لجريدة عمان:
2024-09-07@21:37:55 GMT

مسألة ثلاثية الأبعاد

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

تتمحور المسألة هنا حول ثلاثة أبعاد رئيسة، هي: (القيم، والقانون، والقوة) والسؤال الاستدراكي، هو: أي هذه الثلاثية لها فضل السبق في مسارات الحياة وتفاعلات الأفراد فيما بينهم؟ فالقيم لوحدها لا تكفي لتصويب تفاعلات الأفراد فيما بينهم، فوق أنها مصنفة ضمن احتمالات الضعف، فالمتسامح لا ينظر إلى تسامحه على أنه قوة، بل ينظر إليه من باب الضعف، والقانون لا يمكن أن يحل محل القيم بصورة مطلقة، فهناك ممارسات تحكمها القيم أكثر من القانون، ولا يمكن أن يتصادم القانون مع القوة فيرجعها إلى حيث منطلقها الأول، ففي مواقف معينة يستخدم القانون القوة، مع احتمالية أن اختراق القانون، فلا تحميه القوة، ولا تنقذه القيم، وبالتالي يبقى في تأثيره مثلبة لا يمكن رتقها، وهناك الكثير مما يحدث بين الأفراد لا يمكن أن يحسمه القانون؛ حيث يعود تشكل الدائرة من جديد بمعززات القيم، والقوة بمجالاتها: المادية، والوجاهية، والمناصب الإدارية، التي قد يتخذها البعض مرتكزا لتحقيق ما يريده، وبالتالي قد ينحصر هذا التأثير في دائرة ضيقة ومغلقة، لا يمكن اتساعها إلى درجة الاعتماد المطلق عليها، إذن والحال كذلك لا يمكن النظر إلى هذه الأبعاد الثلاثية كمفردات فاعلة بذاتها، بل لا بد أن تتكامل مع بعضها البعض، ومتى تكاملت في ذات الاتجاه، فإنها تؤشّر إلى تسامي الخير على الشر، وانتفت مقولة «الحق لا يؤخذ إلا بالقوة».

ولذلك أرى أنه من المفاهيم المغلوطة في الثقافة العامة الترويج لهذه المقولة: «الحقوق لا تؤخذ إلا بالقوة»، وهو من المفاهيم التي كرست في عقلية العامة والخاصة على حد سواء، وهو مفهوم مغلوط إلى حد كبير في حقيقته وفي تنفيذه، وإذا استوعبه البعض على هذا الأساس؛ فإن هذا الاستيعاب يعود إلى التسليم المطلق دون التأمل في حقيقته الفعلية، ولو كان لأمر كذلك؛ ووفق هذه المقولة لما نال أي إنسان أي حق من حقوقه، لا البيولوجية (الأكل، والشرب، والتنفس، ولا الإنسانية كالعواطف، والغرائز المختلفة)، ولا المدنية، ولا الاجتماعية، ولا التشريعية، ولحلت شريعة الغاب على كل أنشطة الإنسان في الحياة. وبقدر بداهة المفهوم، فإنه في الوقت نفسه، يحمل معانيَ ضمنية؛ من بينها استشعار حالة توجس دائمة تجاه الآخر، وأن هذا الآخر لا يجب أن يُؤمن جانبه، وبالتالي مقابلته بكثير من الحذر، والحذر هو جزء من القوة، ومنها تجاوز أثر القيم الإنسانية التي يحتكم عليها الناس في مختلف تعاملاتهم اليومية، وتحويل العلاقات القيمية إلى علاقات مقايضة مستمرة (واجب مقابله واجب، وحق مقابله حق) وهذا أمر لا يمكن تحمله؛ بسبب تفاوت الناس وتبايناتهم المختلفة المادية والمعنوية على حد سواء، فوق أنه مزعج إلى حد كبير.

أتصور شخصيا، أن في محاولة إقناع الآخر بمثل هذا المفهوم فيه شيء من زرع عدم الثقة بالنفوس من ناحية، وبالآخر من ناحية ثانية، وهذه واحدة من مخلفات الاستعمار البغيض الذي ألبس حياة الناس بالتوجس والخوف، وربط ذلك كله بثيمة «الأمن» المطلق لبقاء الحياة آمنة، وحتى تظل هذه الثيمة مهيمنة على الأمم، وأن ليس لها مجال رحب للاطمئنان والعيش بسلام بدونه، فتظل الأجواء مشحونة بالخوف والترقب، وأن هناك عدوا مرتقبا وعما قريب سيحل في داركم، وهذه إشكالية موضوعية لواقع حياة الناس وثقافتهم ووعيهم؛ ليظلوا مرتهنين في أمنهم وسلامتهم على الآخر البعيد، فالقريب لا مأمن منه، إلا بوجود قوة خارجية رادعة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن

إقرأ أيضاً:

قريبا.. تفاصيل حفل عمر خيرت بـ الشيخ زايد

يحيي الموسيقار عمر خيرت، حفلا ساهرا بالشيخ زايد، وذلك يوم 19 سبتمبر الجاري.

ويقدم عمر خيرت خلال الحفل مجموعة من أشهر مقطوعاته التي يعشقها الجمهور ويتفاعل معها، أبرزها «ضمير أبلة حكمت، البخيل وأنا، خلى بالك من عقلك، وجه القمر، مسألة مبدأ، ليلة القبض على فاطمة، قضية عم أحمد، صابر يا عم صابر، إعدام ميت، عارفة، غوايش، اللقاء الثاني، العاصفة»

وغيرها من المقطوعات المتميزة.

أسعار تذاكر حفل عمر خيرت

ومؤخرا طرحت الشركة المنظمة لـ حفل عمر خيرت، التذاكر للحجز الإلكتروني عبر موقع ticketsmarche، وجاءت أسعار التذاكر مقسمه لـ 5 فئات وهي: «1750 جنيه مصري، 2200 جنيه مصري، 2800 جنيه مصري، 3500 جنيه مصري، 4500 جنيه مصري».

آخر حفلات عمر خيرت

وكانت آخر حفلات عمر خيرت بمهرجان القلعة والذى قدم فيه حفله بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة قيادة المايسترو ناير ناجي، منها: مسألة مبدأ وزي الهوا، بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة قيادة المايسترو ناير ناجي، ومن أشهر المقطوعات الفنية مسألة مبدأ، وزي الهواء، وصابر يا عم صابر، إعدام ميت، والبخيل وأنا، قضية عم أحمد، ليلة القبض على فاطمة، ضمير أبلة حكمت، وغيرها من المقاطع الخالدة.

اقرأ أيضاًأحمد فتحي: لن أنسى نظرة التقليل التي رأيتها في عيون أقاربي قبل الشهرة

حقيقة حذف من يمتلك تكييفين من بطاقات التموين «فيديو»

مقالات مشابهة

  • الوجه الآخر للفنان حلمي التوني.. موقف مؤثر في حياة «مي» عمره 23 عاما
  • محور فيلادلفيا: ورقة تفاوضية أم مصلحة استراتيجية إسرائيلية؟
  • في المسألة خلاف
  • خطبة الجمعة: لماذا يتهاون بعض الناس بقدسية الزواج؟!
  • مديرية الشباب والرياضة بالجيزة تطلق مبادرة حكاية وصورة لغرس القيم الوطنية
  • قبيسي: الفريق الآخر رفض الحوار وترك لبنان في حال انقسام من دون رئيس
  • قريبا.. تفاصيل حفل عمر خيرت بـ الشيخ زايد
  • منتخبنا يتفوق على قطر بـ «ثلاثية» في تصفيات «المونديال»
  • التفاصيل الكاملة لمسلسل "ديبو" بطولة محمد أنور قبل عرضه
  • "الإبداع الزماني والمكاني" في نقاشات مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد