منصور : مجلس الأمن فشل في الحد من المعاناة الإنسانية بغزة
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، اليوم الجمعة 26 تموز 2024، إن مجلس الأمن فشل في الحد من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة ، مشددا على أن الوقف الفوري لإطلاق النار هو أول خطوة لوقف هذه المعاناة.
واعتبر منصور في كلمة خلال جلسة إحاطة يعقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من الجزائر والصين وروسيا لبحث الوضع الإنساني في غزة ، أن "هذا المجلس فشل" في الحد من المعاناة الإنسانية في غزة.
وأضاف: "لنا أن نستمر في عد وحصر عدد شاحنات الإغاثة (المتوجهة إلى غزة) والحديث عن المسارات (التي يمكن أن تصل عبرها) والتفكير في بدائل لها، لكن يبقى المقياس الحقيقي لنجاحنا هو مدى قدرتنا على تخفيف المعاناة الإنسانية".
ورأى أن "استمرار معاناة الفلسطيني هو هدف إسرائيل" في حد ذاته، متوقعا أن تعمل تل أبيب على إفشال أي حلول قد يتم اقتراحها خلال جلسة مجلس الأمن للحد من المعاناة الإنسانية في غزة".
وشدد على أن "أول خطوة لا غنى عنها (لوقف هذه المعاناة) هي وقف فوري لإطلاق النار".
وتساءل مستنكرا: "جميعكم تطالبون بوقف فوري لإطلاق النار (على غزة)، فما الذي يحول بينكم وبين مقتضيات وقف إطلاق النار؟".
وأردف: "إن كنتم أنتم أعضاء مجلس الأمن العظيم القوي غير قادرين على أن تكبحوا جماح جهة (يقصد إسرائيل) تنتهك القانون الدولي عبر قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فعليكم أن تراجعوا سلطاتكم والسلطات الممنوحة لمجلسكم".
وتطرق المندوب الفلسطيني إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، الأربعاء الماضي.
وقال: "في عالم مواز خطب نتنياهو أمام الكونغرس وزعم أن إسرائيل لا تقتل الفلسطينيين، ولا تتسبب في تجويعهم، ليخالف (بذلك) كل الأدلة والمنطق".
ووصف منصور خطاب نتنياهو بالكونغرس بأنه "خطاب مجرم حرب ينتهز الحروب، مكرسا جهده لنزع الطابع البشري عن الفلسطينيين".
وتابع أن نتنياهو تحدث في خطابه عما "زعم أنه صراع بين الحضارة والهمجية والبربرية بشكل متزامن مع هجوم بربري ووحشي على المدنيين (في غزة)".
وساق نتنياهو مزاعم كثيرة عن حربه على غزة تتنافى مع التقارير الدولية والأممية، في خطابه الذي تزامن مع احتجاجات ضخمة بواشنطن للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل.
وجدد مندوب فلسطين تأكيده "ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2735 وتنفيذ مقتضياته فورا وبشكل كامل".
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنّى مجلس الأمن مشروع قرار أمريكيا (2735) لوقف إطلاق النار في غزة، بأغلبية 14 صوتا، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
ودعا منصور إلى "وضع حد لهذا الاعتداء (الإسرائيلي) المروع، حرصا على ألا تتكرر هذه المآسي ثانية وعدم ادخار جهد لنيل الحرية وتحقيق السلم".
وعن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بعدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي لأراضي عام 1967، قال منصور، إن "المحكمة ذات الاختصاص والأعلى في العالم خلصت إلى أن الاحتلال غير شرعي ولا بد أن ينتهي بأسرع وقت ممكن".
وتابع: "زودتنا المحكمة من خلال رأيها الملزم والتي تعد قواعد آمرة لأحكام القانون الدولي، وأبرزت الالتزامات المترتبة على إسرائيل وتلك الناشئة على الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، أصدر القضاة قرارهم والآن الأمر للدول الأعضاء أن تفي بالتزاماتها".
وأكمل: "لا يسعنا أن نتجاهل أي عنصر وراد في فتوى الرأي الاستشاري التاريخي، لا بد من التركيز على تفاصيل التفاصيل لهذه الأفعال الإجرامية غير القانونية وغير الشرعية مثل استمرار الاحتلال الذي يجب أن ينتهي".
وفي 19 يوليو/ تموز الجاري، قالت محكمة العدل الدولية إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني"، مشددة على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير"، وأنه "يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".
ولفت منصور، إلى أن فلسطين ستتحرك خلال الأسابيع القادمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن "بما يكفل أن يحظى هذا الرأي الاستشاري بالتأييد المطلوب على طريق الوصول إلى شرق أوسط أكثر حرية وأمنا".
وقبيل كلمة منصور، طالب المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين مهند هادي، بإعادة فتح معبر رفح البري لإجلاء المرضى من قطاع غزة وتسهيل دخول السلع إليه، لافتا إلى أن عشرات الآلاف من مرضى القطاع بحاجة إلى إجلاء فوري لتلقي العلاج بالخارج.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة عدم فرض أي قيود على كمية ونوع المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: من المعاناة الإنسانیة الإنسانیة فی مجلس الأمن على أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حي كرم الزيتون… شاهد آخر على الإجرام الأسدي والأهالي رغم هول المعاناة متفائلون بغد أفضل
حمص-سانا
تهجير، وقهر، ومعاناة في المخيمات، بعض من قصة أبناء حي الزيتون بمدينة حمص، الذين أجبرهم النظام البائد تحت النار على ترك منازلهم لأكثر من عقد من الزمن، لكن النصر أعادهم إليها.
خراب ودمار خلفته آلة الإجرام الأسدي في كل مكان، فالجدران بين مهدم ومتصدع آيل للسقوط في أي لحظة، والطرقات مليئة بالحفر والأتربة، والبنية التحتية معدومة، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا حتى صرف صحي، ومع ذلك عاد الأهالي إلى الحي بمعنويات عالية وأمل بغد أفضل في سوريا الجديدة.
سانا زارت الحي الذي انهمك فيه بعض الأهالي بنقل مواد البناء لترميم بيوتهم، وإلى جانبهم أطفال يلعبون بالرمل والحصى وقد غمرتهم الفرحة بالعودة إلى منازلهم، في صورة تجسد عودة نبض الحياة من جديد للسوريين المنهكين ولجميع المناطق التي طالتها يد الإجرام.
أم عيسى إحدى سكان الحي منذ خمسين عاماً، كانت شاهداً حقيقياً على الأحداث الأليمة التي مرت على الحي خلال سنوات الحرب، هذه السيدة تجلس اليوم بأمان أمام منزلها سعيدة بلقاء جيرانها، متجاوزة حزنها على فقدانها ابنها الشاب الذي تقوم بتربية ابنه حالياً، فيما وصفت أم طارق الحال بقولها: “بعد رحلة تهجير امتدت لأربعة عشر عاماً، كان خبر النصر وتحرير البلاد من الطغاة والظلم أجمل شيء ممكن أن يحدث، وأزال كل معاناة عشناها”، معربة عن ثقتها بأن جميع أبناء البلد سيكونون يدا واحدة لإعادة إعماره.
يوافقها الرأي أيمن أبو ناصر الذي أكد أن الأهالي اليوم يد واحدة في تنفيذ العديد من الأعمال الخدمية ضمن الإمكانات المتاحة، معرباً عن أمله بالإسراع بتأمين المدارس لأبناء الحي، والمنقطعين دراسياً، ويضيف: “منذ بدء الثورة هجرنا النظام إلى عدرا البلد في دمشق، ومنها إلى لبنان، أولادنا كبروا بدون مدارس ولا تعليم، عدنا يوم التحرير ورأينا كيف أن النظام البائد أعاد البلد خمسين سنة للوراء، لكن علينا البدء ببناء ما تم تخريبه ودماره”.
الشاب عبد الهادي، من سكان الحي العائدين يقول: “عانينا الكثير من ظروف استغلال أصحاب البيوت والقائمين على المخيمات في لبنان، وبعد 13 سنة عدنا وفوجئنا بالخراب الكبير في منازلنا، ونحتاج لمبالغ كبيرة لإعادة تأهيلها”، مؤكداً أن كل ذلك يهون فداء للنصر والتحرير، فيما أعرب يوسف اليوسف عن أمله بعودة جامع أحمد الرفاعي بالحي لاستقبال المصلين، ولا سيما مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، أما والد الشهيد عامر عبد الكريم القصير، فما زال يحتفظ بذكرى تشييع ولده محمولاً على الأكتاف من أهل الحي، قبل تهجيرهم من قبل النظام المجرم.
ويصف مختار الحي المهندس صفوان حلاوة واقع الحي بالقول: “الحي قبل التحرير كان يعاني من سوء إهمال للخدمات بشكل كبير، ولا سيما البنى التحتية، ومع عودة المهجرين إثر التحرير باتت الحاجة ماسة لتأمينها، ولا سيما المدارس، والمستوصف الصحي”، مشيراً إلى أنه لا توجد خدمات لليوم بالرغم من عودة نحو ستة آلاف شخص، والأعداد في زيادة يومياً.
ويقع حي كرم الزيتون في الجهة الشرقية لمدينة حمص، ويعد أكبر الأحياء مساحة، ممتداً بين مستوصف باب الدريب شمالاً وشركة الفوسفات جنوباً، وبين طريق باب الدريب غرباً وشارع الستين شرقاً.