عرب ومسلمو أميركا في انتخابات 2024.. لمن سيصوتون؟
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
على الرغم من أن نسبة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة ضئيلة بعض الشيء، إلا أنها يمكن أن تحدث الفارق في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، وخاصة في بعض الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تُحسم بفارق عدد صغير جدا من الأصوات.
في البداية من المهم التعرف على الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين، فهم في الحقيقة ليسوا كتلة واحدة، بل عبارة عن تجمعات منتشرة في ولايات مختلفة.
ووفقا للمعهد العربي الأميركي، فإن ربع الأميركيين العرب فقط، وعددهم 3.7 مليون نسمة، مسلمون والغالبية العظمى منهم هم في الواقع مسيحيون.
وبالمثل، فإن العديد من الأميركيين المسلمين هم من جنوب آسيا أو من السود أو من عرق آخر غير عربي، كالإيرانيين والأفغان مثلا.
ومع ذلك يمكن لأصوات العرب والمسلمين، التي تشكل حوالي 1 بالمئة من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة، أن تحسم النتائج في بعض الولايات التي تعتبر مفتاحية ومهمة.
كذلك تعتمد الميول والتوجهات السياسية للناخبين العرب والمسلمين، على عدة عوامل، ومنها العمر والقضايا الداخلية، لكن التأثير الأكبر يعتمد على ما يجري في الشرق الوسط.
يقول الباحث في معهد الدراسات المتقدمة بجامعة فيرجينيا بيتر سكيري إن ولاءات العرب والمسلمين للحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة تغيرت على مدى العقود الماضية، فتارة كانت تذهب للحزب الجمهوري وفي مرات أخرى للحزب الديموقراطي.
ويضيف سكيري في مقابلة مع موقع "الحرة" أن أحداث الـ11 من سبتمبر كانت نقطة مفصلية في توجهات الناخبين العرب والمسلمين.
قبل هذه الهجمات وفي انتخابات عام 2000 تحديدا، كانت غالبية قادة المنظمات من المسلمين والعرب، ما عدا أولئك من أصول افريقية، يميلون بشكل واضح نحو الحزب الجمهوري ودعم المرشح آنذاك جورج بوش، وفقا لسكيري.
تغير الوضع تماما بعد تلك الهجمات، حيث مالت الكفة للديمقراطيين، لكن مع ذلك لا يعتقد سكيري أن لدى أي من الحزبين دعما ثابتا من قبل المسلمين أو العرب في الولايات المتحدة.
فعلى سبيل المثال، تعرض الرئيس الحالي جو بايدن لانتقادات واسعة من قبل قواعد الحزب الديمقراطي الشعبية من العرب والمسلمين في الانتخابات التمهيدية على خلفية سياسات إدارته تجاه ما يجري في غزة.
وأعرب ما يزيد قليلا عن 100 ألف مشارك في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في ولاية ميشيغان عن "عدم التزامهم" بالتصويت لجو بايدن.
صوت حاسم في ميشيغانيقطن الكثير من الأميركيين العرب والمسلمين هذه الولاية الواقعة في الغرب الأوسط، ودعموا سابقا بايدن وساهموا في فوزه عام 2020، على حساب دونالد ترامب.
الانتصار في ميشيغان يُنظر إليه على أنه حاسم للفوز بالانتخابات في البلاد ككل، وقد فاز فيها دونالد ترامب بفارق نحو 10 آلاف صوت فقط في عام 2016، فيما فاز فيها بايدن بفارق نحو 150 ألف صوت في عام 2020.
يبلغ عدد العرب الأميركيين الذين يصوتون في هذه الولاية حوالي 310 ألف، وبالتالي يمكن لأصوات العرب والمسلمين هناك أن تصبح "حاسمة" في الانتخابات.
لا يعتمد النظام الانتخابي في الولايات المتحدة على الأصوات الكلية في عموم البلاد، بل أصوات كل ولاية على حدة.
ويقول سكيري إن "هذا النظام الفريد من نوعه يمنح الأقليات في الولايات الأميركية تأثيرا أكبر على نتائج الانتخابات، وبالتالي يكون صوتها مهما مقارنة فيما لو كان النظام يعتمد على مجمل أصوات الناخبين".
ويضيف سكيري أن "هذا يعني أن من المهم أن تقوم الأقليات الدينية أو العرقية في مثل هكذا ولايات بتنظيم نفسها جيدا والعمل على توحيد أصواتها من أجل أحداث تأثير أكبر في السياسة الأميركية".
عوامل تؤثر على قرار الناخبينوفق استطلاع للرأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في منتصف مايو الماضي، كان لملف الحرب في غزة النصيب الأكبر للطريقة التي سيصوت بها نحو 70 بالمئة من عرب الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يتفق سكيري مع هذا الرأي ويرى أن الصراع في الشرق الأوسط سيحظى بالتأثير الأكبر في الانتخابات المقبلة، لكنه يعتقد في الوقت ذاته أن هناك عوامل أخرى داخلية يمكن أن تغير مزاج الناخبين، ومن أهمها القضايا الاقتصادية والتأمين الصحي وتمويل المدارس الإسلامية.
بالتالي ليس من الحكمة اعتبار تصويت الناخبين العرب والمسلمين للديمقراطيين أمرا مفروغا منه، بحسب سكيري، الذي يشير إلى أن من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن مستوى الدعم لترامب في صفوف المسلمين والعرب ليس معدوما تماما، هناك أعداد لا بأس بها من الداعمين له".
وبرزت هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة بعد أن أنهى بايدن مساعيه لإعادة انتخابه يوم الأحد الماضي استجابة لمعارضة شديدة من زملائه الديمقراطيين الذين شككوا في قدرته على الفوز أو أداء المهام الرئاسية لمدة أربع سنوات أخرى.
وغيرت نائبة الرئيس البالغة من العمر 59 عاما شكل السباق الرئاسي وضخت طاقة جديدة في صفوف الديمقراطيين.
وكانت هاريس أول امرأة سوداء وأول أميركية من أصل آسيوي تشغل منصب نائب الرئيس. وستدخل التاريخ أيضا في حالة تغلبها على الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويلفت سكيري إلى أنه "في الوقت الحالي الغالبية من أصوات الناخبين لعرب والمسلمين تميل لكامالا هاريس، لكن في نفس الوقت من الصعب التكهن بما سيحدث من هنا وحتى يوم الانتخابات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة العرب والمسلمین فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية 2024.. سلطات بنسلفانيا تحقق في طلبات مشبوهة لتسجيل الناخبين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن سكرتير ولاية بنسلفانيا الأمريكية إيل شميدت، عن تحقيق سلطات الولاية في قضية تزوير محتمل لطلبات تسجيل الناخبين في إحدى مقاطعات الولاية.
وقال شميدت خلال مؤتمر صحفي له، الأحد: "أود التأكيد أن الحديث لا يدور عن أوراق الاقتراع، بل عن طلبات التسجيل"، مؤكدا أن حكومة الولاية تتعاون مع السلطات المحلية في مقاطعة لانكاستر التي تم رصد الطلبات المشبوهة فيها، وتقدم كل الدعم الضروري للتحقيق.
وأشار السكرتير إلى أن الكشف عن الوثائق المشبوهة وضبطها يجب أن يعزز الثقة بآليات الحماية للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكانت الأجهزة الأمنية والسلطات الانتخابية في مقاطعة لانكاستر في ولاية بنسلفانيا الأمريكية قد أعلنت في أواخر أكتوبر الماضي عن اكتشافها طلبات تسجيل مشبوهة للناخبين، كانت عليها تواقيع متشابهة وعناوين إقامة غير صحيحة.
وبدأت السلطات بالتحقق من صحة نحو 2500 طلب مشكوك فيه، دون أن تكشف عن عدد الطلبات التي تم اعتبارها مزورة.
وفي هذا السياق أعلن المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب عن "تزوير الأصوات" في مقاطعتي يورك ولانكاستر في ولاية بنسلفانيا، لكن سلطات مقاطعة يورك لم تؤكد صحة مزاعمه، وسلطات لانكاستر أكدت أن التحقيقات تخص طلبات التسجيل للناخبين، وليس الأصوات في الانتخابات.
وتجدر الإشارة إلى أن انتخابات الرئاسة ستجري في الولايات المتحدة يوم 5 نوفمبر الجاري، حيث سيتنافس الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس على منصب الرئاسة.
وحسب التقارير الإعلامية، قد أدلى أكثر من 72 مليونا من الناخبين الأمريكيين بأصواتهم في التصويت المبكر في انتخابات الرئاسة.