الدكتور عبدالمنعم السيد يكتب: الأهمية الاستراتيجية للذهب
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
يعتبر الذهب من بين الأصول التى تحظى بشعبية كبيرة كملاذ آمن فى ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية. يعود سبب هذه الشعبية إلى الخصائص الفريدة للذهب التى تجعله محصناً ضد التقلبات والمخاطر المحتملة، فهو لا يتأثر بنفس القدر بالعوامل المؤثرة على العملات الورقية مثل التضخم أو التدهور الاقتصادى، مما يجعله محافظاً على قيمته على المدى الطويل.
كما أنه يعتبر من الاحتياطيات التى تستند إليها الدول، بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الذهب أداة فعالة للتنويع فى المحافظ الاستثمارية حيث يسهم فى تقليل المخاطر وتحقيق التوازن فى العائدات.
الذهب صناعة وليس مجرد رفاهية، فهو احتياطى استراتيجى للأفراد والدول، كما أنه الملاذ الآمن للدول والأفراد، ويلعب الذهب دوراً مباشراً فى نظام النقد الدولى فإن المصارف المركزية والحكومات عبر أنحاء العالم تسعى إلى الاحتفاظ بكميات ضخمة منه للحماية من عدم الاستقرار الاقتصادى، وذلك نظراً لأن أداء الذهب يتسم بتقلبات أقل مقارنة بغيره من السلع والأسهم التجارية والعملات.
وقد بلغت احتياطيات البنوك المركزية من الذهب أكثر من ٣٧ ألف طن، ويتركز إنتاج الذهب فى مصر فى ٣ مواقع بالصحراء الشرقية هى جبل السكرى ومنطقة حمش ووادى العلاقى، بالإضافة إلى المثلث الذهبى الذى يضم أكثر من ٩٤ منجم ذهب، حيث تزيد مواقع الذهب فى مصر على ٢٧٠ موقعاً بينها حوالى 120 موقعاً ومنجماً معروفة تم استخراج الذهب منها قديماً.
وتمتلك مصر احتياطياً مؤكداً من الذهب حوالى 7.3 مليون أونصة حالياً، وأنتجت مصر عام ٢٠٢٣ حوالى 560 ألف أونصة ذهب.
ولا شك أن قضية التعدين فى مصر بصفة عامة والذهب بصفة خاصة تحتاج إلى قانون تعدينى جديد يحتوى على تشريعات مرنة حتى يمكن للمستثمرين اقتحام هذا القطاع وبما يحافظ على حقوق الدولة، حيث إن التشريعات الحالية مقيدة للاستثمار فالمطلوب شركات تنقيب قوية قادرة على تحمل مخاطر التعدين لاستغلال مثل هذه الخامات التى تحتويها الصحراء الشرقية وعلى الأخص الذهب وضرورة إيجاد مناخ المنافسة بين هذه الشركات من خلال وضع التسهيلات اللازمة لها من قبل الحكومة وتكوين مناخ استثمارى جاذب فى قطاع التعدين وطرح المزيد من مزايدات الاستثمار فى البحث واستخراج الذهب والمعادن المصاحبة بصورة دورية والعمل على الإسراع بالمشروعات الرقمية.
فمنجم السكرى أصبح من أشهر مناجم الذهب فى العالم وأصبح مروجاً قوياً للثروة التعدينية فى مصر، وتسعى مصر لرفع الاحتياطى الاستراتيجى من الذهب والذى سيساهم فى دعم الاقتصاد بشكل كبير وإعطاء قوة للجنيه المصرى، حيث تمتلك مصر فرصاً عالية تؤهلها لأن تصبح ضمن أكبر الدول المنتجة والمصدرة للذهب والوصول بمساهمة قطاع التعدين إلى ٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى بدلاً من ١٪ حالياً.
وتقوم مصر بإنتاج وتصدير ذهب سنوياً فى حدود ١٫٣ مليار دولار، وتأتى الإمارات وكندا على رأس الدول المستوردة للذهب من مصر قابلة للزيادة بالاتجاه نحو التعدين واستخراج الذهب والدخول فى هذه الصناعة التى من شأنها تحقيق عوائد اقتصاديه عديدة.
* مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنقيب عن الذهب الصحراء الشرقية فى مصر
إقرأ أيضاً:
الإمارات وألمانيا تستكشفان فرص الارتقاء بعلاقاتهما الاستراتيجية
أبوظبي (الاتحاد)
تواصل دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية استكشاف فرص الارتقاء بعلاقاتهما الاستراتيجية عبر توفير المزيد من فرص بناء الشراكات التجارية والاستثمارية بين مجتمعي الأعمال في الدولتين الصديقتين.
وأجرى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، محادثات مع معالي هندريك جوزيف فوست، رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا في ألمانيا، اتفقا خلالها على تعزيز العلاقات التجارية والتعاون في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا والتصنيع المتقدم والاقتصاد الأخضر.
وتلا اللقاء مائدة مستديرة للأعمال جمعت كبار الشخصيات من القطاع الخاص في الولاية مع نظرائهم من دولة الإمارات لاستكشاف مجالات المنفعة المتبادلة ومناقشة فرص الشراكة.
وتعدّ ولاية شمال الراين وستفاليا مركز القوة الاقتصادية لألمانيا، فهي موطن لـ 37 من أكبر 100 شركة في الدولة، وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للولاية 990 مليار دولار في عام 2024، أي ما يعادل 20% من إجمالي الناتج الاقتصادي لألمانيا، ومع أنها القلب الصناعي لألمانيا تاريخيًا، إلا أن رؤيتها الاقتصادية تركز على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتصنيع الذكي والاقتصاد الأخضر، إلى جانب مشاريع بحثية في إدارة المياه وحلول التكنولوجيا الزراعية.
ومن هذا المنطلق، تتمتع الولاية بالعديد من أوجه التكامل مع دولة الإمارات، وهو ما ينعكس في العلاقات المتنامية بينهما، بما في ذلك الاستثمارات الإماراتية في سلسلة قيمة الأمونيا في شمال الراين-وستفاليا وتطوير الهيدروجين كشكل من أشكال الطاقة المتجددة.
وقال معالي الدكتور ثاني الزيودي إن الاجتماع مع معالي فوست سلّط الضوء على أوجه التكامل بين الدولتين الصديقتين، وقدّم خريطة طريق لتعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية مستقبلاً.
وأضاف: لطالما تمتّعت دولة الإمارات بعلاقة إيجابية ومثمرة مع ألمانيا، وكانت ولاية شمال الراين وستفاليا، بتراثها الصناعي ورؤيتها الاستشرافية، محوريةً في هذه العلاقة، فمن الاقتصاد الرقمي إلى تحوّل الطاقة والاقتصاد الأخضر، نرى فرصًا عديدة للتعاون والاستثمار، كما تضمن شبكتنا للتجارة الحرة وصول المنتجات الصناعية للولاية بسلاسة إلى الأسواق الرئيسية في آسيا وأفريقيا، كما تعدّ دولة الإمارات بيئة أعمال منفتحة ومرحبة لأيّ شركة من شمال الراين-وستفاليا تسعى إلى التوسع في الشرق الأوسط والمساعدة في تطوير منظومتنا الصناعية والابتكارية، وسيساعد لقاء اليوم مع معالي فوست، وما تلاه من مائدة مستديرة للأعمال، على بناء شبكات تسهّل هذا النشاط، ونحن على أتمّ الاستعداد لدعم التجارة الثنائية وتدفق الاستثمارات في الأشهر والسنوات المقبلة.
وبلغت قيمة التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وألمانيا 13.8 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 5.4% عن عام 2023. كما تستثمر دولة الإمارات أكثر من 1.2 مليار دولار ضمن مشاريع في أنحاء ألمانيا. وأعلنت دولة الإمارات مؤخراً عن نيتها بدء مفاوضات بشأن اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوروبي، الذي تعدّ ألمانيا أكبر اقتصاد فيه.