صفقات سرية بين تل أبيب وواشنطن لاستمرار حرب غزة وضرب لبنان
تعديلات باطلة على خطة «بايدن» حماس ترفضها.. و«أمنستى» تفضحه


واصلت أمس كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مناوراتهما السياسية لكسب الوقت للتنصل من أى اتفاق ملزم بوقف الحرب فى غزة فيما تجرى تل أبيب محادثات سرية مع واشنطن للحصول على المزيد من شحنات الأسلحة وفتح جبهة الحرب مع لبنان فى الوقت الذى تعلن فيه عن تعديلات على خطة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» لإنهاء العدوان فى قطاع غزة وإنجاز صفقة الأسرى وهو ما رفضته حركة المقاومة حماس.


وكشفت مصادر رفيعة المستوى ومصدران فلسطينى وغربى عن أن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، وهو ما يعقّد التوصل لاتفاق ينهى القتال المستمر منذ 9 أشهر وأسفر عن تدمير القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تقول إنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.
وزعم المسئول الغربى أن المفاوضين الإسرائيليين يريدون آلية فحص للسكان المدنيين العائدين إلى الشمال غزة، إذ إنهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان مقاتلى حماس الذين ما زالوا يتحصنون هناك.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مسئول إسرائيلى للصحفيين فى واشنطن، إن تل أبيب لن تنتظر ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة قبل القيام بعمل عسكرى تقرر القيام به ضد «حزب الله» اللبنانى لدفعه بعيداً عن الحدود الشمالية.
وشدد المسئول على أن واشنطن تعلم أن إسرائيل لن تسمح للموقف على الحدود، حيث تهاجم قوات حزب الله قرى ومواقع عسكرية إسرائيلية، بأن يظل على وضعه الحالى وزعم المسئول الذى يزور الولايات المتحدة مع رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو» أن إسرائيل تأمل فى إمكانية التوصل إلى حل عبر الطرق الدبلوماسية، ولكنها لن تتردد فى اتخاذ أى عمل عسكرى، إذا باتت تلك الطرق الدبلوماسية مستحيلة.
وانتقد وزير ما يسمى بالأمن القومى الإسرائيلى «إيتمار بن جفير» تصريحات نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس التى دعت إلى وقف فورى للحرب الإسرائيلية على غزة التى تسببت بمأساة إنسانية غير مسبوقة للفلسطينيين فى القطاع وكتب بن جفير على حسابه بموقع إكس: «لن تتوقف الحرب.. سيدتى المرشحة».
وكتب وزير المالية الإسرائيلى «بتسلئيل سموتريتش» على حسابه بموقع إكس: «لقد كشفت كامالا هاريس أمام العالم أجمع ما أقوله منذ أسابيع بشأن ما سيحدث من وراء هذه الصفقة، الاستسلام لـ«يحيى السنوار» فوقف الحرب بهذا الشكل سيتيح لحماس استعادة قوتها والقضاء على معظم المخطوفين فى الأسر.. من الممنوع السقوط فى هذا الفخ».
وكشفت منظمة العفو الدولية «أمنستى»، فى تقرير لها عن أن الأسلحة التى زودت بها الحكومة الأمريكية إسرائيل قد استخدمت فى انتهاكات جسيمة للقانون الإنسانى الدولى وحقوق الإنسان، بطريقة تتعارض مع القوانين والسياسات الأمريكية، مطالبةً بوقف فورى لنقل الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية وتضمّن التقرير تفاصيل حول ممارسات الاحتلال التى تتعارض مع أفضل الممارسات لتقليل الأضرار المدنية، ويوفر أمثلة واضحة على إساءة استخدام المعدات الدفاعية وارتكاب التعذيب واستخدام القوة المميتة بشكل غير قانونى، وتناول كذلك منع تقديم المساعدات الإنسانية لأهالى غزة المدنيين.
وقالت المديرة الوطنية للعلاقات الحكومية فى منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة «أماندا كلاسنج» «من الصادم أن تستمر إدارة بايدن فى التمسك بأن الحكومة الإسرائيلية لا تنتهك القانون الإنسانى الدولى باستخدام الأسلحة الأمريكية، فى حين تظهر أبحاثنا عكس ذلك، ويتفق خبراء القانون الدولى مع هذا التقييم».
وأضافت: «وجدت محكمة العدل الدولية أن خطر الإبادة الجماعية فى غزة ممكن وأمرت باتخاذ تدابير احترازية، يجب على الرئيس بايدن إنهاء تواطؤ الولايات المتحدة مع الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى التى ترتكبها الحكومة الإسرائيلية ووقف نقل الأسلحة إليها فوراً».
واستشهدت منظمة العفو الدولية بالعديد من الأمثلة على انتهاكات القانون الإنسانى باستخدام الأسلحة الأمريكية، بما فى ذلك: استخدام الاحتلال للذخائر الموجهة بدقة فى ضربات جوية غير قانونية أودت بحياة مدنيين فى قطاع غزة فى أكتوبر الماضى واستخدام الفوسفور الأبيض فى جنوبى لبنان بطريقة تخالف القانون الإنسانى الدولى، ما أدى إلى إصابة مدنيين وتدمير ممتلكات مدنية.
وتضمن التقرير الغارة الإسرائيلية على سبعة صحفيين فى جنوب لبنان فى 13 أكتوبر مما أدى إلى ارتقاء صحفى وكالة «رويترز» عصام عبدالله وإصابة ستة آخرين، وهو على الأرجح هجوم مباشر على المدنيين ويجب التحقيق فيه باعتباره جريمة حرب. وأشار تقرير المنظمة، إلى أن بأربع ضربات إسرائيلية فى ديسمبر ويناير الماضيين قتلت 95 مدنياً فى رفح، حيث لا يمكن اعتبار الأهداف المدنية أهدافاً عسكرية مشروعة.
وشددت المنظمة الدولية على أن ممارسات الاحتلال تتعارض مع تقليل الأضرار المدنية، بما فى ذلك إخطارات الإخلاء الجماعية غير الفعالة أو غير الموجودة، والإضرار بالمساعدات الإنسانية، وأشار التقرير إلى ما توصلت اليه محكمة العدل الدولية فى مارس الماضى من أن سياسات وممارسات إسرائيل المطولة تعرقل تصعيد المساعدات الإنسانية وتؤدى إلى مجاعة مصطنعة.
وتعد الولايات المتحدة المورد الأكبر للأسلحة للاحتلال حيث تمثل 69% من إجمالى وارداته من الأسلحة بين عامى 2019 و2023، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام، يشمل ذلك مجموعة واسعة من الأسلحة التقليدية والذخائر ويعكس العلاقات التاريخية القوية بين شركات الأسلحة الأمريكية ونظيرتها الإسرائيلية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة استخدام الأسلحة الأمريكية قطاع غزة الولایات المتحدة أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط

مقالات مشابهة ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية

‏5 أيام مضت

قوات صنعاء تنفذ هجوم معاكس وتسيطر على منطقة هامة في مأرب بعملية خاطفة رداً على اغتيال أحد منتسبيها

02/07/2024

الاعلامية المصرية جمانة هاشم تذهل الجميع وتكشف الوضع الخطير الذي وصلت له امريكا وبريطانيا في البحر الاحمر.. فيديو

09/03/2024

عطوان: اليمن قوة عظمى ولولا الجيش اليمني ما قامت أمريكا بهذا الأمر في غزة

08/03/2024

رسميا.. حـــمــــاس تفاجئ الجميع وتكشف معلومات سرية عن علاقتها بالأحداث في البحر الأحمر

07/03/2024

معلومات جديدة عن السفينة الإسرائيلية التي استهدفتها قوات صنعاء في البحر العربي

05/03/2024

كشف مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لقيادة الجيش الأمريكي، في دراسة حديثة عن تحول حركة أنصار الله إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتبرًا صعودها المفاجئ “تحوّلًا استراتيجيًا” يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ويتجاوز حدود الصراع اليمني إلى تأثيرات دولية واسعة.

من فاعل محلي إلى لاعب إقليمي مؤثر

وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “الميليشيا التي أصبحت لاعبًا قويًا: الصعود المذهل للحوثيين”, فإن الحركة كانت تُعتبر قبل طوفان الأقصى مجرد فاعل محلي في اليمن، لكنها بعد أحداث أكتوبر 2023 عززت تحالفاتها مع محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل فلسطينية)، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي.

وأشارت الدراسة إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، مثل استهداف السفن في البحر الأحمر، لم تقتصر على التأثير الإقليمي، بل تسببت في زعزعة الاستقرار العالمي، مما دفع القوى الكبرى إلى إعادة تقييم حساباتها في المنطقة.

تنزيل التقرير الكامل pdf لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية

الصعود المذهل للحوثيينتنزيل

المقالة من المصدر الأصلي للتقرير على مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش الأمريكي

تهديد اقتصادي واستراتيجي عالمي

أكد التقرير أن استهداف أنصار الله للممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب، أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار النفط، وأجبر الشركات الدولية على إعادة حساب المخاطر التجارية في المنطقة. كما أسفر عن انخفاض حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60%، مما أثر على التجارة الدولية بشكل مباشر.

سياسيًا، فرضت الحركة نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات إقليمية أو دولية، كما كشفت عن ضعف الآليات الدولية في احتواء الصراعات الناشئة، مما جعلها “مغيّرًا لقواعد اللعبة”, وفقًا للتقرير.

استراتيجية المواجهة الأمريكية: أربعة مستويات للتصدي لأنصار الله

في ضوء هذا الصعود المتسارع، اقترحت الدراسة الأمريكية استراتيجية للتعامل مع “الخطر الحوثي” عبر أربعة محاور رئيسية:

عسكريًا: استهداف قيادات الحركة عبر عمليات اغتيال تهدف إلى تقويض بنيتها التنظيمية.دبلوماسيًا: العمل على عزلها دوليًا من خلال تشكيل تحالفات إقليمية مضادة.إعلاميًا: مواجهة حملاتها الدعائية التي تعزز شرعيتها محليًا وإقليميًا.اقتصاديًا: فرض عقوبات على الدول والجهات الداعمة لها.

قدرات عسكرية غير مسبوقة وتأثير إقليمي متزايد

وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، نفذت أنصار الله أكثر من 100 هجوم بحري، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية بشكل غير مسبوق. كما شنت أكثر من 220 هجومًا على إسرائيل، بينها ضربات ناجحة على تل أبيب، ما أظهر قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.

وتشير الدراسة إلى أن تحالفات الحركة مع جهات إقليمية فاعلة ساهمت في توسيع نفوذها على مستوى الشرق الأوسط، في وقت لم تثبت التدابير العسكرية الدولية فعاليتها في احتواء عملياتها، بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع.

توصيات لمواجهة التغيرات الاستراتيجية

خلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الواقع الجديد تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن التأثيرات المحتملة لهذا التحول قد تمتد إلى الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه الشرق الأوسط.

ذات صلة

الوسومالحوثيين انصار الله تقرير الجيش الامريكي قيادة الجيش الأمريكي مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية

السابق تصريحات “بن مبارك” تثير موجة سخرية واسعة في اليمناترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط ‏48 ثانية مضت تصريحات “بن مبارك” تثير موجة سخرية واسعة في اليمن ‏16 دقيقة مضت تقرير أمريكي: الحوثيون يمتلكون “مفاجأة تكنولوجية” قد تغيّر قواعد اللعبة ‏31 دقيقة مضت قرار سعودي جديد يمنع الأجانب من ارتداء الثوب التقليدي ويلزمهم بزي موحد ‏41 دقيقة مضت لأول مرة في المسجد الحرام يحدث هذا الأمر للنساء ‏58 دقيقة مضت “بوتين” يفاجئ “زيلينسكي” بخدعة عسكرية مرعبة ويباغت آلاف الجنود الأوكرانيين بهجوم غير متوقع.. ماذا حدث؟ ‏3 ساعات مضت السعودية تحظر امتلاك وقيادة المقيمين لهذه السيارات وتهدد المخالفين بالترحيل والعقوبات ‏7 ساعات مضت تحركات غامضة تحت الأرض تثير الرعب.. ماذا يحدث في اليمن؟ ‏24 ساعة مضت “الجوازات السعودية” تحذّر: غرامات وسجن لمخالفي تأشيرات الزيارة العائلية ‏يوم واحد مضت انتظره الجميع.. مجلس القضاء بصنعاء يصدر دليل إجراءات قسمة التركات.. تنزيل pdf ‏يوم واحد مضت مصادرة السيارة.. المرور تحذر من مخالفة خطيرة وتتوعد المخالفين بعقوبات مغلظة ‏يوم واحد مضت في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟ ‏يوم واحد مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • "باي سكاي" ضمن قائمة فوربس لأقوى 50 شركة تكنولوجيا مالية في الشرق الأوسط
  • خبير فرنسي: نظام عالمي جديد ينطلق من الشرق الأوسط ويقصي أوروبا
  • وزير الشرق الأوسط البريطاني: 10% من أهالي غزة فقط يحصلون على مياه شرب آمنة
  • قرية الغجر: كيف أشعل خط على الخريطة نيران الصراع في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل تكشف خططها بـ«الشرق الأوسط».. من أعداءها الجدد؟
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • ترامب يخول القادة العسكريين في الشرق الأوسط بتوجيه الضربات بلا إذن منه
  • الجامعة العربية: روسيا داعمة لحل الأزمة الليبية
  • جنون وتدخل صارخ.. طلبات غريبة لإدارة ترامب من جامعة كولومبيا
  • تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط