ماذا تعرف عن العائلة العمانية التي صاغت قلادة ذهبية لبسها سُلطانان في طفولتهما؟
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
عزيزي قارئ “أثير”: ربما طالعت أثناء زيارتك إلى المتحف الوطني بمسقط، أو عند تصفّحك لبعض الصفحات الخاصة بالتاريخ العماني في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، صورة للسلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- في طفولته المبكّرة وهو يرتدي قلادة ذهبيّة مميّزة بنقوشها الجميلة، بينما والده السلطان سعيد بن تيمور يمسك به بكلتا يديه، ولعلّك تساءلت حول ماهيّة هذه القلادة، ومتى صنعت؟ ومن صنعها؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة بها، ولربما نسيت تساؤلاتك تلك بعد برهةٍ من الزمن لكنها تراودك في كل مرةٍ ترى فيها تلك الصورة مرةً أخرى؟!
“أثير” تقدّم لك في هذا التقرير الإجابة عن تساؤلك وتساؤل العديد من القرّاء والمهتمين بالتاريخ العماني، وبالأخص التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، وذلك من خلال الاقتراب من تاريخ إحدى الأسر العمانية التي برزت في مجال صياغة الذهب والفضّة، وأسهمت في صنع جانب من تاريخ مدينة مسقط الاقتصادي من خلال نشاط عدد من أفرادها، ألا وهي أسرة أبناء عبد الله بن حارب الصائغ، منذ ظهور مؤسسها الحاج عبدالله بن حارب، وحتى أحفاده الحاليين، مرورًا بعدد من الشخصيات مثل يعقوب بن عبدالله، وإسماعيل وإسحاق أبناء يعقوب، وآدم بن إسحاق، ومحمد وعبد الحميد أبناء آدم.
البداية
عرفت مدينة مسقط من خلال مينائها التجاري النشط، وسوقيها الداخلي والخارجي، عددًا من الأنشطة الاقتصادية المختلفة التي ارتبطت بنشاط المدينة الاقتصادي، وحركة السفن الداخلة والخارجة من وإلى الميناء، والتنوع الاجتماعي والديموغرافي الذي عرفته المدينة بحكم انفتاحها على الموانئ المختلفة.
ولعل من بين تلك الأنشطة الاقتصادية، نشاط صياغة الذهب والفضة الذي ازدهر في المدينة بحكم ذلك التنوع، ووجود أسر ومكونات سكانية اهتمت باقتناء الحلي والمجوهرات، عدا عن وجود القصر السلطاني وما يعنيه ذلك من رغبة في الحصول على أنواع مختلفة من تلك الحلي لاقتنائها من قبل سكّان القصر والحاشية المرتبطة به، أو لتقديمها كهدايا إلى ضيوف البلاط، هذا إذا ما أضفنا إلى ذلك كلّه حرص المجتمع على أن يرتدي أبناؤه منذ نعومة أظفارهم مجموعة من أدوات الزينة التي تبرز رجولتهم كالتلاحيق، وهي عبارة عن قرنٍ من الفضة المطلية بالذهب تعلّق بالعنق من الخلف، أو الخناجر، أو السيوف، أو ما يرتبط بزينة البنات كالمراري، والشماريخ، والبنجري، والغلاميات، والخواتم المختلفة، وغيرها.
لذا فقد برز وسط مجتمع مسقط عددٌ من الأسر التي مارست نشاط الصياغة وما ارتبط بها من أنشطة ثانوية وفرعيّة، ومن بين تلك الأسر والعائلات، عائلة الحاج عبدالله بن حارب الصائغ الذي برز نشاطه في مجال الصياغة مع منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا، وذلك من خلال محلّه الذي افتتحه بحلّة (حيّ) الصفافير التي تقع في الجهة الجنوبية من سور مسقط بين حي ولجات وحي التكية، وقد اشتق اسم الحيّ من كلمة (صفّار) أي عامل النحاس، واسم (صفر) يطلق على النحاس، وكان المحل والبيت الذي يقع في الدور العلوي من المبنى نفسه مكانه جنب مسجد الزواوي عند الباب الصغير الذي يقع مقابل السوق ومقابل نادي مقبول عند المدرسة السعيدية، ويقع مسجد الزواوي الحالي في الموقع نفسه الذي بدأ فيه الحاج عبدالله بن حارب نشاطه.
صورة للباب الصغير تعود إلى حوالي عام 1904جانب من المنطقة التي كان يقع فيها محل الأسرة
وقد خلف الحاج عبدالله بعد وفاته ابنه الحاج يعقوب بن عبدالله الذي تشرّب أسرار المهنة عن والده، كما امتاز بخطٍ جميل، الأمر الذي دفعه إلى كتابة المصحف الشريف بخطّ يده مع ابنه إسحاق حيث انتهى من كتابته في الثالث من سبتمبر عام 1902م، وما تزال العائلة تحتفظ بالنسخة الأصلية من هذا المصحف.
وكان الحاج يعقوب بن عبدالله من الشخصيات المسقطية البارزة على المستوى الاجتماعي، وكان متفاعلًا مع الأحداث الاجتماعية المحلية، لذا عندما رغب السلطان فيصل بن تركي في بناء مستشفى على النمط الحديث في عمان لممارسة العلاج الحديث في ظل ظروف صحية مناسبة، ألا وهو مستشفى مسقط الخيري، وذلك عام 1909، وأمر السلطان فيصل بفتح قائمة الاشتراكات تحت رعايته الخاصة، وعقد اجتماعًا في قصره بتاريخ 6 فبراير 1909م بحضور عدد من أعيان البلاد لحثهم على الاشتراك في مبادرة إنشاء المبنى الجديد للمستشفى، حيث أوضح السلطان بدايةً الأسباب التي دعت إلى إنشاء هذا المبنى الجديد وهي أن المبنى السابق قد تهدم نتيجة قدَمه ولم يعد آمنًا، ونقل إلى مكان آخر لا يستوعب الأعداد الكبيرة من المرضى، ولا يتضمن تجهيزات مناسبة. كما أوضح كذلك رغبته مشاركتهم له في التبرع لبناء المستشفى الجديد الذي تقدر تكلفته بحوالي 40 ألف روبية، وأن هذا العمل الخيري سيعود بنفعه على الجميع، وسيستفيد منه الأغنياء والفقراء، كان الحاج يعقوب بن عبد الله أحد المتبرعين لدعم هذا المشروع المهم وقتها.
أنجب الحاج يعقوب بن عبدالله عددًا من الأبناء الذي أكملوا مسيرة والدهم وجدّهم من قبله في هذا المجال وهم إسحاق الذي امتاز بحسن خطّه وأسهم مع والده في كتابة المصحف الشريف بالإضافة إلى عمله في مجال الصياغة، وإسماعيل، وعبدالرحمن، ومحمد.
كان الحاج إسماعيل بن يعقوب الصائغ يعدّ من الصاغة الماهرين في صياغة النقوش العمانية التقليدية، وقد افتتح محلًا لصياغة الذهب والفضة في بركاء عام 1920م. كما طلبت حكومة زنجبار منه زيارة الجزيرة لصياغة مجموعة من الحليّ للقصر السلطاني هناك في عام 1925م، أي في عهد السلطان خليفة بن حارب بن ثويني، وقد توفي الحاج إسماعيل في عام 1939م.
وهناك وثيقة تعود إلى تاريخ 17 شعبان 1325هـ الموافق 10 مارس 1908م تشير إلى شراء الحاج إسماعيل الصائغ لمحل تجاري كائن في (سكّة الصوّاغ) من بلد مسقط قريبًا من دكاكين الميرزه، ودكّان هاشم الصائغ، وذلك عن (400) قرش، ويبدو أن الحاج إسماعيل أراد التوسع أو الاستقلالية في نشاطه.
ومن أبرز الأعمال التي قام بها الحاج إسماعيل بن يعقوب؛ قيامه بصياغة قلادة ذهبية بطلبٍ من السلطان تيمور بن فيصل (ولي العهد وقتها) بمناسبة ولادة ابنه السلطان سعيد بن تيمور، وذلك في شعبان من عام 1328هـ الموافق أغسطس من عام 1910م، وقد بقيت تلك القلادة حتى ولادة السلطان قابوس بن سعيد عام 1940م حيث تشير إحدى الصور إلى ارتدائه لها وهو في سن الثالثة من عمره، والقلادة محفوظة حاليًا في المتحف الوطني بمسقط.
قلادة تم صياغتها كمحاكاة للقلادة السلطانية التي صيغت في عام 1910مومن البارزين في مجال الصياغة من أبناء الأسرة، آدم بن إسحاق بن يعقوب بن عبدالله الصائغ الذي ولد في عام 1910م ومارس منذ نعومة أظافره مهنة آبائه وأجداده، وكان يتم طلبه من قبل عدد من أفراد الأسرة الحاكمة وشخصيات مسقط المعروفة لصناعة بعض التحف والهدايا الخاصة بالقصر أو بتلك البيوت الكبيرة، حيث تم صياغة أكثر من (1000) قطعة للقصر في عهد السلطان سعيد بن تيمور.
توفي الحاج آدم بن إسحاق الصائغ في مستشفى طومس في 4 رمضان 1390 هـ الموافق نوفمبر 1970م ودفن في مقبرة التكية، وقد خلّف كلًا من محمد وعبد الحميد اللذين كانا صغيرين في العمر نسبيًا عند وفاة والدهما، حيث كان ابنه الأكبر محمد يبلغ من العمر (18) سنة، بينما يبلغ ابنه الأصغر عبد الحميد (8) سنوات، لكن ذلك لم يثنيهما عن تشرّب مهنة آبائهما وإكمال المسيرة، والتوسع في فتح فروعٍ جديدة مستغلين الازدهار الاقتصادي والطفرة الحاصلة في مختلف المجالات، والتطور التكنولوجي في مجال صناعة الذهب والفضة، وذلك بعد قيام النهضة المباركة في عام 1970، وكان أول فرع يتم افتتاحه، في روي عام 1976م، وثاني فرع في روي كذلك عام 1986م، أما الفرع الثالث فقد تم افتتاحه في ولاية السيب في عام 1990م في دلالة على مدى التوسع وازدهار النشاط الخاص بالأسرة، مع بقاء الفرع الرئيس في مسقط.
محل محمد بن آدم في مدينة مسقط مقابل وزارة المالية في عام 1986م محل أولاد آدم بسوق السيب في عام 1990موبعد صدور الأوامر السلطانية الخاصة بتنظيم مسقط في عام 1982م انتقل المحل من مكانه القديم إلى مكانٍ آخر داخل المدينة مقابل الباب الكبير قريبًا من البنك البريطاني ومبنى البريد القديم، وفي عام 1990م انتقل المحل إلى حارة (ميابين) قريبًا من مكتبة لؤي، مقابل مبنى وزارة المالية بجوار مبنى وزارة التجارة، وظل يعمل حتى التوسعة الجديدة للقصر، ثم تم الانتقال إلى مكان قريب من مبنى جهاز الضرائب، قبل أن يتم إغلاق المحل والانتقال إلى روي التي كان قد افتتح فيها فرعين كما أشرنا سابقًا.
اهتمامات مختلفة
عدا عن نشاط الصياغة، فقد كان للعائلة اهتمامات فكرية متنوّعة، وقد أشرنا إلى قيام الحاج يعقوب وابنه إسحاق بكتابة المصحف الشريف. كما حرص بعض أفراد العائلة على اقتناء مجموعة من الكتب النادرة ومن بينها نسخة من (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) المطبوع في مدينة ليدن سنة 1936، ونسخة قديمة من كتاب (الشاهنامة) الذي يعدّ ملحمة فارسية ضخمة تقع في نحو ستين ألف بيت، من تصنيف أبي قاسم الفردوسي، وتُعد أعظم أثر أدبي فارسي في جميع العصور، نظمها الفردوسي للسلطان محمود الغزنوي مصورًا فيها تاريخ الفرس منذ العهود الأسطورية حتى زمن الفتح الإسلامي وسقوط الدولة الساسانية منتصف القرن السابع للميلاد، والاشتراك في بعض المجلات الدورية المتخصصة كمجلة (الإسلام والتصوف) التي كانت تصدر في مصر خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين.
كما يحتوي مجلس العائلة في البيت الكائن بمنطقة الوادي الكبير على متحف مصغّر يضم مجموعة من المقتنيات المتنوّعة، والكتب والمجلات، بالإضافة إلى نماذج من نشاط العائلة في مجال الصياغة، ومجموعة من اللوحات التي تضم وثائق وصور خاصة بالعائلة.
أعمال خيرية
تقيم مؤسسة أولاد آدم في الوقت الحالي العديد من الفعاليات الدينية والاجتماعية المختلفة، لعل من أبرزها مسابقة حفظ القرآن الكريم، وهي المسابقة التي انطلقت لأول مرة في عام 2004م، وتقام في شهر رمضان المبارك بمشاركة واسعة من مختلف الولايات، وقد وصل عدد المسجلين في المسابقة في نسختها العشرين إلى قرابة 300 متسابق في مختلف المستويات، منها حفظ القرآن الكريم كاملا، وحفظ 15 جزءًا، إضافة إلى التلاوة بمستويين للأعمار من 15 عامًا فما فوق ومن 14 عامًا فما دون.
ومن ضمن إسهامات العائلة وأعمالها الخيرية بناء جامع طوي السيّد كما يعرف بين الأهالي، أو جامع سوق روي القديم، وهو من أقدم وأعرق الجوامع التي كان يُصلى فيها صلاة الجمعة، أما الاسم الأول والأشهر فهو نسبة للسيد السُلطان سعيد بن تيمور، فقد كان يعسكر بالجنود في هذا المكان حيث الطوي والسوق القديم، وقد أمر ببنائه نجله السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه، في مطلع السبعينيات قبل أن تشيد الجوامع الحديثة، وريثما يشيد جامع السلطان قابوس الحالي، وقبل أن تنتقل صلاة الجمعة للجامع الآخر وعيّن لهذا الجامع العريق إمامًا ومساعد إمام في ذلك الوقت، وهو من أوائل الأماكن التي حظيت بخدمة الهاتف آنذاك. وقد أعيد بناؤه من جديد بتعاون الأهالي وتكاتفهم وعلى نفقة الحاج عبد الحميد الصائغ، وقد افتتح في عهد جلالة السُلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- بتاريخ ١ أبريل ٢٠٢٢م.
المصادر:
مقابلة مع الحاج عبد الحميد بن آدم. الوادي الكبير، الخميس، 27 يونيو 2024م. الصائغ، عبد الرحمن. معلومات مدوّنة في صفحة واحدة غير منشورة عن تاريخ الأسرة. العريمي، محمد بن حمد. حكاية المستشفى الذي تبّرع لبنائه أكثر من 50 شخصًا بينهم السلطان وأسرته، صحيفة أثير ، الخميس 13 فبراير 2020. الصور والوثائق من أرشيف أسرة أبناء آدم الصائغ.معدّ التقرير مع الحاج عبدالحميد بن آدم بن إسحاق الصائغ، وابنه عبد الرحمن، وابن أخيه إسماعيل بن محمد
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
البنوك العمانية تقترب أرباحها من نصف مليار ريال نهاية 2024
سجلت البنوك السبعة الكبرى في سلطنة عمان والمدرجة في بورصة مسقط العام الماضي أداءً إيجابيًا في أرباحها وإيراداتها، حيث شهدت زيادة ملحوظة في أرباحها لتصل إلى 499.25 مليون ريال عماني، فيما تجاوزت إيراداتها التشغيلية 1.5 مليار ريال عماني، ويعزى هذا النمو إلى تحسن البيئة الاقتصادية في سلطنة عمان نتيجة زيادة النشاط الائتماني، وارتفاع معدلات الفائدة، إلى جانب التوسع في الخدمات المصرفية الرقمية وتعزيز الكفاءة التشغيلية، كما أسهمت الاستثمارات المتزايدة في القطاعات غير النفطية، إضافة إلى استقرار السيولة في النظام المصرفي في دعم الأداء المالي القوي للبنوك.
«بنك صحار»
أما بنك صحار الدولي، فقد حقق ارتفاعًا في صافي أرباحه بعد الضريبة بنسبة 42% مسجلًا 100.2 مليون ريال عماني بنهاية العام الماضي مقارنة بــ 70.3 مليون ريال عماني للفترة المماثلة من عام 2023، كما ارتفع إجمالي الدخل التشغيلي بنسبة 50% ليصل إلى 244.9 مليون ريال عماني، مدفوعًا بزيادة كل من صافي دخل الفوائد والإيرادات التشغيلية الأخرى، ويعكس ذلك الأثر الكامل لعملية الاندماج مع بنك إتش إس بي سي حسان، وقد ارتفع إجمالي المصاريف التشغيلية بنسبة أقل بلغت 28% ليصل إلى 98.4 مليون ريال عماني، ما يعكس التأثير الإيجابي لعملية الاندماج، كما تحسنت نسبة المصاريف إلى الدخل المتصل إلى %40.2 مقارنة بـ47.1% في العام الماضي، وأوصى البنك بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بمقدار 8 بيسات لكل سهم عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024م.
وشهد إجمالي الأصول ارتفاعًا بنسبة 10% ليصل إلى 7.3 مليون ريال عماني، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة بنسبة 9% في القروض والتمويلات الإسلامية وزيادة بنسبة 24% في الأوراق المالية الاستثمارية، كما ارتفعت ودائع الزبائن بنسبة 13% لتصل إلى 5.7 مليون ريال عماني، مع تحسن نسبة صافي القروض إلى ودائع الزبائن لتصل إلى 74% مقارنة بـ 77% في عام 2023، حيث ستمكن قوة البنك التمويلية وحجم السيولة المتميز للبنك مبادراته لتحقيق مزيد من النمو في سلطنة عمان، بالإضافة إلى تشغيل الفروع في المملكة العربية السعودية، وشهدت حقوق المساهمين زيادة بنسبة 28%، بدعم من إصدار حقوق بقيمة 130 مليون ريال عماني، ما يعكس استمرار دعم مساهمي البنك.
«بنك نزوى»
ونمت أرباح بنك نزوى لتبلغ بعد الضريبة 18.1 مليون ريال عماني مرتفعا بنسبة 6% بنهاية العام -ديسمبر 2024 مقارنة بـ17 مليون ريال عماني بنهاية عام 2023، وبلغ إجمالي إيرادات البنك 57.3 مليون ريال عماني مرتفعة بنسبة 4% مقارنة بـ55.3 مليون ريال للفترة نفسها عام 2023، وسجلت المصروفات الكلية للبنك ارتفاعا بنسبة 3% لتبلغ 28.5 مليون ريال عماني مقارنة بـ27.6 مليون ريال عماني للفترة نفسها عام 2023. واقترح مجلس إدارة بنك نزوى ش.م.ع.ع في 29 يناير 2025 تحسين هيكل رأس المال الحالي للبنك من خلال إنشاء برنامج إعادة شراء الأسهم لمرة واحدة، حيث سيتم تخصيص أموال بقيمة 5 ملايين ريال عماني لشراء الأسهم من السوق الثانوية بعد الحصول على الموافقة اللازمة من البنك المركزي العماني وهيئة الخدمات المالية، إلى جانب تصميم مبادرة إعادة شراء الأسهم لتحسين عوائد المساهمين والربحية مع ضمان احتفاظ البنك بموقف قوي من رأس المال والسيولة.
كما وافق البنك على توزيع أرباح نقدية وصكوك بنسبة مقدارها 7.03% من رأس المال المدفوع بمقدار 2.45 بيسة كأرباح نقدية بنسبة 2.49% من رأس المال المدفوع، وصكوك إلزامية التحول لأسهم في الشريحة الأولى بنسبة 4.54% من رأس المال المدفوع تعادل مبلغا قدره 9.9 مليون ريال عماني عن الفترة المالية المنتهية بتاريخ 31 ديسمبر 2024م على أن يتم دفعها بالكامل من الأرباح المحتجزة، وسوف تبلغ نسبة كفاية رأس المال بعد توزيع الأرباح نسبة مقدارها 15.36% وهي أعلى من الحد الأدنى المطلوب من الجهات الرقابية.
«بنك ظفار»
حقق بنك ظفار أرباحا صافية بلغت 43.61 مليون ريال عماني للسنة المنتهية في31 ديسمبر 2024 مقارنة بصافي الأرباح البالغة 38.76 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من عام 2023 ما يمثل زيادة قدرها 12.52%، وبلغت إيرادات الفائدة من القروض والذمم المدينة المعاملات التمويل الإسلامي للبنك 279.89 مليون ريال عماني مقارنة بمبلغ 261.61 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من عام 2023، وهو يمثل زيادة سنوية بلغت نسبتها 6.99%، وسجلت مصروفات الفوائد زيادة سنوية قدرها 9.90%، ونظرا للنمو في إيرادات الفوائد الذي تجاوز الزيادة في مصروفات الفوائد لعام 2024، فقد ارتفع صافي الفوائد وإيرادات التمويل لتصل إلى 114.17 مليون ريال عماني للسنة المنتهية في31 ديسمبر 2024، مقارنةً بمبلغ 110.82 مليون ريال عماني في الفترة نفسها من عام 2023، وسيوزع البنك أرباحا بنسبة 8%، حيث سيتم توزيع أرباح نقدية بنسبة 6.55% (ستة فاصل خمسة وخمسين من مائة بيسة) لكل سهم، بالإضافة إلى توزيع أسهم مجانية بنسبة 1.45% ( واحد فاصل خمسة وأربعين من مائة بيسة) لكل سهم، علمًا أنه يبلغ إجمالي توزيعات الأرباح نقدًا وأسهمًا 23.971 مليون ريال عماني.
ومن زاوية أخرى أظهر ظفار الإسلامي نافذة بنك ظفار للخدمات المصرفية الإسلامية نموًا إيجابيًا في مؤشرات الأداء المالي الرئيسة على مدار عام 2024، حيث سجلت محفظة التمويل الإجمالية نموا بقيمة 724.19 مليون ريال عماني في ديسمبر 2024 مقارنة بـ672.09 مليون ريال عماني في ديسمبر 2023، محققة بذلك نموا بنسبة 7.75% عن السنة الماضية، وسجل ظفار الإسلامي ربحًا قبل احتساب الضريبة بقيمة 8.99 مليون ريال عماني وهو أعلى بنسبة 4.05% من أرباح عام 2023 قبل احتساب الضريبة البالغة 8.64 مليون ريال عماني، وارتفعت مصروفات أرباح ظفار الإسلامي بنسبة 26.29% لتصبح 29.69 مليون مقارنة بـ23.51 مليون ريال عماني في ديسمبر 2023، وتمثل هذه الزيادة أحد عوامل كل من الزيادة في محفظة الالتزامات وارتفاع تكلفة الأموال في القطاع المصرفي.
«بنك مسقط»
حقق بنك مسقط نتائج إيجابية للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، مدفوعة بالتركيز على خدمة الزبائن والتوسع الاستباقي في الأعمال وزيادة الكفاءة التشغيلية، حيث شهد ارتفاعا في صافي أرباحه لتصل إلى 225.58 مليون ريال عماني مقارنة بالربح الصافي للفترة ذاتها من عام 2023 والبالغ 212.45 مليون ريال عماني بزيادة نسبتها 6.2 %، وأعزى البنك هذا الارتفاع إلى الأداء الاقتصادي القوي في سلطنة عمان بفضل أسعار النفط الثابتة، ورفع التصنيف الائتماني، وفوائض الميزانية لعدة سنوات نتيجة السياسات المالية الحكيمة للحكومة، والتنويع الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية، وأشار البنك في تقريره إلى أن صافي إيرادات الفوائد من الأعمال المصرفية التقليدية وإيرادات التمويل الإسلامي بلغت 397.70 مليون ريال عماني للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024 مقارنة بمبلغ 374.82 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من عام 2023، أي بزيادة نسبتها (61) ويعود ذلك بشكل أساسي إلى نمو الأصول وتحسن الهوامش بفضل نجاح الإدارة المرنة للسيولة والتمويل، أما الإيرادات الأخرى فقد سجلت 145 مليون ريال عماني مقارنة بمبلغ 138 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من عام 2023، أي بزيادة نسبتها (5.16) مدفوعة بالنمو في حجم الأنشطة التجارية، وسجلت مصروفات التشغيل 20926 مليون ريال عماني مقارنة بـ196.39 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من عام 2023م، أي بزيادة نسبتها (%6.6)، وأوصى البنك بتوزيع أرباح بنسبة 16.5% كأرباح نقدية بإجمالي 123.8 مليون ريال عماني.
وخصص البنك مبلغًا قدره 64.41 مليون ريال عماني للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024م لمجابهة صافي تعثر القروض والخسائر المحتملة الأخرى مقابل صافي مخصصات للفترة ذاتها من عام 2023م والبالغة 64.66 مليون ريال، كما واصل البنك اتباع نهجه القوي ونظرته الاستباقية بخصوص جودة الأصول ومستويات المخصصات، وبنهاية عام 2024، ارتفع إجمالي مخصصات البنك بمعدل 1.7 مرة أعلى من القروض المتعثرة، مما يوفر تغطية قوية للمخصصات.
وسجل صافي محفظة القروض والسلفيات والتي تشمل التمويل الإسلامي ارتفاعًا بنسبة 3.6% لتصل إلى 10.237 مليون ريال عماني مقارنة بـ9.877 مليون ريال عماني في 31 ديسمبر 2023م، حيث كان هذا النمو مدفوعًا بالنمو في قطاع الشركات والأفراد والخدمات المصرفية الإسلامية.
«البنك الأهلي»
سجل البنك الأهلي نموًا في الأرباح بنسبة 14.3% بنهاية 31 ديسمبر 2024، حيث بلغت الأرباح 41.66 مليون ريال عماني مقارنة بـ36.4 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من عام 2023م، كما شهد صافي القروض والسلف والتمويل زيادة بنسبة 12.2% لتصل إلى أكثر من 3 ملايين ريال عماني مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023 والبالغة 2.6 مليون ريال عماني، ومن جهة أخرى، ارتفعت ودائع العملاء بنسبة 11.6% لتصل إلى 2.7 مليون ريال عماني مقارنة بـ 2.4 مليون ريال للفترة ذاتها من عام 2023، في حين ارتفع إجمالي الأصول بنسبة 13.2% ليصل إلى 3.7 مليون ريال عماني مقارنة 3.3 مليون ريال عماني نهاية 2023، وسجلت إيرادات التشغيل ارتفاعًا بنسبة 9.9% لتصل إلى108.31 مليون ريال عماني مقابل 98.5 مليون ريال نهاية ديسمبر 2023، وارتفعت مصاريف التشغيل بنسبة 7.6% لتصل إلى 46.40 مليون ريال عماني مقابل 43.1 مليون ريال عماني للفترة ذاتها من 2023.
ويعمل البنك على توسيع محفظة حلوله الرقمية، وتقديم عروض مخصصة تلبي متطلبات قاعدة زبائنه المتنامية واحتياجاتهم المتنوعة، وبما يواكب رؤيته في أن يكون شريكًا موثوقًا به في تحقيق التميز، وتماشيا مع دورة الريادي في دفع عجلة النمو والاستدامة والمساهمة في دعم الاقتصاد العماني.
«بنك عمان العربي»
سجل بنك عمان العربي صافي ربح قدره 30.4 مليون ريال عماني للسنة المنتهية في31 ديسمبر 2024، محققًا زيادة بنسبة 48.1% مقارنة بـ20.5 مليون ريال عماني في عام 2023، ويعزى هذا النمو إلى التحسن الملحوظ في العمليات التشغيلية الأساسية، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة المخاطر وارتفاع المتحصلات من الديون المتعثرة، ما يعكس الأداء القوي للبنك وفعاليته في إدارة محفظته المالية.
وشهد صافي الدخل من الفوائد المصرفية التقليدية وصافي الدخل من خدمات التمويل الإسلامي زيادة بنسبة 3% ليصل إلى 99.5 مليون ريال عماني للسنة المنتهية في31 ديسمبر 2024، وذلك بفضل الارتفاع في دخل الفوائد والتمويل، والذي تم التخفيف جزئيًا بفعل زيادة تكلفة الأموال نتيجة لمعدلات الفائدة المرتفعة، كما ارتفع الدخل من العمليات التشغيلية بنسبة 5% ليصل إلى 126.5 مليون ريال عماني مقارنة بـ120.2 مليون ريال عماني في عام 2023، أما المصاريف التشغيلية فقد بلغت 72.2 مليون ريال عماني، مقارنة بـ71.3 مليون ريال عماني في عام 2023، مما أسهم في تحقيق نمو صحي في الربح التشغيلي، الذي ارتفع بنسبة 11% ليصل إلى 54.3 مليون ريال عماني في 2024، مقارنة بـ49 مليون ريال عماني في عام 2023.
وحقق بنك العز الإسلامي نافذة الخدمات المصرفية الإسلامية لبنك عمان العربي صافي ربح بلغ 10 ملايين ريال عماني للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، بزيادة قدرها 28% مقارنة بـ 7.8 مليون ريال عماني في عام 2023، وشهدت جميع الأنشطة الأساسية للبنك نموًا جيدًا، حيث زاد الدخل التشغيلي والربح التشغيلي بنسبة 12% و20% على التوالي.
«البنك الوطني العماني»
سجل البنك الوطني العماني صافي أرباح في عام 2024 بلغت 63.06 مليون ريال عماني مقارنة بـ58.03 مليون ريال عماني خلال عام 2023 بزيادة بنسبة 8.7%، وبلغ إجمالي الدخل التشغيلي 151.32 مليون ريال عماني مقارنة بـ145.87 مليون ريال عماني خلال عام 2023، بزيادة بنسبة 3.7%.
وذلك نتيجة للنمو القوي في الدخل من الرسوم البالغ 20.4%، كما بلغ إجمال المصروفات 62.98 مليون ريال عماني مقارنة بـ61.91 مليون ريال عماني خلال عام 2023 مرتفعة بنسبة 1.7 %، ويواصل البنك الاستثمار في الموظفين، والتكنولوجيا، والبنية الأساسية. ونتيجة لذلك ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 5.2 % على أساس سنوي.
وتواصل مزن للصيرفة الإسلامية من البنك الوطني العماني أداءها الجيد، إذ ارتفع إجمالي الدخل لعام 2024 بنسبة 19.5 % على أساس سنوي، كما ارتفع إجمالي التمويل بنسبة 27.2 % على أساس سنوي ليصل إلى 358 مليون ريال عماني، وسجلت ودائع العملاء نموًا بنسبة 19.9% على أساس سنوي لتصل إلى 335 مليون ريال عماني في31 ديسمبر 2024.
ويواصل القطاع المصرفي في تحقيق نتائج إيجابية مدعومًا بالنمو الاقتصادي والتطور في الخدمات الرقمية، وستستمر التوقعات الإيجابية في ظل التوسع ونمو الأرباح وسط التوجه نحو الابتكار وتعزيز الاستدامة المالية.