من الطعام إلى العزل.. طقوس رعاية الأم بعد الولادة في الثقافات المختلفة
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
"النفاس" هو الفترة التي تلي الولادة مباشرة، ويُنظر إليها في الثقافات المختلفة باعتبارها مرحلة حرجة وفترة محفوفة بالمخاطر، وقد أفادت دراسة أجريت عام 2010 أن هذه الفترة تحدد عالميا بـ40 يوما، وتشتمل على طقوس خاصة لتوفير الدعم والرعاية والتغذية للأمهات الجدد.
وتختلف عادات وطقوس ما بعد الولادة في الثقافات المختلفة فتعرف في الصين "زو يوزي" وفي تايلند "تو فاي" وفي كوريا "شامشيليل"، ومعظمها تسعى لهدف واحد، وهو ضمان التعافي بعد الولادة والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية للأمهات، حتى وإن اختلفت المسميات.
وفيما يلي بعض من ممارسات ما بعد الولادة في 9 دول مختلفة، وإن لم تطبق بشكل كامل حاليا نظرا لارتفاع معدلات الهجرة بين البلدان والتنوع الثقافي الناتج عن ذلك.
في كوريا، يسمى تقليد ما بعد الولادة بـ"شامشيليل" أي 3 أسابيع من الرعاية المتخصصة للحفاظ على راحة الأم (شترستوك) التخلص من سموم الجسم بالتدليكفي الهند، تحظى فترة ما بعد الولادة بأهمية كبيرة في النظام التقليدي الهندي للشفاء "الأيورفيدا" ويطلق عليها فترة "الاحتجاز"، إذ تبقى المرأة في منزل أهلها 6 أسابيع أي حوالي 40 يوما تقريبا، ولا ينبغي لها القيام بأي أعمال منزلية أو أنشطة شاقة لتجنب هبوط الرحم.
وتتناول الأعشاب والأطعمة اللينة والمغذية، ويُقدم لها الحليب يوميا بعد غليه 3 مرات لتفتيت البروتين به وإضافة السمن المذاب والتوابل الخاصة حتى يسهل هضمه.
يتم تدليك الأمهات الجديدات بالزيت الساخن يوميا من قبل أحد أفراد أسرتها أو فني من ذوي الخبرة، وتستخدم في التدليك زيوت مغذية مثل السمسم وجوز الهند والزيتون ويُتبع بحمام دافئ بالأعشاب، وخاصة أوراق النيم التي تعمل كمطهر طبيعي.
ولا ينبغي استخدام الصابون التجاري، وبدلا من ذلك يتم استخدام عجينة من دقيق الحمص ممزوجة بالقليل من مسحوق الكركم وملعقة صغيرة من كريمة الحليب كصابون بديل، ولتسطيح البطن يتم ربطه بعد الاستحمام بـ"سارٍ" أو قطعة قماش من القطن.
ومن القيود المفروضة على النفساء في الهند، عدم القراءة أو مشاهدة التلفاز وتجنب الصراخ أو البكاء أو الانخراط في محادثة مرهقة والنوم كلما نام الطفل.
وفي كوريا، يسمى تقليد ما بعد الولادة الكوري "شامشيليل" أي 3 أسابيع من الرعاية المتخصصة للحفاظ على دفء الأم والعمل على راحتها وتغذيتها، وخلال تلك الفترة تتناول الأمهات الجديدات "مييوكجوك" عدة مرات في اليوم، وهو حساء تقليدي من الأعشاب البحرية مع لحم البقر أو الدجاج لتعزيز الدورة الدموية واستعادة العناصر الغذائية المفقودة، ويحظر تناول الأطعمة الباردة والمثلجة لتجنب مشاكل الأسنان لاحقا.
وفي بعض أجزاء من كوريا يحرص الأهل على تعليق حبل من أغصان الصنوبر أو الفلفل الأحمر عند مدخل المنزل للإعلان عن ولادة طفل، ووفق معتقداتهم فإن هذا الحبل يعمل كمؤشر لتحذير الغرباء أو أي امرأة في حالة حداد أو أي شخص قد سافر مؤخرا من دخول المنزل، إذ إنهم يشكلون خطرا على الأم والطفل وزيارتهم تقلل من إدرار حليب الثدي.
وفي إندونيسيا، تضاء الأنوار الساطعة في المنزل لمدة 40 يوما، وتزور القابلة الأم يوميا لتدليكها وإطعامها "الجامو" وهو خليط مغذي من صفار البيض وسكر النخيل والتمر الهندي والأعشاب الطبية، وتشد الأم بطنها بلفافة لتعزيز شفاء الرحم، أما المشيمة، فتوضع بجوار الأم طوال فترة نفاسها، اعتقادا بأنها تحمل قوة روحية واقية من العدوى والمرض.
أما في تايلند، ينتشر تقليد "تو فاي" وهي ممارسة ترتدي فيها الأم ملابس تحفظ حرارة جسمها وتلتف بالبطانيات وتستلقي على سرير خشبي فوق نار دافئة لمدة 30 يوما لطرد الدم المحتجز وارتداد الرحم وعودة البطن لحجمه الطبيعي وإزالة علامات التمدد الناتجة عن الحمل ومنع آلام الظهر، ويتم تدليك الأم كذلك بالملح الساخن لتخفيف آلام الأوتار والعظام ومنع تجلط الدم.
في تركيا، بعد عملية الولادة يُقدم للأم "شربات النفاس" وهو مشروب تقليدي من مغلي الماء والسكر والقرفة والقرنفل (شترستوك)التقليد الصيني، طقوس التعافي بعد الولادة في الصين يطلق عليها "زو يو زي" أو شهر الرعاية، ووفقا للمعتقدات الصينية فإن المرأة التي تتهرب من هذه الممارسة تصاب بالأرق والتعرق الليلي المفرط وتساقط الشعر، ولهذا ينبغي عليها البقاء في منزل حمويها 30 يوما وارتداء ملابس بأكمام طويلة وجوارب لاستعادة توازن قوى الجسم "الين واليانج"، وعليها أن تتجنب الأطعمة والمشروبات الباردة وتلتزم بنظام غذائي صحي يركز على حساء السمك والبابايا، ووفق هينج أو مؤلف كتاب: "الأربعون يوما الأولى" فإن هذه الممارسات تحولت مؤخرا إلى تجارة وتخصصت بعض الفنادق في تقديم هذه الخدمة مقابل مبالغ باهظة.
وفي اليابان، تؤمن المرأة اليابانية بفكرة الولادة بدون مسكنات للألم أو تخدير، وهو اعتقاد بوذي بأن المرأة يتوجب عليها تحمل آلام المخاض كاملة، وبعد الولادة تبقى الأم في منزل والديها لفترة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعا ولا تغادر فراشها 21 يوما للتعافي وتعزيز الترابط مع طفلها، وتتناول طعاما مغذيا.
في المكسيك، اعتادت الأمهات الجديدات على الالتزام بفترة "كوارنتينا" وتترجم إلى "الحجر الصحي" لمدة 40 يوما، وينبغي غلق جميع النوافذ والأبواب للحفاظ على الأم والطفل من قوى الشر التي قد تصيبهما بمكروه، وفق معتقدات الناس هناك.
في مصر، يعتقد المصريون أن جسد المرأة يكون "مفتوحا" بعد الولادة وعرضة للهواء، لذا ينبغي أن تبتعد النفساء عن أي مصدر للهواء وتتجنب غسيل الشعر وتمشيطه خلال الأسبوع الأول على الأقل، ولا تسير إلا والحذاء في قدميها، كذلك تحرص على تناول الدجاج المسلوق ومشروب الحلبة الساخن أو "المُغات"، وتتجنب الأطعمة والمشروبات الباردة.
تركيا: بمجرد إتمام عملية الولادة يُقدم للأم "شربات النفاس" وهو مشروب تقليدي من مغلي الماء والسكر والقرفة والقرنفل وملون الطعام الأحمر، وتشربه الأم طوال فترة راحتها في المنزل والتي غالبا ما تكون 20 يوما.
الولادة في حظائر الأبقارما سبق كان بعض العادات التي تضمن رعاية المرأة بعد الولادة، ولكن ثمة ثقافات أخرى تؤمن بأن دم الولادة يصيب النساء بـ"النجاسة" وأن قبرهن يظل مفتوحا 40 يوما، ولهذا وفي المناطق النائية من نيبال يتم عزلهن وإجبارهن على الولادة في حظائر الأبقار، بينما ينعزلن في أكواخ لمدة 40 يوما في زائير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ما بعد الولادة بعد الولادة فی
إقرأ أيضاً:
17 ركنًا توعويًا لمنع وتقليل الولادة المبكرة بالعوامية
أقامت شبكة القطيف الصحية 17 ركنا في فعالية اليوم العالمي للأطفال الخدج في مشروع الرامس وسط العوامية، لتوعية المجتمع بخطر الولادة المبكرة للأطفال الخدج، والتي تسهم في منع الولادة المبكرة أو التقليل منها، حيث تشهد المملكة ولادة أكثر من 60 ألف حالة ولادة لأطفال خدج سنوياً.
وأوضحت استشارية حديثي الولادة ومنظمة فعالية اليوم العالمي للأطفال الخدج بشبكة القطيف الصحية الدكتورة مي الحسن، أن الفعالية تعتني بالأطفال الخدج، وهي فعالية عالمية تقام كل عام في 17 نوفمبر، وتهدف إلى التوعية بالولادة المبكرة وتركز على الطفل الخديج والمشاكل الصحية التي يتعرض لها ونشر التعاطف مع الأسر التي يوجد لها أطفال خدج.
أخبار متعلقة اليونيسف تتوقع معدل بقاء الرضع على الحياة إلى 98% بحلول عام 2050"تعليم مكة" يحتفي باليوم العالمي للطفل 2024"البريد السعودي" يُصدر طابعًا بريديًا عن اليوم العالمي للجودة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 17 ركنًا توعويًا لمنع وتقليل الولادة المبكرة بالعوامية 17 ركنًا توعويًا لمنع وتقليل الولادة المبكرة بالعوامية 17 ركنًا توعويًا لمنع وتقليل الولادة المبكرة بالعوامية var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });العناية بالطفل الخديجوقالت: يتواجد في المملكة العربية السعودية أكثر من 60 ألف طفل خديج يولد سنويا، والطفل الواحد يكلف أكثر من 100 ألف لعلاجه، كما يتعرض هؤلاء الأطفال إلى مشاكل تشمل التنفس والتغذية وفي المناعة، وبعد أن يصلوا إلى وزن معين يكونوا أفضل وتتحسن صحتهم ويزيد وزنهم وهذا يؤهلهم بأن ينتقلون إلى المنزل، بعدها تبدأ محطة ورحلة أخرى بالعناية بالطفل الخديج من خلال العناية الطبية الصحية المساندة.
وأكدت الحسن، أن الهدف من هذه الفعالية التي نقيمها منذ عام 2014 م ونحن اليوم في الرحلة 11 هو منع الولادة المبكرة وتقليلها من خلال توعية الأمهات بأعراض الولادة المبكرة وسبل علاجها، بالإضافة لتواجد أركان عديدة شاملة ورحلة الطفل الخديج من المستشفى إلى غاية خروجه من المستشفى، والهدف هو نشر الوعي حيث نعلم الوالدين أفضل الطرق العناية بالطفل ونكتشف الإعاقات مبكرا نتدخل في العلاج مبكرا مما يساهم من تقليل الإعاقة وتقليل العبء النفسي على الوالدين.