إسرائيل تهاجم المقررة الأممية ألبانيزي وتطالب بعزلها
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
وجهت إسرائيل انتقادات لاذعة للمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي، واتهمتها بـ"معاداة السامية"، وطالبت بعزلها بعدما أيدت منشورا على منصة إكس يقارن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والزعيم النازي أدولف هتلر.
وعلقت ألبانيزي أمس الخميس على المنشور الذي جاءت فيه صورة لهتلر وهو محاط بحشد من الناس يؤدون التحية النازية فوق لقطة لنتنياهو أثناء تلقيه التحايا من أعضاء في الكونغرس الأميركي الأربعاء.
وكتب كريغ مخيبر في هذا المنشور: "التاريخ يراقب دائما". ومخيبر مسؤول سابق في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة استقال في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي متهما المنظمة الدولية بالإخفاق في منع الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.
من جانبها، قالت ألبانيزي، الخبيرة المستقلة التي عينها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2022، في تعليقها على المنشور: "هذا بالضبط ما فكرت فيه اليوم".
وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى انتقادها، ووصفتها بأنها "لا ترتدع".
وقالت الوزارة اليوم الجمعة: "من غير المعقول مواصلة السماح (لألبانيزي) باستخدام الأمم المتحدة درعا لنشر معاداة السامية".
كما علقت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف بقولها: "عندما يؤيد خبير حالي في الأمم المتحدة تحريف المحرقة الذي نشره المدير السابق (لمكتب مفوضية حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) في نيويورك.. فإن النظام فاسد حتى النخاع".
History is always watching. pic.twitter.com/QwxdZpQrLM
— Craig Mokhiber (@CraigMokhiber) July 24, 2024
"حان الوقت لعزلها"ورأت البعثة الإسرائيلية أنه "حان الوقت" لإزاحة ألبانيزي من منصبها.
وكرر سفير إسرائيل الجديد في جنيف دانيال ميرون الدعوة نفسها، مستنكرا أن "فرانشيسكا ألبانيزي تسيء استخدام صفتها لنشر الكراهية والخطاب التحريضي".
كما شاركت الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، في انتقاد ألبانيزي.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ميشيل تيلور عبر منصة إكس إن "تشبيه المقررة الخاصة للأمم المتحدة بنيامين نتنياهو بأدولف هتلر أمر يستحق الشجب، ومعادٍ للسامية".
وأضافت: "لا ينبغي أن يكون هناك مكان لمثل هذا الخطاب المهين للإنسانية. وينبغي للمقررين أن يسعوا جاهدين لمعالجة تحديات حقوق الإنسان، وليس تأجيجها".
وردت ألبانيزي اليوم على هذه الانتقادات، مشددة على أن "ذكرى المحرقة لم تمس".
وقالت إن "الغضب الأخلاقي الانتقائي لن يوقف عجلة العدالة التي بدأت تتحرك أخيرا".
وواجهت ألبانيزي في السابق انتقادات شديدة من إسرائيل، كما صرحت بأنها تلقت تهديدات عديدة منذ بدأت مهمتها في إعداد تقرير بشأن الجرائم الإسرائيلية، وهي وثيقة صدرت في مارس/آذار وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في الحرب على غزة.
ومنذ أكثر من 9 أشهر تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حربا مدمرة على غزة، حيث استشهد وأصيب حوالي 130 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقد أكثر من 10 آلاف آخرين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع المحاصر، كما دُمرت قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للأمم المتحدة حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
آلاف المفقودين في السودان بعد عامين من الحرب وخبير أممي يؤكد ضرورة حماية المدنيين
الأمم المتحدة: في الذكرى السنوية الثانية للحرب المدمرة في السودان، تتصاعد المخاوف بشأن مصير آلاف الأشخاص الذين اختفوا في خضم النزاع المستمر. في حوار مع أخبار الأمم المتحدة يلقي السيد رضوان نويصر، خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان يلقي نظرة على هذه القضية المروعة.
أوضح السيد نويصر أن الإحصائيات الدقيقة حول أعداد المفقودين لا تزال غير متوفرة، مشيرا إلى تباين الأرقام بين المصادر المختلفة. فبينما تقدر المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات العدد بنحو خمسين ألف مفقود، وثقت منظمات حقوقية سودانية محلية ما لا يقل عن 3,177 حالة، من بينهم أكثر من خمسمائة امرأة وثلاثمائة طفل.
وأكد الخبير الأممي أن الاختفاء القسري وفقدان الأشخاص عملية موجودة في السودان، مضيفا أن هذه ليست الانتهاكات الوحيدة التي خلفتها الحرب "غير المفهومة وغير الضرورية" منذ نيسان/أبريل 2023. فقد شملت الانتهاكات الأخرى تدمير مناطق سكنية، وانتهاك الحقوق، وطرد المدنيين من منازلهم، والاغتصاب الجنسي، والتجنيد القسري للشباب من كلا طرفي النزاع.
حقوق الإنسان ليست أولوية
ورغم دعوات الأمم المتحدة المتكررة لتحرك دولي عاجل لمواجهة أزمة المفقودين وتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، أعرب السيد نويصر عن أسفه إزاء عدم إيلاء الأطراف المعنية "أهمية كبيرة للمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان".
ومضى قائلا: "مع الأسف، حسب التجربة، الأطراف المعنية لا تعطي أهمية كبيرة للمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان. كانت هناك دعوات متكررة من طرف الأمم المتحدة بكل منظماتها، من طرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من طرف الأمين العام للأمم المتحدة نفسه لحماية المدنيين وعدم الزج بهم في هذا الصراع، لكن مع الأسف لم تفرز هذه الدعوات وهذه التحركات أي نتيجة تذكر".
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه توثيق حالات الاختفاء القسري، لفت السيد نويصر الانتباه إلى مشاكل في إمكانيات الاتصال، والوضع الأمني في مناطق النزاع، وتردد العائلات في الإبلاغ، وضعف مصالح القضاء والأمن. وأوضح أن معظم الحالات المسجلة تتركز في مناطق النزاع مثل الخرطوم وسنار والفاشر والنيل الأبيض وولايات دارفور.
المدنيون يدفعون الثمن باهظا
وحول دور المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان في دعم جهود البحث عن المفقودين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأسرهم، أشار الخبير الأممي إلى وجود دعم نفسي وسيكولوجي، ودعوات متكررة للعائلات لتقديم المعلومات المتاحة لديها. وأضاف أن الأمم المتحدة تحاول تقديم المساعدة القانونية للعائلات لتقديم الشكاوى والمطالبة بالتحقيق، لكنه أكد مجددا أن قضايا حقوق الإنسان لا تبدو أولوية لأطراف النزاع.
وفي ختام حديثه، وجه السيد نويصر رسالة قوية لأطراف النزاع، مطالبا بـ "حماية المدنيين"، مؤكدا أن "المدنيين السودانيين هم من دفعوا ثمن هذه الحرب التي لا معنى ولا مبرر لها". وشدد على أن آلاف العائلات أُجبرت على التشرد والنزوح بحثا عن الأمان.