

ويشبه هاشم أوضاعهم الحالية بمن يمشي على النار، لكنه رغم ذلك يؤكد أنهم حريصون على مواصلة العمل وتجاوز الصعاب الحالية.

خسائر كبيرة

وإزاء الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد العظيم المهل للجزيرة نت إن القطاع الخاص السوداني خسر الكثير في هذه الحرب قدرت في القطاعين الصناعي والخدمي في الخرطوم بـ90%، وفي ولاية الجزيرة تصل نسبة الخسائر إلى 88% ، أما في ولايات دارفور عدا الفاشر فتقدر الخسائر بـ80% في القطاعين.

ويشير إلى أن تقديرات جملة خسائر القطاع الخاص في كل القطاعات بحوالي 130 مليار دولار 90% منها لا تخضع للتأمين.

ويرى أن القطاع الخاص بحاجة لوقت كي يعود للعمل لكنه يتوقع عودته بنحو أسرع من القطاع العام.

ويأسف المهل لخروج بعض رواد الأعمال في القطاع الخاص من السودان والهجرة للخارج بينما نزح آخرون داخليا وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الصناعة والخدمات بعيدا عن العاصمة.

ويرى المهل أن الفجوات تطال كل القطاعات التي ستبدأ من نقطة الصفر ويردف إذا تم ذلك فسوف ينهض الاقتصاد السوداني خلال نحو 3 أعوام، مؤكدا إمكانية التعافي والنهضة في حال وجدت السياسات المستقرة والإدارة الواعية والتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات متبوعة بالقبضة الأمنية القوية والاستقرار السياسي.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يدهش جمع غفير من الحاضرين بلقطات “أكروبات” استعراضية وساخرون: (شفنا الدقن الكبيرة قلنا داخل تديهم محاضرة دينية)
  • مكتب الرئيس الأوكراني: وفدنا وصل السعودية لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة
  • حراك جامعة اليرموك: علامات استفهام كثيرة حول دائرة الاستشارة المحيطة بـ “الرئيس”
  • #عاجل.. حراك جامعة اليرموك: علامات استفهام كثيرة حول دائرة الاستشارة المحيطة بـ “الرئيس”
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • 3 أسباب ستمنع جيش الاحتلال من تنفيذ “مناورة” أخرى في غزة
  • لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • قضية “اولاد المرفحين”.. الفرنسية التي قدمت شكاية الإغتصاب تسحب شكايتها
  • صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”