مشغولات مصر الذهبية تقتحم أسواق أمريكا والسعودية والإمارات

حالة من التذبذب شهدتها أسعار الذهب على الصعيد العالمى متأثراً بعوامل ومحددات تدفعه للارتفاع والانخفاض من حين لآخر، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الأسعار المحلية، وبالنظر لاهتمام العالم كله بالذهب كملاذ آمن للحفاظ على الثروات من الضياع أو انخفاض قيمتها، تتجه الدول فى الوقت الحالى لزيادة احتياطاتها فى البنوك المركزية من الذهب لتأمين اقتصادها حال حدوث أزمات أو مشكلات فى العملات الأجنبية، ونظراً لذلك تسعى الدولة لزيادة إنتاجها من الذهب من خلال الاستثمار فى مجال التعدين، خاصة أن الدولة تحصل على جزء من الإنتاج، وتصدِّر الفائض للخارج مما يفيد الدولة فى جذب العملات الأجنبية ورفع الاحتياطى الخاص بها أيضاً.

«العجمي»: 400 كيلو جرام ذهب حصيلة البنك المركزى من إنتاج شركة «شلاتين»

د. حسام العجمى، الخبير فى مجال أبحاث وتقارير تداول الذهب، قال لـ«الوطن»، إن الذهب وسيلة تحوط جيدة ضد التضخم والتغيرات الاقتصادية، خاصة أنه لا يفقد قيمته بل العكس صحيح، وخلال الفترة الأخيرة أصبحت أسعار الذهب المحلية تعتمد بشكل كبير على السعر العالمى، فكلما تحرك السعر عالمياً سواء بالارتفاع أو الانخفاض، يحدث هذا غالباً فى السوق المحلية إذا لم يكن هناك مؤثر أقوى من السعر العالمى، ولفت إلى أن التجار المحليين يتجهون لتصدير كميات الذهب الفائضة لديهم، خاصة مع زيادة حجم الإنتاج المحلى.

«عبدالله»: الشركات المحلية تتجه للتصدير لتوفير حصيلة دولارية للدولة

وأوضحت البيانات الرسمية تسلم البنك المركزى المصرى 400 كيلو جرام من الذهب من شركة «شلاتين»، للثروة المعدنية فى النصف الأول من العام الحالى 2024، لترتفع الكمية التى تسلمها البنك بنسبة 23% مقارنة مع النصف الأول من عام 2023، وقال ممدوح عبدالله، عضو مجلس إدارة شعبة المعادن والذهب باتحاد الصناعات، إن بعض الشركات المصرية نجحت فى تصدير شحنات جديدة من الذهب للسوق الأمريكية بكمية بلغت 20 كيلوجراماً من المشغولات الذهبية بأحدث الأشكال والموديلات، فى إطار خطة الوجود فى الأسواق الخارجية وزيادة صادرات مصر للخارج كمصدر للعملة الأجنبية، خاصة أن هذه المشغولات تمثل قيمة مضافة للذهب.

وأضاف «عبدالله» أن شحنة الذهب التى يتم توجيهها للأسواق الخارجية العالمية، تأتى كمحاولة للتوسع فى تصدير الذهب المصنع محلياً للأسواق المختلفة، مشيراً إلى أن السوق الأمريكية إحدى أهم أسواق الذهب والمعادن فى العالم، والتصدير يمثل نقطة انطلاق مهمة لوجود المنتجات المصرية فى الأسواق الدولية، حيث نجحت الشركات فى تصدير عدد من الشحنات للأسواق العالمية، موضحاً أن السوق الأمريكية لم تكن الوحيدة التى تم تصدير الذهب المصرى إليها، ولكن يتم التصدير للعديد من الدول، من بينها السعودية والإمارات وغيرهما من الدول التى تعتبر سوقاً جيدة للمشغولات الذهبية المصرية.

ولفت إلى أن حصيلة تصدير المشغولات الذهبية تعود للسوق فى صورة ذهب خام، ووجه الاستفادة هنا هو تشغيل المصانع وكذلك الحصول على المصنعية بالدولار وهذا يعنى حصيلة دولارية للدولة، كما أن التوسع فى التصدير يسهم فى تشغيل عمالة أكبر فى المصانع والتوسع فى تشغيل المصانع لفترات إضافية، ولن يؤدى التصدير للخارج إلى نقص معروض الذهب فى مصر، لأننا نقوم بتصدير مشغولات بقيمة مضافة مصرية ويعود لنا الذهب فى صورة خام نقوم بإعادة تصنيعه مرة أخرى، وهذا يسهم فى تحريك السوق ويؤدى إلى تشغيل المصانع المختلفة.

وعلى هامش منتدى مصر للتعدين، أشادت الشركات الدولية بمصر، فيما قال مارتن هورجان رئيس شركة سنتامين العالمية للذهب، إنه لاحظ خلال 4 سنوات ماضية تحولات هائلة وفرصاً كثيرة فى مصر من الجيد استثمارها، وأكد استمرار دعم العمليات لشركته فى مصر: «نثق فى مصر، وقمنا كشركة سنتامين بإحضار شركة باريك العالمية للعمل فى مصر لإثراء السوق المصرية بصناعة التعدين»، لافتاً إلى حرصه على الشراكة الجيدة للغاية مع وزارة البترول والثروة المعدنية والعمل معها على مواجهة التحديات وتحقيق مزيد من النجاحات والحفاظ على منجم السكرى كمنجم من الدرجة الأولى عالمياً وتعد الكوادر المشغلة له أغلبيتها من المصريين.

«آتون ريسورسز» تعلن بدء الإنتاج 2026 وتشيد بالحوافز المقدمة من مصر.. و«سنتامين»: فرص استثمارية كبيرة جعلتنا نتعاون مع «القاهرة»

من جانبه، أكد تونو فاك، رئيس شركة «آتون ريسورسز»، التزام شركته بالعمل والنمو فى مصر باعتبارها شريكاً مهماً، مشيراً إلى أن لديها برنامج عمل لتنمية كشفها التجارى للذهب وبدء الإنتاج فى عام 2026، مشيداً بالتعاون الوثيق مع الوزارة وهيئة الثروة المعدنية، وجاذبية القانون الجديد للتعدين فى مصر ووضوح المعلومات مقارنة بالدول الأخرى وهو ما يدعمنا للاستثمار بقوة فى الإمكانات الكبيرة المتاحة فى مصر، مبدياً تفاؤله بتحقيق نجاحات أخرى.

وأوضح ديفيد هاربر، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة «جيو دريل»، للحفر الاستكشافى، إيمان شركته بما تقدمه الحكومة المصرية من تشجيع للاستثمار، لافتاً إلى أنها ستعمل على استغلال خبراتها الممتدة على مدار 26 عاماً فى عدد من المناطق، من ضمنها قارة أفريقيا لتحقيق المزيد من الوجود القوى بالسوق المصرية واستغلال علاقاتها مع 200 شركة ناشئة صغيرة لديها القدرات والمهارات للقيام بأعمال البحث والاستكشاف والتعاون معها فى مجال التعدين، فيما أكدت مؤسسة «وود ماكنزى» اهتمام الحكومة المصرية بالمستثمرين وتذليل العقبات وجذب الاستثمارات الجديدة وهو ما يعد رسالة إيجابية مطمئنة.

 

المصدر: الوطن